الفصل السادس عشر

4.3K 144 1
                                    

كانت ملاك جالسة علي مقعد المشفي وهي ما زالت بفستان الزفاف وأحداث الساعتين السابقتين تدوي في رأسها.. بدءا من إغماء جوليا لتجمهر الجميع حولها ثم نقلها إلي المشفي بواسطة سيارة الإسعاف... ما حطم قلب ملاك الذعر الذي كان واضحا جليا علي أحمد عندما رأها تنزف لتدرك بمرارة أن أحمد غارق حتي أذنيه في حب جوليا... حانت منها التفاته إليه لتجد ملامحة جامدة لا تحمل أي تعبير ولكنها تعلم أنه يتألم بسببها،،،، نار غريبة اشتعلت بداخلها أنها نار الغيرة،،، ابتسمت بألم وهي تدرك أن حياتها القادمة لن تكون سهلة....
خرجت الطبيبة ليلتف الجميع حولها كاد مالك أن يتكلم عندما سمع صوت أحمد المتلهف "أخبارها أيه دلوقتي؟ " اللهفة في صوت أحمد جعلتها تشعر بالمرارة... لماذا هو قاسي هكذا ولا يحترم وجودها؟ ،،،،تنهدت الطبيبة ثم قالت "للأسف البيبي نزل... بس هي كويسة".. استفهم مالك بحزن "طيب ايه سبب نزوله؟ " تنهدت الطبيبة وقالت "ممكن حضرتك تيجي معايا؟ عايزة اتكلم معاك في موضوع " اومئ مالك وذهب معها..
ربت عمر علي كتف أحمد قائلا " أحمد روح أنت.. خلاص هي بقت كويسة"هم أن يعترض ولكن اوقفه عمر قائلا "يا بني أنت دخلتك النهاردة... روح دلوقتي وانا هبقي أطمنك.. كده كده هي هتطلع بكرة،،، وأنا كمان شوية هأخد أريج وإسراء وبابا ونروح " أومئ أحمد بالإيجاب وأمسك بكف ملاك ثم ذهب....
~~~~~~~~~~~
"ها يا دكتورة... ايه سبب نزول الطفل؟ " تنهدت الطبيبة ثم قالت بعملية "مدام جوليا عندها خلل هرموني في الغدة الدرقية وده أدي للإجهاض ولو حملت تاني هتجهض برضه علشان الحمل مش ثابت "... "طيب ممكن نعالجها منه؟ "أومأت الطبيبة"طبعا أكيد.. عموما الخلل ده مش هيأثر علي حياتها بس هيأثر طبعا علي الحمل... خليها تتابع معايا وانا هشوف بس مقدرش أوعدك أنها هتحمل تاني " وأكملت "حاجة تانية ممنوع بتاتا تجهد نفسها.. يعني قصدي علي العلاقة الزوجية حاول توقفها لفترة "اومئ مالك بحزن....
~~~~~~~~~~~~
ولج أحمد وملاك إلي منزلهم الجديد...
جلس أحمد علي السرير وهو يدخن وشعور الذنب يمزقه هو لاحظ منذ بداية الزفاف أنها تتألم ولكنه لم يبالي بها... لو كان اهتم قليلا بالسؤال عنها ربما ما كان هذا سيحدث ... كانت ملاك تتابع تعابير وجه التي كانت تتراوح بين الحزن والألم وتأنيب الضمير.. شعرت بالغضب منه ولذلك قررت ان تتجاهله تماما فهو خائن لا يستحق حتي شفقتها،،، أخذت منامتها واتجهت إلي المرحاض لتغير ملابسها... بعد فترة ما خرجت ملاك من المرحاض وهي ترتدي منامة سوداء وتمتمت لنفسها"أنا هخليه يوم أسود عليك يا خاين يا منافق.. أكيد زعلان علي حبيبة القلب " نظرت إليه وجدته مستلقي علي فراشه مغمض العين ويبدو أنه استخدم مرحاض آخر حيث أنه أبدل حلته البيضاء إلي بيجامة سوداء.. اتجهت ملاك بلامبالاه إلي الجانب الآخر من الفراش أغمضت عينيها وهي تبتسم بمرارة فهي قد رسمت في خيالها أحلام رومانسية بشأن هذه الليلة كانت تظن أنها ستنعم بأحضان زوجها وتكون له ويكون لها... ولكن ماذا حدث؟ فكلاهما يناما متبعدان للغاية نفسيا وجسديا... انسابت دموعها وهي تلعن حظها السئ الذي جعلها تقابله وتغرم به هو من دون الرجال.. لماذا لم تحب رجل يقدرها مثل كريم؟ ،،، ظلت تبكي بدون صوت حتي غرقت في النوم منهكة وضائعة.....
~~~~~~~~~~~~
أشرقت شمس الصباح وهي تحمل آمال للبعض والآلام ويأس للبعض الآخر......
إفاقت ملاك وهي تشعر بصداع قاتل بسبب بكائها لتجد أحمد مرتدي ملابسه والتي عبارة كالعادة عن حله سوداء.. لا تعرف ما هي العلاقة الوثيقة بينه وبين الأسود... "رايح فين؟ "سألته ببلاده ليرد بإختصار "رايح أزور جوليا في المستشفي " اشتعلت عينيها الخضراء بالغضب ولكنها قامت وقالت مسرعة "استني هلبس وأجي معاك " لم تنتظر رده وهي تأخذ ملابس لها عبارة عن سروال جينز وقميص وردي واتجهت إلي المرحاض لتزيل آثار النعاس عنها.. استحمت وغسلت أسنانها بقوة وتركت شعرها البني منسدلا ووضعت القليل من المساحيق لتخفي شحوب بشرتها ثم خرجت وهي تشعر أنها سوف تواجه حربا شرسه اليوم.....
~~~~~~~~~~
في شركة الاسيوطي...
كانت إسراء جالسة علي مكتبها تزفر بضيق فعمر لم يأتي اليوم لأنه في المشفي بجوار والده فجوليا سوف تخرج اليوم... علي الرغم أن إسراء لا تشعر بالإرتياح لجوليا إلا أنها حزنت لأجلها.. ففقدان طفلك هو شئ مؤلم للغاية... هي ليست أم بعد ولكنها تعرف شعور فقدان شخص عزيز فهي قد فقدت أخاها فهد من قبل ،،، خرجت من شرودها عندما جلست بجوارها زميلتها بالعمل قائلة "عرفتي يا إسراء آخر الآخبار؟ "ابتسمت إسراء من كلام منة فهي تعرف أنها ثرثارة تعشق الغيبة والنميمة... ردت إسراء بعتاب "لو جاية تتكلمي عن حد ابعدي عني... هناخد ذنوب علي الفاضي " تجاهلتها منة وهي تقول "تخيلي البت دلال بقت حامل " انتبهت إسراء لما تقول وذهلت بشدة فدلال متزوجة منذ خمس سنين وحاولت أن تحمل بدون جدوي.. أجابت إسراء دون وعي "ازاي؟ " لترد منة بحماس "تخيلي البت راحت المشرحة والحارس هناك خضها.... وبعديها حملت علطول "ضيقت إسراء عينيها وهي تقول "ايه التخاريف دي؟ " ردت منة بحماس "يا بنتي لا تخاريف ولا حاجة... بس انتي جربي ده يمكن ربنا يكرمك... فكري في الموضوع ولو عايزة تروحي أنا أجي معاكي " وتركتها وكلامها يدور في رأس إسراء....
~~~~~~~~~~~~~~
وصل أحمد وملاك إلي المشفي....
أثناء سيرهما قابلا مالك وعمر في رواق المشفي .. وقف أحمد ليتحدث معهم قليلا بينما صعدت ملاك إلي الطابق الثاني لتري جوليا... كانت تحمل بين يديها عبوة شوكولاته فاخرة.. ابتسمت بتهكم وهي تطالع هذة العبوة فجوليا لا تستحقها... ابتسمت بحق ربما تستحقها هي وأحمد لو وضعت فيها سم قاتل... جمدت عندما انساب إلي اذنيها صوت مألوف يقول "برافو يا جوليا... كده أنا وانتي هنأخد اللي إحنا عايزينه بسهولة... " وضعت ملاك يدها علي فمها لتكتم شهقة صدمة وقالت بصوت خافت مصدوم "كريم! ".....
يتبع
التحرر من قيود عشقك
فاطمة علي
أهي حلقة زيادة عايزة ريفيوهات كتير علي ما أظن أنا بلبي كل طلباتكم ومش برضي ازعلكم... ياريت انتوا كمان تفرحوني وتلبوا طلبي.. وإلا هبقي شريرة 😂😂😈

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن