الفصل الحادى والعشرون

41.9K 1.6K 411
                                    

الفصل الحادى و العشرون



انتفضت زهرة فى ذعر من نومها هاتفة :- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..

تململ عاصم بجوارها فى تساءل :- ايه فى يا زهرة!؟..

واستدار متطلعا اليها بعد ان أضاء المصباح المجاور لفراشه ليهتف متطلعا لوجهها الشاحب:- خبر ايه !؟. كنه كابوس چامد .. اشربيلك بج مية طيب ..

هتفت كأنها لم تسمعه :- ماجد يا عاصم .. ماجد..

انتفض عاصم بدوره قلقا و استدار اليها بكليته متسائلا :- ماله ماچد ..!؟. و تنهد مستطردا يحاول طمأنتها :- تلاجى بس يمكن عشان بجالك فترة مكلمتيهوش يا زهرة و مطمنتيش عليه.. تلاجيه وحشك حبتين .. هو طول الغيبة المرة دى ووحشنا كلنا الصراحة ..

لم تعقب زهرة ليربت عاصم على كتفها ناصحا :-جومى صلى ركعتين لله جبل الفچر يمكن تهدى شوية و لا استنى .. و تطلع لساعة جواله مستطردا.. كنه الفچر أدن من ياجى نص ساعة.. جومى نصلوا و اهدى .. وسوسة شيطان ..

بكت زهرة فى صمت ليتطلع اليها عاصم عائدا اليها بعد ان قطع نصف المسافة للحمام رغبة فى الوضوء و الصلاة هاتفا :- واااه .. دِه باينه الموضوع كَبير .. بجى حتة حلم يعمل فيكِ كِده يا ام مهران .. و انى اللى بجول عليكِ شَديدة..

و امسك بكفها جاذبا إياها لتسير خلفه هاتفا :- انى هتصل بماچد من صبحية ربنا و اجوله يحاول ياجى ف اجرب فرصة عشان تشوفيه و تطمنى عليه بنفسك يا ستى .. ارتاحتى بجى ..!؟.. و استدار اليها مقتربا فى مشاكسة هامسا :- و لا اجرب و اجرالك آيتين قرآن من بتوع زمان ..!؟..

ابتسمت من بين دموعها لذكرى ما كانت بينهما عندما كانت تمرض يقترب منها و يقول لها هجرالك قران و هتبجى عال .. لينتهى بهما الحال كالمعتاد فى احضان احدهما الاخر ..

جذبها من جديد خلفه حتى الحمام ليتوضأ كل منهما و يصلى الفجر و كلاهما فى قلبه رجفة قلق يحاول ان يداريها عن رفيقه ..

******************

دخلت سكينة المطبخ تسعى لصنع كوب من الشاي لتجد كسبانة تقف امام الاطباق المتسخة بحوض الغسيل دون ان تمسها و لكنها تبكى في صمت دون ان يدرك بحالها احد ..

اندفعت سكينة لكنتها هاتفة في لوعة:- واااه .. ايه في يا بتى !؟.. ليه البكا دِه!؟..

مسحت كسبانة دموعها بظاهر كفها هاتفة بصوت مبحوح و انكسار :- لااه مفيش يا خالتى .. مفيش ..

صمتت سكينة للحظات تتطلع لها و أخيرا اقتربت منها تربت على كتفها في تعاطف هامسة :- متجلجيش يا بتى .. كل ضيجة بعدها فرچ .. ربك هيعدلها ..

هتفت كسبانة في ضيق :- كيف يا خالتى .. كيف !؟.. و دى وصية حمايا الله يرحمه .. انتِ عارفة انى حاسة بأيه دلوجت .. عارفة كل اما اطلع لها و انى شايفة شبابها و جمالها اجول ف نفسى ايه ..!؟.. انى بموت من چوه و محدش دارى بحالى ..انى مبكهرهاش هي ملهاش ذنب ..تلاجيها مغصوبة برضك و مش بيدها ..بس أعمل ايه ف حالى !؟.. ده انى سألت ولدك هتتچوزها .. يجولى لاااه دى اصغر من حامد ولدى .. طب كيف .. ووصية ابوك ..!؟..

رباب النوح و البوح .. ميراث العشق و الدموع ٣ .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن