(12)

2.6K 124 13
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

كانت سلمى تتحدث بانفعال شديد، شبه انهيار حتى صرخت بشدة: مش عايزاك! مش عايزاك! طلقني! طلقنيييييي!

ثم سقطت مغشيًا عليها نُقلت للمشفى في حالة انهيار عصبي شديد؛ كثرة الضغوط عليها منذ فترة وغيابه عنها، تأكد إحساسها ثم حدته عليها في الكلام مع تلميحاته المستفزة كانت كالقشة التي قسمت ظهر البعير.

كان سليم يحاول الإتصال مرارًا وتكرارًا بأيٍ منهم سلمى، أمه ،أبيه، عمر، رقية، لكن النتيجة واحدة لم يجيب أحد، كاد يجن جنونه أكثر وأكثر ولم يجد إلا أن يحاول مع رقية فهي سنده الوحيد.

وأخيرًا أجابته...

تحدث سليم بلهفة وقلق شديد: أيوة يا رقية، طمنيني عليها.

- أطمنك! أطمنك! ده أنا كنت بعزك و كنت غالي عليّ، كنت شايفاك شايلها ف عينك ومهنيها، جيت سافرت و سبتها و شيّلتها كل حاجة كنت الوحيدة اللي قلت معلش بيبني مستقبله ولازم تقف جنب جوزها واهو معاها على طول وبيكلمها ع النت ليل ونهار، جيت اختفيت وسيبتها بطولها معكوكة هنا، و هتموت من بُعدك وهتجنن عليك، و انت داير تتصرمح و ف الآخر بعد ما باعت اللي وراها واللي أدامها عشان تساعدك ف مشكلتك تهزأها و تبهدلها كده، يبقى لاااااا إنت ما تعرفش وشي التاني يا سليم.

- عارف والله إني غلطان! بس مااستحملتش طريقته معاها ونظراته ليها.

- بتغير أوي بسلامتك! ولما بتغير أوي كده سيبتها ومشيت ليه؟! سيبتها تروح وتيجي وتقابل أشكال و ألوان و بعد كده تقول مااستحملتش! بلا كلام فاضي.

- أرجوكي يا رقية اقفي جنبي، إنتِ الوحيدة اللي بتعرفي توفقينا مع بعض، أنا مستعد لأي عقاب بس بلاش العقاب ده، ده عقاب قاسي أوي ومقدرش عليه.

- وأنا عايزة أطمن على بنتي الأول.

واستمر سليم يحادث رقية يوميًا و هي تهاجمه ولم يستطع أحدًا أن يلومها أو يعتب على أسلوبها معه، فهم أنفسهم قد رفضوا الحديث معه.

مرت عدة أيام، بدأت بالفعل تتحسن حالة سلمى لكنها مصرة على قرار الطلاق بدون رجعة ولا تقبل أي نقاش فيه من أي منهم.

قالت ليلى: خلاص سليم حجز و جاي كمان عشر ايام.

تابعت سلمى: من فضلِك، أنا خدت قراري ومش عايزة أي نقاش ف الموضوع ده.

قالت ليلى: والله يا حبيبتي هيموت عليكِ! نفسه تردي عليه ولا تكلميه، هو عرف غلطته و مش هيزعلك تاني.

أهدرت سلمى بصرامة: وانا قولت الموضوع انتهى.

أردفت رقية: خلاص يا ليلى سبيها براحتها النصيب خلص لحد كده، بصي بأه يا سلمى صحيح انتِ قررتي لكن ماحدش بيطلّق أون لاين لازم نستنى لحد ما يرجع ولازم أبوكِ يحضر الأصول كده، وكل واحد ياخد حقه.

(ولا في الأحلام  2)  الجزء الثاني    By:NoonaAbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن