الفصل الثامن و العشرون
اندفع يعتلى الدرج فى سرعة حتى لا يرى احد اثار لدغات النحل التى تنتشر على جانبى وجهه و التى تركت اثرها سريعا على محياه الأسمر ..
وصل غرفته و فتح بابها و هو يتنهد فى راحة ان ما من احد كان بالأسفل ليلحظ ما لحق به .. و ما ان دلف للغرفة حتى وجدها فى انتظاره جالسة على طرف الفراش الذى ما مس جسده الا ليلة واحدة و وحيدة قبل ان يبتاع مرتبته الإسفنجية و التى يفترشها كل مساء ..
تنهد من جديد فهو كان يعتقد انها لاتزل عند امها كما أخبرته لكن يبدو انها عادت مسرعة ..
أغلق باب الغرفة و اندفع الى الحمام دون ان ينبس بحرف واحد ..
خرج بعد فترة ليست بالقصيرة تعمد اطالتها ليجدها لاتزل على حالها ..
هم بإخراج صديقته من مخبئها داخل خزينة الملابس و النوم .. الا انه فوجئ بها تهمس بالقرب منه فى
هدوء :- انا آسفة يا شيخ ..
تحشرج صوته من جراء قربها المُهلك و تذكر كيف كانت تستكين فى ذعر بين ذراعيه صباحا و همس محاولا إنهاء الحديث :- محصلش حاچة ..كله خير ...
همست من جديد :- لازما تحط حاچة على مكان اللسعات دى ..
اكد و هو يفتح ضلفة خزينة الملابس يهم بإخراج مرتبته الإسفنجية :- حطيت عليهم شوية عسل .. دول جرصتين مهماش حاچة كَبيرة يعنى ..
ابتعدت فظن انها اقتنعت بكلامه فجذب المرتبة من داخل الخزانة و مددها ارضا و بدأ فى تعديل فرشها حتى يتمدد عليها و ما ان هم بالاستلقاء فى تعب حتى كانت هى تعاود الاقتراب من جديد و هى تحمل بين كفيها بعض المراهم .. جلست على أطراف المرتبة لتضيق الدنيا الرحبة فجأة و يصبح غير قادر على احتمال سيطرة محياها و طغيانه على كل ما عداها .. انتفض جالسا يحاول السيطرة على ماتبقى من ثباته هاتفا :- ما جلنا مفيش لزوم للكلام دِه ..
و كأنه لا يخاطبها من الاساس لم تع حرفا مما قال ومدت كفها ببعض من دهان و بدأت فى وضعه على ذاك الاحمرار الذى اعتلى جبينه .. و عاودت الكرة من جديد و هى تضعه على موضع اعلى حاجبه الأيسر لتتوقف كفها فجأة عند ذاك الموضع و تمتد لتتلمس جرحا قديما غاليا عليها.. جرح بعدد سنوات عمريهما و عمر حبهما ..
دمعت عيناها فى شجن و ارتجف هو من ملامستها لجرحه العزيز .. اول جرح ناله من جراء غيرته الحمقاء عليها .. و تطلع الى محياها متأثرا فى وجع هامسا لنفسه :- و لم يكن للأسف اخر جرح .. فذاك الجرح الاخير اصاب الروح فى مقتل..لكنى سامحت يا تسنيم .. سامحت و الله العظيم و أتمنى ان تسامحيني ..لكن ابتعدى الان بالله عليكِ.. ابتعدى حتى أستطيع تسديد دينى لله و لكِ و بعدها انا من لن يترككِ تغيبين عنه لحظة و ستدركين ساعتها كم يعشقكِ مهران ..
أنت تقرأ
رباب النوح و البوح .. ميراث العشق و الدموع ٣ .. مكتملة
Romanceهناء القلوب رحلة طويلة من الالم و المحبة ..العشق و الوجع ..الفراق و اللقا .. فهل بعد تلك الرحلة سيكون لتلك القلوب المنهكة فرصة للبوح و اعتزال النوح..!؟