الفصل الخامس عشر

4.5K 148 1
                                    

أن يخبرها أحمد أنه مغرم بآخري هذا عذاب بالنسبة لها ولكن أن تعرف أن أحمد خائن علي علاقة بزوجة والده فهذة هي الصدمة التي دمرتها... الرجل الذي أصبح زوجها بالأمس... صدمت أنه خائن اليوم وبشهادة أخته... التمعت دموع الغضب بعينيها ولكن لا هي لن تبكي... هو لا يستحق دموعها... وجهت حديثها لأريج قائلة بغضب "أمتي اكتشفتي علاقتهم؟ " ردت أريج بصوت مهتز "بعد خطوبتكم بفترة " لتقول لها بحدة "يعني حضرتك عارفة من بدري وجاية تقوليلي دلوقتي... دلوقتي بعد ما بقيت مراته".. "والله يا ملاك حاولت.. بس حطي نفسك مكاني ... فجأة عرفتي أن أخوكي ليه علاقة بمرات ابوكي هتعملي ايه؟ ".. تنهدت ملاك ثم قالت بملامح يشوبها النفور "وانتي عرفتي ده ازاي؟ ".. تنهدت أريج وقصت عليها المشهد الذي رأته من قبل... "يعني من الموقف ده بس استنتجتي أنهم علي علاقة "قالتها ملاك بإستغراب.. ذهلت أريج "آه طبعا يا ملاك لما تلاقي مرات باباكي اللي قد أخوكي في حضنه وبتقوله أنا بحبك وبعشقك هتفهمي ايه؟ "... وضعت ملاك يدها علي فمها... كيف يمكنها أن تثق به بعد الآن؟ وماذا تتوقع من شخص خائن لوالده؟ بالتأكيد لن تتوقع منه الإخلاص.. والأهم من ذلك لماذا تزوجها؟ أصابها الرعب أن يكون تزوجها من أجل أن تكون غطاء ويستطيع أن يستمر بعلاقته مع جوليا... لكن متي بدأت هذه العلاقة؟ .. نظرت إلي أريج وقالت "أريج هي جوليا تعرف أحمد من أمتي؟ " تنهدت أريج وقالت بشرود "من حوالي سنتين لقيت بابا داخل علينا بيها وقال أنه اتجوز... طبعا أنا وعمر اتصدمنا.. بس أحمد هو اللي بهدل الدنيا اتخانق مع بابا وساب البيت لولا عمر مكانش هيجي تاني " وأكملت أريج "تخيلي يا ملاك بابا عامل ليها مؤخر قيمته تلاتة مليون جنيه"جحظت عيون ملاك بشدة وأدركت أن جوليا ليست من النوع السهل وقالت "هي جوليا عندها كام سنه؟ " أجابت أريج "عندها ستة وعشرين سنه " هتفت ملاك "يعني قد أحمد بالظبط " لتصيح أريج بصدمة"ازاي مش أخدت بالي؟ ... جوليا خريجة هندسة في نفس دفعة أحمد "...
~~~~~~~~~~~~
"إدوارد!... "هتفت بها كريستين بصدمة وهي تنظر إلي إدوارد وتلك القنبلة الأنثوية الموجودة معه بمخزن الصيدلية.. ابتسم إدوارد بترحيب قائلا "إزيك يا حبيبتي... دي نانسي خريجة صيدلة،،، هتشتغل معايا وكنت بفرجها علي المخزن " اتسعت عينيها برعب وهي تتأمل دمية السيليكون تلك.. حسنا دمية سيليكون جميلة جدا بطريقة مبهرة فهي ذات جسد صارخ الأنوثة وشعر اسود كجناح الغراب وعينان زرقاء براقة وشفتين كالكرز الأحمر،،، إضافة إلي تلك الملابس التي ترتديها والتي لا تناسب العمل بتاتا بل ملهي ليلي فهي كانت ترتدي فستان أزرق قصير دون أكمام.. ازدردت كريستين ريقها عندما قالت الفتاة بصوت ناعم جذاب "إزيك يا مدام.. أنا نانسي ".. لتقول كريستين بداخلها " "قولي لأيامك السعيدة وداعا كريستين.. فيبدو أن الحرب العالمية الثالثة سوف تقام "....
~~~~~~~~~
كانت ملاك تسير عائدة إلي المنزل فهي فضلت العودة سيرا حتي تستطيع التفكير جيدا ... كانت الأفكار تدور في رأسها.. ما عرفته من أريج كان بمثابة الصدمة... لو كانت أريج قالت لها الحقيقة قبل عقد القران كانت ستتركه فورا وليذهب قلبها الأحمق إلي الجحيم.. ولكنها أصبحت زوجته وزفافها بعد أربع أيام... أي كارثة هذة؟ ماذا تفعل؟ هل تلغي الزفاف الآن؟ ولكن هذا سوف يحدث جلبة كبيرة لعائلتها... هي تشك أن يكون أحمد تعرف علي جوليا في الجامعة وأحبها وبالتأكيد هي تحبه.. فهي لاحظت النظرات النارية التي كانت ترمقها بهم والحزن العميق الذي غطي وجهها... ولكنها لم تتوقع أن تكون مغرمة بأحمد ولكن اتضحت الصورة الآن... ولكن أكبر مخاوفها أن يكون ما أخبرتها أريج به صحيحا قبل أن تذهب فهي قالت لها أنها تشك أن الطفل الذي تحمله جوليا لأحمد... هذة ستكون كارثة بحق،، شهقت عندما انطلق زمور سيارة ما ورجل هذة السيارة يصرخ بها أن تبتعد فتراجعت إلي الخلف...
~~~~~~~~~
عادت أريج إلي القصر وشعور بالإرتياح يطغي عليها... شعرت أنها أخيرا تحررت من تأنيب الضمير.. وحان الوقت لتلتفت لدروسها فهي قد أضاعت الكثير من الوقت ويجب أن تجتهد لتحقيق حلمها.. اتجهت إلي غرفتها ولم تري تلك العيون السوداء التي تراقبها.. ارتسمت ابتسامة خبيثة علي وجه جوليا.. فأريج الغبية قد اسدت لها خدمة العمر بإخبار ملاك بوجود علاقة بينها وبين أحمد وتذكرت الأمس كيف كانت أريج متلهفة لرؤية ملاك وبالفعل ذهبت إلي غرفتها للتحدث ولكن أحمد طلب ملاك بحجة عقد القران.. ولكن القدر وقف مع جوليا عندما استطاعت أريج الحصول علي رقم هاتف ملاك من إسراء.. وسماعها للمكالمة بين أريج وملاك جعلها تتيقن أن ملاك سوف تلغي الزفاف.
اتجهت جوليا لغرفتها وأخرجت من عبوة إكسسوارتها إسوره فضيه يتدلي منها اسم "Juliet " شردت وهي تتذكر أحمد
فلاش باك
"إزيك يا جوليت " قالها أحمد بمرح لتبتسم جوليا بسبب هذا اللقب المحبب الذي إعتاد أحمد أن يناديها به.. تنهدت بغضب مصطنع "أنت كنت فين يا أستاذ بقالي نص ساعة مستنياك في الكافيه" زم أحمد شفتيه بضيق مصطنع قائلا "بقي أنا بجهز في هدية عيد ميلادك وده جزاتي " ابتسمت جوليا بخجل.. اومئ أحمد للنادل ليأتي النادل ومعه كعكة العيد ميلاد وعليها اسم جوليت ... أخذ أحمد يردد "happy birth day to you... happy birth to Juliet... happy birth day to you " همت أن تطفئ الشموع عندما قال أحمد "اتمني أمنية " أغمضت جوليا عينيها وتمنت ما تتمناه كل يوم وكل ساعة ودقيقة.. تمنت أن يكون أحمد لها وأن يذهب بها بعيدا عن تلك الحياة المقززة التي تعيشها مع والدتها وزوجها.. ثم قامت بإطفاء الشمع مد أحمد لها عبوة صغيرة مغلفة بورق زاهي لتفتحها هي بلهفة واضحة وتشهق بإعجاب عندما تري إسورة فضية يتدلي منها اسم "Juliet "... نظرت إلي أحمد بحب ليرمقها بحنو قائلا "كل سنة وانتي طيبة يا جوليت وعقبال مليون سنة تكون مليانة سعادة ليكي "....
باك...
افاقت جوليا من شرودها وهي تمسح دموعها... لعنت تهورها الذي جعلها في فورة غضب تتزوج من مالك وتحصل علي كراهية أحمد.. قبلت الإسورة برقة وهي تقسم أن أحمد سيكون لها عاجلا أم آجلا.. فهو لم يري حتي الآن كيد النساء...
~~~~~~~~~
ولجت ملاك إلي المنزل بقلب مثقل وحائر والوجوم يبدو عليها لتجد كل من عمر و إسراء جالسان برفقة والداها... أخفت ملاك حزنها بمهارة وتصنعت المرح قائلا "ايه النور ده يا أبو نسب " ضحك عمر بفتور بينما ظلت إسراء واجمة.. تطلعت ملاك إلي والداها بحيرة ليقول عثمان "تعالي يا ملاك شوفي إسراء العاقلة زعلانة علشان مش طلعت حامل " قهقهت ملاك وجلست بجانب والدها قائلة "ايه يا سو انتي بقالك شهرين متجوزة بس وزعلانة " رد عمر قائلا "وكمان عايزة تروح الدكتور تكشف " ضحكت ملاك قائلة "وبتقولوا عليا مجنونة... شوفوا بنتكم " وأكملت بأسف "معلش يا جماعة كان نفسي اقعد بس أنا تعبانة خالص يدوب هأخد shower وأنام "... "مفيش مشكلة يا ملاك "قالها عمر،، ولكن عثمان شك في أن تكون متضايقة بسبب شأن ما فهو يعرفها جيدا ويعرف متي تصطنع.. لذلك قرر أن يتحدث معها لاحقا...
وقفت ملاك أسفل المياة... كانت المياة باردة للغاية ولكن رغم ذلك لم تشعر ملاك بالتحسن.. بل هي تشعر بالخيانة والألم... تريد أن تبكي بشدة حتي ترتاح..تريد أن تتكلم وتنفجر.. هي تشعر بأنها تكره أحمد كثيرا وتحبه كثيرا.. كيف يمكن هذا؟ كيف يجتمع الحب مع الكراهية ؟.. جلست علي الأرضية الباردة للحمام ودموع الغضب والألم تنساب منها مختلطة بالمياة الباردة.. وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقاتها وهي تبكي بشدة تأمل أن يخفف هذا عنها...
توجهت ملاك إلي طاولة الزينة لتمشيط شعرها... لقد شعرت بقليل من التحسن بعد ساعة من البكاء في الحمام.. كانت عينيها حمراء كما أنها تشعر بأن عينيها تحرقها بسبب بكائها .. بعد الانتهاء من تمشيط شعرها عقصته علي هيئة كعكة ثم اتجهت إلي فراشها لتنام ..طرقة خفيفة علي الباب جعلها تفتح عينيها ليولج والدها بإبتسامة قائلا "ايه يا حبيبتي مش هتتغدي معانا ولا أيه؟ " لترد ملاك بإرهاق "معلش يا بابي تعبانة شوية. عايزة أنام... "تنهد عثمان قائلا "مالك يا موكة؟ باين عليكي متضايقة.. فيه حاجة يا حبيبتي؟ " ابتسمت ملاك وعينيها ممتلئة بالدموع الحبيسة وهزت رأسها بالنفي... نظر عثمان لها بعتاب مطولا لتجهش ملاك بالبكاء وهي تحتضنه بقوة.. ربت عثمان علي ظهرها وظل صامتا حتي تنتهي من نوبة بكائها...
بعد فترة ليست قليلة انتهت ملاك وشعرت أن دموعها قد نفذت ... رفع عثمان ذقنها وهو يقول بحنو "ايه اللي مزعل بنوتي؟ "ابتسمت ملاك بشحوب قائلة "مفيش حاجة يا بابي... أنا بس مش مصدقة إني هسيبكم بعد كام يوم... صدقني ده صعب جدا بالنسبالي ".. لم يصدقها بالطبع ولكنه لم يريد أن يضغط عليها لذلك أمسك وجهها بين يديه قائلا "واحنا زعلانين أكتر يا موكة... انتي مش هتتخيلي احنا بنحبكم قد ايه... تخيلي أنا أربيكي وأكبرك ويجي واحد ياخدك علي الجاهز " أكمل وعينيه تلتمع بدموع السعادة " يوم فرحك هيكون من أسعد ايام حياتي رغم إني هكون زعلان علشان هتمشي.. إلا إني هكون فرحان أن بنوتي الصغيرة هتبني بيت صغير ليها وتكون أسرة.. وأنا هبقي جدو وألعب مع أولادك... وهشرط عليكي كمان تسمي ابنك الأول علي اسمي.. اتفقنا؟ "ضحكت ملاك وهي تومئ بالإيجاب ثم قامت بإحتضان والدها.. شعرت بالحزن لأنها لم تقل له الحقيقة ولكنها لا تستطيع أن تحطم سعادته بهذة الطريقة... لن تتحمل ذلك....
~~~~~~~~~
في قاعة زفاف ضخمة وراقية...
كانت ملاك تجلس علي المقعد المزين بالورود بجوار زوجها.. كانت ملاك ترتدي فستان أبيض ضخم بأكمام شفافة وكانت ترتدي أسفله بادي وتركت شعرها منسدلا... زفر أحمد بضيق عندما تطلع إلي تلك الحله البيضاء التي يرتديها... فملاك قد شرطت قبل عقد القران ان يرتدي حله بيضاء بدلا من سوداء بل وأصرت علي ذلك وإلا لن تعقد القران وهو وعدها بذلك ونفذ هذا الوعد اليوم.
صدحت في المكان الأغنية الخاصة لرقصة العروسين... أمسك أحمد بكف ملاك ليتصلب جسد ملاك بنفور شعر به أحمد وتعجب منه ولكنه لم يبالي وهو يسحبها إلي منتصف القاعة ليراقصها... تمنت ملاك أن تنتهي هذة اللحظة بسرعة فهي تشعر بالغثيان بسبب هذا القرب...
اصطدمت عينا أحمد بعيون جوليا رأي الألم ظاهر علي وجهها فتذكر ما حدث قبل زفافه بيوم...
فلاش باك
ذهب أحمد إلي علي لكي يعتذر منه ويطلب منه أن يحضر إلي زفافه... بالطبع سامحه علي بسبب طيبه قلبه وحبه لأحمد وصمم علي أن يقيم حفل العزوبية لأحمد في منزله ودعي أصدقائه ودعي أيضا عمر...
كان أحمد يتحدث مع علي وأصدقائه عندما رن هاتفه ووجد اسم جوليا ينير علي هاتفه.. استأذن ثم خرج ليرد عليها.. "نعم يا جوليا؟ " ردت جوليا بصوت ثقيل وكلمات مبعثرة"أنا بحبك يا أحمد.... خلينا نهرب من هنا.. وأنا هنزل البيبي "... "انتي سكرانه! "صاح أحمد بإستنكار لترد جوليا"أيوة.. بسببك أنا سكرت... أحمد أنا ممكن أموت لو اتجوزتها... أوعي تتجوزها يا أحمد " زفر أحمد بضيق قائلا "هي أصلا مراتي يا جوليا.. وهتبقي أم عيالي ومستقبلي كله.. ياريت تلتفتي لحياتك وتنسيني "ثم قام بقفل الهاتف في وجهها لتبكي هي بإنهيار وتحزم أمرها لتتصل به...
عاد أحمد من شروده ليجد أن الرقصة قد انتهت...
بعد فترة ما انتهي حفل الزفاف...
تأبطت ملاك بذراع أحمد لتخرج من القاعة وتتجه إلي منزلها الجديد.. اصطدمت عينيها بعين بعين أريج المعاتبة.. خفضت عينيها بحزن لتتنهد أريج وتقر أنها فعلت ما بوسعها.
"أح.. مد"همسة متقطعة بإسمه جعلته يستدير... جحظت عينيه بفزع وهو يجد جوليا واقفة بمكانها تتألم ودماء غزيرة تنساب من بين قدميها ملطخة فستانها الوردي.. لتسقط بوهن علي الأرض وتفقد وعيها...
يتبع
التحرر من قيود عشقك
فاطمة علي

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن