بقلم نهال عبد الواحد
بدأ الجميع يتحرك ليكرموا موتاهم، يعدوهما لمثواهما الأخير، عادوا من جديد عند صلاة الظهر، لكن لصلاة الجنازة فتلك كانت رغبتهما الصلاة عليهما في المسجد النبوي ثم دفنوا.
بالطبع لم يسافر أحد، ظلوا فترة يقيمون في بيت يحيى حتى محمود و زوجته.
كان كل واحد منهم غارقًا في ذكرياته معهما أو مع أحدهما سواء في هذا المنزل أو في أي مكان آخر، حتى توقفت الذكريات لليلة الأخيرة فقطع ذلك الصمت محمد.
قائلًا: بصوا ياجماعة بابا وماما رقية كانوا اتفقوا إننا كل صيف نتجمع ف مصيف ف مصر وكل اجازة نص السنة نيجي هنا، أنا شايفها كأنها وصية عشان يضمنوا لمتنا وأنا حابب أنفذها، وانتو معانا طبعًا يا سليم.
أومأ سليم: طبعًا من غير كلام ومرحب جدًا بالفكرة، ومهما كلفتني السفرية دي نيجي كل سنة إن شاء الله.
تابع محمود: وأنا كمان موافق.
قال محمد: بابا كان هيحجزلك إنت ومراتك إسبوعين، إنت مش مرتبط بمعاد الولادة، قول أحجزلك على إمتى؟
أهدر محمود معترضًا: سفر إيه ف الظروف دي؟
تابع محمد: إنت عريس جديد ومراتك مالهاش ذنب واحنا هنسافر وكل واحد لازم يرجع لحياته وعايز أطمن عليك قبل مااسافر، وبعدين عمرنا ما هننساهم بس أكيد مش هيفرحهم إننا نموّت نفسنا بالحيا.
أكمل سليم: محمد بيتكلم صح يا محمود إنت محتاج تغير جو وتحس بعروستك عشان تقدر ترجع لشغلك من جديد.
قال محمد: واحنا هنفضل مع بعض، خلاص يا سلمى إنتِ أختنا وإحنا اخواتك.
فجلس محمد ومحمود أمامها على المنضدة وهي تجلس واجمة تستند برأسها على كتف سليم الذي يحتضنها.
قال محمد يحاول المزاح: بصي بأه شئتي أم أبيتي إحنا اخواتك وخلان عيالك، وانت عمة ابني اللي جاي ده إن شاء الله.
تابع محمود: أيوة، حتى لو سليم زعلك ف يوم م الأيام هنط ف أول طيارة وأجيله فوق دماغه.
أكمل محمد: وانا جنبكم مش محتاج طيارات.
صاح سليم: يالا أهم اتفقوا عليّ عجبك كده!
فلم تجيب سلمى بكلمة ولا حتى إنفعال فنظر سليم إليهما هز رأسه بأن لا فائدة.
عادوا لأرض الوطن من جديد، اضطر سليم للتخلي عن حزنه الشديد، إخفاءه، الصمود أمامها وأمام طفليهما ليستطيع التخفيف عنهم والمرور بتلك المحنة خاصةً وهي حامل.
كان وجود رقية ويحيى جوهريًا في حياة الطفلين حتى وإن بعدت المسافات وقلت اللقاءات لكن كانا يقيمان معهما طوال اليوم في محادثاتهم الفيديو عبر الإنترنت، ففقدانهما قاسي عليهما مؤثر للغاية، لكن تدخل ليلى وسعيد قد حل الموقف لحد كبير.
أنت تقرأ
(ولا في الأحلام 2) الجزء الثاني By:NoonaAbdElWahed
Romantizmسليم&سلمي اتجوزوا بس يا تري شكل حياتهم بعد الجواز هيبقي إزاي هل الحب سيستمر أم ينتهي؟؟ هل هناك مزيد من الوجع والفراق؟ تري أين يذهب الحب؟ ولأين تأخذهم الحياة وتفعل بهم؟ - - - - - - سلمي:عايز إيه.... ليك عين تتكلم... ولا ناوي تكمل تهزييء وإهانة...