الفصل الخامس و الثلاثون

44.3K 1.6K 337
                                    

الفصل الخامس و الثلاثون

ثلاث ليال فقط .. ثلاث ليال فاصلة هى كل ما بقى لتصبح زوجه امام الله و الناس .. لقد تقرر عقد قرانهما فى نفس الليلة مع فرح ماهر اخيها .. انها لاتصدق انها ستصبح حليلته بعد عدة ساعات .. أغمضت عينيها فى نشوة و طلت ابتسامة ساحرة على شفتيها لم تستطع مداراتها .. كانت مأخوذة تماما بخواطرها و لم تلحظ ذاك الذى كان مأخوذا بدوره بصورتها المنعكسة على مرآة السيارة الجانبية حيث يجلس .. كان قد قرر تركها تهنأ بأحلام يقظتها لكن ذاك الجانب المشاغب فى شخصيته ما استطاع الا ان يهمس بالقرب من اذنيها عندما ترجلت من السيارة و هو يتبعها :- باقى تلت ايّام بس و انول المراد من رب العباد .. قرب البعيد يا رب .

تصنعت الشدة هاتفة محاولة تمالك زمام أعصابها :- جصدك ايه !؟..

همس مشاكسا :- قصدى هعرف اخيرا ألوان الطيف اللى بتنور و تطفى على وشك دى اخرتها ايه يا بت عمتى .. و خدى بالك .. انا غتيت .. هعرف يعنى هعرف ..

اضطربت تحاول مداراة خجلها و ما استطاعت الرد بكلمة تردعه الا انها هتفت اخيرا :- المحاضرة جربت تبدأ .. شكلنا اتاخرنا ..

رن هاتفه فأنقذها من المزيد من تعليقاته التى ما عادت قادرة على مجاراتها .. توقف للحظة يتطلع لشاشة هاتفه و تغيرت ملامحه بشكل عجيب لكنه هتف فى ثبات :- أسبقينى انت يا ايمان و انا هلحقك ..

اومأت برأسها فى تفهم و انضمت لبعض زميلاتها و غابت داخل المدرج معهم .. لكنه غاب عن عادته و ها هى المحاضرة على وشك البدء .. عادت تبحث عنه خارج المدرج و اقتربت عندما لمحت محياه و ما ان همت بالهتاف عاتبة حتى ابتلعت احرف كلماتها فى صدمة و هى تستمع له يقول :- تمام .. خلاص اتفقنا ..انا نازل القاهرة .. نتقابل بكرة باذن الله .. مع السلامة يا نرمين ..

هل ما سمعته صحيحا ..!؟.. هل كان يحادث حبيبته السابقة !؟.. تلك الحبيبة التى خزلته و اولت له ظهرها فى اكثر أوقاته احتياجا لها !؟. وقع الاسم على مسامعها وقع الصاعقة و ما عادت قدماها قادرة على حملها و لا تعلم من اين لها بتلك القدرة التى جعلتها تندفع باتجاه المدرج هاربة من نظراته و هو يلتفت بعد إنهاء مكالمته الميمونة ليجدها تقف تنظر اليه فى صدمة .. حاول ان ينادى عليها لتقف لكن لا المكان و لا الوقت مناسب ...فتنهد فى ضيق و دخل المدرج بدوره و ما ان انتهت المحاضرة حتى بحث عنها و لم يجد لها أثرا يذكر.. عاد للعربة و قد قرر ان يصارح ايمان بكل ما كان يعتمل بصدره لكن ليس الان .. و لكن بعد عودته من القاهرة حيث هناك موعده مع الماضى..

       *****************

تقدم حازم فى تؤدة متعكزا على عصا خشبية تساعده على السير نظرا لإصابة قدمه التى فى سبيلها للشفاء بعد حادثه الاخير و توجه حيث يجلس حمزة بن عمه على الأرجوحة  فى الحديقة الخلفية حيث مكانه  المفضل..

رباب النوح و البوح .. ميراث العشق و الدموع ٣ .. مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن