(الأخير)

3.4K 173 59
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

طُرق باب قاعة المحاضرات، كان شادي فأشار إلى سليم أن يخرج فخرج.

عقد سليم حاجبيه سأله: في إيه؟

تابع شادي: هكمل المحاضرة مكانك،  ولو عايز كمان باقي محاضراتك إنهاردة.

وضع سليم يديه في جيبيه وتسآل: وده من إيه؟

- سلمى عايزاك.

- سلمى مين؟

ثم اتسعت عيناه وصاح بقلق: سلمى!
سلمى حصلها إيه! رد انطق...

أجاب شادي: سلمى كويسة جدًا وميه مية ومستنياك ف المكتب.

سأل سليم بتيه: أنهي مكتب؟

- هنا ف الكلية، المكتب بتاعنا.

جمع سليم أشياءه بسرعة، اتجه مسرعًا نحو المكتب و هو واجمًا، لا يفهم شئ، كانت سلمى جالسة في  المكتب تنتظره مثل أول مرة إلتقت به في الكلية و ما أن دخل باب المكتب و ملأ عطره المكان، وقفت سلمى مبتسمة فدخل، وقف أمامها يتأملها وهي بهيئتها المشرقة التي افتقدها منذ زمن طويل فابتسمت له وقالت: زي أول مرة وأنا ف سنة تالتة.

ظل ينظر إليها دون أن يعقب فاقتربت منه، عانقته وهمست في أذنه: حقك علي ما تزعلش مني،  وغلاوتي عندك لو لسه غالية عليك ما تزعلش مني.

أبعد يديها برفق ونظر في عينيها قليلًا ثم قال: إنتِ عارفة كويس إنك أغلى حاجة عندي، وماعنديش أغلى منك انتِ و ولادك، ليه بتمتحنيني الإمتحان الصعب ده؟! ليه أحس إني عاجز وفشلت كل محاولاتي اللي تساعدك؟ شايفك بتضيعي مني و واقف مش عارف اعملك حاجة، عشان عملت كل حاجة وطلعت برضو من غير فايدة.

- خلاص صدقني مش هعمل كده تاني، مامي كمان كانت زعلانة مني أوي و...

قاطعها بصدمة: مامي مين؟!

أجابت سلمى بهدوء: مامي رقية.

فسكت و وجم فأكملت: أنا مااتجننتش دي جاتلي ف الحلم...

وقصت عليه الحلم، فأهدر سليم بحزن: بأه كده يا سلمى! عايزة تروحي معاها وتسبيني! إنتِ فاهمة إني أقدر أعيش من غيرك! يحيي مااتحملش يعيش لحظة واحدة بعد رقية،  أنا ما سواش حاجة من غيرك ولا سليم وسلمى الصغيرين ولا خالد وخديجة.

فهزت برأسها أن لا، وقالت: يحيى و رقية.

فابتسم وقال: ماشي يحيى و رقية.

- يعني خلاص ياسليم.

- خلاص ياعيون سليم يا قلب سليم من جوة،  بصي أنا انهاردة قلبت المحاضرات و وزعتها لشادي بصي عايزك تسبيلي نفسك، تمام!

فضحكت وقالت: تمام.

عادت الحياة من جديد بين سليم وسلمى واستقرت حالتها.

(ولا في الأحلام  2)  الجزء الثاني    By:NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن