الفصل الثالث والعشرون.....

5.9K 162 3
                                    

في قصر الاسيوطي كان الكل مجتمع...
"ها يا أحمد.... عايز تقول أيه؟ " قالها مالك.. تطلع أحمد إلي جوليا بإشمئزاز ثم نظر إلي والده بتصميم ثم قال "بابا.. أنت سنين كتير حاولت تخليني أحس بالذنب بسبب موت ماما وأختي.. بس لأ مش أنا السبب في موتهم علشان عمرهم انتهي وده قضاء ربنا منقدرش نعترض عليه " هم مالك أن يعترض ولكن أحمد قال " بس مش معني كده إني مش غلطت... بالعكس أنا غلطت غلط كبير جدا... مفروض اتعاقب.. علشان كده أي عقاب هتفرضه عليا بعد ما أتكلم.. أنا راضي بيه" كانت جوليا ترتجف للغاية فأحمد يبدو مصمم كثيرا اليوم ولا يشعر بالخوف... تنهد أحمد بعمق ثم نظر إلي ملاك كأنه يستمد منها القوة لتبتسم له وهي تشجعه..زفر بتوتر ثم قال وهو ينظر إلي مالك"أنا أعرف جوليا من زمان.. من قبل ما تتجوزها يا بابا " ظهرت الصدمة جليا علي الجميع بينما شهقت جوليا بفزع وقالت "مالك.. ده كذاب.. ده.. "قاطعها أحمد "بابا... مش أخدت بالك أنها تخرجت من كلية الهندسة في نفس الوقت اللي أنا اتخرجت فيه؟ " تطلع إلي وجه والده المصدوم وقال " لما كنت في الكلية كنت دايما وحيد ومش عندي إلا صاحب واحد وهو علي بس طبعا كنت بشوفه نادرا عشان ضغط الشغل في عيادته ... لحد ما قابلت جوليا وهي الوحيدة اللي قدرت تقرب مني وتبقي صاحبتي.. كانت صاحبتي بس يعني عمري ما حبيتها ..... كانت بتحكيلي علي كل أسرارها لحد في يوم صدمتني وقالت أن جوز أمها بيتحرش بيها من زمان "...
فلاش باك...
"بتقولي ايه يا جوليا؟ "قالها أحمد وهو مصدوم ازدردت جوليا ريقها وارتجفت شفتيها بألم وهي تقول "جوز ماما مدحت بيتحرش بيا من زمان ... من أنا وعندي عشر سنين " شحب وجهه بشده وشعر بالإشمئزاز من هذا القذر الذي شوه طفولتها البريئة... ربت أحمد علي كتفيها برفق وهو يقول "ليه مش اتكلمتي مع مامتك... وليه مش بلغتي البوليس؟ " أخذت تبكي وترتجف وقالت " أنا بخاف منه يا أحمد.. ده... ده شيطان... أيوة شيطان كان دايما بيحرقني بسيخ حديد سخن " أمسك أحمد كتفيها وهو يقول "أهدي يا جوليا... اهدي.. بلغي البوليس عنه وأنا هساعدك... أنا معاكي ومش هسيبك متقلقيش " لتهتف جوليا بهستيريا "لا... لا يا أحمد.. افرض البوليس مش قبض عليه.. ساعتها هيقتلني.. أبوس إيدك ساعدني يا أحمد... بس من غير ما ندخل البوليس " مرر أحمد يديه بين شعره وهو يقول "أهدي يا جوليا... مش هندخل البوليس... بس أهدي... حاولي تتكلمي مع والدتك... لازم تقوليلها يا جوليا النهاردة... فاهمة؟ " أومأت جوليا بالإيجاب ....
بعد مرور ثلاث أيام...
كان أحمد جالسا بحرم الجامعة وهو قلق عليها... منذ أن أخبرها أن تقول حقيقة مدحت القذرة لوالدتها وهي مختفية وهاتفها مغلق.. القلق ينهش به وهو يتخيل أن مدحت قد أذاها مجددا... لا يعرف سبب شعوره أنها في ورطة.. نفض الأفكار السيئة من عقله.. لينظر مجددا جهة بوابة الكلية.. اتسعت عينيه بذهول وهو يراها وتنهد براحة لأنه لم يصبها أذي ما... ركض أحمد لجهتها وهم أن يتحدث إلا أن ملامحها الشاحبة وعينيها الذابلة صدمته... ضيق أحمد عينيه بتوجس ثم سحبها بهدوء إلي مكان هادئ بعيد عن صخب طلاب الجامعة...
"جوليا... ليه اختفيتي اليومين اللي فاتوا" صمتت ولم تتكلم وعيناها شاردة في مكان ما ليهزها أحمد بشدة وهو يقول "جوليا... اتكلمي... عمل معاكي أيه الواطي ده؟ " نظرت إليه وقالت بشرود "اغتصبني "شحب وجه أحمد لتدمع عيناها وهي تردد بهستيرية "اغتصبني.... هو أغتصبني يا أحمد... دمرني... آه" ثم ارتمت في أحضانه وهي تجهش في البكاء... أخذت تصرخ بهيسترية وتقول "كنت هتكلم مع ماما في اليوم اللي وعدتك إني هقولها الحقيقة... "شهقت وأكملت "لما رحت البيت افتكرت أن مفيش حد فيه واتصلت بماما وقلتلها تيجي بسرعة علشان اتكلم معاها ضروري.... ولما قفلت... اكتشفت أنه في البيت وسمع الكلام وساعتها هو اتعصب مني و... "شهقت وانتفضت بشده بين أحضانه بينما هو يحاول تهدئتها ويقول بغضب "يالا نروح نبلغ عنه "انتفضت من بين أحضانه وهي تقول بهستيرية"لا يا أحمد أبوس ايديك كفاية فضيحتي.. أنا هموت نفسي يا أحمد "... "أهدي يا جوليا... هنلاقي حل.. "قالها أحمد بقلق وهو يستمع إلي بكائها الهستيري... أمسكت جوليا بيده وهي تشهق وتقول"ازاي... اهدي... يا أحمد محدش هيرضي يتجوزني بعد المصيبة دي أنا مش بقيت virgin ".... احتضنها أحمد وهو يشعر بالأسي لما حدث لصديقته...
مرت الأسابيع وكانت جوليا تتجنب مدحت في المنزل.. كانت ترهق نفسها في كليتها وتعود بعد أن تتأكد من عودة والدتها... بعد هذة الحادثة لم تحاول أن تتكلم مع والدتها فهي شعرت بالخوف من مدحت... وفي هذة الأسابيع كانت جوليا تشعر بالدوران والإرهاق إلي أن جاء اليوم الذي أغمي عليها في الجامعة... وأصر أحمد علي اصطحابها للطبيب لتأتي الصدمة الكبري أنها حامل... بعد هذا الخبر انهارت جوليا وشعرت أن عالمها انتهي... فهي حامل من زوج والدتها الذي أغتصبها... حاول أحمد كثيرا أن يجد حل إلي أن....
"ها يا علي قلت ايه؟ " قالها أحمد ليرد علي "أنت مجنون يا أحمد... ده أنا ممكن أروح في ستين داهية " ربت أحمد علي كتفه وهو يقول"يا علي البنت حياتها هتتدمر... دي حامل عارف يعني ايه؟ " ولكن علي صمم علي رفضه وظل أحمد يقنعه حتي وافق....
في عيادة دكتور علي صادق.....
كانت جوليا ممدة علي فراش أبيض وهي تشعر بالخوف بينما أحمد بجوارها وهو يمسك يديها ويقول "أهدي يا جوليا كل حاجة هتبقي تمام... علي هيعملك عملية الإجهاض دلوقتي... وبعد كام يوم هيعملك عملية تاني وترجعي زي ما انتي ماشي؟ "أومأت جوليا بخوف ليشد أحمد علي يديها ويطمئنها....
بعد فترة ما...
"أحمد أنا بحبك" قالتها جوليا بحب ليشحب هو... اتسعت عيناه بصدمة فجوليا قد فهمت مساعدته لها بطريقة خاطئة تمام.. دب القلق في اوصالها واقتربت منه وقالت"ايه يا أحمد؟ مش هترد عليا؟ ".. "جوليا انتي فهمتيني غلط خالص.. انتي زي أختي " شهقت جوليا وقالت بصراخ"زي اختك؟ أنا زي أختك يا أحمد.. بعد ده كله.. دا أنا قولتلك علي كل حاجة في حياتي.. ده أنا كنت بتمناك كل يوم.. أنا بحبك وانتي تقولي زي أختك "صمت ومسد عنقه بتوتر لتتابع بتهكم مرير " فعلا.. كلكم تفكيركم كده... لو كان مدحت مش اغتصبي كنت هتحبني.. لكن بما أن في راجل قبلك لمسني.. يبقي أنا مدنسة صح؟ " حرك رأسه بالنفي "لا يا جول..."لكنها قاطعته وهي تدفعه بقوة " كلكم كده... مجرد حيوانات.. كل اللي يهمكم نفسكم وبس.. حتي أنت يا أحمد" وقفت وهي ترجع خصلات شعرها إلي الوراء بينما اشتعلت عينيها بالحقد الاعمي وقالت"بس أنا مش هتكسر تاني يا أحمد.. أنا هنتقم منك.. هخليك تعيش في دوامة تأنيب الضمير.. مش هتقدر حتي تنام وده وعد " قم ذهبت مسرعة بينما ظل أحمد ينظر لها بحزن.. هو لم يقصد أن يأذيها ولكنه حقا يعتبرها بمثابة اخته...
باك
"بعدها اختفت جوليا من حياتي لفترة طويلة. حاولت أكملها في الكلية بس هي بعدت عني نهائي.. بعد ما اتخرجت بفترة اتصدمت أنك داخل علينا بيها وبتقول دي مراتي"قالها أحمد بحزن..
اقترب مالك من أحمد ولكمه بقوة ليتراجع أحمد صرخت ملاك بينما تقدم عمر ليمسك والده ليقول أحمد "محدش يتدخل... أنا راضي بأي عقاب...عمر وملاك ياريت متتدخلوش "استمر مالك في ضربه بقوة وأحمد مستسلم له بينما ملاك تبكي بشدة وبجوارها أريج وإسراء يحاولون تهدئتها... توقف مالك عن ضرب أحمد الذي وقع علي الأرض وهو يتألم بينما ينزف من فمه وانفه .. واتجه إلي جوليا وأخذ يصفعها مرة بعد مرة حتي أدمي شفتيها ولم ينقذها منه إلا عمر ليصيح مالك بقوة"أطلعي برة يا حقيرة... مش عايز أشوف وشك... اطلعي برة والا هجيبلك الآمن يطردوكي..." دفع عمر واتجه إليه وامسكها من خصلات شعرها واندفع إلي باب القصر وفتحه ثم دفعها للخارج قائلا"أقسم بالله لو شوفتك هنا لأشرب من دمك يا خاينة " شعرت بالخوف وخرجت من القصر مسرعة...
توجه إلي أحمد الملقي علي الأرض وبجواره ملاك التي تمسح علي شعره برفق وقال بصوت عالي "وأنت كمان أطلع بره ومتدخلش البيت ده تاني... واعمل حسابك أنت مرفود من الشركة... وهتسيب مفتاح عربيتك هنا " نهض أحمد وهو يتألم وأخرج مفتاح سيارته وأعطاها لأبيه ثم خرج وهو يستند علي علي وملاك.... عندها شعر أحمد أنه تحرر من ذنبه وياله من شعور تطلع إلي ملاك الباكية ليعترف أول مرة أنه غارق حتي أذنيه في حبها..
~~~~~~~~~
مرت خمس شهور علي هذا الحدث...
وملاك أصبحت في الشهر السادس من الحمل وعلمت أن المولود الذي في بطنها أنثي ففرحت كثيرا وقررت هي وأحمد أن يسمياها "ياسمين"... اما أحمد فوجد عمل بمساعدة علي في أحد الشركات الصغيرة واستطاع ان يدبر حاله بوجود ملاك التي أثبتت انها نعم الزوجة الصبورة...
عمر وإسراء يعيشان في هدوء نوعا ما ولا يعكر صفو هذا الهدوء سوي إصرار إسراء للذهاب إلي الطبيب...
أما كريستين وإدوارد فحياتهم أصبحت شد وجذب بسبب موضوع الحمل وما زاد الأمور سوءا عودة ابنة خالتة وخطيبته السابقة مريم من كندا..
أما جوليا فإستطاعت شراء منزل صغير من مال المؤخر الذي أخذته من مالك بالقوة والتهديد أنها ستفضحه بعد أن تخلي عنها كريم وطردها من منزله....
أما مالك فهو لا ينسي كلام عمر بأنه ظلم أحمد وابتعد عنه حتي دمر حياته...
كريم يحاول جمع شتات نفسه وقرر الإبتعاد عن جوليا وطردها من حياته وقرر أن يترك الجامعة وينتقل إلي جامعة آخري حتي تستطيع ملاك تعيش بسعادة لأنها تستحق...
سحر وشريف استطاعا الزواج بفضل مساعدة علي لهما بينما علي مازال ينتظر فتاة أحلامه...
أريج استطاعت بعد كثير من الإجتهاد والتعب الإلتحاق بكلية الهندسة وأصبحت تتواصل كثيرا مع أحمد وملاك وأصبحت علاقتها بأحمد قوية....
~~~~~~~
في شقة جوليا الجديدة.....
كانت جوليا تخرج ملابسها فهي لديها موعد عمل اليوم عندما وقع علي الأرض دفتر ما...
انحنت والتقطته لتجده أنه يوميات أحمد شردت وتذكرت أنها أخذت هذة المذاكرات من غرفة أحمد بعد أن تزوج وكانت تضعها دائما في حقيبتها ولم تقرأها ولحسن الحظ حقيبتها تلك هي الوحيدة التي أخذتها معها بعد أن طردها مالك .....
أحتضنت الدفتر وهي تبكي وتشتمه لعل أنفها يلتقط رائحة أحمد المميزة ثم فتحتها ببطء وأخذت تقلب فيها إلا أنها جمدت وهي تنظر إليها بصدمة ثم أغلقتها وابتسامة خبث تسللت إلي ثغرها وقالت "ملاك.. النهاردة هتتصدمي صدمة عمرك.... "
~~~~~~~
في كلية التربية...
كانت ملاك وكريستين يخرجان من المبني عندما قالت ملاك وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخة "فكري يا بنتي كويس وسيبي الحبوب دي علشان تجيبي بيبي كده نلعب بيه "ابتسمت كريستين وهي تقول "اقولك علي خبر حلو... أنا خلاص سيبتها " اتسعت عيون ملاك وهي تقول "بجد "كادت أن ترد كريستين عندما أتاها صوت تبغضه كثيرا... "ملاك... وحشتيني " تطلعت ملاك لتجد جوليا ممسكة بين يديها دفتر وابتسامة إنتصار تزين ثغرها...
يتبع..
التحرر من قيود عشقك
فاطمة علي..
الفصل الرابع والعشرون
في منزل عثمان وليالي كان الصمت سيد الموقف ألا من شهقات ملاك التي تحتضنها كريستين وتحاول أن تهدئها....
كان كلا من أحمد وعمر وإسراء جالسان بوجوم بينما أحمد يمسك مذكراته بين يديه بينما عينيه علي ملاك الباكية... يريد أن يزرعها في أحضانه ويعتذر لأنه جعلها تبكي وتعاني... لأنه لم يستطيع إسعادها...
"ممكن يا أحمد... اعرف انت عرفت إسراء ازاي وحبتها أمتي؟ "سأله عثمان ليرمق عمر أحمد بنظره نارية ونيران الغيرة تنهش في قلبه بدون رحمة أو شفقة... يقسم ان أكبر صدمة في حياته أن يعلم أن أخيه يحب زوجته
تنهد أحمد وعينيه ما زالت علي ملاكه وقال بشرود " من حوالي تلات سنين ... شوفت إسراء أول مرة في الغردقة.... "
فلاش باك.....
ذهب أحمد الي الغردقة لكي يباشر عمله في تصميم القرية السياحية...
بعد أن انتهي أخيرا من عمله.. قرر أحمد أن يتنزه قليلا في هذه المدينة الساحرة... اتته رغبة أن يستقل مواصلات عامة ولا يعرف لماذا؟...
كان أحمد جالس علي أحد مقاعد سيارة النقل العام عندما تسرب إلي أذنيه صوت شجي خافت يقرأ القرآن... رفع نظره ليحدد مكان الصوت ليري الصوت قادم من المقعد الذي أمامه.. أبتسم وظل يسمعها بهدوء إلي أن استمع إلي صوت فتاة آخري تشاكسها.. "ايه يا عم الشيخة... قربتي تختمي القرآن؟ " تأففت إسراء بضجر مصطنع وضربتها علي جبينها بمزاح وقالت "عارفة لولا أنك بنت عمتي كنت رميتك من هنا... بدل ما انتي قاعدة كده سبحي ربنا أو اقري قرآن... اكسبي حسنات يمكن ينفعوكي بعدين " قهقهت الفتاة بخفوت وقالت"ربنا يديني إيمانك" ابتسمت إسراء وأكملت قراءة القرآن بصوت خافت خاشع.. ولاتدري أن صوتها الخافت أسر قلب شخصا خلفها...
وعندما ترجلت من سيارة النقل العام استطاع أحمد رؤيتها بوضوح أعجب بإحتشامها ووجهها البرئ الخالي من المساحيق.. وإبتسامتها الرقيقة والجميلة... تنهد أحمد وهو يفكر هل يمكن أن توجد فتاة بهذا النقاء... جحظت عينيه وهو يسأل "هو لا يعرف شيئا عنها... بالتالي يمكن أن ألا يقابلها مجددا " طلب من السائق التوقف.. ترجل أحمد من السيارة وهو يبحث عنها بعينيه ليجدها تبخرت... كأنها أتت كنسمة باردة في فصل الصيف وذهبت مرة آخري لتجعل نار الشمس تحرقه....
باك..
وقف أحمد ليتقدم منه عمر ويدفعه بقوة ويقول صارخا"ازاي قدرت تفكر فيها؟ ها؟ ازاي قدرت تفكر في مرات أخوك؟ أنت أكيد مجنون يا أحمد " رد أحمد بصوت ضعيف وعينيه علي ملاك الباكية "من أول ما إسراء اتجوزت .. وأنا حاولت أشيلها من دماغي وعمري ما بصيت عليها بصه مش بريئة.. حطتها في منزلة أختي.. " أمسك عمر بتلابيب قميصه وهو يقول "يعني عايز تفهمني أنك نسيتها علطول... عمري ما هصدقك يا أحمد.. أنا استغربت لما طلبت ايد ملاك وانت مش بتحبها... كنت بستغرب تصرفاتك مع ملاك.. دي مش تصرفات واحد بيحب.. اتاريك كنت عايز تتجوزها علشان تبقي قريب من مراتي... صح؟ علشان أكيد مراتك مش مالية عينيك " شهقت ملاك بألم بينما صدم الجميع من كلمات عمر الجارحة.. اشتعلت عيون أحمد بالغضب ولكم عمر وهو يقول صارخا " أنا لو كنت حقير للدرجادي.. مش كنت ساعدتك في جوازك منها.. مخدتش بالك من صدمتي لما وريتني صورتها.. مش أخدت بالك من نبرة صوتي وأنا بقولك "أنت متأكد" معقول مش أخدت بالك...ورغم كده ساعدتك علشان تتمم الجواز وأي حاجة كنت بتطلبها مني كنت بعملها... ما سألتش نفسك انا ليه علطول بروح الغردقة... علشان كنت بدور عليها وانا مش معايا الإ رسمتها بس.. تخيل صعوبة موقفي لما أخيرا الاقيها تكون البنت اللي أخويا الصغير بيحبها... أنا دوست علي قلبي علشانك انت وبس... أنا... ".... "كفاية... كفاية بقي حرام عليك " أتاه صراخ ملاك وهي تضع يديها علي اذنيها وتبكي بشدة.. اقترب أحمد منها ليلمسها لكنها نهضت ودفعته بقوة وهي تقول بإشمئزاز "متقربش مني... متقربش أنا قرفانة منك ومن نفسي علشان حبيت إنسان زيك" واحتضنت بطنها المنتفخ بيديها كأنها تستجدي الأمان من طفلتها وأكملت بحقد "عارف.... أنا غلطانة علشان قبلت أعيش مع واحد كان شايف أبوه مخدوع وساكت علشان جبان " شحب وجهه لتكمل بتشفي "ايوة أنت جبان يا أحمد وهتفضل طول عمرك جبان... واللي ملهوش خير في أهله ملهوش خير في حد " أجفل أحمد وهي رأت ذلك... لقد أدركت أنها أصابت هدفها بجرحه.. بالطبع صور له خياله المغرور أن ملاك التي كانت بمثابة ملاكه الحارس تخفف عنه أحزانه يمكن أن تكون الشخص الذي يتسبب له بجرح عميق... اليد التي أنقذته وأخرجته من دوامة تأنيب الضمير هي نفس اليد التي دفعته داخلها... ولكن هو يستحق هي مجروحة وبشدة وتريد ان تذيقه من نفس كأس جراحها المريرة.. توجهت نظراتها الي إسراء وابتسمت بتهكم مرير وهي تقول "شوفتي يا إسراء؟ ... انتي دايما بتكسبي... من أول مباريات الكورة لنتيجة الثانوية العامة لقلب جوزي "... "ملاك! "هتفت إسراء بصدمة لتكمل ملاك "هش متعمليش نفسك بريئة... اكيد حاسة بالإنتصار دلوقتي.... يعني اتنين من ولاد الأسيوطي بيحبوكي ".... "ملاك! "هتف بها عثمان بعصبية وهو يقترب منها رافعا يده اقتربت منه ليالي لتمنعه وتقول "أهدي يا عثمان... علشان خاطري "تلألأت الدموع بمقلتيها وركضت للخارج وهي تبكي... ركض أحمد خلفها وهو يهتف بإسمها...
كانت ملاك تبكي بشدة وهي تمشي بمحاذاة الشارع الرئيسي عندما أمسكها أحمد بذراعها... حاولت أن تتحرر من قبضته ليهتف هو ويقول "ملاك! اهدي احنا في الشارع " لم تستمع ملاك له وهي تدفعه بشدة.. وأخيرت دفعته بشدة فتراجعت هي للوراء لا إراديا لتصدمها سيارة مسرعة.. بينما صدرت صرخة فزع من أحمد "ملااااااك"....
~~~~~~~~~~~
دوي صوت سيارة الإسعاف في الشارع الرئيسي....
في المشفي كان الجميع متوتر للغاية بسبب حالة ملاك... كانت إسراء وكريستين وليالي يبكون ويدعون ان تكون بخير بينما عثمان يحاول أن يحافظ علي ثباته ولا ينهار وعمر متوتر وغاضب فأحداث اليوم كانت كارثية بحق...
أما أحمد فهو جالس علي أرض المشفي ودموعه تنزل بصمت... يخاف أن يخسرها ويخسر طفلته... شعر بأحد ما يربت علي كتفيه.. رفع رأسه ليجده والده وبدون أي مقدمات أرتمي في حضن والده وهو يجهش بالبكاء.. وأخذ يقول بين شهقاته "ملاك... ملاك يا بابا ممكن تسبني هي وبنتي "... "هش يا أحمد.. اهدي... أنا معاك يا بني ومش هسيبك وملاك وبنتك هيبقوا كويسين " نظر أحمد له بعينيه الدامعة وتمتم بخفوت "شكرا"...
بعد فترة خرج علي.. حيث علي هو طبيب ملاك الخاص.... نهض أحمد بسرعة وهو يقول بخوف ... "علي... ملاك.. هي كويسة؟ "تنهد علي وقال " هي نزفت كتير ولحسن حظها فصيلة دمها موجودة وبقت كويسة الحمد لله... بس... " صمت علي ليردف أحمد بنفاذ صبر "بس ايه يا علي؟ "أغمض عينيه وهو يقول"البيبي مات " صدم الجميع وشحب وجه أحمد بشدة وتراجع إلي الوراء ليصطدم بالحائط وهو يضع يده علي فمه ويبكي.. اقترب مالك منه لتهدئته "أحمد... لازم تكون قوي علشان خاطر ملاك علي الأقل... هي هتفوق بعد شوية وأكيد هتنهار لما تعرف فخليك معاها.. ماشي " ثم تنهد علي وقال بآسي "لازم تخلصوا الاجراءات علشان ندفن البيبي. " أومئ مالك وقال "أنا هتصرف في الموضوع ده "ثم ذهب لإجراء بعض الاتصالات ثم عاد لأحمد وهو يخبره "لازم تيجي معايا يا أحمد علشان نطلع شهادة الوفاة " أومئ أحمد بضعف وذهب مع والده....
دخل عثمان وليالي وإسراء وعمر وكريستين إلي غرفة ملاك...
اقتربت ليالي من ابنتها الشاحبة ولمست يديها وهي تبكي.. فصغيرتها قد عانت الكثير ولا تعرف ماذا سيحدث عندما تكتشف موت طفلتها...
تأوهت ملاك بخفوت... شعرت بتثاقل جفنها وألم أسفل بطنها... استطاعت فتح عينيها بصعوبة لتجد الرؤية ضبابية.. أغلقت عينيها بشدة ثم فتحتهم مرة آخري لتطالع عائلتها القلقة... وضعت يديها علي بطنها المسطحة ثم قالت بصوت مختنق بالدموع "ماتت؟ "أخفضت ليالي وجهها بآسي لتردد ملاك بخفوت ودموعها تنساب بغزارة علي وجنتيها "إنا لله وإنا إليه راجعون "...
ولج أحمد ومالك إلي غرفة ملاك بعد أن انتهوا من استخراج شهادة الوفاة وتم الأمر سريعا بسبب نفوذ مالك... اصطدمت عيون ملاك بعيون أحمد الدامعة لتغمض عينيها بقوة وتضغط علي أسنانها وتقول "خليه يطلع بره... مش عايزة أشوفه " حاول أحمد الاقتراب وهو يقول "ملاك... اسمع... "لتقاطعه هي وتقول بصوت عالي متعب"قولت أطلع بره... أطلع بره... مبتفهمش " إنصاع أحمد لأمرها حتي لا تنهار...
~~~~~~~~~
في المقابر.....
كان المكان ساكن كعادته إلا من صوت شهقات ملاك التي أصرت أن تحضر دفن ابنتها الصغيرة... كانت مستنده علي والدها وهي تحاول أن تكتم شهقاتها الموجعه... كم هو صعب أن تري جزء من قلبك وهو يدفن تحت الثري... كانت تراقب ابنتها الملفوفة بالكفن الأبيض وهي توضع علي الأرض... شهقت بقوة وأصبحت تصرفاتها هستيرية عندما شاهدتهم يردموها بالثري وقالت بجنون "لا... لا مش تدفنوها.. مش تدفنوا بنتي "أمسكها والدها بقوة واحتضنها وهو يقول بآسي "أهدي يا ملاك... اهدي يا بنتي
" اقترب أحمد منها وحاول أن يلمسها إلا انها انتفضت من حضن والدها ودفعته بوهن وهي تقول " انا بكرهك.. انت السبب طلقني... "
يتبع...
التحرر من قيود عشقك...
فاطمة علي...
عارفين أنا بحبكم ومش رواية اللي هتخسرنا بعض 😂😂 والشتيمة حرام.. وأنا أمتي قلت أحمد بيحب جوليا😂😂

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن