أخرجت جوليا من جيب سروالها سكين صغير كانت قد أحتفظت به للضرورة ثم طعنته بكل قوتها في كتفه ليصرخ هو بشدة ويبتعد عنها.. قامت جوليا وهي ترتجف بشدة وقالت مهددة بصوت مرتجف "أنا هجيبلك المبلغ اللي اتفقنا عليه كل شهر... بس إياك تفكر تلمسني تاني.. أنت فاهم؟ "تأوه مدحت وهو يشتمها ببذاءة.. وضعت جوليا يديها علي جسدها العلوي النصف عاري وهي تبحث عن شيئا ترتديه عوضا عن قميصها الذي مزقه مدحت... لحسن حظها وجدت بلوزة ولكنها شفافة للغاية يبدو أنها ملك لأحد فتيات الليل الذي يحضرهم... ارتدها دون تفكير.. ولكنها قبل أن تذهب ذهبت إلي مدحت و قامت بتضميد جراحه وسط سبه لها خوفا من أن تتورط وقالت له بنبرة إزدراء وخوف "ابقي روح الدكتور " وذهبت مسرعة ....
~~~~~~~~
في منزل أحمد الاسيوطي....
كانت ملاك جالسة حول مائدة الإفطار وهي صامته ومتوترة... لقد أصبحت زوجته فعلا... ولكن لماذا الآن؟ هل يمكن أن يكون أحببها؟ أم ماذا؟ ظلت هذة الأفكار تدوي في عقلها حتي أصابتها بالصداع... كان أحمد يتأمل التغيرات المتعاقبة علي وجه ملاك... هو يعرف فيما تفكر... علي الرغم أنه لا يعرفها حق المعرفة ولكنها شفافة جدا... كما أنها نقيه جدا لقد أصاب والديها عندما اسموها ملاك.. فهي فعلا ملاك... ملاكه الحارس الذي استطاعت أن تشفي جروحه البارحة... لطالما كان غامض ولا يقول سره لأحد حتي جوليا وعلي الذين كانوا أقرب إليه من أي شخص ولكنه ببساطة في الأمس عندما نظر لعينيها الخضراء الحنونة والمحبة وجد نفسه يحكي كل ما في قلبه لعله يرتاح قليلا ولدهشته شعر كأنه أزاح جبل يطبق علي صدره بقوة ويخنقه.... مد كفه ليلمس كف ملاك الشاردة ليقول"ايه يا ملاك؟ .... كلي" خرجت ملاك من شرودها لتنظر إليه وتقول بجدية "اللي حصل امبارح ده معناه أيه يا أحمد؟ "تعجب أحمد وقال"ازاي معناه ايه ؟ هو ممنوع أقرب من مراتي؟ " لترد ملاك "بس انت قولت مش هتقرب مني إلا لما مشاعرك من ناحيتي تتحرك " قاطعها أحمد وقال "ومين قالك أنها ما اتحركتش؟ "التمعت عينيها الخضراء بلهفة وهي تقول بنبرة امتزجت بالأمل والرجاء رغما عنها "بجد يا أحمد؟ يعني أنت بتحبني؟ "أجفل أحمد وتبعثرت الحروف من فمه.. لترد ملاك بنبرة حملت في طياتها الألم "فهمت... مفيش داعي تتكلم،،، أكيد لسه بتفكر في حبيبتك الأولانية " ثم ذهبت من أمامه وهي تشعر بالذل والقهر...جلست علي فراشها ودموعها تنساب علي وجنتيها وأخذت الأفكار العاصفة تدور في رأسها... لقد جعلها ملكه البارحة ولكن رغم ذلك يفكر في جوليا... أنبها عقلها قائلا"بالطبع لن يقع في حبك بهذه السهولة... أنت دخلتي حرب ويجب أن تفوزي فيها... كل ما عليكي أن تحاولي أن تجعليه ينسي جوليا نهائيا.. لذلك مسحت دموعها ورسمت ابتسامة ناعمة ومغرية علي شفتيها وخرجت إلي صالة المنزل لتجد أحمد ما زال علي طاولة الإفطار ولكنه شارد بعيدا تنحنحت وهي تقول "ايه يا أحمد مش هتفطر ولا أيه؟ " تطلع إليها بدهشة بينما هي تجلس علي المقعد بجواره وهي تقول "علي فكره أنت وعدتني أنك هتفسحني من يومين.. وأنا مش هسمحلك أنك تخلف وعدك يا باشمهندس.. علشان كده أفطر علشان نخرج" شرعت ملاك في الأكل بينما دهش أحمد من تصرفاتها المتناقضة
فدقيقة تبكي وتحزن ثم في الدقيقة الثانية تضحك وتمزح.....
~~~~~~~~~~~
ولجت كريستين الي الصيدلية بإيتسامة مشرقة وزفرت براحة لأن أبانوب قد ذهب لتستطيع الجلوس مع حبيبها قليلا ... أبتسم إدوارد عندما رأها وقال "ايه النور ده كله؟ " ابتسمت كريستين بدلال وهي تقول "النور ده بقي من ساعة ما طردت عروسة السيلكون دي "ضحك إدوارد بعمق وهو يقرصها من وجنتها ويقول "وكله علشان خاطرك يا قمر " احتضنته كريستين بشدة وهي تفكر في أحداث الأيام السابقة.. فإدوارد قد طرد دمية السليكون تلك والأفضل من ذلك أنه وظف بدلا منها أبانوب وهو خريج صيدلة كما أنه شاب مهذب... صوت نحنحة أخرجها من أحضانه لتجد والدة زوجها ماري تنظر إليهم... "أتفضلي يا ماما... "قالها إدوارد يإحراج لتدلف والدته وهي تقول "كويس أنكم مع بعض علشان نتكلم في موضوع مهم.. " توجس إدوارد ولسانه يدعو أن يمر هذا اليوم علي خير...
~~~~~~
في منزل عثمان وليالي.....
"يا إسراء يا بنتي تعبتيني معاكي " قالها عثمان ثم أكمل "يا حبيبتي انتي لسة عروسة جديدة... متحطيش الحمل في دماغك وأن شاء الله ربنا هيكرمك " ليرد عمر "قولها يا عمي أنا تعبت من عنادها "... جلست ليالي بجوار إسراء علي الأريكة وقالت"يا حبيبتي الخوف من عدم الحمل بيبدأ من بعد سنة مش من أربع شهور يا حبيبتي " قام عثمان وقال "يالا علشان نأكل... ويا إسراء أهدي شوية وبطلي وساوس " أومأت إسراء بالإيجاب... وقررت أن تستمع لنصيحتهم...
~~~~~~~~~~~
"حبوب منع الحمل؟... انتي اتجننتي يا كريستين؟ مش عايزة تخلفي؟ " قالتها مريم بغضب وصدمة لترد كريستين بتوتر
"لا يا طنط بس انا مأجلة الموضوع ده بعد ما أخلص دراستي "... "دراسة ايه وزفت ايه؟ انتي مش طبيعية.. عايزة تحرمي ابني من أنه يبقي أب" قالتها ثم قامت بغضب وعينيها تشتعل بالغضب وأكملت مهددة "أنا ليا كلام تاني مع أهلك " ثم ذهبت غاضبة....
زفرت كريستين بضيق وقالت "شايف يا إدوارد؟ ... دي بتهددني " لمس كغها وهو يقول "معلش يا حبيبتي... انتي عارفة أنها عايزة تشوف أحفادها حواليها " قاطعته كريستين "وأنا كمان عايزة أكون أم.. بس مش دلوقتي.. أنا فاضلي سنة واتخرج وبعدين هنشوف موضوع الخلفة".. احتضنها إدوارد وقال"متقلقيش يا كريستي.. انا هكلمها بكرة وهحاول أهديها.."...
~~~~~~~
في منزل أحمد الاسيوطي...
كانت ملاك تتوسد صدر أحمد العاري وابتسامة خجولة وفرحة تزين ثغرها... فاليوم كان من أجمل الأيام التي قضتها مع زوجها الحبيب... اليوم أشعرها أنها ملكة.. أخذا يتنزهان معا وهما ممسكان بأيدي بعض... بالرغم أنها تنزهت في القاهرة ورأت كل شئ بها... إلا أنها مع أحمد كانت تري القاهرة كقطعة من الجنة تمشي فيها ببطء وحب حياتها يمسك كفها بقوة كأنه لا يريد أن تبتعد عنه... وعندما عادا إلي المنزل اغرقها في بحور عشقه وأراها شغفه ولهفته عليها مما جعلها تشعر أنها مالكة قلبه الوحيدة..." ولكن هذا ليس صحيحا"فكرت بأسي "فمالكة قلبه هي جوليا وليست هي " شعرت بإنقباض معدتها وتسرب السعادة والدفئ من جسدها شعرت بنفسها تقول دون وعي "أحمد.. ممكن أسالك سؤال؟"همهم أحمد بنبرة كسولة وقال وهو يدفن يده في شعرها يعبث به مما أرسل شظايا سحرية من المتعة إليها فخافت أن تدمر هذه اللحظة السحرية ولكنها لم تستطع أن تمنع لسانها من الاسترسال في الحديث "حبيبتك الاولانية أنت لسة بتحبها؟ " صمت لبرهة مما جعل الخوف يدب في أعماقها ولعنت لسانها الذي دمر لحظتهما بدد هو مخاوفها بصدمة عندما قال "من وقت ما اتجوزت وانا بطلت أفكر فيها زي الأول .. وحاولت كتير أشيل حبها من قلبي... ووصلت لنتيجة كويسة جدا لدرجة أنها بقت أيام مش بتيجي علي بالي اصلا وده طبعا بفضلك بعد فضل ربنا "اتسعت عيون ملاك بصدمة ليردف أحمد"ممكن أكون لسه مش حبيتك يا ملاك... بس لازم تعرفي أنك وصلتي لروحي أكتر من أي حد... أنا لما أبص في عينيكي بحس إني عايز اتكلم معاكي علشان تخففي عني... أنا عمري ما اتكلمت عن موضوع ماما وميساء مع حد إلا معاكي انتي وبس " كادت أن تتكلم عندما قاطعها بشفتيه يقبلها بشغف ويقول من بين قبلاته"كفاية كلام"....
~~~~~~
مرت الأسابيع واقترب شهر رمضان الكريم وحدث الكثير أثناء هذه الأسابيع....
إدوارد إستطاع تهدئة ثورة والدته علي كريستين ووعدها أنه سيتحدث معها ويقنعها بترك حبوب منع الحمل.. .
عثمان وليالي يشعران بالوحدة بسبب زواج ملاك وإسراء...
توترت العلاقات بين عائلة كريستين ووالدة إدوارد بسبب كريستين....
أريج التزمت بغرفتها تذاكر بإجتهاد كبير لتحقيق حلمها بالإلتحاق بكلية الهندسة...
إسراء وعمر يعيشان في هدوء نوعا ما فإسراء قررت أن تنتظر كرم الله ليعطيها ما تتمناه وهي تعرف أن الله كريم ولكن في قلبها خوف تجهل مصدره وسببه...
سحر تبدأ في رسم خطة للاقتراب من ملاك بعد فشل كل محاولاتها السابقة وبالفعل وضعت خطة مناسبة...
جوليا... خائفة بشدة كلما مرت الأيام فمدحت قد طلب مبلغ كبير جدا وهي لا تستطيع أن تجمعه...
أما أحمد وملاك كلما تمر الأيام كانوا يقتربون أكثر فأكثر كما أن أحمد عرض عليها أن يسافرا إلي باريس لقضاء شهر العسل ولكن ملاك رفضت لأنها تخاف من ركوب الطائرات... لذلك قرر أن يسافروا إلي شرم الشيخ لقضاء بضعة ايام بها بعد أن يتفرغ من عمله....
~~~~~~~~~~
كان أحمد واقفا أمام باب المرحاض فملاك قد دخلت منذ ربع ساعة ولم تخرج بعد..فهي منذ فترة تبدو مريضة وشاحبة كما أنها كلما أكلت شئ تتقئ و خسرت وزنها..
خرجت ملاك وهي تشعر بالدوران.. كادت أن تقع عندما أمسكها أحمد من خصرها وحملها ليجلسها علي السرير وقال بقلق "ملاك... شكلك مش عاجبني خلينا نروح الدكتور " أومأت ملاك بالنفي وهي تبتسم بضعف.... فهي علمت منذ بضعة أيام أنها حامل وحاولت أن تقول لأحمد ولكنها خائفة من ردة فعله ولا تدري ما السبب ولكنها حسمت أمرها أن تقول له اليوم لذلك قالت دون تفكير "أنا حامل "....رأت الصدمة ظاهرة جليا علي وجهه ولكن الصدمة لم تدم إذ أن عينيه التمعت بقسوة وتقلصت ملامح وجهه من الغضب وقال بصوت ساخر غاضب "برافو عليكي يا ملاك... كده انتي ضمنتي حقك... صح؟ " تطلعت إليه بحيره ليكمل هو بصوت عالي حاد "عايزة تربطيني بيكي يا ملاك... صح؟.. هي دي خطتك يا ملاك؟ " لتهمس هي بصدمة "خطتي ازاي يا أحمد... أحنا متجوزين وطبيعي يكون بيننا طفل "... "بس أنا مش عايز أطفال دلوقتي... يا ملاك افهمي أنا اتجوزتك صح بس أنا مش.... "لتقاطعه ملاك بألم "مش بتحبني... صح يا أحمد؟ " زفر أحمد بضيق وهو يتطلع إلي دموعها الحبيسة وشعر أنه تجاوز حدوده...قال بهدوء "هنتكلم بعدين " ثم تركها وذهب ببساطة... تركها محطمة للمرة التي لا تعرف عددها.. أحمد أعتاد علي تحطيمها دائما وهي أعتادت علي مسامحته دائما.... ركعت علي ركبتيها وأجهشت ببكاء يمزق طيات القلب...
يتبع..
التحرر من قيود عشقك
فاطمة علي
أنا بعتذر.. أنا وعدتكم أن النهاردة اعوضكم.. بس للاسف مش أقدر.. أعصابي تعبانة ومتضايقة علي الآخر.. النهاردة كان يوم سئ بالنسبة ليا.. ولو مقدرتش أرد علي تعليقاتكم برضو اعذروني.. ياريت تدعولي ربنا يصلح حالي لو كنت فرحت حد بروايتي في يوم من الأيام ادعولي بالله عليكم.. بحبكم في الله
أنت تقرأ
التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة على
Lãng mạnجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه ملاك الجزائرية الفيس بوك: روايات بقلمي فاطمة علي احببتك بجنون ولكنك لا تستحق هذا الحب كنت أعرف إنك تعشق اخري ورغم ذلك حاولت أن أنال ولو مكانة ضئيلة في قلبك ...منحتك قلبي عن طيب خاطر ولكنك سحقته بلامبالاة ..لقد اكتفيت...