بقلم نهال عبد الواحد
و ذات يوم دخلت سلمى عليه في الحجرة وكان شاردًا يدخن بشراهة، جلست جواره رافعة إحدى حاجبيها وأهدرت: وكمان سجاير، ده الموضوع كبير كده.
التفت إليها بإنتفاضة خفيفة وقال: بتقولي حاجة؟
- لا ده انت مش هنا خالص، بصراحة إنت كده من فترة، إيه! آن الأوان!
فهز رأسه بأن نعم ثم قال: بصراحة في موضوع مهم.
وفجأة انتابها شعور بضيقة تعتصر صدرها لم تعرف سببه ولم تأبه له فقالت: خير!
- إنتِ عارفة إني بعمل دبلومات بالمراسلة مع الجامعة ف روسيا.
- آه ضرتيني الشغل والمذاكرة، الشغل ولازقتلك فيه، لكن المذاكرة تقيلة على قلبي ما صدقت خلصت بلا رجعة.
- في دبلومة عالية شوية ونفسي أخدها بس مكلفة أوي.
- وماله حبيبي، احسبها ونشوف، ممكن نضغط مصاريفنا، وممكن...
- الموضوع مش كده خالص، الجامعة قدمتلي أوفر إني آخدها من غير فلوس.
- ليه؟ هي الحداية بتحدف كتاكيت!
- مقابل إني أشتغل هناك ف التدريس و أعمل دراساتي وهم عليهم التيكيت و الإقامة وكل حاجة ومرتب كمان.
- وشغلك اللي هنا؟ واسمك اللي بيكبر ف السوق؟! هتسيب كل ده؟
- البركة فيكِ يا قلبي، إنتِ فهمتي كل حاجة وثقتي فيكِ مالهاش حدود، و ده توكيل رسمي عشان تقدري تمشي الشغل.
- ده انت خت القرار!
- بعتولي التيكيت إنهاردة، ومسافر الخميس...
ظل يتحدث ويتحدث دون أن ترد أو حتى تسمعه وفجأة وقفت وقالت: تصبح على خير.
- سلمى! إنتِ سايباني و داخلة من غير...
- من غير ما إيه؟! إنت واخد القرار و استلمت التيكتس و عملت التوكيل وكل حاجة فاضل إيه؟ شنطة السفر! إن شاء الله.
وتركته...
صارت سلمى كل يوم تفعل كل شئ لكن بدون روح كأنها قد تبدلت، لم يجدها سليم كما عهدها فهي صامتة دائمًا و لأول مرة لم يستطع أن يتوقع ما تفكر فيه.وذات يوم كان عند والدته ومع أخيه.
سأله عمر: ياترى قولتلها؟
فهز سليم رأسه بأن نعم.
تابعت ليلى: طب إيه الأخبار؟
أجاب سليم بتيه: مش عارف، مش هي خالص، بتعمل كل حاجة من غير روح، ساكتة تمامًا ما بتتكلمش مش بتتناقش مش بتتخانق، حتى مش بتعيط.
صاحت ليلى: زعلان إنها مش بتعيط!
تابع عمر: الهدوء الذي يسبق العاصفة.
أنت تقرأ
(ولا في الأحلام 2) الجزء الثاني By:NoonaAbdElWahed
Romanceسليم&سلمي اتجوزوا بس يا تري شكل حياتهم بعد الجواز هيبقي إزاي هل الحب سيستمر أم ينتهي؟؟ هل هناك مزيد من الوجع والفراق؟ تري أين يذهب الحب؟ ولأين تأخذهم الحياة وتفعل بهم؟ - - - - - - سلمي:عايز إيه.... ليك عين تتكلم... ولا ناوي تكمل تهزييء وإهانة...