الفصل الثالث و الثلاثون

49K 1.7K 368
                                    

     الفصل الثالث و الثلاثون

استيقظ غير واع بما يدور حوله و تنبه فجأة لتلك التى تلقى برأسها على كتفه .. دق قلبه فى سرعة صاروخية و هو يتذكر ما حدث البارحة ..

انها هى حلم الطفولة و عذابات الصبا و الشباب تستكين اخيرا بين ذراعيه .. انه لا يحلم .. و بالتأكيد لا يهزى .. فها هو متيقظ بكامل الوعى يدرك تماما ان ما حدث بينهما فى الليلة السابقة لهو حقيقى كما يدرك انه يتنفس الان فى اضطراب محاولا الا يوقظ تلك الجميلة الناعسة بين ذراعيه..

سيطر على انتفاضة باغتته بقوة جبارة عندما جاءه صوت امه تنادى بأسمها من الأسفل .. نهض فى تثاقل و حذّر و اندفع خارجا من باب الشقة بنظر اليها من عليائه هاتفا :- خير ياما ..!؟.

هتفت نعمة  بتخابث :- هى البت شوشو منزلتش ليه لحد دلوقتى ..!؟.. و تطلعت اليه تحاول وأد ابتسامة على شفتيها لمظهره المشعث مستطردة فى جزل :- و انت كمان منزلتش ورشتك!؟..

اضطرب محاولا الرد و اخيرا

هتف :- معلش اصل شوشو عندها شوية مغص .. و ف الحمام ..

همت نعمة بالاندفاع للأعلى فى لهفة هاتفة :- ليه كف الله الشر .!؟... اما اطلع اعمل لها شوية نعناع...

انتفض ناصر مؤكدا :- لااا مفيش داعى .. هى شكلها دخلت نامت تانى .. ترتاح و تنزل لك على طول ..

توقفت نعمة فى موضعها و هزت برأسها فى تفهم هاتفة :- طيب .. ابقى طمنى لما تصحى ..

و نزلت عدة درجات و دخلت شقتها تغلق بابها و تنفجر فى ضحك هستيرى على حال ولدها البكر

هامسة :- جدعة يا بت يا شوشو .. و اشارت لصدرها فى فخر .. تربيتى ..

و عاودت قهقهاتها من جديد .. بينما ذاك الجلف الواقف باضطراب يتنفس الصعداء ان امه لم تصعد لتطمئن على غزاله النائم على فراشه قد عاد لشقته يغلق الباب خلفه و قد شهق عندما ادرك انه خرج لأمه عار الصدر تماما و قد نسى من شدة اضطرابه ان يضع سترة منامته قبل ان يخرج اليها..

ألقى كل ذلك وراء ظهره واندفع فى شوق للغرفة من جديد ليجد ذاك الغزال يتمطع على فراشه فشعر بحرارة شوق تلهب شرايينه لقربها فتقدم ينظر اليها فى عشق حتى تنبهت و رفرفت بأهدابها فى تثاقل أورثه رغبة محمومة فى الاندفاع اليها يعتصرها بين احضانه .

همست فى خجل :- صباح الخير ..

لم يرد بل ظل يحدق فى محياها كأنما لا يصدق انها هى بشحمها و لحمها الماثلة امامه و تستكين فى دلال على ذاك الفراش الميمون الذى جمعهما مها لأول مرة ..

و فجأة اندفع كمجنون ليلقى بجسده على الفراش جانبها فى تهور جعلها تصرخ فى صدمة و اخيرا انفجرت ضاحكة على افعاله التى ما عادت تطابق المنطق منذ البارحة ..

رباب النوح و البوح .. ميراث العشق و الدموع ٣ .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن