الفصل الحادي عشر ..

4.8K 148 2
                                    

في قصر مالك الاسيوطي....
"طيب وليه انت مش تسافر ...مينفعش يكون في مشكلة ونسيبها كده ...أنت عايز تقفلنا الشركة "قالها مالك بتعجب ليرد أحمد "يا بابا أنا كلمت فرانسيس وهو هيحاول يحلها ..او يتفاوض مع العميل عقبال عمر ما يسافر "...."طيب ليه متسافرش أنت ؟" شحب وجه أحمد بشدة وضغط كفيه بالمقعد بتوتر....هو خائف نعم وبشدة يخاف أن تستغل أريج غيابه وتقص علي والدها كل شئ ...وجد نفسه يقول "أنت عارف إني بجهز لجوازي أنا و ملاك ..وبعدين أنا لقيتها حجة علشان يسافر عمر أنت عارفه كسلان وبيكره السفر ...و ملاك قالتلي أن إسراء نفسها تسافر باريس " وافقه مالك بالرغم من نشاط عمر في العمل إلا انه يبغض السفر بشده وهذه فرصة ليقضي بباريس شهر العسل ويحاول أن يجد حل للمشكلة التي بالشركة وبالطبع ستساعده إسراء فهي مهندسة متميزة كما أنها تجيد الفرنسية بطلاقة .
~~~~~~~~~~~
في غرفة أريج .....
كانت أريج شاردة تنظر إلي كتابها بدون تركيز ...هزت رأسها كأنها تطرد الأفكار السيئة منها فهي يجب أن تدرس ...لكي تحقق حلمها وتطلعت إلي كتابها بتركيز لتشعر أن الرموز تتراقص أمامها ولا تستطيع التركيز ...لتضربها الأفكار السيئة بشدة ...شعرت أن دماغها سوف ينفجر ...وقفت وهي تجول في غرفتها ذهاباً واياباً ...ضغط ..ضغط كبير علي أعصابها كلما أغمضت عينيها رأت هذا الموقف المشمئز وتحسرت علي والدها ...أنها تكره أحمد وبشدة ،،،،كيف يفعل هذا بوالده ؟..وهي لماذا لم تخبر والدها حتي الآن ...الشعور بالذنب يقتلها ويمزق روحها تشعر بالإختناق ...وبالذات بعد حديثها مع معلمها ....
فلاش باك
ذهبت أريج إلي الغرفة الخاصة بالمعلمين باحثة عن معلم الدين ..شعرت بالراحة حين وجدته بمفرده لتقول بخفوت وهي تطرق علي باب الغرفة "ممكن ادخل يا استاذ جلال " رفع رأسه إليها وأومئ موافقاً ....دخلت وجلست علي المقعد المقابل بإستحياء وقالت بخفوت "عايزة اسأل حضرتك سؤال " ..."اتفضلي يا أريج " فركت كفيها بتوتر بالغ وازدردت ريقها بصعوبة بالغة وقالت بصوت مهزوز"هو ممكن الابن يتجوز مرات أبوه ؟" قطب جبينه لتكمل "يعني بعد ما تنفصل عن الأب " ...."لا طبعاً يا أريج ..ده مستحيل حتي لو الأب توفي " اجابها جلال لتشهق بخفوت ...وأكمل "ده حرام شرعاً يا بنتي ...الله قال في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء "صدق الله العظيم " وأردف وهو يشرح لها "الله هنا يا أريج حرم أن الابن يتجوز زوجة أبيه في كل الأحوال سواء كانت مطلقة او أرملة وحتي لو كان الأب طلقها قبل أن يدخل بها ...يعني ربنا حرم زواج الابن من زوجة أبيه في كل الأحوال..أما إذا كان يوجد علاقة بين الابن وزوجة أبيه فإنه يكون زنا " ..."شكرا يا أستاذ "تمتمت أريج بضعف وهي تشعر أن الأرض تميد بها ليبتسم لها بلطف وهو يقول " الشكر لله يا بنتي " .....
عادت أريج من شرودها وهي تشعر بالدموع الساخنة تغرق وجهها ..لا تصدق أن أحمد يمكن أن يفعل شيئاً بشع هكذا .
~~~~~~~~~~~~~
في منزل الزوجية الخاص بإدوارد و كريستين ....
كانت كريستين بالمنزل فهي ليس لديها محاضرات اليوم ....كانت تشعر بالملل رغم انه منذ قليل كانت ملاك معها ..انتفضت عندما
ولج إدوارد إلي المنزل ...ابتسمت بسعادة عندما رأته ..اتجهت إليه وقبلته علي خده وهي تقول "وحشتني " ليرد إدوارد "وانتي أكتر يا قلبي " ...."أنت أكيد جعان ..صح؟" قالتها بلطف وهي تطالع وجهه المرهق ليومئ بالإيجاب "هموت من الجوع ...بس بسرعة يا قلبي علشان الحق أنام وأروح الصيدلية المغرب" ..."اوكي يا حبيبي روح خد shower وأنا هجيبلك الهدوم و هحط الأكل علي السفرة " ليومئ لها ويتجه إلي الحمام .
~~~~~~~~~~~~
في قصر مالك الاسيوطي....
طرق عمر باب غرفة أحمد ....
"ايه ده انت رايح حته "تساءل عمر وهو يري أحمد بكامل ملابسه ..ليومئ أحمد بالإيجاب "رايح أشوف بيتي ...اتصلوا بيا وقالوا أنهم خلصوه" اومئ عمر بتفاهم وقال "أحمد أنا عايزك تساعدني" نظر له بحيره ليكمل"بكرة كتب كتابي وأنا عايز اعمل مفاجأة لإسراء ..ممكن تساعدني في الموضوع ده؟... " اومئ أحمد وهو يربت علي كتفه "اعتبر الموضوع خلص" ..وخرج أحمد إلي وجهته .
~~~~~~~~~~
في منزل الزوجية الخاص بإدوارد و كريستين...
خرج إدوارد من الحمام وقطرات الماء تنساب من شعره الحريري .."تعالي يا حبيبي علشان تاكل"قالتها كريستين بإبتسامة ليبادلها إدوارد ابتسامتها واقترب من طاولة الطعام ...تلاشت ابتسامته وسيطر علي ملامحه الذهول ونظر إلي كريستين وهو يقول بصدمة "ايه ده ؟؟...." لتجيب كريستين بحماس "ده اندومي يا حبيبي" وأكملت وهي تشير إلي المقعد بجوارها "اقعد يالا ده هيعجبك ...جبتهولك بطعم الخضار " ...ذهل إدوارد بشدة وهو ينظر إلي محتويات الطبق .
~~~~~~~~~~~~~~
في المنزل الخاص بأحمد ....
شعر أحمد أنه سيصاب بنوبة قلبية وهو ينظر إلي الألوان التي اختارتها ملاك للمنزل فالمنزل كان كله ملون بالأبيض ...غضب بشدة وأحمر وجهه واتصل بها ....ردت عليه بعد فترة لينفجر فيها قائلاً "انتي عملتي ايه في البيت ...خليته شبه المستشفى كده ليه ؟" ابتسمت ملاك وهي ترد بإستفزاز"هو كده عجبني ...مش زي اللون الأسود اللي كان مخليه شبه القبر " ابتسم بتهكم وقال بسخرية شديدة "اللون الأسود بقي دلوقتي وحش ..اومال ليه لبستيه لما جيت اتقدملك ؟...."....."كنت عايزة استفزك "ردت ببساطة ليغمض عينيه بشده ويتنفس بعمق لكي يسيطر علي أعصابه ..شعرت ملاك أنها تجاوزت الحد فقالت محاولة التخفيف "بص يا أحمد ...اللون الأسود والرمادي ده بيجيبوا للواحد اكتئاب ...لازم تختار ألوان بيتك بحيث تريح نفسيتك مش تتعبها"وأكملت بحماس "وبعدين اللون الأبيض بيريح القلب وبيخلي الروح هادية" ...."الروح هادية؟...طيب اقفلي بدل ما اقفل السكة في وشك"قالها بسخرية ممزوجة بغضب ..رفعت ملاك حاجبها الأيسر بغيظ و اغلقت الخط بوجهه وهي تتمتم بغضب "إنسان مغرور وقليل الذوق ".
~~~~~~~~~~~~~~
حل صباح اليوم التالي ...وكانت الاستعدادات علي قدم وساق من أجل عقد قران إسراء...جاءت كاثرين و كريستين -بعد أن استأذنت من إدوارد- لمساعدة ليالي و ملاك.....
أتي المساء سريعاً ..كانت إسراء سعيدة ومتوترة في نفس الوقت ...لا تصدق أن عقد قرانها الليلة علي من عشقته منذ الوهلة الأولي وتمنته زوجاً لها ليحقق الله أمنيتنا ويعطيها عمر ...هي تشكر الله كثيرا لأنه أنعم عليها بحب حياتها .
"إسراء !عمر والمأذون بره ...دلوقتي هيكتبوا "قالتها ملاك بحماس ..لتتوتر إسراء بشدة وهي تفرك كفيها ...تطلعت إلي وجهها المحمر في المرآه لتعترف أنها جميلة خاصة وهي ترتدي ذلك الفستان الذي أهداها إياه عمر ..فكان فستان أزرق طويل بذيل من الخلف وبفتحة مثلثة من عند الظهر وبالطبع كانت ترتدي تحته بادي ...وتخفي شعرها البني بحجاب من نفس اللون ووجها خالي من المساحيق إلا من ملمع شفاه ...أفاقت من شرودها عندما سمعت صوت التهليل بالخارج ..وسريعا ما خرجت ليأخذ المأذون موافقتها .
نظر عمر إلي إسراء مطولا ...لقد كانت جميلة جدا تشبه الملاك الذي دخل حياته لينشر بها السعادة ...لا يصدق أنها أصبحت ملكه يريد فقط أن يخطفها ويذهب بعيداً .
بعد توقيعها توالت المباركات ..وتوجه عمر إليها وقبلها علي جبينها ..ارتعشت بشدة وأحمر وجهها ..ابتسم عمر وقال تسمحولي دلوقتي أخد مراتي واحتفل "اومئ عثمان بالإيجاب وأمسك عمر كفها وغادر .
فتح عمر باب سيارته وهو يقول بطريقة مسرحية "تفضلي سنيوريتا" لتبتسم إسراء وهي تركب السيارة ويذهب عمر للاتجاه الآخر ليجلس في مقعد السائق .....وجه عمر نظره إليها ثم أخرج من جيبه منديل ورقي وقام بتمريره علي شفتيها برقة ...تسارعت دقات قلبها وعلا صوت تنفسها،،،ابتسم عمر وقال "لما تطلعي بره مش عايزك تحطي حتي كحل في عينيكي ...أنا بغير "وأكمل بهيام"إنتي جميلة اووي ..عايز تحطي حاجة تزود جمالك ...حرام عليكي اشفقي علي قلوب العزاب اللي زيى ،،،حاجة تانية لو لقيتك حاطه حاجة في شفايفك همسحها بطريقة تانية " غمز لها ليتلون وجهها باللون الأحمر القاني وتشعر بالحرارة تشع من جسدها ،،،ابتسم عمر بخبث ثم انطلق بسيارته.
~~~~~~~~~~
في منزل إدوارد و كريستين .....
"أنا مبسوطة علشان إسراء قوي يا حبيبي" قالتها كريستين ليبتسم إدوارد و هو يعبث بخصلات شعرها وقال كأنه تذكر شئ ما "حبيبتي صح قبل فرحها بكام يوم عايزك تغسليلي قميص البدلة السوده ..ممكن؟" ..."اكيد طبعا يا حياتي " أجابت بإبتسامة وقامت من الأريكة وهي تقول بمشاغبة "يالا تصبح علي خير "..ليقوم فجأة وهو يحملها ويتجه إلي غرفة النوم "لا تصبح علي خير دي كانت زمان يا فوزية " ارتفعت ضحكات كريستين وهي تقول " مجنون".
~~~~~~~~~~~
أوقف عمر سيارته أمام نهر النيل وترجل كلا من عمر و إسراء منها ...أمسك عمر بكف إسراء وتوجه للداخل .
فغرت إسراء فمها وهي تتطلع إلي تلك الباخرة الفاخرة ...فعمر قد استأجرها ليحتفلوا معاً بعقد القران ...."شكرا بجد يا أحمد ...أنت طلعت برنس "تمتم عمر لنفسه شاكرا أحمد الذي استأجر الباخرة لأجله ...تطلع إلي إسراء وأمسك كفها وهو يبتسم بدفئ لعينيها البراقة وصعدوا إلي الباخرة .
كانت إسراء تتأمل تلك الباخرة من الداخل والتي تشبه القصر الذي يحيطه الماء ...وصل إلي أنفها رائحة نهر النيل لتغمض عينيها هي تستنشقه أكثر فتحت عينيها العسلية لتجد طاولة جميلة مزينة بالشموع وعليها أصناف كثيرة من الطعام التي تفضله ..تطلعت إلي عمر بإمتنان وعينيها تفيض من الحب والسعادة ...أمسك عمر كفها واجلسها علي المقعد المقابل للطاولة وجلس هو بجوارها وقال بدفئ وهو يلثم باطن كفها ليشعر بإرتجافها "أنا فرحان لدرجة أني مش أقدر اوصف فرحتي دي ....عارفة من أول ما شوفتك تهت في سحر عيونك العسلي "وأكمل بشغف"عينيكي ليها بريق مميز زي البريق اللي كان في عين ماما الله يرحمها ..."..التمعت عيونه الزرقاء بالدموع ..نزعت إسراء نظاراته الطبية ومسحت دموعه برفق وابتسمت له بحزن وهي تقول "الله يرحمها ...وأنا فرحانة انك شايفني شبه مامتك " وأكملت بمزاح"أنا جعانة مش هنأكل ولا هنرمي الأكل ده للسمك" ابتسم عمر لمزاحها وقال" أنا نفسي أخليكي تاكلي من ايدي..ممكن؟.." اومأت إسراء ليشرع عمر في إطعامها.
~~~~~~~~~~~~~
في قصر الاسيوطي
كان أحمد جالس علي سريره وهو متكئ علي الجدار والعديد من الأفكار المؤلمة تعصف به يشعر بالإختناق وشعور تأنيب الضمير يسيطر عليه بشده ..ولكن يجب أن يعترف أن كل هذا بسببه وبسبب خوفه وخجله من والده ،،،نعم يخجل بشده من فعلته ..اتجهت أفكاره إلي أريج ونفورها الملحوظ منه ..بالطبع لا يلومها فبعد أن رأته في هذا الوضع لابد أنها تظن انه خائن حقير يقيم علاقة مع زوجة أبيه ...هز رأسه لينفض هذة الأفكار المؤلمة ..ورغم عنه لاحت ابتسامة علي محياه وهو يتذكر خطيبته المجنونة ومشاكساتها لها ومحاولاتها لإثارة غضبه ...لكنها لا تعلم أنها بهذة الطريقة تجعله يشعر انه علي قيد الحياة وأنه يتنفس ...عندما سأله علي لماذا يقحمها في حياته ؟ أجاب انه يحتاجها بشدة ...نعم هو يحتاجها ولكنه لا يحبها للأسف ....شقاوتها تجعله يشعر بسريان الدم في عروقه ... تجعله يشعر بالحياة وينسي أحزانه والآمه .
~~~~~~~~~
بعد أن انتهي عمر من إطعام إسراء ...قام من مكانه وقام بتشغيل اغنية (Because you loved me ) صدحت الأغنية بطريقة ساحرة في ارجاء الباخرة ...توجه عمر إلي إسراء وأمسك كفها ليدفعها إلي أحضانه ...ارتجفت إسراء بشدة من هذا القرب ،،،،حاول أن يخفف من توترها وهو يراقصها بطريقة ماهرة ...لتتجاوب معه إسراء بعد فترة قصيرة ....
~~~~~~~~~~~
توقفت سيارة عمر إمام منزل إسراء ....
تطلع عمر إلي وجه إسراء الأحمر وابتسم وهو يتذكر قبلته لها بعد انتهاء الرقصة ...كادت إسراء أن تفتح باب السيارة أمسك عمر ذراعها وقال لها ما تنسيش تشوفي الهدية وتقوليلي رأيك ...اومأت بالإيجاب وخرجت مسرعة ..ليبتسم عمر بهيام وينطلق بسيارته .
~~~~~~~~
بعد مرور أسبوع ....
كانت كريستين و ملاك بالكلية لكي يدعو أصدقائهم لحضور حفل زفاف إسراء عندما رأت ملاك كريم ...أقبلت إليه وهي تبتسم تسارعت دقات قلبه بشده ولكنه أرتدي قناع البرود "إزيك يا دكتور كريم"قالتها ملاك بإبتسامة ليرد كريم بإقتضاب "الحمد لله " أحست ملاك بالإهانة ولكنها لم تعلق ومدت لهم دعوة زفاف إسراء وقالت بأدب "بتمني حضرتك تيجي" أخذ منها الدعوة واومئ لها بالإيجاب .
~~~~~~~~~~~
في قصر الاسيوطي ....
كانت جوليا تتحدث مع كريم علي الهاتف ...
"معلش والله يا كريم بقالي فترة مش بسأل .......قول لطنط متزعلش مني. " ليرد كريم "لا يا بنتي عادي الدنيا مشاغل "وقال بعد أن تذكر شئ ما "أيوة صح ..بقولك يا جوليا ..تخيلي أنا قابلت مين من كام يوم وسأل عليكي "ارتجفت يد جوليا قليلاً وهي تقول بصوت مرتجف "مين ؟.."ليرد "أستاذ مدحت " لتشهق جوليا بخفوت وهي تشعر بالأرض تميد بها وشئ قوي يحجب الرؤية عنها وسرعان ما فقدت الوعي .
يتبع
التحرر من قيود عشقك
فاطمة علي

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن