الفصل 15

27 5 1
                                    

يتجه الاب  وخلفه امير متبعا اياه نحو باب المنزل ليفتحه هذا الاخير قائلاً ": هاهي السيارة -ملوحاً بيده الى صاحب السيارة بغمزة خفيةً عن امير - وداعاً بني رافقتك السلامة،  تشرفت بمعرفتك "،  يرد امير بابتسامة قائلاً ": وانا ايضاً عمي ليلتك سعيدة "،  بخطوات متجاورة متباطئة يفتح بابا السيارة مرحبا بالسائق بمصافحة سريعة ليكلمه السائق قائلاً ": مرحباً بك بني اعرف والدك جيداً كان زميلاً لي في المدرسة -ينطلق مباشراً القيادة نحو منزل امير- كان انساناً هادئاً مثلك،  لكن مر زمن طويل منذ رؤيتي له اين هو؟! "،  يجيب امير بنبرة هادئة تبدي كرهه للأسئلة التطفلية": بالمنزل"،  يستغرب السائق من اختصار الاجابة متفهماً البقية بنفسه،  تساؤلات تتوارى عن ذهنه بإجابة تلقائية لنفسه 'لايمكن ان اسأله'،  ليكون الصمت عنوان رحلتهما القصيرة،  بعد خمسة عشر دقيقة تقريباً يصلان الى المنزل وماتبقى من الشمس الّا النصف على غروبها التام،  ينزل امير قائلاً ": شكراً لك،  هل ادفع لك ام تلك الغمزة كانت الاجابة؟!  "،  تتراكم التساؤلات بعقل السائق مبتلعاً لسانه لوهلة قائلاً ": لا بالتأكيد،  لقد اخبرني  'الغمّاز' بتلك اللقطة انه هو من سيدفع الثمن،  ليلتك سعيدة الى اللقاء "،  يغلق امير باب السيارة لينطلق السائق بعيداً بين تفاصيل البنايات المجاورة،  يخرج الشاب مفتاح المنزل من جيبه ليقحمه في فتحة الباب،  يقوم بأموره بسرعة وكأنه تأخر عن شيء ما جد مهم،  يفتح الباب ثم يغلقه بسرعة ماراً بالغرفة التي تجلس بها والدته مقبلاً اياها والده لا يوجد في المنزل حالياً لأن مكانه المعتاد جنب الوالدة،  يضع امير حقيبته بغرفته صاعداً الى سطح المنزل يتخذ من حافته قبالة منظر الغروب الرائع مجلساً صامتاً للتأمل كعادته، يقحم يده اليمنى بجيبه مخرجاً سماعات بيضاء و  هاتفه ثم اليسرى بالجيب الداخلي لمعطفه مخرجاً علبة سجائر،  يفتحها بحذر مخرجاً ولاعة و سيجارةً معالجةً، رائحة الحشيش تنبعث منها بشدة،  يركب السماعات بهاتفه تقوده انامله مباشرةً نحو قائمة الأصدقاء، حسناء تترأس القائمة،  بنقرة واحدة يضغط على اسمها لينتقل الهاتف مباشرة الى صفحة المكالمات،  رن الهاتف لثواني دون الدقيقة لتجيب حسناء بشغف قائلةً ": اهلاً امير كيف حالك؟، هل انت بخير؟،  ماذا فعلتهم؟! "،  بضحكة تقطعها نسفة من السيجارة قائلاً ": انا بألف خير،  ابوه على مايبدو قد احب الكلام معي،  ارتشفنا بعضاً من القهوة وتبادلنا اطراف الحديث حول دراستي ورياضتي بعدها شكرني لتلقين ابنه درساً ،  يبدوا والداً مرحا رائعا وهذا ماجعلني اكره نزيم اللعين اكثر فأكثر،ثم اتصل بسيارة اجرة أقلّتني الى المنزل والان انا فوق السطح ادخن حبيبتي بعدها ارتمي في احضان فراشي لأتصل بالشبكة كالعادة "،  تجيب حسناء قائلةً ": لقد تملكني الرعب منذ ذهابك ومنار لم تكف عن سؤالي طوال الطريق،  عن ماذا ستفعلون وماذا يريد منك؟، الحمد لله لأنك بخير،  الان انا على وشك تحضير العشاء نتكلم فيما بعد وان لم اجدك نلتقي عداً كالعادة،  كن بخير وانقص من التدخين قليلاً لازلت احتاجك بحياتي -ضحكة ممازحة تنبعث من شفاهها الوردية - " يرد امير ضاحكاً قائلاً ": كوني بخير ايضاً،  تعلمين انني لست بمدمن لكنني احتاج لبعض العشق احياناً -مسترقاً نفساً من السيجارة- نتحدث بعد حين،  رافقتك السلامة يا غبية "،  يغلق المكالمة مشغلا موسيقى خفيفة تلاعب ذهنه رفقة النشوة وعيناه الذابلتان  سكيرتان بمنظر الغروب.
  تعود بنا انظارنا نحو منار حاملةً هاتفها تكتب بشغف وغضب رسالة على مايبدو لنا بعد اقترابنا من شاشة هاتفها على انها موجهة لنزيم من قولها ": انت الخائن الذي تدعي الوفاء اتمنى لك الموت واتمنى لقلبي ان يتبرع بحب غبي لحيوان ما،  لا تستحق ذرة مشاعر ولا كلمةً طيبةً،  جل مايدور بذهني هو لقطتك اللاإنسانية حين ركلت صديقتي ،  حسابك مع الله توكلت عليه،  حظ سعيد في معاناتك مع الحياة يا منعدم الحياء،  كدت انسى ' شكراً لك يا من علمت ضميري الركود ويا من القيت بالبرد على زهوري اليافعة،  تبا لك " ترسلها لنزيم لينتهي الموقف بدمعة تسقط من عينها السوداوية على شاشة الهاتف،  ملقية اياه بعيدا منطلقةً في رحلة البكاء التي لن تنتهي الا بنومها او بقيامها بشيء غبي ما،  رن الهاتف فجأة تسارع لرؤية هوية المتصل،  الحدس خاطئ لكن الحب الحقيقي كان له الفوز هنا،  حسناء تتصل فترد عليها منار قائلةً ": نعم - تحت نغمات انينها وصفير انفها -  "،  ترد حسناء بدهشة تملّكتها قائلة ": مابك!!  منار مالذي يبكيك هل انت بخير؟!! "،  تجيب منار مشعلة فتيل القلب قائلةً ": لم لا املك فرصة في الحب،  كانا الاولى وها هو ينتهي بي الامر ذليلة حقيرة وضيعة،  لا اعلم بم القب نفسي الان،  لم يجري معي كل هذا؟! لم فضلات البشر تتشكل امامي في هيئة جميلة وتدعي الكمال لتظفر بقلبي ثم تتركني هكذا!!؟،  لا لم تتركني بل علمتني ان الخيانة امر جلي في الحب،  كما تتناوب السعادة مع الحزن،  يتناوب الحب مع احد الاثنين يا اما المشاكل العويصة واما خيانة رخيصة،  وكأن قلبي من صنع بلاستيكي،  لم لا يقدرون هاته المشاعر،  لم لا يحس اي شخص بقيمة الحب؟! ،  وان احببنا لم يستغلوننا؟!  لم يعتقدون ان هذا ضعف منا؟!  اليس من المفترض انا نتواجه بقلوبنا في الحب!؟  اليس من اللازم ان نقوي انفسنا من ضعف بعضنا؟!  لم الاستغلال؟!  لم نواجَهُ بالعقول حين نقابل بالقلوب اخبريني لماذا؟! لم انا المظلومة في كل ماتجه نحو بقلب صافي ونية على صحن من ذهب اقدمها لمن يفترسني؟ صدقيني حين اقول ان الديناصورات لم تنقرض بل ارتدت كيان انسان وهي تعيش الان بيننا تتكلم بلغتنا وتتصرف مثلنا لكنها ل تلتهم لحمنا بل تشتهي قلوبنا ومشاعرنا، تأكل كل ماهو غير مرئي، لنمسي عمياناً لا نرى سواها ثم تتركنا جثثنا هامدة مملوءة بمياه تلفضها اعيننا في هيئة دموع غبية!  لماذا يا رباه؟!،  كرهت والله صدقي نحيبي لا املك ما افعل الان "،  تجيب حسناء بثقة و اصرار قائلة ": عزيزتي لا شيء يستحق القلق مادمتي لست من الديناصورات،  بل انت لؤلؤة تمر من امام الحمقى قد يسرقها احمق ما،  لكت يبقى من يستحقها سيتعب من اجلها،  تمتلكين جمالاً خلابا وقلباً اجمل منك خارجاً،  محظوظة انا لإمتلاكي صديقة مثلك،  انت بعد امي والدتي الثانية،  احبك قد اقول اكثر من اخوتي ولن اخطأ،  تبا لمن لا يحبك،  لن اقول لك ستنسين الامر بعد سنين فهذا الامر سيصاحب عقلك،  سيعيش معك،  لكن الامر الجيد ان هذا الشيء سيقف بينك وبين اية فرصة مخادعة يمنعك من ان تقعي فيها  احمدي الله على هذا الدرس،  ولأن قلبك برقة الورق لهذا انت تبكين وتراودك كل هاته الافكار،  لكن صدقيني بعد زمان ستضحكين على نفسك،  انا هنا معك دوماً وابداً ،  تبا للحب واموره التافهة،  لن نحتاج هاته المسؤولية والهم في وقت كهذا،  لنرتدي الجموح ونحارب بطموح ونسعد تلك الروح،  تستحقين كل السعادة،  وجه كذلك خلق لإبتسامة،  ترين السعادة تتصارع مع الحزن في ركن غرفتك ضربات تنبعث منها مشاعر كثيرة،  اتدرين من يستحق وتستحقينه؟!  السعادة ببساطة،  اذهبي الان قفي وواجهي المرآة،  ابتسمي تبا لك -تضحك منار لتواصل حسناء دون ان تترك لها فرصة للإجابة -،  ارأيتِ!!  ذلك هو الجمال،  حين نقوم بأمر جيد او نملك اشياءً جميلة سيحسدنا الكل ويحاولون سرقتها منا وتحطيمنا،  نفس الشيء بالنسبة لك،  تلك السعادة التي تبدو شفرة،  وجهك لوحده من يجيد حلها ويبدو جنة بتلك الابتسامة حين يحملها،  سيحاولون سرقتها واخفائها،  لا تختاري من يقول لك انت جميلة بل اخطتفي من يجعل حياتك جميلة وليس شرطاً ان يكون ذكراً ابلهاً،  امسحي دموعك الان يا بلهاء،  تملكين هاته الحسناء وتسمحين لنفسك بالقلق تبا لك "، بضحكة ممازحة تضحك لها بالمقابل منار قائلة": حفضك الله لي وادام هذه الجنة بيننا انت الافضل صدقيني سأغسل الان  وجهي فأنا لازلت واقفة امام المرآة كالحمقاء،  وأتناول الكثير من الاكل بعدها انام فرأسي سينفجر "، تجيب حسناء قائلة": انطلقي يا جميلة الان كولي جل ماتستطيع امعاؤك تمريره وارتمي الى النوم،  نلتقي في الغد ان شاء الله،  على ما يبدوا لا توجد دراسة غداً كما رأيت منذ قليل احد المنشورات في صفحة كليتنا على الفيسبوك،  ان كان الامر كذلك،  سنذهب نحن رفقة امير الى اي مكان ونخرج الصبيان داخلنا لنمرح كثيراً وتبا للقليل ولبقية البشر،  ليلتك اجمل من النجوم يا عزيزتي واحلامك فردوس "،  تجيب منار ": لقد اخجلتميني حقاً -بضحكة خافتة تواصل- لا اجد ما اقوله حقاً،  نلتقي غداً،  ليلتك اسعد من ليلتي واحلامك احلى مني "،  تضحك حسناء قبيل اغلاق المكالمة قائلة" حمقاء، الى اللقاء "..

هيَ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن