الفصل 17

31 4 1
                                    

يحل الاصدقاء بموقف كبير للسيارات خلفه مركز تجاري كبير يعادل المدينة في حجمه،  يشقون طريقهم وسط تلك السيارات ليصلوا الى المدخل فيفتح الباب لوحده بمجرده اقترابهم،  اول ما يقابلك هو المحلات المرصوصة بطريقة هندسية رائعة،  مائلة واجهاتها ومتقابلة،  في الطابق السفلي تجد مختلف أنواع المنتوجات التي نشاهدها في الاشهارات،  ترتيب المركز مميز نوعاً ما،  عندما ينتهي ممر هاته المحلات السفلية،  نجد ساحة واحة عندما ترفع رأسك تشاهد محلات اخرى في الاعلى بطريقة دائرية، يتخذ الاصدقاء المصعد وسيلة نقلهم لأنه وبكل تأكيد ان استعمال السلالم سينهك طاقتك قبل ان تصل الى الطابق الاخير،  رغم وجود خمسة طوابق الا انا ارتفاع كلٍّ عن سابقه جد كبير، يضغط امير على الرقم اربعة (4)  بالمصعد،  واقفاً وسط الفتاتين، يغلق الباب تلقائياً،   يبدأ الكل بالصعود، " لا تنظروا من الزجاج خلفنا ارجوكم " منار قائلةً،  يجيب امير ضاحكاً ": رهاب المرتفعات سيحرمك من العديد من المناظر الرائعة في حياتك،   لم يكن القرب من الارض يوماً بشيء جميل بقدر البعد عنها"، تبتسم حسناء لترمي ناظريها من على الزجاج متفقدة الانحاء رفقة امير، اما منار فتبتعد قليلاً عن الزجاج وتحاول استراق النظر،  يفتح الباب دلالة على وصولهم للطابق المنشود،  يتمشى الثلاثة ببطئ اطراف الحديد ترتد من افواههم،  ضحكات اعلى من الاهات ومشاعر تفر من الهمسات،  يلمح امير لعبة شبيهة باحد العاب اطلاق النار لكنها تُمارس بالليزر تبدو مرحةً من خلال الفيديوهات التي تبث من الشاشة على واجهة ذلك المحل،  يلتفت الى الصديقتين اللتان قد ابتعدتا قليلاً عنه تشاهدان محلاً يبيع ادوات التجميل، قائلاً  ": هااي! حسناء!! هيا نلعب! "،  تقول منار لصديقتها بصوت خافت يخفي الخجل قائلةً ": لا استطيع اللعب انظري الى اعمار من يلعبونها!  كلهم تقريباً صغار " تقاطعها حسناء قائلةً ": لا يهم فقد اتفقنا على ان نخرج الصبيان بداخلنا اليوم،  ضعي شيئاً وحيداً بعقلك في هذا اليوم فقط هو ' لا تملكين عمراً محدداً اليوم،  انت كل الاعمار' " تسحب حسناء صديقتها من يدها نحو امير بضحكاتهن المتعالية،  يدخلون الى تلك الساحة المضاءة بالاحمر والازرق،  يتجه امير نحو صندوق صغير في الركن الاول من غرفة الملابس حيث يرتدي الجميع مايشبه الدرع، وقبعات بلاستيكية بأعلاها ملصقة كاميرات صغيرة تستعمل لاحقا في تركيب فلم صغير للعبة يمنح كهدية لكل من شارك بها،  يدفع امير النقود داخل الصندوق لتخرج له ثلاث تذاكر يدفعها لاحقاً ،  يحملون معداتهم لتخرج حسناء هاتفها قائلة ":لنلتقط صورة جماعية"،  يبتسم الثلاثة فتُحفظ اللحظة في ذاكرة هاتفها جنب الصور السابقة،  في طريقهم الى القاعك الكبري حيث تجرى اللعبة،  رجل في متوسط عمره واقف هناك يحمل المسدسات الالكترونية يتقدم نحوه امير مانحاً اياه التذاكر فيبادله الرجل بثلاثة مسدسات،  يتجه الثلاثة نحو مراكزهم فينطق المتحكم بالاضواء من مكبر صوت موصول بالقاعة قائلاً ": سيدخل المتسابق الرابع معكم وهذا شرط اساسي للبدء، سنطفئ الانوار الان لتتخذوا مخابئاً وبمجرد اشتعالها تبدؤون"،  تنطفئ مباشرة الانوار حسناء ومنار في مكان واحد اما امير لا يعلم بنفسه اين هو،  المتسابق الجديد بمخبئه، لوهلة يعم الصمت التام بعدها تشتعل الاضواء،  بمجرد اطلال امير يتلقى طلقة من المتسابق الجديد تؤكد خسارته وخروجه من المسابقة،  ينزل رأسه محتارا مخفياً غضبه،  ليعيد المسدس لصاحبه ويقف جنبه يشاهد بقية الاحداث،  تتمشى حسناء ومنار بجوار بعضهما ببطئ وسط المتاهة لعلهما تلاحظان ضحيتهما، فيباغتهما من الخلف ليسحب حسناء بيده نحوه مطلقاً على منار في الحين، هامساً في اذن حسناء ": تبدين جميلة حتى بالظلام"، تبتعد حسناء عنه لتضربه بالمسدس على رأسه فيقتحم امير الارضية وبضربة خاطفة برجله يرفع المتسابق ليسقط ارضاً سقوطاً حراً، دون كلمة منه ينادي منار وحسناء للخروج،  بصمت عم على الجميع تخرج الصديقتان مرعوبتان،  فيقف الملقي قائلاً ": يا صديقي لم اتحرش بها بل اخبرتها انها تبدوا جميلة في الظلام "،  يجيب امير بهدوء قائلاً ": لا تكرر هذا الكلام مجدداً، ان لمحت واحدة من هاتين مجدداً فحري بك ان لا تخاطبهما او تفكر في ذلك،  لا تسألني لماذا لكن فقط اغرب عن وجهي "،  يخرج الثلاثة بهدوء فينطق امير قائلاً ": مابكما يا غبيتان!!  لم انتما ساكتتان!!؟  لا يوجد ما يرعب او يغضب كل شيء بخير هيا لنذهب لتناول شيء ما فأنا اكاد اموت جوعا يجب ان تكون البيتزا رفيقتي على الطاولة "،  تستغرب حسناء لكنها تجيب بسرعة متناسية ماحدث قائلةً ": لا يهم فلنذهب كما تريد،  لو لم اعرفك لقلت انك تتظاهر بالسعادة،  اعلم انك تحب تلك المشاكل -ابتسامة تخفيها بيدها الرقيقة- "،  يتجه الاصدقاء لملئ بطونهم كالعادة..
من ناحية اخرى يجلس نزيم بغرفته مفكراً في شيء ما يقوم به ليفر من عقاب ابيه ويحقق انتقامه،  من حين لآخر يصطدم بفكرة مفادها ' قد يراه من شاهد الفيديو ويجعلون منه مزحة القرن '،  يرن هاتفه فجأة يحمله ببطئ كمن لا يريد اي حوار يربطه ببشري،  يجيب دون ان يتفقد هوية المتصل بهدوء قائلاً ": نعم! "،  صراخ يعلوا من الهاتف بكلمات غير مفهومة،  يسحب الهاتف عن اذنه ليرى من ذا الذي يتكلم هكذا!،  'عمر ' هو ماكان مكتوباً على الشاشة الرئيسية،  يعيده الى مقر اصغائه متأففاً قائلاً ": عمر،  اللعنة عليك تكلم بطريقة واضحة ومفهومة،  ماهذه التعاويذ التي تكررها!  لو كان الرقم مجهولا لفررت الى راقي ما في الحين! ،  ما بك؟ تكلم بهدوء! "،  يجيب عمر قائلاً ": انا جد غاضب يا نزيم وحزين في نفس الوقت لدرجة لا يمكنك تخيلها،  جرى بيني وامير شجار قبل قليل بالمركز التجاري،  اتبعتهم منذ ان كانوا امام الجامعة اردت ان احضى بخطاب بسيط مع تلك التي ركلتها انت،  اخبرتها انها تبدو جميلة فضربتني على رأسي ليباغتني هو من الخلف فيقلبني رأساً على عقب ولما حاولت ان اجعله يستوعب بطريقة مؤدبة اجابني بأن ابتعد عنهم مهما كان السبب،  اريد محادثتها لكن اغضبتني  طريقة معاملته "،  يرد نزيم ضاحكاً ": هل نلت حقك الان، الان بتنا نملك سبباً واضحاً لضربه والانتقام منه.. " يقاطعه عمر قائلاً ": تبا لك يا نزيم هذا ما يمكنني ان اصارحك به،  جل ماتريد هو الانتقام،  انا لاافكر بذلك بتاتاً فمن حقه الدفاع عن صديقته ضد الحمقى امثالك،  لست احمقاً انا لم يستوعب كلامي فقط "...

هيَ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن