12

9.2K 988 45
                                    

فتح عينيه ليشعر للحظة أنهما كانتا ملتصقتين، أبصر هيڤرلي تبتسم باتساع جالسة على الأرض مستندة بمرفقها الأيمن عل الأريكة المنبسط عليها

صرحت بأعين لماعة "كيف حالك الآن!؟"

نهض بجلوس ليقوم ببعثرة شعره بكلتا يديه ليجيب "أفضل من أي وقت"

ضحكت هيڤرلي بتكبر لتتلفظ "بالطبع فأنا من عالجتك"

عقد حاجبيه ليتحدث بنبرة تساؤل "عالجتني! كيف؟"

رفعت معصمها الأيسر المضمد بقماش طبي مع ابتسامة حمقاء قائلة "لم يكن بتلك الصعوبة"

فأمسك بمعصمها ليرى ما حل به مصرحاً "حمقاء ما كان عليكِ فعل هذا أنظري ليدك! لستِ مضطرة لجرح نفسك لأجلي ما هذا!"

نفخت خديها لتتحدث بإحباط "يقولون شكراً، ما خطبك لدي دماء تكفي القارة كلها و كيف لي أن أراك فجأة تسعل دماً و تهذي دون أن أفعل أي شيء لأعيلك، ما هذا"

تنهد ليستطرد "شكراً لكن لا تكرريها فأنا مصاص دماء في النهاية سأشفى بأي وسيلة"

تمتمت نافخة خديها "حسناً حسناً"

كتم ضحكته ليحتضنها بقوة هامساً "أنتِ مضحكة... شكراً لأنكِ موجودة هيڤرلي لربما كنت الآن تحت سابع أرض من غيرك"

استطردت هيڤرلي "على الرحب سآكل جيداً لأجلك... رائحة جميلة"

أطلق ضحكة قصيرة ليقوم بقرص خديها، فقرصت خديه أيضاً و كالعادة استمرا بهذا إلى أن استسلمت هيڤرلي وصعدت لغرفتها لتنام

و بينما كان زورن جالس في غرفته المظلمة عاجزاً عن النوم فقد أغمي عليه لساعتين اليوم، فتحت هيڤرلي الباب لتتحدث بنبرة سريعة "أأنت متأكد أنك لا ترغب بأن أروي لك قصة"

زفر زورن أنفاسه ليتلفظ "أيمكنكِ أن تجلسي معي فأنا أعجز عن النوم"

ضحكت بشر لتقفز جالسة على السرير فصرحت "بما أننا بالظلمة سأخبرك عن قصة مرعبة حصلت معي عندما كنت صغيرة"

رفع حاجبه قائلاً "قولي ما عندك"

"كان عمري تقريباً سبع سنوات عندما كانت تمضي خالتي و بناتها الليلة في منزلنا، حينها أخبرتني إبنتها أنني إذا عبثت بأغراض خالتي ستراودني الكوابيس وأنا كالحمقاء صدقتها وعبثت بأغراض خالتي فرأيت أسوأ الكوابيس في نومي و استيقظت على صوت خالتي تقول أنا آسفة لم أكن أعلم أنها أنتِ وحينها لم تكن خالتي موجودة في الغرفة أصلاً، بقيت أنام لأسبوع كامل بين والداي ولكن خالتي تلك الآن خارج البلدة منذ خمس سنوات بالكاد أتذكر شكلها"

تحدث زورن بذهول "يا للهول كأنها ساحرة... إنتظري لحظة... ماذا لو كانت حقاً ساحرة وهي من مارست عليكِ السحر!"

نفت هيڤرلي بيدها قائلة "مستحيل لو كانت ساحرة لجعلت بناتها أيضاً أقوياء لماذا ستختارني عليهن مثلاً... ربما لو كانت ساحرة لكانت أمي أيضاً كذلك بالنهاية هما أختان"

"ولكن لما لا تستجوبي أمك بطريقة غير مباشرة... مازال لدي شك أن خالتكِ ساحرة"

رفعت هيڤرلي كتفها "حتى لو كانت كذلك سأكون شاكرة لها لأنها لم تضرني، حان دورك لتحكي لي قصة"

تنهد ليتلفظ "لن أحكي قصة بل سأخبركِ بأمر يراودني كالكوابيس… أشعر أننا سننفصل يوماً ما"

كتمت ضحكتها لتتلفظ "كم أنك سلبي، هل تظن أنه قد تستطيع والدتي أن تقنعني بالإنفصال عنك أم تظن أن مجلس مصاصي الدماء سيقتلونني أو ربما يبعدوني عنك" ابتسمت بشر متابعة "يبدو أنك لا تعرف هيڤرلي جيداً!"

رفع حاجبه ليستطرد "كلامكِ أرعبني أكثر إسمعي أيتها الحمقاء أنتِ ملكي أتفهمين لهذا سأقوم بالرابطة"

رفعت هيڤرلي زاوية شفاهها قائلة "واو منذ متى كنت متملكاً هكذا ثم… ما هي هذه الرابطة؟"

ابتسم عمداً مبرزاً أنيابه و عينيه تشع بالظلمة ليصرح "ستعلمين الآن"

***★****★***

أخذت هيڤرلي نفساً عميقاً لتنهض بينما تفرك عينيها، شعرت ببعض القشعريرة بعدما تذكرت العضة

اتجهت لتغتسل وعندما خرجت بشعر مبلول تبحث عن زورن، لم تجده في غرفته بل كتب لها رسالة ووضعها على الطاولة أنه ذهب ليتحقق من بيت عائلته

تأففت لتتمتم "علي أيضاً أن أعود لمنزلي لأن أمي ستقتلني إن لم أعود"

و قرع جرس الباب لتتجه لفتحه فكانت والدتها، عانقتها بحرارة مصرحة "كيف حالكِ صغيرتي"

رمشت هيڤرلي لتجيب "بخير نوعاً ما، أدخلي"

رفعت حاجبها لتدخل وتجلس على الأريكة لتتفوه "إذاً أين هو زورن"

"سيعود قريباً"

نظرت لها الأم بأعين نصف مفتوحة لتتلفظ "لما تعاملينني ببرود؟ هل أخطأت بحقك"

"لأنكِ لا تثقين بزورن"

ضمت الوالدة ذراعيها لتحدثت بحاجب مرفوع "أتذكر تماماً يوم جاء إيريك لمنزلنا وجلس على نفس الأريكة بينما يسيل لعابه لأجل المال، حينها قلتِ أيضاً أنه رائع، رغم أنكِ تبالغين بوصف زورن بأنه الأروع ولكن سامحيني لم أعد أثق بالشبان الذين تواعدينهم"

تمتمت هيڤرلي بسخرية "هو خالد لماذا سيحتاج المال" رفعت صوتها متابعة "أمي فلتلقي عليه نظرة في ذاكرتك، هل رأيته منبهر بسبب حجم منزلنا؟ لا بل كان طبيعياً كما أنه كان شريك سكني وقد كان لطيف للغاية معي وقد اهتم بي عندما مرضت إنه فعلاً صادق حتى أنه كان يحذرني من إيريك وعندما علم أنه قام بخيانتي أبرحه ضرباً و أيضاً_" قاطعتها الوالدة

"فهمت فهمت أنا لست هنا لنتحدث عنه بل لأنني افتقدتكِ و سأساعدكِ بتوضيب أغراضك ولكن رغم هذا إن كنتِ ستستمرين بمواعدته إعتبريه تحت اختبار لا نهاية له"

صفعت هيڤرلي جبهتها لتتمتم "أعتقد أنه سيهرب منا قريباً"

اتسعت عينا الوالدة بعدما لاحظت شيء أحمر على كتف هيڤرلي لتصرح "مهلاً لحظة!"

رمشت هيڤرلي باستغراب فأبعدت الأم الكنزة عن كتفها لتصرخ بغضب "هل حصلتِ على وشم!!"

***★****★***

تنهد زورن وهو ينظر لمنزله القديم الفارغ فتمتم "لا فائدة… هم لن يعودوا أبداً… أعتقد أني سأغير مساري"…

أثر أنيابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن