الفصل 4

68 12 2
                                    

يضيف الساحر قائلاً :" هو فقط المٌ جد موجع أتاني فجأة جعلني اجلس فوراً في مكاني دون حراك، ساعدني صديقي واخذني للمنزل "، تتحسر المسكينة قائلة ": وهل انت بخير الان؟ هل شربت دواءً؟ ، هذا كله بسبب اكلك المختلط من مطعم لآخر "، يرد عليها بالقصف مباشرة لقلبها ": في الحقيقة كان ب امكاني الذهاب للمنزل وتناول الغداء لكنني لشدة جوعي و شوقي لك، ذهبت الى مطعم في الجوار يبدو عليه كل انواع الجمال المعادية للصحة، فأكلت بعض قطع البيتزا الطويلة التي نحبها نحن الشبان -بضحكة ساخرة- وعدت مسرعًا اليك، لكن الالم باغتني في منتصف الطريق "، ' الكذب واضح كوضوح الظلام لأعمى، مخفيةٌ الاعيبه بين تلك الضحكة والنكتة البيضاء، لكن لا بأس فهذا كله ينتمي للصنارة التي كانت متمسكة بها، بالاحرى هي معلقة من رأسها مقتربة منه ليمد يده الى صدرها اخذاً قلبها في هاته اللحظة، ترد عليه بضحكة بريئة مضيفةً ":نعم اذكرها فهي تروق لي ايضاً لكني توقفت عن اكلها اذاً يجدر بك ان تعتزلها فقد حان الوقت لبعض الاكل الصحي" عزيزتي من يدخن في هذا العمر الانواع التي دخنها نزيم حتماً سيأكل انساناً كاملا حيا جميلاً لا تنسي ان قلبك بين اسنانه، سننتظر لأن يجوع عقله لنذوق جميعاً طعم البراءة يقال أنها مرّة ، يقول نزيم ": عزيزتي اتمنى ان تكوني بخير واعذريني حقاً لأنني لم اتي، لا تعلمين كم انا معجب بك، وكم ارغب فيك، لا تفكري بشيء مطلقاً، اعدك اني سأكون هنا في الجوار، انت ملاكي لكني سأحميك بجناحي، ان جميلتي لكني سأجعلك ملكتهم، انت نوري لكني سأريهم كيف للحياة ان تبدوا جميلة بوجودك.و كيف انهم لم يعرفوا قيمتك"، العقل طار والقلب ذاب ومنار لا توجد تماماً، تحتاج للهواء حقاً يكاد ان يغمى عليها الان بسبب هاته الكلمات، الطريق نحو عقلها مغلوقة فكل شيء يمر نحو القلب، تعذبي يا الجميلة لوحدك فالمتحسر عليك حسناء وامير ناما بهدوء، ليلتك كنهار مشمس اين النوم واين انتي؟ ، اين النعاس واين تفكيرك؟، يضيف نزيم دون عناء ": انا ذاهب الان لأنام فالدواء يداعب عيناي، اتمنى ان تحظي بليلة جميلة كعيناك، نلتقي غداً في القسم لكن حاذري ان تخبري صديقتك ب اي جديد بيننا ف انا معك ولست معكما، لست احمل اي كراهية لها لكني اريد ان تنال علاقتنا ذوقاً خاصاً بها"، يقصد انه سيمر الى مرحلة جديدة فقد بات غباؤها مضموناً الان، باتت منومة الان، قد يخونها او يمر من امامها رفقة عاهرة ما فلن تلاحظ وجودها او قد تعاتبه لدقيقة فيسكتها في ثانية يخبئ تلك الكلمة لوقتها المناسب (يخفي كلمة احبك لأن ما فعله لا يجعله في حاجة اليها، سيتركها لوقت لاحق لأنه اكيد انها ستشك فيه يوما ما بطريقة كبيرة وبما انه ليس من هواة الرسائل الطويلة لذا سيرميها عليها لتسكت في الحين) ، تجيب منار وابتسامة غريبة على وجهها مشابهة لتلك التي تزورها حين ترى رضيعا جميلاً امامها، ": حسناً كما تريد، بالطبع انا لن اخبر اي احد بتفاصيلنا مهما كان لا تخف، ليلتك سعيدة دمت بخير، حافظ على صحتك ولا تنس فطورك في الصباح تناوله في المنزل والا سأغضب -بابتسامة خفيفة تعني المزاح تدفع جبينها للأعلى-، في امان الله وداعاً "، لن يرد عليها بل يقرأ الرسالة مرسلاً قبلة حسابها سيظهر لاحقاً، لم يرسلها هباءً، تمعن منار النظر في تلك القبلة وتضغط على لوحة المفاتيح لتظهر تلك الوجوه الصفراء المشؤومة فتبدأ ب اختيار وجه ما لعله يعبر عن شعورها، هنا يكمن خطؤها، في الليل ابتعدوا عن المشاعر في اي علاقة جديدة تباً! ، ترسله له ابتسامة جنبها قلب بلون ازرق، ببساطة هي تريد ان ترسل قبلة وقلباً احمراً، لكنها لا تعرف ما قد يفهمه نزيم، لذا على حسب مفهومها تريد ابعاد تفكيره عن اعجابها به بتغيير الالوان، بالعكس يا غبية التغيير يظهر الحقيقة، فما يتغير الفرد الا ليخفي مايجول خاطره فأي حاجة خارجة عن العادة في علاقة جديدة تلمح مباشرة الى الحقيقة المخفية، اعجابك بالاضافة الى خوفك المتكرر، انتظارك له!! مالذي يحتاج اليه اكثر لكي يدري بما يجول في قلبك!!؟ ، باتت منار مكشوفة ونزيم لاعب محترف في ملعب قلبها، يفرش الارضية كما يحلو له، من ناحيتها تلعب هي وحسناء لكنه نزع المرمى من جهته واضافه لجهتها ف أي حركة الان تجاهها ستحتسب هدفاً وهذا الذي حذرها منه امير، الاعجاب غباء والحب اما ان يكون دهاء او عذاباً في الصدر الذي يمسي قبراً، تعيد منار قراءة جميع الرسائل رغم قلتها وهذا ما اراده نزيم، قلة الرسائل تجعلها تعيد قرائتها مراراً وتكراراً فيترسخ اللعين بعقلها دون منازع..
يدق النوم باب الغرفة ليفتح الباب ببطئ مغلقاً باب عيناها برويةٍ، لا تستسلم الضعيفة بسهولة امامه، اذ تذهب لحسابه الشخصي تلقي نظرة على صورته بعدها تعود الى الصور التي تملكها، اقصد قامت بتحميلها من هناك، تتفقدها واحدة تلو الاخرى حتى يختطفها النوم وتحتضنها ظلمة الغرفة في تلك الزاوية، السكون في الركن هناك قبالة سريرها جالس على ذكرياتها مشعلاً سيجارة الجنون ليبث الحب في الجو، السعادة مخدرة وملتصقة بسقف عقل المسكينة جلها احلام عنوانها نزيم ، في انتظار العظيم "الصباح" ان يأتي ويدشن بداية العذاب رسمياً..

هيَ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن