الفصل 11

33 5 2
                                    

الساعة تقارب السابعة صباحاً تستيقظ حسناء على رنين هاتفها، واذا بمنار تتصل بها تجيب الجميلة قائلة ": صباح الخير عزيزتي كيف حالك؟! "، ترد عليها منار ": لست بخير كانت ليلتي كلها فيلماً مرعباً ومشعوذة تخبرني انه سيحدث لي امر سيء لأعيش بعده الخير انا جد خائفة! ما الذي يمكن ان يحدث لي؟! اخبريني ارجوك ماذا افعل؟! "، تقاطعها حسناء مبتسمة بقولها ": اهدئي صديقتي لا تخافي لن يمسك ضرر، انا هنا بجنبك دوماً سأحرسك كعادتي انسيتي انني انقذت حياتك الاف المرات -بضحكة خافتة متبادلة تواصل حديثها - سيعم الخير وان كان شر سيكون فراقك مع نزيم هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن تصنيفه كشيء سيء لذا لاشيء يدعو للقلق، انهضي وتناولي فطورك وارتدي ملابسك ولنلتقي كالعادة هيا انطلقي "، تجيب منار قائلة ": حسناً سنلتقي بعد ساعة تماماً الى اللقاء "، تغلق منار السماعة لتقوم بما قالت حسناء متجهة بعدها الى محطة الباص فتجد صديقتها كعادتها دقيقة في مواعيدها، بابتسامة تستقبلها وحضن صباحي يسقط عنها كل الهموم التي كانت تركب ظهرها منذ استيقاظها، "لنذهب الى الجامعة فنحن متأخرين قليلا بسببك كالعادة" حسناء مخاطبة منار، تركبان الحافلة منطلقتين الى وجهتهما، تغلق ابوابها الكل على اهبة للانطلاق، صفير ليس ببعيد عن المكان تلتفت الانظار نحوه واذا بشاب يجري محاولاً اللحاق بالقافلة، يتوقف السائق فاتحاً الباب الخلفي تحديداً امام الصديقتان، واذا بنزيم يصعد بنظرة خاطفة الى منار تتبعها ابتسامة، الذهول يتملك الجميلة صديقتها تضغط على ذراعها لكي تمنعها من القيام بأي تصرف غبي، يجلس الزيّر خلفهما بدقة اكبر فهو جالس خلف حسناء، رأسه على مقربة من رأسها، بكلمات تحملها همساته الى اذنها يقول ": كيف الحال ايتها الانيقة لقد ارتديتي الجمال اليوم الان عرفت لم هذا الصباح مشرق"، تلتفت اليه حسناء قائلة ": اكيد كلامك صحيح، لكن كل شيء جميل يتم إفساده حتى الطيور ترمي فضلاتها على كل ماهو جميل، اتمنى ان يحالف الحظ مخيلتك العجوز في الفهم، حري بك ان لاتكلمني مرة اخرى ايها الخائن "، منار كمن تملّكته الدهشة بعيناها مفتوحتان على اقصاهما لم تصدق كلام صديقتها، تكلم حسناء قائلة ": مالذي يحدث!!؟ كنتي بخير مالذي جرى لك!؟"، ترد حسناء بانفعال":الاحمق هنا يتغزل بي، قلت لك من الاول انه من اولئك الخونة كان يتلاعب بك وهاهو الدليل امامك الان"، تصمت منار لوهلة موجهة تلك النظرة القاتلة لنزيم بعدها تركب سماعاتها مناولة صديقتها الجهة الثانية لتشاركها تلك الموسيقى، تمسك حسناء بالسماعة مركبةً اياها بأذنها مبتسمةً لترمي انظارها خارج النافذة تتفحص تلك المناظر الصباحية التي يزينها الجليد ببعض قطرات الندى التي تجعل كل ماهو اخضر يشع جمالاً، نزيم يواجه احراجه امام جميع من في الحافلة بإخفاء وجهه تحت قبعته الصفراء بمظهره الملون يبدو كمهرج خاص بتلك الضمادة بين عيناه، يضع السماعات مستمعاً الى تلك الاغاني الصاخبة يبدو مظهره كمن هو مقبل على حرب، جل مايدور بعقله الان هو كيفية الرد على حسناء والانتقام منها بأية وسيلة، تقترب الحافلة من الجامعة، تلاحظ منار امير واقفاً امام الباب يعاني مع ولاعته محاولاً اصلاحها يبدوا انها انكسرت، تضحك الجميلتان، لتقول منار مخاطبة حسناء ": انظري من يقف هناك "، تلتفت الصديقة لتجد الصديق الاعز اليها فيحملها الفرح بجناحيه الى سماءه، تتوقف الحافلة تتجه الصديقتان الى امير في حين نزيم يقترب مسرعاً من حسناء، الله وحده يعلم ماذا سيفعل، يرفع امير رأسه لتقاطع ابتسامته يد نزيم ممتدة نحو كتف حسناء، يضع ولاعته بجيبه، تلاحظ الجميلة ان وجه امير يخلو من الابستامة التي اعتادت عليه وباقترابه اكثر يبدو انه ينظر خلفها، يدفع ملك وحدته ذلك الزيّر بكلتا يداه الى الخلف قائلاً ": مالذي دهاك؟ هل انت مجنون؟ ماذا تفعل؟! "، يجيبه نزيم بغضب شديد قائلاً ": ابتعد لا تكن حليفاً لجنس جل مايمتلكه هو اللسان، لا تجبرني على مشاجرتك "، يرد امير بابتسامة قائلاً ": اذا لنتشاجر احتاج بعض النشاط.. " لم يكمل امير كلامه واذا برجل نزيم عائدة من ظهر حسناء لم يلحضها امير الا بعد ان لفت نظره صراخ صديقته، جل الادرينالين يجتمع في لكمة واحدة يرميها امير صوب انف نزيم يتبعها بضربة بمرفق يده الاخرى اسفل فك المرتجل تسقطه ارضاً على الفور مغشياً، يسرع الى صديقته ليساعدها على الوقوف تنفض عنها منار الغبار، تتجاهل حسناء كل هذا دون اي دمعة تجري نحو نزيم محاولة ضربه فيمسكها امير قائلاً ": اتركيه ينام لقد اسديت له صنيعاً ليكمل احلامه "، تفتح منار حقيبتها لتحمل احمر الشفاه تنحني نحو نزيم بكل برودة لتكتب على جبهته "زيّرُ النساء"، يضحك امير على المنظر تتبعه ضحكة الصديقتان وسط الجمع الذي تشكل حولهم بعضهم بهواتفهم يصورون نزيم بتلك العبارة الحمراء على جبهته والبعض الاخر مرمي في الارض من شدة الضحك، يدخل الثلاثة الجامعة دون ان يلقوا لهم بالاً، تنطق منار قائلة ": لم افهم لحد الان مايجري لازلت مشوشة لفت نظري الى الخلف صوت ارتطام يدك في وجهه لم اصدق ما رأيت حقاً، ايجدر بنا مساعدته او فعل اي شيء؟! "، يقاطعها امير قائلاً ": اتركي مشاعرك خارج الموضوع من فضلك سيتكفل به الجميع بعد الانتهاء من جلسة تصويرهم "، يضيف ": انتظروا لندخل الى هذا المحل سأشتري ولاعة وشيئاً تمسحين به -مشيراً بعيناه الى حسناء - ملابسك "، يضيف امير الى كل هذا شوكولاته يشتريها لنفسه كل يوم، ضاعف العدد هاته المرة لثلاثة ليتشاركوا فيها، ببساطة فداخل كل قطعة شوكولاته يوجد غرام من السعادة مفعوله يسري في كل فتاة، بضحكات تتعالى وبمزحات امير التي يتعمد بها اضحاك حسناء مجنباً اياها التفكير في ما جرى بطريقة محزنة ببساطة يرفض ان يدخل اي شعور من غير السعادة الى قلبها، يصل الاصدقاء الى القسم الذي تدرس به الفتاتين واذا بأمير يقول": سأحضر معكم هاته الحصة ليمضي الوقت سريعا بعدها سنذهب لتناول الغداء مع بعض "، دخولهم الى القسم كان محاطا بأنظار الجميع اغلبهم نحو امير، كالعادة البال يتمحور بين الثلاثة ولا يلقى للبقية خارج اطارهم،يتموضعون في اماكنهم بطاولتين امير خلفهما، يدخل الاستاذ برفقته الصمت ليسكن القسم واضعاً حقيبته على المكتب..

هيَ (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن