لم أتمكن من العودة إلى البيت مباشرة،أردت الجلوس بمفردي أردت أن أستوعب انهياري لأتمكن من تجاوزه لأتمكن من القيام من جديد.. لعل الأمر كله لم يكن يتطلب مني غير أن أتجاوزه.. لعل جل الأمر لم يستحق مني كل ذاك الإنهيار.. لم يكن يفترض أن أذبل بتلك الطريقة.. لكن الأمر بات يفوقني ..أو أني لم أكن قوية كفاية لأفوقه.. وددت يومها لو أن الوقت يمر بسرعة لو أني أكبر بسرعة.. لو أني أتوقف عن تحسس إنشطار السماوات بداخلي.. يومها أردت لو أن أحد كتب السيرة أخبرتنا كيف تعامل الحبيب مع فقده لخديجة.. أردت يومها أن يخبرني أي فقيه عن كيف كانت أول ليلة له من دونها فقد أحبها.. و قد كانت مؤنسته...من جفف دمعه ليلتها.. ؟ أي السور قرأ؟ و أي أدعية ردد.. وددت يومها لو أني عشت في زمنه .. تراه كان سيربث على كتفي ليخبرني بأن كل شيئ قد يهون..؟ وددت أن أسأله ان كان الزمن كفيلا بتعويضه.. كيف استمر بعدها.. بأي سور كان يحتمي من ألم فقدها.. أردت فقط لو أني لم أولد في زمن كهذا..
أدرت محرك السيارة بغية العودة الى البيت إلا أن الزحام كعادته يجعل كل الوجهات متساوية التوقيت،لم أقلق يومها من الزحام كما كنت أفعل،لم تتصل يومها كعادتك لتتفقد مكاني.. لم تتصل لتعبر عن حبك و تجعلني أتمنى لو أن أجنحة تنبث من بين أضلعي فتحملني إليك.. يومها لاحظت بأن الطريق الذي كنت أسير فيه لم يكن ضيقا إلى تلك الدرجة لما كنت أتذمر منه في وجودك ؟ لما كان كل شيئ غير مكتمل؟ ألأني كنت أراك الكمال الوحيد في حياتي، أتراني كنت أجد الأمان فيك،أم أني كنت أنشغل بك؟ رن هاتفي،أعلم بأنك لم تكن المتصل،كانت أمي تتفقد خرابي... كانت أمي بصلابتها،بحرصها،بتشددها تتفقدني.. أسبق و أخبرتك يوما بأن أمي ترفض أن تعاملني كشخص ضعيف،أتعلم بأن أمي لم يسبق لها أن استعضمت وجعي أمامي؟ أتعلم لما ؟ لأنها كانت تريدني دائما صلبة،دائما قوية، و أنا متيقنة بأنها لن تستعضم رحيلك.. كانت لأمي طريقتها الخاصة في الدفاع عني أتعلم بأنها و منذ فترة باتت ترفض علاقتنا، أعلم بأني لم يسبق أن أخبرتك،لكن الوضع كان جد متأزم حينها و لم أشأ أن تتأزم الأمور بيننا، أتذكر أنها دخلت غرفتي على غفلة مني فسمعتني و أنا أترجاك أن لا تتركني؟ لما كنت غبية لما ترجيتك.. لما سمحت لمخلوق مثلي أن يحولني إلى أمة.. إقتربت مني ببطئ،نظرت في عيني و رددت بصرامة : لم يتقطع رحمي و ينزف لتكون النتيجة امرأة ضعيفة مثلك..
و غادرت الغرفة.. أتعلم بأني و منذ ذلك اليوم لم أعد قادرة على مواجهة عيون أمي.. أتدري بأني و رغم ثرثرتي اللامتناهية بت قليلة الكلام في حضور أمي علمت يومها بأني خسرت أمي و خسرت نفسي لأجلك.. لكي تعيش أنت.. لكي تستمر.. كنت خرقاء حقا.. كيف سمحت لك أن تعاملني كالحثالة فقط لأنك أفلست ؟ كيف تحملت قلة إحترامك، قلة أدبك فقط لأنك أفلست ؟ منذ متى صارت المصائب تبرر قلة ذوقنا ؟ منذ متى صار إيذائي أكثر ما يشبع غرورك ؟ ماذا حدث لوعودك.. ماذا حدث لطيبتك أم أنها هي الأخرى كانت مصطنعة..! أريد أن أعرف فقط أي شخصية فيهن كانت شخصيتك ،أي قناع فيهم كان يعكس شخصيتك ؟ أخبرني،واجهني،توقف عن الهروب كالجبناء.. كمن لا حيلة لهم..
أقفلت الهاتف بعد أن طمأنتها على حالي.. أعلم بأنها أحبت انفصالنا.. لأنها لم تكن مستعدة لتأمنك ابنتها.. لم تكن أهلا لذلك.. لكني لازلت أشعر بأنك الحلقة الناقصة.. بأنك نصفي الأفضل..
ربما لازلت لم أستوعب بعد،بأنك لم تكن أكثر من ممثل استمتع بتمثيل مسرحية حبنا و كنت أنا تلك البطلة التي أغرمت بالبطل غير مدركة بأن جل الأمر لن يتجاوز التمثيل..
أنت تقرأ
إنتظرتك في زاوية الطريق.. لكنك نسيت أن تستدير
Romanceإحتجت وقتا كي أستوعب أن ما بيننا انتهى.. 💔 و أن الأشياء التي تنتهي و إن عادت،فهي غير قابلة للإستمرار..