الحلقة الثالثة

4.1K 93 3
                                    

الحلقة الثالثة

فشعر (جواد)  بأرتباكها فأبتلع ريقه ثم قال
-للدرجة دى محتاجة كل التفكير ده !!
اسرعت فى قول
-انت بتكلم جد؟! ده مش مجرد أفتراض
ظهر على وجهه أبتسامة عاذبة وقال بصوت هادئ
-أيوة
وجدت نفسها تقول دون تفكير
-انا موافقة
ظهرت السعادة على وجه (جواد) فشعرت هى بإرتباك شديدثم قالت
-ا… اقصد ا..  اصل انا مروحة
ثم ركضت نحو باب الخروج وخرجت من منزل (سراج)  مسرعاً فى تلك اللحظة كان قد عاد (منير)  من الداخل وقال وهو يخبط كتفه بخفة
-قولتلها ولا ايه؟!  البت واخدة فى وشها وطارت
شعر (جواد)  بخجل شديد ثم قال
-انا لازم افاتح بابا فى كده انا كنت لمحت ليه قبل كده … بس عاوز الموضوع يبقى رسمي
أبتسم له (منير) قليلاً فهو على الرغم من أنه سعيد ل (جواد)  لكنه يعلم مشاعر (كاميليا) تجاه (جواد) ويشعر بالخوف عليها فلطالما حاول أن ينبهها أن (جواد)  ليس إلا شقيق لهم ولكن دون جدوى ف (كاميليا) لا تفهم التلميحات ويصعب عليه قول ذلك مباشرة لها قاطع أفكاره (جواد)
-روحت فين؟
-معاك
-طب انا هدخل اكلم بابا دلوقتي
-مبروووك يا حبيبى
أبتسم له (جواد)  ابتسامة هادئة ثم دخل إلى الداخل ..
******************
بعد أن أنتهي  (زهير)  من آخر محاضرة  لديه شعر بصداع شديد فى رأسه ثم نظر للفتاة التى كانت تمسك يده
-حاسس انى مش قادر..  صداع من طول المحاضرة
-ما قولتلك نزوغ يا (زهير)  انت اللى مرضتش
-دى اخر سنة يا (چيلان) وعاوز اركز فيها
زمت شفتاها بضيق ثم قالت
-ماشى يا (زهير)  .. المهم هتغديني فين؟!
-يا سلااام أحلى مطعم لحبيبة قلبى هو انا ليا غيرك
ابتسمت هى بدلال ثم قالت
-وهتجبلي الفستان اللى انا عاوزه
غمز لها بشقاوة ثم قال
-من عينيا يا روحى
فأقتربت هى منه وقبلت وجنته فأبتسم هو ونظر لأسفل ثم قال
-احم …يعنى بلاش فى وسط الجامعة كده
-محدش ليه دعوة يا (زهير)  احنا احرار
نظر فى عيناها الرمادية  التى يعشقها هائماً ثم قال
-طب يلا ع العربية
-اوووكيه
*******************
قاد (داوود) سيارته بعد أن أوصل (أسماء) إلى جامعتها شعر بأنه يود رؤية (كاميليا)  ذهب بسيارته  داخل جامعتها  وجدها تجلس مع صديقتها  من الفتيات داخل الكافتريا أبتسم قليلاً وهو يراها تبتسم وتضحك هكذا وتتحدث مع صديقتها أخذ نفس عميق وعاد بذاكرته من الخلف منذ سنة
منذ أن شعر هو بالحب تجاهها فقد بدء اعجابه بها يزداد يوماً بعد يوم رغم أنها  تكبره بثلاث سنوات لم يهتم بذلك فهي بالأساس مجرد طفلة جميلة لا يراها إلا طفلة لا عبرة له بالسنوات تلك حتى أنه دوماً لا يرى انها  هى الكبيرة ظل يراقبها هكذا ويكون بجوارها وقت أن تحتاجه حتى ذلك اليوم الذى جعله لا يذهب إلي بيت خاله مرة آخري
(حينها كانوا جميعاً فى رحلة فى منتزه كبير ظلت (أسماء) و (كاميليا)  يشاهدان بعض الورود فقد فتنت (أسماء) بزهر البنفسج بينما كانت (كاميليا)  تنظر للورود الحمراء بالجوار اتى (جواد)  من خلفهم ونظر حيث تنظر (أسماء)  وجدها تنظر لأزهار البنفسج بالجوار  ابتسم قليلاً لرقتها حتى وجد أحد باعة الورود بالجوار فأقترب من الفتاة واعطاها نقود كثيرة مقابل أن يأخذ جميع ازهار البنفسج التى معها شعرت الفتاة الصغيرة بفرحة كبيرة وقامت بالدعاء له فقد اعطاها أكثر ما تستحق تلك الورود ثم اتجه (جواد) إلى (أسماء) وقال
-شايف انك حابة الورد البنفسجى
نظرت (أسماء) للباقة البنفسجية التى بيده ولمعت عيناها ولكنها شعرت بالخجل من أن تسئله هل هذا لها فمد لها يده فوراً
-اتفضلي دول ليكى
شعرت (أسماء) بسعادة كبيرة تتسلل داخل قلبها وقالت بصوت رقيق
-ميرسى اووووى
ولكن شعر (جواد)  بالخجل فدوماً يخجل أمامها ولا يعرف السبب فمرر يده داخل خصلات شعره البنية مما جعله يبدو وسيماً للغاية فأبتسمت (أسماء)  كثيراً لاحظت ذلك المشهد من بعيد (كاميليا)  وشعرت بحزن شديد فلم يهتم حتى (جواد)  بوجودها بالجوار فركضت نحو شجرة واستظلت بظلها لتبكى بحرية ولا أحد يراها لاحظ (داوود) حزن (كاميليا)  ذاك فذهب لشراء جميع الورود الحمراء من بائعة الورود ليقدمها لها ثم ذهب تجاه (كاميليا)  فوجد عينيها العسلية قد اغروقت بالدموع فجلس القرفصاء أمامها وقال
-(كاميليا)  انتى بتعيطى؟
مسحت هى دموعها وقالت
-سبنى فى حالى يا (داوود)  مش عاوزة اكلم
فقدم لها باقة الورود الحمراء وقال وهو مبتسم
-مش كنتي عاوزة ورد احمر؟
زفرت (كاميليا)  بضيق ثم نطرت يده بقوة وهى تقول
-يوووووه انت مبتفهمش..  مش عاوزة منك حاجة
شعر (داوود)  بأهانة شديدة وأنها لا تحترمه ابداً فضم قبضة يده وهو يشعر بغضب شديد بينما استمع (جواد)  لضوضاء بالجوار فذهب تجاهه ووجد (كاميليا)  تبكى فسئل باهتمام
-انتى بتعيطى يا كوكي!!
مسحت (كاميليا)  دموعها ثم قالت
-مفيش حاجة
-لا انتى مش بتخبى عليا حاجة حصل ايه
فتحدثت (كاميليا)  بطفولة
-انت مجبتليش ورد احمر وانت  عارف انى بحبه
ابتسم (جواد)  ابتسامة  ساحرة ثم قال
-يا سلاام احلى بوكيه ورد هيجيلك النهاردة قبل ما تنامى
لمعت عينيان (كاميليا)  وقالت بفرحة
-بجد؟
-ايوة بجد طبعاً
فشعرت (كاميليا)  بسعادة كبيرة وابتسمت بشدة وسارت بجوار (جواد)  وهى سعيدة فأبتسم (جواد)  لسعادتها تلك تابع ذلك المشهد  (داوود)  وحبس بداخل عينه دمعة تأبى النزول)
شعر (دواود)  بمرارة فى حلقه وهو يتذكر تلك الذكرى  ولكنه أختطف نظرة سريعة على (كاميليا ) ثم قاد سيارته واتجه نحو جامعته  …
*******************
بينما كانت (تقى) تجلس فى جامعتها قبل محاضرتها القادمة فأتى شاب ليجلس بجوارها وهو يقول
-صباح العسل يا سكر
انكمشت (تقى) فى مكانها وشعرت بالخوف ثم ابتلعت ريقها وقالت
-ف..  فى حاجة
ضحك ذلك الشاب ثم قال
-مالك خايفة ليه كده؟!  انا مش بخوف ع فكرة
-ا..  انا انا لازم اقوم
-انتى هبلة يا بت انتى..  أي واحدة فى الجامعة تتمنى بس أن (كمال الزيتى)  يقعد معها بس
اعادت النظارة إلى عينيها بتوتر كبير
-ط..  طب حضرتك عاوز ايه؟!
نزع هو النظارة من عينيها ونظر إلى عينيها الزرقاء فقد ورثت تلك الأعين التى مثل لون البحر عن خاليها (آدهم)  و (هارون)  فقالت وهى تمد يدها نحو النظارة
-لو سمحت حضرتك عاوزة نضرتى
-حضرتك!!  قولى لو سمحت يا (كمال) وانا هديلك النضارة
عضت شفتاها بضيق ملحوظ ثم قالت
-لو..  لو سمحت يا (كمال) عاوزة نضرتى
ابتسم هو لها ثم قال وهو يعطيها النظارة
-اهو كده .. عموماً  أنا معجب بيكى اوووي يا (تقى)  و..
شعرت هى بالخجل من حديثه ذاك ثم قالت
-الكلام ده عيب وميصحش ع..  عن اذنك اصلاً ورانا محاضرة
-طب وبالنسبة لحبى ليكى
شعرت هى بتوتر كبير ثم دونت على ورقة ما رقم ثم اعطته له وهي تقول
-ده رقم البيت ممكن تكلم بابا عليه
ولم تعطيه فرصة للرد وذهبت مسرعة للمدرج فنظر (كمال)  للورقة التى فى يده ثم قال
-البت دى عبيطة ولا بتستهبل ولا ايه!!
**********************
فى المساء فى منزل (سراج)  والجميع يتناول العشاء نظر (جواد)  إلى (سراج) ثم قال
-مش قلت يابابا هترد عليا ع العشا النهاردة
هز (سراج) رأسه بأسى ثم قال
-انت  ع طول متسربع كده!!  ما تهدى
نظرت (قمر) بعيناها عليهما وقالت
-هو فى ايه ؟!
ضحك (سراج) ثم قال
-البيه عاوز يتجوز
لمعت أعين (كاميليا) من الفرحة  بينما شعر (منير) بالحزن على (كاميليا) فهى لا تعرف شئ عن مشاعر (جواد) ل (أسماء) بينما قالت (قمر) بأبتسامة
-ومين يا تري سعيدة الحظ
أغمضت (كاميليا) عينها وشعرت بتوتر كبير ولكن جائها صوت (جواد) الهادئ ليحطم قلبها
-احم ٠٠ (أسماء) يا ماما
شعرت (كاميليا) بحزن شديد يجتاح قلبها وحاولت كتم تلك الدموع التى تتلألأ من عيونها وهمت لتنهض لكن مسك (منير) يدها لكى يجعلها تبقي جالسة من اسفل الطاولة فنظرت (كاميليا) فى عينه فهز رأسه نافياً كى تبقى فى مكانها بينما أبتسمت (قمر) وشعرت بسعادة وقالت
-مبرووووك انت و (أسماء) تستاهلوا كل خير
-يااارب بس انكل (هارون) يوافق لاحسن هو مش بيطيقني
ضحك (سراج) بشدة ثم قال
-هو من ناحية مش بيطيقك فهو مش بيطيقك
نظر (جواد) إلى (كاميليا) ثم قال
-ايه يا كوكي مش هتقوليلي ايه رأيك ؟
ابتلعت (كاميليا) ريقها ثم قالت
-م٠٠مبروك يا (جواد) ٠٠ ا٠٠ انت و (أسماء) تستاهلوا كل خير
ثم نظرت للجميع وقالت
-معلش هطلع انام راجعة من الجامعة تعبانة
فقالت (قمر)
-ماشى يا حبيبتى
تناول الباقى الطعام بينما ظل (منير) يشعر بالحزن على (كاميليا) ثم نهض عن مائدة الطعام وهو يقول
-الحمد لله
ثم صعد مسرعاً لغرفة شقيقته وطرق باب غرفتها فقالت (كاميليا) بين شهقاتها
-مش عاوزة اتكلم يا (منير)
لم يستمع (منير) لحديثها وفتح باب الغرفة وجدها تجلس على الفراش منهارة من البكاء فأغلق باب الغرفة ثم اقترب منها وقال
-يا (كاميليا) انا حاولت كتير افهم والمح ليكى بس ٠٠
مسحت هى دموعها ثم قاطعته قائلة
-بس انا غبية مش كده
شعر بالحزن هلى حالها ومسك كف يدها وربت عليه
-يا (كاميليا) (جواد) ماهوش الراجل الوحيد فى العالم انتي لسه صغيرة وصدقينى تعلقك بيه كان مجرد مشاعر اخوة مش اكتر بس انتي مش عارفة هو عامل زيى بالظبط بيحاول يسعدك لأن بابا وماما زرعوا جوانا اننا اخوات
ابتلعت (كاميليا) ريقها ثم قالت
-لو سمحت يا (منير) انا عاوزة اقعد لوحدى ارجوك مش قادرة اتكلم
أقترب منها وقبل رأسها ثم قال
-ارتاحى أنتى دلوقتي
هزت رأسها بالإيجاب فخرج (منير) من الغرفة بينما دثرت نفسها هى فى الغطاء حتى تنام لكن عيناها تأبى النوم تأمرها فقط بالبكاء ٠٠
******************
فى مساء اليوم التالي اتفق (سراج) مع (هارون) على خطبة (أسماء) ل (جواد) وظل (هارون) يلعب بأعصاب (جواد) كثيراً وانه يرفضه ولكن بنظرة من (سراج)  تنحنح (هارون) ووافق كانت الفرحة لا تسع قلب (أسماء) فقد شعرت بسعادة كبيرة وكان حال (جواد) مثلها أو أكثر فلم يكن يصدق أن تلك الفتاة التى يعشقها منذ ثلاث سنوات ستصبح خطيبته بعد يومان فقد حددا موعد الخطبة بتلك السرعة بسبب ان (جواد) اجازته ستنتهى بعد اقل من اسبوعين ٠٠
بينما كان (داوود) يشعر بإندهاش شديد فقد كان يظن أن (جواد) يحب (كاميليا) اذاً فهو يعتبرها مثل شقيقته ليس إلا شعر بسعادة كبيرة وقرر انه سيحاول التقرب من (كاميليا) أكثر وأكثر فقد كان يتركها ظناً منه أن هى و (جواد) مغرمان ببعضهم البعض ٠٠
مر اليومان كانت (أسماء) تنتقي الفستان مع (تقى)  وقد اختارا فستان لونه أحمر غامق يليق ببشرة (أسماء) البيضاء بينما كان (منير) يساعد (جواد) فى انتقاء بذلة خاصة به ٠٠
فى يوم الخطبة شعرت (أسماء) بخجل شديد وشعر (جواد) ايضاً بتوتر كبير خاصةنأن (أسماء) رفضت أن تنتقى خاتم خطبتها بنفسها ققد اختار لها (جواد) خاتم الخطبة بنفسه وقد خشى بأن لا يعجبها جلس ينتظر حضورها على أحر من الجمر فوجدها تسير امامه بجانب والداها فشعر بأن قلبه سيقفز من مكانه بينما تقترب منه هى و (هارون) قال بصوت خافت
-بفكر ارجع فى كلامى بصراحة  ٠٠ بقى بنتى الجميلة دى تتجوز واحد خنشور زيك مش لايقين على بعض اصلاً
صر (جواد) على اسنانه بينما (أسماء) التى كانت بجوار والداها ضحكت كثيراً فقال (جواد)
-عجبتك اوووى يعنى ؟
فمسك (هارون) (جواد) من چاكت بذلته وقال
-ولاه تشخط فيها هغير رأيى وانا عاوز اغير رأيى اصلاً
زم (جواد) شفتاه بضيق ثم قال
-جرى ايه يا ابو النسب ٠٠ انا بهزر مش اكتر
نظر (هارون) إلى ابنته بضيق وقال
-عجبك فى ايه ده
فأحمرت وجنتى (أسماء) وشعرت بخجل شديد فصفق (جواد) بيده وقال
-شكلك بقى اخييييييه
ثم اخرج خاتم الخطبة من جيب بنطاله ثم قال
-ايديك يا قمر عشان البسك الخاتم
فأخذ (هارون) خاتم الخطبة وقال
-تلبس مين يا حيلتها ٠٠ انا اللى هلبسها الخاتم
فقال (جواد) بصوت مرتفع قليلاً وهو ينظر تجاه (سراج)
-الحقنى يا بابااا ٠٠ صاحبك مش عاوزنى البسها الخاتم
فأقترب (سراج) منهم وقال
-كفاية فضايح انتوا الجوز بقى ٠٠ وايوة يا (جواد) مش هتمسك ايدها اتعدل ياولاه
زم (جواد) شفتاه بضيق فنظر (سراج) ل (أسماء) ثم قال
-قدرك يا بنتى ابوكى وخطيبك مجانين
ضحكت (أسماء) بشدة ثم قالت
-حبيبى العاقل انت يا خالو
فأقترب (هارون) من ابنته والبسها خاتم الخطبة بينما نظر (جواد) ل (هارون) بضيق ثم  أقترب منه ووضع يده على كتفه ثم قال
-بالزوق كده يا عمى هخرج مع بنتك بعد الخطوبة ٠٠ ويلا ابقى جيب (داوود) معانا عشان تبقى مرتاح نفسياً
رمقه (هارون) بنظرة نارية فأبتسم (جواد) بسخافة ثم قال
-ع فكرة اعمل اعتبار انى سبتلك الزغلول الكبير زمان انا واخد نسخة من الاصل بس
-يا مييين يطولنى رقبتك يا بن (قاسم)
فأبتسم (جواد) ثم إلتف ليتحدث إلى (أسماء) بصوت خافت دون أن يسمعهم أحد وقال
-بحبك يا (أسماء)
شهقت (أسماء) ووضعت يدها على فمها فقال (جواد)
-هششش بلاش فضايح هيقولوا الواد قالها ايه
نظرت له (أسماء) بداخل عيناه العسلية وقالت
-انت مش هتتغير ابداً ٠٠ عاارف انا حبيت فيك انك شبه بابا
زم (جواد) شفتاه ثم قال بصوت خافت
-اخصص بقى انا  شبه هارون الرشيدى ده
نظر لها (جواد) بداخل عينيها ونسى كل شئ قالته حتى وجد نفسه يقول
-عينك دول بيأسرونى يا (أسماء) ٠٠ انا عمرى ما حبيت ولا هحب واحدة غيرك نبض قلبى ده عشانك انتي بس
شعرت هى بالخجل ونظرت لأسفل فتابع هو حديثه
-عارفة معاكى ببقى متلغبط مش عارف انا بعمل ايه ولا بقول ايه
-انا كمان ومن زمان ع فكرة
ظهرت ابتسامة عاذبة على وجهه
كانت (كاميليا) تتابع ذلك المشهد من بعيد وسعادتهم سوياً شعرت بألم كبير فى قلبها لم تستطع أن تتحمل أن ترى (جواد) مع (أسماء) أكثر من ذلك لذا خرجت خارج حديقة المنزل كان (داوود) يتابعها بعينه وهم ليذهب نحوها فوجد (سراج) امامه وقال
-يااااه يا (دواود) بقالك سنة مدخلتش البيت هنا
ابتلع (داوود) ريقه ثم قال
-ظروف بقى يا خالو ٠٠ إن شاء الله هبقى اجى
-تنور يا حبيبى فى أى وقت
تركه (سراج) فذهب (داوود) خلفها وجدها تقف خلف شجرة وتبكى بحرقة تمزق قلبه لسماعه صوت بكائها فأقترب منها بخطوات بطيئة ثم قال
-(كاميليا) !!
ما أن استمعت صوته حتى مسحت دموعها مسرعة حتى لا يراها فمسك (داوود) يدها مانعاً إياها من مسح دموعها ونظر داخل عينيها فأرتبكت (كاميليا) ثم سحبت يدها سريعاً وقالت
-ايه اللى بتعمله ده يا (داوود) ؟
أبتسم أبتسامة عاذبة ولمعت عيناه الزرقاء وقال
-ايه عملت ايه ؟
ابتلعت هى ريقها
-ميصحش تمسك ايدى كده يا (داوود) أن٠٠ أنت مش صغير يعنى
ابتسم هو لها ووضع يده اليسرى فى جيب بنطاله
-عارف انى مش صغير ٠٠ المهم بتعيطى ليه ؟
-م٠٠ مبعيطش
-متكدبيش يا (كاميليا)
أخذت نفس عميق ثم قالت
-حاجة خاصة بيا يا (داوود) وبعدين لو سمحت سبنى لوحدى احترم خصوصيتى شوية
تنهد بألم ثم قال
-(جواد) مش الراجل الوحيد اللى فى عالم يا (كاميليا)
نظرت له (كاميليا) بأنتباه فقد أخبرها شقيقها (منير)  بذلك فأبتلعت ريقها ثم قالت
-و٠٠ وانا مالى انا مالى ومال (جواد)
رفع هو ذقنها بيده لينظر داخل عيناها العسلية ثم قال
-ياااريت كان مالك وماله حقيقى
شعرت (كاميليا) بتوتر كبير واخذت تفتح عينيها وتغلقها مرات متتالية حتى نطرت يده التى اسفل ذقنها وقالت
-ميصحش كده
ثم ركضت نحو الداخل اخذ (داوود) نفس عميق ووضع يده على قلبه وأغمض عيناه ثم قال
-بحبك يا بنت خالى
بينما كانت (قمر) تشعر بالسعادة وهى تنظر إلى (جواد) وترى السعادة فى عيناه فأتى (سراج) بجوارها وقال بصوت غاضب
-اصورهولك ولا ايه ؟
نظرت له (قمر) بعدم فهم وقالت
-هو مين ؟!
-(جواد) اللى عينك هتطلع ايه
شهقت (قمر) ثم قالت
-انت مجنون يا (سراج) ده زى ولادى وبيقولى يا ماما كمان
عض (سراج) شفتاه بضيق وتذكر حديث (جواد) معه ثم قال بصوت خافت
-ماما اووى بصراحة
-بتقول ايه ؟
-بقول انى بغير عليكى ومش عاوزك تبصى ع راجل تانى
شعرت (قمر) بالخجل وتأبطت ذراعه فرفع هو كف يدها ليقبل يدها فأتى (منير) من خلف (سراج) وهو يقول
-يا خلبوووص يا بابا مش قدمنا كده
شعرت (قمر) بالخجل بينما صرخ (سراج) فى وجهه قائلاً
-امشى يالا من هنا
فضحك (منير) كثيراً بينما كان (رأفت) يتابع بعينه فتاة سمراء قليلاً و جميلة عيناها بلون البندق تضع حجاب على رأسها ويبدو عليها الخجل الشديد وتنظر دوماً للأسفل فنظر لها بأعجاب شديد فأتت (سوسن) من خلفه وأمسكت أذنه وقالت
-بتخونى بتخونى بعد السنين دى كلها
ضحك (رأفت) عليها قليلاً ثم قال وهو يمسك يدها ويقبلها
-لسه مجنونة زى مانتى
-لا بجد بتبص للبنت دى ليه ؟
-يا شيخة حرام عليكى دى شكلها اد بنتى ٠٠ دى بنت (فتحى) صاحب (سراج)
-حصلنا الشرف اعملها ايه ؟
-انا شايفها مؤدبة ومحترمة و جميلة و ٠٠
هزت (سوسن) قدمها بتوتر كبير ثم قالت
-وايه تانى ما تقول ؟
هز (رأفت) رأسه بأسى ثم قال
-وبقول عاوز اجوزها ل (زهير) يا مجنونة
ابتسمت (سوسن) كثيراً ثم نظرت للفتاة بأعجاب شديد وقالت
-تصدق صح دى جميلة ومؤدبة اوووى
-سبحان الله
فرفعت يدها لأعلى قليلاً ثم قالت
-سبحان الله
فانفجرا الاثنين ضاحكين ٠٠ انتهت الحفلة وخرج العروسان سوياً وكان معهم (داوود) و (منير) وعندما طلب (سراج) من (كاميليا) أن تذهب معهم رفضت وتحججت بأن لديها محاضرة مهمة فى الصباح ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى خرج رجل يبدو فى السادسة والثلاثون من العمر من السجن وكانت تنتظره فتاة مائعة أمام البوابة عندما رأته اطلقت ما يسمى ب (الزغرودة) واقتربت من ذلك الرجل وقالت
-حمد الله ع السلامة يا (رشاد) نورت يا حبيبى
نظر لها بأشتياق شديد ثم قال
-وحشتينى يا بت يا (نوراة) يااااه ست سنين مدفون فى اللى ما يتسمى ده ابو زعبل
فأبتسمت (نوراة) ثم قالت
-المهم انك خرجت يا غااالي ٠٠ بس ناوى ع ايه ؟! حاكم الفلوس اللى معانا خلاص بصرف فى اخرها
-ناوى اعمل اللى كان مفروض اعمله قبل ما ادخل المخروب من ست سنين هكلم طاقة القدر اللى هتتفتحلى اول ما يوافق يشتغل معانا
-وده اسمه ايه يا (رشاد) ؟!

#دمعة_قلب

#علا_السعدني

دمعة قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن