الفصل العشرون

4.8K 137 1
                                    


شهقت ملاك وهي تجد أحمد يبكي كالأطفال... كان صوت بكائه يمزق طيات قلبها... اقتربت ملاك منه واحتضنته بقوة وهي تحاول أن تجعله يهدئ قليلا... ما أن شعر بذراعي ملاك حوله زاد بكائه وتمسك بها كالطفل الصغير الذي يبثها الالامه وأحزانه....
~~~~~~
في قصر الأسيوطي.....
كان مالك جالس بغرفته وهو يشعر بالضيق... وتأنيب الضمير... لقد ضرب ابنه الكبير اليوم أمام زوجته وعمر وملاك وإسراء... يعترف أنه كان قاسي جدا مع أحمد ولكن أحمد تعدي حدوده اليوم... أحمد يظن أن مالك يكرهه وهذا ليس صحيحا فكيف لأب يكره أبنه..... تنهد واسكت صوت ضميره وهو يقول ان أحمد يستحق....
~~~~~~~~
في منزل أحمد الأسيوطي.....
كان أحمد جالسا علي الفراش وممسكا الورقة التي تحوي علي رسمة والدته وأخته ميساء.. ربتت ملاك علي كتفه وقالت "أنت اللي رسمتهم؟ " أومئ أحمد بالإيجاب وهو يمسح دموعه حاصرت ملاك وجهه بين يديها وقالت بنبرة يغلفها الحنان "أحمد... اتكلم يا حبيبي.. يمكن ترتاح " تطلع أحمد إلي عينيها الخضراء التي تنبض بالحب والحنان له.. فقط له... وأحس أنه يريد الكلام... يريد أن يقول كل ما يثقل قلبه لعله يرتاح قليلا لذلك لم يشعر بلسانه الذي استرسل في الحديث " ميساء كانت أختي وكانت أصغر مني بتلات سنين وفي مرة كنا في النادي وطلبت من ماما نركب أنا وميساء العجل علشان كنا دايما بنتسابق"...
فلاش باك......
عندما كان أحمد بعمر العاشرة
"يا مامي بليز خلينا نروح ومتقلقيش علينا " قالتها ميساء لتزفر نوارة وتقول "لا يا ميساء.. أنت عارفة أن النادي ده بيدخل فيه عربيات وبتكون سريع جدا... افرض حصلكم حاجة" ليردف أحمد "متقلقيش يا ماما أنا هاخد بالي من نفسي ومن ميساء... وبعدين احنا هنبعد علي المنطقة اللي فيها عربيات "ظلا أحمد وميساء يقنعان نوارة حتي رضخت ووافقت....
كان أحمد وميساء يتسابقان بدراجتهما عندما ابتعدت ميساء كثيرا... وذهبت جهة البوابة التي تولج من خلالها السيارات... "لا يا ميساء تعالي هنا " هتف أحمد وهم أن يكمل عندما اتسعت عينيه برعب وهو يطالع تلك السيارة المسارعة التي تطلق بوقها بصوت مزعج ليجد جسد أخته الضئيل يرتفع في الهواء ثم يسقط غارقا في دمه...
باك....
انتفض أحمد بفعل ذكرياته المريرة وأخذ يبكي ويقول " اختي ماتت قبل ما توصل المستشفي... وبعديها بكام يوم أمي ماتت من زعلها علشان قلبها كان ضعيف " شهق وقال "أنا السبب يا ملاك... أنا السبب " وضعت ملاك أصابعها علي شفتيه بينما تمسح دموعها باليد الآخري وقالت "تعرف أن كان عندي أخ توأم إسمه فهد "تعجب أحمد فهو لم يكن يعرف ذلك وأكملت هي " فهد لما كان عنده أربع سنين كان شقي اووي... ومرة هو وبيلعب أيده وقعت علي حديدة وايده نزفت جامد وحصلتله مشاكل في أوردة القلب واضطر بابا يدخله عمليات فوري بس......"
فلاش باك....
في غرفة العمليات المعقمة كان عثمان و طاقم الممرضين يجيران الجراحة لفهد... عندما صرخت الممرضة "دكتور.. نبض قلبه وقف " شحب عثمان وتوتر بشدة ولكنه حافظ علي رابطة جأشه وقام بتدليك قلبه ولكن لا استجابة ليصرخ ويقول "جهاز الصدمات بسرعة " أمسك عثمان جهاز الصدمات الكهربي ثم أمر الممرضة بشحنه ووضعه علي قلب فهد ولكن لا إستجابة... كرر تلك العملية مرة... اثنان... خمسة ولكن للأسف لا يوجد إستجابة.. تراجع عثمان وجلس علي الأرض وهو يبكي ولسانه يردد"إنا لله وإنا إليه راجعون ".. "اللهم إني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " مسح دموعه ونهض ليقترب من فهد مرر يده علي وجنته وقبله علي رأسه وقال "في الجنة إن شاء الله يا حبيبي " ثم رفع رأسه وقال بصوت متهدج من البكاء" يوم الوفاة الخميس.. خمسة وعشرين يناير... ساعة الوفاة عشرة ونص مساءا. "...
باك...
مسحت ملاك دموعها وقالت وهي تلمس وجنته "عارف أنا ليه بقولك ده؟ " ابتسمت من بين دموعها وقالت "فهد لما مات بابا حس بتأنيب الضمير... حس أنه مش عمل اللي عليه علشان كده بطل يعمل عمليات رغم أنه كان جراح ممتاز... وحتي طلع معاش مبكر... بس ماما كانت دايما تفهمه أنه مش السبب وإن ده قضاء ربنا ولازم نرضي بيه... فهد حياته انتهت في الوقت ده وده مش بسبب بابا زي ما ميساء ومامتك حياتهم انتهت وده برضه مش ذنبك...... ".... "بس.... أنا " قاطعته ملاك وهي تقول " ميساء في كل الأحوال كانت هتموت علشان عمرها انتهي لحد كده.. الموت مش بإيدينا يا أحمد الموت بإيد ربنا... وأنت مش السبب مفيش داعي تدخل نفسك في دوامة تأنيب الضمير... مش تقسي علي نفسك أنت مش السبب فاهمني؟ " أومئ بالإيجاب وأكملت آمره "يالا بقي روح خد shower وأنا عامله ليك مفاجأة " أومئ بالإيجاب وهو يبتسم ويمسح دموعه...
~~~~~~~~~~
بعد قليل خرج أحمد من المرحاض وهو يشعر بتحسن وبأن حمل كبير قد انزاح من صدره..
أخذ يبحث عن ملاك بعينيه وهم أن يناديها عندما تبعثرت الحروف من فمه وهو يراها بفستان أحمر طويل بدون أكمام ويبرز منحنياتها الناعمة ... اقتربت ملاك منه وفي نفس الوقت صدحت أغنية ناعمة بصوت مايكل جاكسون الساحر و المبهر... بينما ملاك امسكت كفه وهي تراقصه بمهارة وتردد كلمات الأغنية في أذنه ....
You're not alone.. I am here with you
أنت لست وحدك.. أنا هنا معك...
Though you are far away
حتي لو كنت بعيدا
I am here to stay..
أنا هنا لأبقي..
You are not alone
... I am here with you....
تنهدت ملاك وأكملت...
Though we're far apart..
حتي لو كما منفصلين...
وضعت يديه علي قلبها وأكملت وهي ترمقه بحب..
You're always in my heart..


أنت دائما في قلبي..
You are not alone
احتضنته وهي تردد
Just the other night
وهذه ليلة آخري...
I thought I heard you cry
Asking me to come
And hold you in my arms...
ظلت ملاك تحتضنه وهي تردد كلمات الأغنية كأنها تخبره أنها سوف تكون معه دائما.....
ابتعدت قليلا عنه وهي تبتسم ابتسامة ساحرة جعلت عقله يتوقف ويتردد فيه شئ واحد فقط... وهو أن تكون ملكه هو فقط.. يريد أن يغرقها في بحور عشقه.. ويفجر براكين مشاعره.. يريد أن يبث حمم نارية من المتعة بها... امتدت يده دون وعي لتزيح حمالة قميصها ليظهر له كتفها الأبيض انحني وهو يقبلها علي كتفها فوق تلك الشامة التي به.. شهقت ملاك بخفوت ليكتم هو شهقاتها بشفتيه ويحملها بين ذراعيه متجها إلي غرفتهم ليجعلها ملكا له بكل معني الكلمة....
~~~~~~~~~
أتي يوم جديد يحمل في طياته الكثير....
ترجلت جوليا من سيارتها وهي ترتجف... أخذت تجبر قدميها علي التحرك جهة المنزل الخاص بمدحت... وصلت إلي باب المنزل واجبرت عضلات يديها الضعيفة أن تتحرك لتضغط علي جرس المنزل... أخيرا استطاعت السيطرة علي إرتجاف يديها وضغطت علي الجرس... وانتظرت قليلا لتفتح لها فتاة ترتدي ملابس غير ملائمة كفتيات الليل وخلفها مدحت الذي تطلع إلي جوليا بخبث قائلا "نورتي يا حبيبتي "...
~~~~~~~~
تسللت الشمس علي وجه تلك النائمة لتتململ بإنزعاج... فتحت عينيها ثم أغمضتها بسرعه وهي تتأوه بخفوت... أخيرا استطاعت أن تفتح عينيها واعتدلت علي فراشها.. سقط الغطاء عن جسدها قليلا لتشهق بفزع وهي تشد الغطاء علي جسدها العاري شهقت بخجل وذكريات الليلة السابقة هاجمتها بقوة... أخذت تتأمل الغرفة واصطدمت عينيها بفستانها الأحمر الملقي بإهمال بجوار قميص أحمد... تضجر وجهها بدماء الخجل وعضت علي شفتيها بقوة... دخل أحمد ووجدها تشد الغطاء علي جسدها بقوة وما أن رأته حتي أخفضت وجهها من الخجل.. أبتسم أحمد وجلس بجانبها وهو يقبلها علي شفتيها بخفة وقال "صباح الخير يا حبيبتي.. أنا جهزت الفطار... يالا خدي shower... وأنا هسيبك دلوقتي علشان متتكسفيش مني... مع إني يعني شوفت ده كله امبارح "غمز لها بعبث لتشهق هي بإستنكار من وقاحته....
~~~~~~~~~
في منزل مدحت....
كانت جوليا تتطلع إلي المكان الملئ بزجاجات الخمر بإشمئزاز...
"ايه هتفضلي كده كتير؟ ... هاتي الفلوس " فتحت حقيبتها وأخرجت منها ظرف كبير وأعطته إياه ويديها ترتجف... أبتسم مدحت بخبث وهو يتناول الظرف ويعد ما به... "ها خلاص أقدر أمشي دلوقتي؟ "قالتها جوليا بصوت مهزوز صمت مدحت وهو يرمقها بخبث ممزوج بشهوة لتفزع هي وتستدير كي تذهب بسرعة ولكن يد مدحت القوية منعتها وسحبها بعنف إلي غرفة النوم من بين صرخاتها وتوسلاتها أن يتركها... رماها بعنف علي الفراش المبعثر نتيجة قذارته السابقة وهو يقول بشهوة "مفيش واحدة قدرت تبسطني زيك " بكت جوليا وهي تتوسله وتقول "مدحت أبوس ايديك خليني أمشي... أنا جيبتلك اللي انت عايزه " همت أن تنهض عندما ثبتها هو بجسده وقال وآثار الخمر تفوح من فمه "بس أنا عايزك انتي" ثم بدون مقدمات مزق قميصها بقوة لتصرخ هي بألم...
يتبع
التحرر من قيود عشقك
فاطمة علي

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن