الفصل الاول

125K 2K 294
                                    

ميراث العشق و الدموع ٣



      

           الثالثة

   رباب النوح و البوح





    الفصل الأول

تهادى ذاك الصوت الرخيم لمؤذن المسجد القريب من الدار ليصل لمسامعها التي ارهفت السمع جيدا و هي تنفض عنها بقايا نعاس لازال عالقا بأجفانها ..

نفضت عنها غطاءها رغم برودة الطقس و اعتدلت في بطء جالسة على طرف فراشها ..

هتفت الخالة بخيتة لمن تتدثر على الفراش المقابل بطبقات متعددة من الغطاء :- سَكينة .. انتِ يا ولية .. الفچر أدن .. جومى صلى ..

همهمت الحاجة سكينة ام يونس من تحت غطائها و لم تحر جوابا شافيا يريح بخيتة التي عادت لتكرر نداءها هاتفة بصوت اعلى :- جومى يا ولية خدى بيدى للحمام .. جومى اتوضى و وضينى معاكِ .. اعملى حاچة لأخرتك يا بعيدة ..

انتفضت سكينة من تحت فراشها هاتفة بخنق :- انتِ مش هتبطلى يا ولية الغاغة بتاعت كل ليلة دى .. ارحمينى و سبينى اتخمد و روحى انتِ صلى و سبينى ف حالى ..

و تأففت و هي ترفع الغطاء مرة أخرى على وجهها .. تحسست بخيتة طريقها حتى وصلت لفراش سكينة و ما ان وصلت لأطرافه حتى جلست بتؤدة و بدأت في هز جسد سكينة بغية اثارة غيظها هاتفة :- سكينة .. جومى يا مرة سندينى للحمام و ارچعى تانى اتخمدى ..

هتفت سكينة من تحت غطائها في حنق :- يا ولية انتِ فاكرة نفسك عامية صحيح !!.. دِه انتِ بتشوفى اكتر مننا كلنا .. بطلى كهن بجى ..

همست بخيتة محاولة استمالتها :- الحج عليا عايزاكِ تبجى معايا ف الچنة ..

انفجرت سكينة بتهكم :- چنة..!! معاكِ!!.. لااااه متشكرين .. چهنم ارحم ..

انفجرت بخيتة مقهقهة :- وراكِ وراكِ .. دنيا و اخرة .. غصبًا عنيكِ.. جومى بجى ..

هتفت سكينة بغيظ :- اللهم طولك يا روح ..

تابع كل من يونس و كسبانة ذاك النزاع اليومى و هما يمران بغرفة الخالة بخيتة و سكينة امه و التي احتلتها ما ان وصلت للمعيشة معهما بعد وفاة اختها لتصبح رفيقة بخيتة فى تلك الغرفة ..

همست كسبانة ليونس :- امك و خالتى بخيتة بيتعاركوا زى كل ليلة ..

ابتسم هامسا :- اديكِ جلتيها زى كل ليلة .. و هاتنتهى برضك زى كل ليلة.. اسمعى كِده ..

و ارهفا سمعهما و بخيتة تهتف :- هتروحى النار يا بعيدة .. جومى صلى ..

هتفت سكينة :- ملكيش صالح .. و يكون ف علمك  هدخل الچنة جبل منيكِ .. ايه رأيك بجى ..!؟..

هنا نظر يونس مبتسما لكسبانة التي كادت ان تنفلت منها قهقهة على ذاك الحوار الدائر بداخل الغرفة ..

رباب النوح و البوح .. ميراث العشق و الدموع ٣ .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن