بقيت أتأملها و هي تتجه نحو المقهى،بقيت أتأمل خطواتها المتلهفة للقائه، أعلم بأن أمل كانت تحترق كما أعلم بأنها لم تنتظر سوى رجل إطفاء واحد.
ركبت سيارتي..أشعلت سجارتي و غادرت..أعلم بأن أياما كهاته موجودة،أعلم بأن الليلة ستمر..و بأني سأتجاوز هاته الفترة، لكن وضعي الحالي لم يكن يحتمل، لست نادما فقلبك لم يخفق يوما لي..
بعض الأرواح لم تخلق لنا حتى لو خلقت أرواحنا لها
حسنا لا أنكر أبدا بأني خسرت الرهان أمل كما لا أنكر مطلقا بأني لم أكن جبانا في الإنسحاب حين أدركت بأن ما بداخلك لازال يرغب فيه..
لم تكن كلماتك شديدة الوقع على طياتي،يوما ما ستكبرين كفاية لتفهمي بأن الإنسحاب بحد ذاته قد يكون إنتصارا..
لم أعرف يومها أين أذهب، و لما أذهب و لا كيف أذهب إلا أني كنت على يقين بأني أجيد الإستمرار
فهاته ليست خسارتي الأولى.. وضعتني الحياة قبلها في بحار أكثر هيجانا و أنقذت نفسي بنفسي..
تعلمين أمل بأن رجل الأعمال هذا لن يسمح لأي كان بأن يهدم ما بناه .
توجهت إلى الشركة لا أدر لما أهرب دائما من الحروب التي بداخلي إلى أكبر إنجازاتي..
بقيت في المكتب أترقب مرور الوقت، كانت الساعات تمر طويلة، نفذت سجائري.
في تمام الثامنة طلبت المستشار..
- إتصل بالسيدة، رد التعويض, يمنع دخولها الشركة
ألغي كل المشاريع التي تربطنا بها.لا تمرر أي إتصال منها لي إن اتصلت بالشركة.."خاطبته بنبرتي الحاسمة"
بقي المستشار يحدق في لم يتفوه بكلمة.. لم يناقش لم يعلق لم يستفسر حتى عن السبب، أردته يومها أن يعلق أن يناقش فأثور فيه و أخرج جل غضبي، أردته أن يدافع عنك أمامي لا لشيئ سوى لكوني رغبت بصب غضبي بأي شخص أمامي..
غادر المكتب،جلست أتفقد جدول أعمالي،حافلا كعادته، كان لدي إجتماع فيما يخص المشروع الذي أشرفت عليه السيدة، دخلت القاعة رزينا كعادتي، شامخا كعادتي.. لن أسمح لك بالقضاء علي، لن تخربي ما فنيت عمري لبناءه..
- "مرحبا سيد آدم" 'رمى بيده ليصافحني..
- مرحبا بحظرتكم!
- شرفنا العمل معكم، لقد لاق المشروع نجاحا باهرا،بود شركتنا أن تتعاقد معكم في مشاريع قادمة.. لقد أبدى الحظور تفاعلا كبيرا في حظور السيدة أمل، نتمنى أن تكون المشرفة على ما هو آت..
- إن العقد إن تم سيتم وفق ما تريده الشركة،نحن من يختار المتعاقدين سيدي و فق ما يتناسب مع الوضع " أجبته و أنا أحاول ظبط أعصابي،بت أكره تكرار إسمك أمامي..أكره غيابك الحاظر.. و تشابك إسمك مع لائحة إلتزاماتي.."
- كان مجرد إقتراح منا،لا داعي لتفاعلك..
نظرت نحوه " ألطمه؟ أشد على كتفه؟ أقلب طاولة الإجتماع على رأسه؟ " حاولت الحفاظ على رزانتي قدر الإمكان،حملت نفسي..
- إنتهى الإجتماع! " خاطبته متحاشيا النظر إليه.."
غادرت القاعة مسرعا،كنت أختنق، بات تكرار إسمك يثير حواسي كيف! كيف غامرت في سفقة فاشلة من البداية لا أدر لما ورطت نفسي بحكاية كهاته،بأحداث كهاته، كيف كيف! كنت أنزل الدرج حين نداني المستشار..
- سيدي لديك اجتماع بعد نصف ساعة..
إلتفتت ببطأ .. تريثت " فليكن" ربما لم تكن حالتي النفسية تسمح لي بالإستمرار،لكني رجل لا تسقطه أنثى،لا تعجزه أنثى،لا تمحوا بريقه أنثى.. أردت الهروب، أردت وضع فاصلة لأستمر لكني لا أحتاج الفواصل،لست ممن يحتاج فواصل ليستمر..ركبت سيارتي حملت هاتفي محوت صورك،رقمك،رسائلك أعلم بأننا لا نتجاوز الأشخاص بمجرد محو الماديات التي تربطنا بهم لكن محو صورك يومها كان أقصى ما استطعت فعله..
أنت تقرأ
إنتظرتك في زاوية الطريق.. لكنك نسيت أن تستدير
Romanceإحتجت وقتا كي أستوعب أن ما بيننا انتهى.. 💔 و أن الأشياء التي تنتهي و إن عادت،فهي غير قابلة للإستمرار..