(18)

2.5K 116 8
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

وذات يوم طلب منها سليم أن تنتظره عند عالية فسيارته في التوكيل سيمر عليها هي وزينة ويعودون للمنزل معًا.

كان عند عالية ذلك اليوم أخت زوجها، جلس الجميع يتحدثون في أحاديث عادية حتى تحدثت تلك العمة لزينة بلؤم: جرى إيه يا زينة! مش تيجي تقعدي شوية عند عمتو؟

أجابت زينة: لأ، أنا بروح عند خالو وسلمى ونقعد نلعب كتير وبنتفسح وبأه عندي ألعاب جديدة كتير.

فتابعت العمة: طب ماانتِ هتلعبي كتير برضو عندنا ده أنا عمتو وانتِ هتكوني عند عمتو، مش الغريبة دي.

تدخلت سلمى باستياء: على فكرة ده بيت خالها يعني مش غريب.

فأردفت: قصدك إيه! هو جوز عمتها اللي غريب!

- أكيد مش زي خالها.

فقالت وهي تنظر لأخيها: جرى إيه يا زياد! هو انا هشحت بنت أخويا عشان تيجي تقعد عندي ولا إيه! ولا هو لازم يموتلي عيل عشان تخليها تقعد عندي.

نزلت تلك الكلمة على سلمى كالصاعقة زلزلتها و جرحتها بشدة وحاولت التماسك وحبس دموعها.

صاح زياد في أخته: كفاية بأه، ما تسكتي خلاص، لا عندك ولا عندها، عالية بأت كويسة و زينة هترجع بيتها وخلص الكلام على كده، معلش يا سلمى ما...

ولم تنتظر سلمى وخرجت مسرعة دون أن تلتفت لأحد، حاول زياد إيقافها لكن لم يفلح وأخذت سيارتها، انطلقت وكان سليم قادم عن بعد وقد رآها تتحرك بسيارتها دون أن تنتظره كما اتفقا فغضب من ذلك.

عاد سليم للمنزل فوجده مظلمًا فرابه ذلك المشهد، دخل يبحث عنها و عن زينة بقلق، فدخل حجرة النوم وكانت مظلمة تمامًا أيضًا، وجدها جالسة على السرير تحتضن رجليها إلى صدرها و تسند برأسها وتبكي في صمت فأوقد سليم النور.

تنهد سليم قائلًا: وده اسمه إيه إن شاء الله؟

فلم تعقب أو ترفع رأسها، فأكمل: مش احنا اتفقنا تستنيني ونروح سوا.

فلم تجيب أيضًا فالتفت حوله، وتسآل: أمال فين زينه؟ هي روحت!

فرفعت وجهها الباكي وهزت برأسها أن نعم فاقترب وجلس سليم جوارها مشفقًا عليها، تنهد بقلة حيلة وقال: عشان كده اللي انتِ فيه! طب ما كان مسيرها تروح بيتها، أكيد مش هتعيش هنا على طول، ممكن تهدي بأه، الموضوع مش مستاهل.

فصرخت في وجهه: كفاية بأه!

و وضعت رأسها علي وسادتها ودثرت نفسها تواليه ظهرها وتكمل بكاءها.

لقد زاد الأمر صعوبة يومًا بعد يوم، انعزلت سلمى تمامًا عن كل شيء لا تتحدث مع أي إنسان أبدًا، وحتى إن فعلت أي شيء ففي صمت تام، والهاتف صارت لا تشحنه أصلًا، لاترد على هاتف المنزل، لا تخرج أبدًا مهما ألح عليها سليم.

(ولا في الأحلام  2)  الجزء الثاني    By:NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن