الفصل الثاني

13K 227 6
                                    


"ساعة الا ربع !....ومستغرب أنها اتحرقت ،،،أنت اتجننت يا عثمان"قالتها ليالي بغضب...ليردف عثمان بنبرة إعتذار رقيقة لتخفيف غضبها"أنا آسف يا حبيبتي ...أنا بس كان نفسي أكل عجة ،،بس مش مهم ...وآدي رأسك أبوسها " واقترب منها لكي يقبل رأسها ...لكنه توقف فجأه وهو يسمع ملاك تقول "ايه يا بابي هاتبوسها قدامنا عادي "....وأكملت وهي تزم شفتيها بتذمر طفولي "وبعدين مش حضرتك قلت إني أنا حبيبتك وبس ،،،ليه بتقول لمامي يا حبيبتي "...ضحكت ليالي ثم قالت"اتفضل بنتك بتغير "...ليضحك علي قولها كل من عثمان وملاك واسراء ثم قال عثمان "خلاص يا حبيبتي أنا اسف علي اللي حصل ...وأوعدك إني هلم الكركبه دي "...."ماشي سماح المره دي بس مش هعديها المرة الجاية....وأكيد حضرتك اللي هتلم الكركبة اللي حضرتك عملتها"قالتها ليالي وهي تتجه إلي غرفة النوم .
"شوفته يا بنات عرفت أثبت مامتكم ازاي"قالها عثمان وهو يضحك ...لتردف إسراء "بابي! مامي قالتلك متتكلمش باللغة دي قدامنا" ....وقبل أن يرد سمع ليالي تصرخ بغضب "عثماااان!" .. ركض عثمان هو والفتاتان إلي غرفة النوم الخاصة بعثمان وليالي .
دخل عثمان إلي غرفة النوم الراقية ذات اللون البنفسج الفاتح ..والسرير الدائري ذو اللون الفضي ...وخزانة الملابس الكبيرة ذات اللون الفضي..منضدة للزينة بنفس اللون ..."ايه يا حبيبتي فيه ايه "قالها عثمان بفزع ...."ايه ده يا عثمان باشا"قالتها ليالي بغضب شديد وهي تشير إلي mug القهوة المشقوق ذو اللون الأسود ومكتوب عليه اسم كلا من ليالي وعثمان باللون الفضي الذي يوجد فوق الكومدينو .
"أصل يا حبيبتي ...كان نفسي أشرب نسكافيه ورحت حطيت الميه في البويلر وجبت المج وشطفته وحطيت السكر و النسكافيه وحطيت عليهم شوية ميه ساقعة شوية علشان أقلب النسكافية ويطلع بوش "وأكمل بحيرة "بس معرفش ايه اللي حصل بحط الميه المغلية في المج راح اتشقق"...أغلقت ليالي عينيها وجزت علي أسنانها وهي تحاول أن تسيطر علي أعصابها وأخذت نفس عميق وهي تقول بغضب"وحضرتك متعرفش أن لما مينفعش نحط الميه السخنة علي الميه الساقعة،،،أنت بتهزر يا عثمان "وأكملت بحزن" جالك قلب ازاي تأخذ المج من النيش..كام مرة نبهت عليك أن النيش ده خط أحمر يعني ممنوع تلمسه حتي ،،،وكمان واخد المج المميز بتاعي وبوظته الله يسامحك" وكادت أن تذهب إلي خارج غرفة النوم إلا انه اوقفها وهو يمسك ذراعها .
"إسراء ..ملاك عايزة اتكلم مع ماما ..ممكن؟"قالها عثمان بجدية ..."حاضر"قالتها إسراء ثم خرجت هي وملاك من غرفة النوم .
"أنا اسف بجد يا عمري ...مش هعمل كده تاني"قالها عثمان وهو يقبل رأسها ...لتردف ليالي "خلاص سماح المرادي يا حبيبي "وأكملت وهي توجه إصبعها له محذرة "بس بشرط ممنوع تدخل المطبخ او تلمس النيش ...وإلا هتسمع عن جريمة قتل عجيبة أن واحدة قتلت جوزها وعلقت جثته في المروحة ...فاهم يا عثمان "...عثمان بخوف مصطنع "ماشي يا لولتي ...صحيح انتوا كنتوا فين النهاردة طلعت الجنينة مش لقيتكم "..."صحيح نسيت خالص أنا اتعرفت علي جيرانا الجداد واخدت رقم تليفونهم علشان نعزمهم ونتعرف عليهم ..ممكن ؟"قالتها ليالي بحماس ليردف عثمان "موافق ..هنعزمهم علي العشا وبكرة هحاول أخلص شغل بدري وبعدين أنا وجي هشتري جاتوه ...ماشي "...."تمام كده ..ربنا يخليك يا عمري ..أنا هروح اتصل بكاتي واقولها " قالتها ليالي وهي تمسك هاتفها لكي تتصل بكاثرين ليردف عثمان " هي حالا بقت كاتي ..طيب أنا هطلع أشوف البنات بيعملوا ايه "خرج عثمان تاركاً ليالي تضحك بشده علي قوله .
—————————————— ——————
علي الجانب الآخر في منزل كاثرين وجرجس .
"بجد اتعرفتي علي الجيران "قالها جرجس لتومئ كاثرين بحماس"أيوة وباين عليهم ناس كويسين"وكادت أن تكمل إلا أن رنين هاتفها قاطعها نظرت كاثرين إلي هاتفها لتجد المتصلة هي ليالي"أهي بتتصل"قالتها كاثرين وهي ترد علي الهاتف"الو إزيك يا لولا..أخبارك" أجابت ليالي بإبتسامة "الحمد لله يا حبيبتي ..ربنا يخليكي "أكملت ليالي "كاتي أنا بكره عزماكي علي العشا انتي وكريستي وجوزك ..ماشي "
"بس"قالتها كاثرين لتقاطعها ليالي "من غير بس والله هزعل لو رفضتي العزومة"..."ماشي جايه " قالتها كاثرين بإبتسامة لتردف ليالي "ماشي يا حبيبتي مع السلامة ..اشوفك بكرة" أغلقت كاثرين الهاتف وجلست بجوار جرجس وهي تقول "احنا معزومين بكرة عند جيرانا الجداد "
"مفيش مشكلة يا روحي نروح كده كده بكرة الأحد إجازة عندي وبعد ما نروح الكنيسة هنطلع نجيب هدية لطيفة ليهم اوكي "قالها جرجس لتردف كاثرين "اوكي يا جوجو"..."مش قلنا بلاش جوجو دي أنا كبرت "لتضحك كاثرين بخفوت علي قوله.
———————————————————،-—
ارتفع آذان الفجر .
"موكة انتي يا حبيبتي يالا علشان نصلي الفجر"قالتها ليالي بنفاذ صبر وهي تحاول أن توقظ ملاك النائمة بعمق كالأموات .."مامي عايزة أنام"تمتمت ملاك بصوت ناعس لتردف ليالي بإصرار"لأ يا حبيبتي قومي علشان نصلي انتي مش عايزة تدخلي الجنة "وأكملت ليالي بتحذير "لو مش قمتي هجيب ميه ساقعة وأرشها عليكي انتي فاهمة" لتقفز ملاك من السرير وتركض إلي الحمام وهي تقول "حاضر ..هروح اتوضي ". توضأت ملاك وخرجت إلي تلك الصالة الواسعة ذات اللون الكريمي ...ومصابيح ذات ألوان خافتة تزين جوانب تلك الصالة ..ولكن ما يلفت الانتباه في تلك الصالة وجود ما يشبه مصلي صغير مكون من بعض السجاجيد للصلاة ووجود رف يحتوي علي مصاحف عديدة وكتب دينية ...وقفت ملاك بجوار إسراء وكانت ليالي في المقدمة تقوم بدور الإمام ..لأن عثمان معتاد علي الصلاة في المسجد ...."يالا يا بنات علشان نصلي"قالتها ليالي ثم شرعت في الصلاة وكانت تقرأ القرآن بصوت جميل .
انتهت ليالي من الصلاة وقالت "يالا يا بنات علشان نقرأ قرآن"لتؤمئ الفتاتان بالإيجاب وتذهبان لإحضار المصاحف ...وفي هذه اللحظة دلف عثمان وبدأ بقراءة القرآن معهم .
——،————————————————، ——
علي الجانب الآخر دلف جرجس و كاثرين وكريستين إلي كنيسة ذات تصميم هندسي ممتاز.
——— —————————————————
في مشفي كبير بتصميم هندسي متميز يجلس عثمان في حجرة الكشف ..للعلم بأن عثمان طبيب مختص في أمراض القلب والأوعية الدموية وهو متميز جدا في مجاله ...دخل رجل يبدو في سن الخمسين من عمره ولكن الحزن الذي يبدو علي وجهه يعطيه ضعف عمره ومعه ابنه الذي يبدو في عمر السابعة عشر .
"دكتور لو سمحت أنا أبني بيموت ومحتاج عملية قلب بسرعة ومفيش غيرك حد اثق فيه يعملها "قالها الرجل بنبرة كسيرة ليردف عثمان بألم "أنا اسف أنا بطلت اشتغل في العمليات من بدري "وأكمل " أنا ممكن ارشحلك دكتور ممتاز جدا " ...نظر الرجل له بإستجداء لكي يعدل عن رأيه لكن عثمان كان مصر وكتب اسم الطبيب في الورقة ثم أعطاها للرجل وانصرف الرجل هو وابنه .
اغرورقت عيني عثمان بالدموع وقال بألم "يارب سامحني بس والله مش هقدر".
—————————————————————
ولج عثمان إلي منزله وهو ينادي علي زوجته"لولتي !أنتي فين "..خرجت ليالي من المطبخ وهي ترتدي مريول المطبخ وتربط شعرها البني الطويل علي هيئة كعكة .."ايه ده كله يا عثمان"قالتها ليالي بإستغراب وهي تشير إلي تلك الاكياس العديدة ليرد عثمان "أنا جبت جاتوة وحاجة ساقعة وشوكولاته ..يعني للبنات"وأكمل وهو ينادي"إسراء ..ملاك "خرجت الفتاتان من غرفتهما"نعم يا بابي"قالتها الفتاتان ليرد عثمان وهو يعطيهم الشكولاتة"اتفضلوا يا حبايبي" لتهلل الفتاتان بسعادة وتذهبان إلي الغرفة ..نظر عثمان إلي ليالي وقال "غمضي عينك يا لولتي" لتسمع ليالي كلام زوجها وتغمض عينيها..أخرج عثمان mug يشبه ذلك الذي كسره ومكتوب عليه اسم ليالي وعثمان "يالا دلوقتي فتحي "فتحت ليالي عينيها لتشهق بمفاجأة ونظرت إلي عثمان بإمتنان "ربنا يخليك ليا يا احلي رجل في العالم كله"قالتها ليالي وهي تقبل عثمان علي خدة وأكملت"أنا حاسه انك زعلان ..أنت بتضحك لكن عينيك باينه أن فيها حزن" زفر عثمان بألم والتمعت عينيه بدموع حبيسه وقص لها عن ذلك الرجل الذي ترجاه ليقوم بإجراء جراحة لابنه ورفض عثمان لذلك .
عانقت ليالي عثمان وهي تربت علي ظهره وهي لا تعرف ماذا تقول للتخفيف عن زوجها المسكين.

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن