الفصل 2

132 16 6
                                    

بأي قدر، خاصة و ان هذا صنف مغاير للذين صادفتيهم من قبل! " لا بالتأكيد لا اريده!! هل جننتي!!؟ " ستدركين في وقت لاحق انك انتي المجنونة حينما يجن جنونك وتغرقين بين دموعك ليلاً، لن تستفيقي الان، هذا ما القبه بالتنويم المشاعري! لن يسعفك اي احد مهما كنت قوية،
مهما غدوتي صلبة وصارمة في تعاملك، مهما حاولتي اقناع نفسك بعدم السقوط في هاته الحفرة، انت بالتأكيد في المنحدر، لديك شيئان تتكلين عليهما للصعود الان والخروج من المأزق هما "أنا وحسناء"، فكري جيداً في ماقلته كلامي جد قليل لكن المعنى اكبر بكثير، احذري ثم احذري ثم احذري!! ، اعيدي مراجعة نفسك "، تنتهي التسجيلات لتنظر منار بغباء الى حسناء قائلة " نعم كل ماقاله حقيقي بعضه حدث معي حقاً، سآخذ حذري منه لا تقلقوا، اعلم جيداً ما اعمل "، لا تكف عن تكرار هاته العبارة اعتقادا منها انها لا تزال بتلك القوة التي كانت تفكر بها وترفض بها اولئك الشبان، الحقيقة هي ان الاعتقاد يبقى مجرد اعتقاد حين يأتي سيده "الواقع"، لا تعيش المسكينة الواقع بتاتاً فهي الان في عالم اخر يحويها هي ونزيم فقط لوحدهما اي ان اي رأي خارجي لن يؤثر بها مهما "اعتقدت" ان الكلام الذي تسمعه من احبائها من الصميم الى صميمها الاصم، لكن "صم..تاً" رسالة رنَّ لها هاتفها، تأخذ نظرة سريعة وكأنها تحمل شيئا ساخنا لتنفعل معه، قلبها ينبض بشدة عيناها مفتوحتان عن اخرهما ، يراسلها نزيم قائلاً "اين انتي؟" تجيب على الفور: "انا جالسة في الجامعة مع حسناء نتناول الغداء على مقربة من الحجرة التي ندرس بها"، الامر واضح، نزيم على مقربة منهما لكنه متخفي نوعاً ما يراهما ولا تريانه، يريد فقط اعادة نفسه الى عقلها لأنه يعلم ان جلوسها مع صديقتها كثيراً لا يحفز ولا يساعد اطلاقاً، على كل حال، حان الوقت للحصة المقبلة، تتجه الجميلتان الى حجرتهما، تجلسان بمكانهما كالعادة، تتبادلان اطراف الحديث حول تلك المادة التي ستدرسانها، كانت عادتهما بكل بساطة "في القسم حديثنا دراسة، وخارجه كل شيء الا الدراسة" ، هاهو نزيم يدخل الى القسم ترفع منار رأسها وكأن كل شيء توقف فجأةً، جميع الاصوات وضجيج القسم توقف، صوت حسناء تناثر، صداه يتجاوز رأس منار ولايخترقه، تتبع نزيم برأسها الى ان يقترب من مكانها فتعيد ناظريها في اتجاه حسناء ليجلس بعدها نزيم مسترقاً نظرة من منار، بطبيعة الحال كان شديد الملاحظة عكسها، لقد لاحظها تمتص كيانه بنظراتها من وقت دخوله الى جلوسه لكنه يتظاهر فقط بعدم معرفته ذلك، لابأس لأنه قد رسم صورته التي اراد في المرات السابقة التي تحدثا فيها مستعملا طريقة " التبرير والمغازلة " ؛بمعنى اوضح " ان تتكلم معه في كل مرة تخبره مابك، لم تكذب او لِم لَم تأتي يبدأ في تبرير مايفعل لكن المشكل هنا او الخدعة تكمن في انه يختار كذبات سهلة الاكتشاف او بديهية تفهم في الحين بأنها ضربة من الخيال، ثم يتبعها ببعض المغازلة بلغة مخالفة كما يحب بعض الشبان ب " اللغة الانجليزية " هي الاقرب والتي تصيب هدفها على الفور، عوض ان يقول " انت نوري او نور حياتي " يقول " You are my light ", تعلم ونعلم و كل العالم حتى هاتفه يعلم ان وجهه الاسود لو وضع امام اقوى انارة في العالم لن تبدو تفاصيله جيداً من شدة شره و "تلك النظرة على عينيه التي توحي بالبراءة او مايلقبها الشبان ب" النظرة الرومانسية " "، تبا لي ان كانت الرومانسية تكمن في نظرة من صورة وضعت على حساب في موقع "افتراضي"، الصور القابعة في حسابك لا تفقد مفعولها بل لا تؤتي مفعولا اطلاقا، لكن الاوان قد فات فالمفعول يؤدي دوره في قلب منار، على كل حال ينادي نزيم منار قائلاً " هل ستخرجين بعد قليل؟! " لتجيبه دون تفكير كالعادة " نعم اكيد " وكأنها تقول لنلتقي دون ان تحس، ليجيبها دون ان يبتسم وهذه ايضاً خدعة اخرى حين يطلب الشاب شيئا من الفتاة بعد حديثهما واحساسه بأنها بدأت تتمسك بصنارته " ارسلي لي رسالة في الفيسبوك عندما تخرجين "، الامر واضح انها مرة اخرى مزيفة، لأن المنطق يقول ان الفتاة صعبة المراس، يعاملها الزير بالمعاملة التي من المفترض ان تعامله بها وهذا مايجعلها تفقد شخصيتها وتشعر بالضياع وسط كلماته ليحتويها بخدعه العديدة، كما كان الحال انتهت الحصة وخرج الطلاب لكن نزيم خرج قبل الجميع، كانت الجميلة تظن انه متحمس لملاقاتها "خدعة اخرى"، فتسرع في جمع اغراضها، لتجد ان حسناء قد جمعت كل شيء فهي تريد ان تتأكد من شعور صديقتها، لأن الكل بات يعلم الان ان كلام "امير" حقيقي وبدأ يترسخ على ارض الواقع، تخرج الفتاتان، لم تجدا لا نزيم ولا احداً من الطلبة، تتذكر انه اخبرها ان ترسل له رسالة، هنا تكمن الخدعة، " عند خروجه بتلك السرعة قبل الجميع تتبادر الى ذهنها انه جد متحمس للقائها، وعند خروجها لا تجده فتتذكر ما قال لها، ام تبعث برسالة له، وهذا مايجعلها تقول في نفسها انه ذهب الى مكان قريب ليشتري سجائر ربما وتبدأ في خلق الاعذار لنفسها وفقاً لما قاله، وتنسى ان تغضب منه او ان تفكر بأي شيء سلبي يجعلها تكرهه"، تقف المسكينة حائرة من امرها لتنطق حسناء فجأة " قومي ب ارسال تلك الرسالة اللعينة له واخبريه انك تنتظرين، اين هو؟!! "، تسارع في فتح حسابها لتقوم بذلك فتجد.. " لم يفتح حسابه اطلاقاً ولم يترك حتى رسالة "، هنا الخدعة الموالية " بمساعدة تلك الافكار والاعذار التي كانت تختلقها لنفسها سيتدخل جانبها الانثوي الخائف دوماً ليبدأ عمل الاشتياق لنزيم والحيرة والتساؤل عن حال نزيم ان كان بخير ام لا و كذلك لتحس بالضياع بدونه، دون ان تعلم بذلك.طبعا فهذا كله يجري في عقلها دون رغبة منها! " فتتدخل صديقتها وهذا مايجعل صديقتها لا تعمل في صالح نزيم، لتقول " اين هو!! هل حقا يفعل هذا؟!!! هل بهاته البساطة يختفي "، صدقيني عزيزتي حسناء صديقتك ليست امامك فالجنون ملكها وعقلها امسى تاجا فوق رأسها ليتركه خاوياً، نجح الزير في ترك القلب يعمل لوحده، تجيب منار ": سأنتظره قليلاً و ان لم ياتي سنذهب واللعنة عليه " في قلبها تردّد " لا لعنة عليك اعذرني "، تلك الاعذار عزيزتي ستشكل لك اخطر انواع الحب واسوءها " الحب تحت الظلم "، تنتظر الجميلتان قليلاً لكن "لا حياة لمن تنادي ولا منادي في مراد تلك الايادي المسكينة ستعود ادراجها خاويةً" ، عائدتان الان الى منزليهما، منار متحسرة حسناء تفكر وتفكر وتعجن وتعصر افكارها لكنها في كل مرة تلغي فكرتها قائلة " لقد اخبرتها وهي تعلم بأنها خاطئة لا يوجد اكثر من هذا! "، لكنها تلغي فكرتها فوراً قائلة ": لا لاااا يجب علي ايقافها لا اريد لها ان تتعذب اريد ان تعود صديقتي!!! " ، تلتفت حسناء الى مسكينتها قائلة " اجيبيني بحق صداقتنا، اجيبيني بصراحة ارجوك! ، هل ترغبين به؟! هل تريدين ان تكوني معه!؟ " ، تتأخر منار في الاجابة لثواني قليلة لتقصف " : نعم اريده لا اعلم لماذا لكني اريده "..

هيَ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن