الفصل التاسع عشر

43.9K 1.5K 305
                                    

         الفصل التاسع عشر

دخلت زهرة من باب السراىّ بعد ان سلمت سندس لعريسها باسل و هى تشعر ان قطعة من روحها انتزعت منها .. كان فى انتظارها عاصم الذى جلس على احدى الارائك التى كانت مفضلة لأمه الحاجة فضيلة ايّام ما كان في إمكانها النزول لتجلس في صحن السراىّ  .. رأى زهرة تندفع للداخل كاتمة دموعها متوجهة للدرج .. ناداها فى إشفاق :- زهرة!؟؟..

توقفت قدماها على الدرجة الاولى و نظرت حيث كان يقف عاصم .. اندفعت اليه ليتلقفها بين ذراعيه

رابتاً على رأسها فى حنو فهو يعلم تماما ما تشعر به الام عند مفارقة ابنتها التى تنتقل لبيت اخر .. بيت زوجها .. بعيد عن أحضانها ..

هتف فيها متمالكا نفسه ليبدو شديدا رغم تأثره لغياب سندس بالمثل :- خبر ايه يا زهرة ..!؟؟.. ليه كل البكا دِه .. !؟؟.. دى اتچوزت و راحت بيت چوزها ..نفرحولها و لا نبكوا ..!؟..

شهقت زهرة و هتفت من بين

دموعها :- مكنتش فاكرة انى هتاثر قوى كده يا عاصم ..!؟.. و كنت دايما بستغرب على الامهات لما بيعيطوا يوم فرح بناتهم ..

و رفعت نظراتها الدامعة اليه

هامسة :- يمكن عشان ما شفتش ده بيحصل معايا .. !؟؟..

مزق تساؤلها قلبه .. اشارتها تلك ليتمها و فقدها لحنان الام حتى فى يوم كهذا جعله ينتفض لاأراديا ليدفع بها لصدره من جديد و يدثرها بذراعيه ..

تنهد فى إشفاق و هو ينحنى ليقبل هامتها واخيرا هتف فى نبرة مرحة بغية اخراجها من حزنها :- تعرفى !؟.

رفعت رأسها لتنظر اليه بفضول ليستطرد بنفس اللهجة التى يكسوها المزاح :- انى خايف على الواد باسل و الله ...

انفجرت زهرة ضاحكة رغم دموعها التى تغرق وجنتيها ..

ثم هتفت مدافعة عن ابنتها الحبيبة :- ليه .. هى سندس هتاكله ..!؟..

هز عاصم رأسه مازحاً و هو يسحب زهرة باتجاه الدرج لأعلى :- لاه .. دى تلاجيها بتحضر من زمن ازاى تجتله و تاويه و تطلع منها كيف الشعرة من العچين .. مش محامية بجى ..!؟؟..

هتفت زهرة من بين قهقهاتها :- عشان كده هروح لهم من الفجر .. اطمن ان الأمن مستتب ..

وصلا لأعلى الدرج و توجه كل منهما ليقطع الردهة الطويلة المؤدية لحجرتهما ليهتف عاصم :- لااه فچر ايه ..!؟..

و مال باتجاه زهرة هامساً بعبث :- انتِ ليلة صباحيتك كنتِ عايزة حد يصحيكِ من الفچر برضك..!!؟..

تعلقت بذراعه هامسة فى عشق :- و لا كنت عايزة حد يصحينى من اساسه .. كفاية انى كنت فى حضنك يا عاصم ..

انتفخت أوداج عاصم فرحا و همس دالفا للحجرة خلفها :- هى الليلة ليلة مفترچة بينها ..!!؟.

رباب النوح و البوح .. ميراث العشق و الدموع ٣ .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن