الفصل الواحد و الثلاثون

48.4K 1.7K 567
                                    

     الفصل الواحد و الثلاثون

اندفع بطرقات المشفى يحاول ان يبدو طبيعيا لكنه بدا متوترا رغما عنه و هو يسأل هنا و هناك عن حجرتها .. لا يعرف ما بها و لا ما دهاها .. كل ما يعرفه هو نحيب امها الملتاع على ابنتها و هى تتحدث بكلمات غير مفهومة لا تجعله يدرك وضعها و لا ماهية حالتها .. و اخيرا ها هو يرى زوجة عمه على مقربة امام احد الأبواب تقف فى اضطراب و قلق .. أشفق عليها و اندفع يحاول ان يطمئنها رغم انه بالفعل من يحتاج لمن يطمئنه و يهدئ من روعه فقد قضى طوال طريق القدوم اليهما فى توتر تزداد وتيرته مع كل لحظة تأخير عنهما ..

هتف فى لهفة و هو يطالع محيا زينة الشاحب ذعرا :- خير !؟.. ايه فى يا مرت عمى ..!؟.. هدير مالها !؟..

هتفت زينة و هى تتشبث به فى نحيب مضطرب و هى تترنح إرهاقًا :- مش عارفة يا حمزة .. مش عارفة!؟.. اهو الدكاترة عندها م الصبح و محدش خرج يطمنى .. دى وقعت من طولها من غير مقدمات ..بس هو فين زكريا!؟.. مجاش معاك و لا ايه !؟..

هتف حمزة مهدئا لها و هو يرى حالتها المذعورة قلقا على حال ابنتها الوحيدة و تأكد بعد سؤالها عن عمه انها لم تدرك بعد خبر اسر حازم و ما يعانيه عمه من جراء تلك المصيبة التى ما كانت لا على بال و لا خاطر:- اهدى يا مرت عمى و هاتبجى تمام باذن الله .. متجلجيش ..و انا مجلتش لعمى .. محبتش اخضه على هدير .. جلت اچى انا و ابجى اطمنه لما نعرف ايه فى ..

هتفت زينة من جديد و كأنها لم

تسمعه :- انا اللى غلطانة .. انا ازاى مخدتش بالى انها بتدبل قدامى !؟..  الفترة الاخيرة و بالظبط من ساعة ما انت قررت ترجع النجع عشان تكتب كتابك و هى مش طبيعية ..

ازدرد ريقه بصعوبة و ازدادت ضربات قلبه اضطرابا للحقائق التى تصبها زوجة عمه على مسامعه .. استطردت فى ذهول و هو يتابع فى هدوء ظاهرى :- تخيل .. دى فسخت خطوبتها و مقلتش لحد و عرفت بالصدفة لما خطيبها كلمنى عشان ادخل اصلح بينهم ..

لقد علم خبر إنهاء خطبتها فى المكالمة الهاتفية لكنه لم يستوعبه لتلك اللحظة و تساءل لما فعلت ذلك !؟.. و زاغت نظراته و كأنها أشارة ما بعد ما حدث فى اثناء عقد قرانه ..تعالت شهقات زوجة عمه فأخرجته من شروده و هى تهتف من بينها مؤنبة نفسها:- انا ازاى مخدتش بالى!؟.. ازاى ..!؟..

ربت حمزة على كتفها محاولا مواساتها و جذبها فى حنو لتجلس على احد المقاعد المتراصة امام الغرفة و فى مقابلة بابها و الذى فُتح فجأة لينتفض كلاهما متأهبين لمعرفة أسباب ما يحدث لهدير .. كانت زينة هى الأسبق والتى اندفعت تسأل فى لهفة عن حال ابنتها :- خير يا دكتور .. فى ايه!؟..

هتف احد الأطباء و الذى يبدو انه كبيرهم :- ان شاء الله خير متقلقيش .. بنت حضرتك عندها صدمة عصبية شديدة نتيجة ضغط عصبى اتعرضت له ف الفترة اللى فاتت .. هى هاتفضل شوية معانا تحت الملاحظة و باذن الله تتحسن .. بس نبعد عنها اى اشخاص غير مرغوب فى رؤيتهم بالنسبة لها و اى اخبار ممكن تحزنها او تضايقها .

رباب النوح و البوح .. ميراث العشق و الدموع ٣ .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن