الحلقة الخامسة
نظر (جواد) له بعدم فهم ثم قال
-افندم !!
-خالك
-بس انا عارف خلانى كويس و٠٠
توقف عن الكلام عندما خالت إليه عدة خيالات ثم قال بصوت خافت
-(رشاد) !!
فقد كان دوماً يرى ذلك الرجل مع والده ولكن ولكن بعد أن عاش بمفرده مع والداته انقطعت اخبار ذلك الرجل عنهم اخذ نفس عميق ثم نظر له وقال
-طب خير
-انا كنت شغال مع ابوك وبعد ما ابوك مات جدك اتقبض عليه و وانت عارف انه هرب من السجن فترة بس قبضوا عليه تانى واتعدم
ابتلع (جواد) ريقه ثم قال
-برده مش فاهم ٠٠ انت عاوز منى ايه ؟!
-جايلك فى الكلام ٠٠ اللى كان بيعرف أبوك مكان المقابر كان (شاهين) و (شاهين) كان معاه خرايط انا شفته لما القطر فرمه فى الليلة اللى مات فيها (شاهين) انا كنت راجع من مصر عشان كنت بدى حاجات ل (رجب) بيه لما لاقته بيهرب وكان ميت ميت سبته ولما مات روحت فتحت شنطته كان فيها فلوس كتييير والخرايط
اضيقت عينان (جواد) قائلاً
-كل اللى بتحكيه ده انا علاقتى بيه ايه !!
-ماهو لحسن الحظ أن أبوك مبلغش عنى عمل حساب أنى خالك واخو (قوت) وساعتها انا كنت يعنى لسه صغير عندى 16 سنة وكنت غبى جريت ع جدك عشان اقوله انى معايا الخرايط اللى خلى رجالته يهربوه من السجن و ٠٠ وجالى واخد منى الخرايط وكان هيهرب بارة البلد بس اتقفش وخدوه تانى فانا قبل ما يموت روحت سئلته عن مكان الخرايط دى مرضيش يقولى وقال أن (جواد) يعرف مكانها
شعر (جواد) بغضب شديد ثم قال
-أيه التخاريف دى ٠٠ أنا مشوفتش جدى خالص من ساعة ما اتقبض عليه ومعرفش مكان الخرايط دى واحسنلك كده تمشى من قدامى بدل ما أبلغ عنك
وهم ليقف فأمسك (رشاد) يده بقوة وقال بصوت غاضب
-لاه بجولك ايه متخليش العرج الصعيدى ينطح عليك يا ولد خيتى ٠٠ خلينى هادى كده زى ما كنت عشان نعرف نتكلم
زفر (جواد) بضيق فتابع (رشاد)
-انا من ساعتها وانا عايش هنا فى مصر بالفلوس بتاعت (شاهين) ومستنى اللحظة دى من زمااان الشغل ده هيبقى زى طاقة القدر اتفحتلى واتفتحلك وأنا أعرف واحد من اللى كان بيتعامل معاهم ابوك وهيموت ويعرف مكان الخرايط فالاحسن ليك تبقى المسيطر ع الليلة وتبيع وتكسب وكل واحد نصيبه
-تاااانى هيقولى زفت خرايط ٠٠ انا معرفش مكان زفت خرايط
-لا جدك قال انه كان بياخدك معاه زمان لمكان ومعرفك عليه
لاحت فى رأس (جواد) ذكريات ولكنها تلاشت فوراً فقال (جواد)
-معرفش ٠٠ معرفش بتكلم عن ايه ولو كلمتنى تانى فى الموضوع ده هبلغ عنك
-شكل دماغك ناشفة زى امك ٠٠ انت خلاص نسيت أن (سراج) كان السبب فى موت ابوك وجدك وكمان عشم امك بالجواز وخلى بيها وراح اتجوز الممرضة ولا متعرفش الحكاية دى
شعر (جواد) بالدماء تغلى فى عروقه ثم قال
-بلاش بس البوقين دول
-ليه تعرف كل ده ولسه عايش معاه
-ومش بلومه ع شئ ولو كنت مكانه كنت هعمل كده
ثم ترك (جواد) المنضدة وهو يشعر بغضب شديد متجهاً لطاولة اصدقائه فشعر (رشاد) بغضب شديد ثم قال
-ماشى ماشى ٠٠ يابن (قاسم) هعرف برده طريق الخرايط ولو مصلحتى اموتك بعد كده يبقى هعملها ٠٠
****************
أنتهى (داوود) من محاضرته مبكراً فنظر لساعته وأبتسم قليلاً فهو يعلم أن (كاميليا) الآن لابد وإنها فى الكافتريا فلديها محاضرة بعد ساعة حيث أنه يحفظ جدول محاضرتها عن ظهر قلب فقرر أن يذهب إليها اخذ سيارته واتجه نحو جامعتها ٠٠
وصل للجامعة وظل يراقبها من بعيد وهو مبتسم حتى وجد شاب يقترب منها فقطب (داوود) حاجبيه وأضيقت عيناه ليرى ماذا سيحدث
أقترب ذلك الشاب من المكان الذى تجلس به (كاميليا) مع صديقتها حتى قال
-(كاميليا)
نظرت (كاميليا) لأعلى ثم قالت
-افندم
-ممكن بس اسئلك ع حاجة ؟
اندهشت (كاميليا) قليلاً ولكنها استأذنت صديقاتها ثم قالت
-ثوانى وراجعة
أبتعدت قليلاً مع ذاك الشاب وقالت
-خير يا (مراد) فى حاجة ؟
أبتسم (مراد) قليلاً ثم قال
-أنتى عارفة بقالى 3 ايام مش بحضر والمحاضرات ضايعة منى وعارف أنك بتنقليها فلو ممكن كشكول المحاضرات بتاعك بس
هزت (كاميليا) رأسها وذهبت لتحضر دفتر محاضرتها من جانب الفتيات بينما ظل (مراد) عيناه عليها ويتفحصها بطريقة فهمها (داوود) على الفور فلم يستطع (داوود) تحمل تلك النظرات فترجل من سيارته وأسرع نحو (مراد) وأمسكه من قميصه وقال بصوت غاضب
- بتبصلها كده ليه ؟
-أنت مين اصلاً وبتدخل ليه
لاحظت (كاميليا) صوتهم من الخلف فنظرت للخلف ووجدت (داوود) فأندهشت ولكنها اسرعت نحو (داوود) قائلة
-(داوود) !! أنت اكأيه اللى جابك هنا ؟
لم يستطع (داوود) تمالك أعصابه فلكم (مراد) وهم (مراد) ليضرب (بورود) فجذبت (كاميليا) (داوود) مسرعة حتى كانت اللكمة على الهواء فشعر (مراد) بغضب شديد وقالت (كاميليا)
-أنا أسفة بجد ٠٠ أسفة جداً هشوف ايه ٠٠ وأرجوك اعذره
ثم سحبت (داوود) مسرعة بعيداً عنه وقالت
-أيه اللى حصل لكل ده !!
زفر (داوود) بضيق ونظر إلى ملابس (كاميليا) فلم تكن ترتدى شئ ضيق من الأساس كان فستان لونه أزرق بورود بيضاء واسع وحجاب لونه أزرق ومع ذلك قال
-هدومك ضيقة وكان بيبص عليكى
نظرت (كاميليا) إلى ملابسها وقالت
-فين الضيق ده !!
زفر (داوود) بضيق فقطبت (كاميليا) حاجبيها ثم قالت
-وجيت هنا ليه اصلاً ؟!
-يلا يا (كاميليا) عشان تروحى
-انا ورايا محاضرة ٠٠ وبعدين أنت بتصرف كده ليه
مرر هو كف يده على وجهه وهو يشعر بالضيق فتلك كانت المرة الأولى التى تراه غاضب هكذا فقالت
-فى أيه ؟!
-فى أن ياريت تسمعى كلامى ومتتعامليش مع الانسان ده
-طب ليه ؟
-عشان سافل يا (كاميليا) سبب كافى ده ولا مش كافى
أرتكبت (كاميليا) قليلاً ثم قالت
-ك٠٠ كافى
هدئ (داوود) قليلاً ونظر إلى عينيها التى يشتاق إليها هائماً فشعرت (كاميليا) بالتوتر ثم قالت
-ه٠٠ هروح اقعد مع صحابى ٠٠ عن اذنك
-مش هتتعاملى معاه يا (كاميليا) ؟
هزت رأسها نافية ثم قالت
-خلاص قولتلك لا
أبتسم لها قليلاً ثم قال لها
-هستناكى اوصلك بعد المحاضرة
-ب٠٠ بس
-يلا يا (كاميليا) خليكى مع صحابك أنا مستنيكى فى عربيتى
ثم أتجه نحو سيارته فأندهشت هى من أسلوبه ذاك ولكنها هزت كتفاها بلا مبالاة ٠٠
****************
جلس (كمال) فى كافيتريا الجامعة وهو يشعر بغضب شديد بسبب رفض (تقى) له فتحدثت احدى الفتيات إليه بضيق ملحوظ
-ما خلاص يا (كمال) بقى ٠٠ مافى أحلى منها كتيير
-بس أنا عاوزها هى
زفرت الفتاة بضيق ولكنها بعد ثوان معدودة أبتسمت بشر ثم قالت
-واللى يخليها ليك ؟
-ازاى ؟
-وهنفذلك بكرة إن شاء الله كمان
-هتعملى ايه ؟ انا مش عاوز شوشرة وفضايح ابويا ٠٠
قاطعته الفتاة قائلة
-بس ٠٠ بس ولا فى شوشرة ولا حاجة استنى لما اقولك ٠٠
*****************
بينما كان (زهير) فى جامعته مع (چيلان) التى كانت تشعر بالحر نظرت (چيلان) إلى (زهير) ثم قالت
-الجو فظيع حر اووووى ٠٠ ما تيجى نقعد فى اى مطعم بارة انا خلاص زهقت من القعاد فى الجامعة
-يا (چيلان) أصبرى هى محاضرة واحدة وهنروح
-يووووه بقى يا (زهير) مش لازم كل يوم نحضر كل المحاضرات كده
-م٠٠ ماهو اصل
نظرت له (چيلان) بإستعطاف
-عشان خاطرى
أبتسم لها (زهير) ثم قال
-احلى مطعم هنتغدا فيه
-بحبك اووووى يا (زهير)
فأمسك يدها ثم ذهبا معاً إلى سيارته وقبل أن يقود السيارة قال
-صحيح بعد بكرة إن شاء الله الخميس وبابا هيجى يزوركوا
اصطنعت (چيلان) الحزن ثم قالت
-ب٠٠بس بس انت عارف اننا يعنى مش فى مستوكوا وباباك ممكن يضايق
هز (زهير) رأسه بالنفى ثم قال
-ابداً بابا مش بيفكر بالطريقة دى
شعرت (چيلان) بسعادة كبيرة ثم قالت
-طب يلا ودينا ع المطعم
-من عينيا
ثم بدء (زهير) بقيادة السيارة ٠٠
*****************
بعد أن أنتهت (كاميليا) من المحاضرة خرجت من المدرج وهى تنظر لساعة يدها وجدت (مراد) أمامها
-مش قولتى هتدينى الكشكول
هزت (كاميليا) رأسها بالنفى ثم قالت
-لا معلش مش هينفع افتكرت أن الكشكول ده ملغبط وكشكولى اللى بنقل فيه المحاضرات ع نضافة فى البيت و ٠٠
لمحت (داوود) يقف بعيداً وهم ليأتى إليه فقالت (كاميليا) مسرعة
-عن اذنك
ولم تنتظر رده وأسرعت تجاه (داوود) فشعر (مراد) بغيظ شديد ما أن أقترب (داوود) منها حتى قال
-ممكن اعرف واقفة عندك بتعملى ايه معاه ؟
شعرت (كاميليا) بالضيق ثم قالت
-ممكن اعرف أنا أنت واقف هنا ليه وجاى جامعتى ليه !!
-مترديش السؤال بسؤال
-لا انا سئلتك السؤال ده اول ما شفتك اصلاً وأنت اللى مردتش
-عادى يا (كاميليا) زهقان وقلت اخرج اشم هوا
-فى الجامعة هنا !!
-مش قولتلك متقفيش معاه !!
-كل الموضوع انه كان عاوز ياخد الكشكول وعشان انت قلت انه مش محترم اتلككت أى تلكيكة عشان مياخدش الكشكول وقولتله أن الكشكول ده ملغبط والتانى فى البيت
شعر (داوود) بالراحة ثم قال
-طب يلا عشان اروحك
-لا انا هروح زى مانا متعودة و ٠٠ وبعدين متجليش هنا الجامعة تانى ٠٠ انا حقيقى مش لاقية سبب مقنع أن تيجى
-هقولك فى الوقت المناسب
زفرت هى بضيق ثم قالت
-(داوود) انا بروح كل يوم مع صحباتى حتى (منير) عارف كده ورغم أننا فى نفس الجامعة مش بيجيلى كده ولا حتى بنوصل بعض فأرجوك أكبر واعقل وخلى تصرفاتك ناضجة
أرتفع حاجب (داوود) بدهشة ولكنها لم تعطى له فرصة للرد واتجهت نحو صديقتها التى تعود للمنزل معها بينما صر (داوود) على أسنانه واغمض عيناه وقال
-اعملها ايه دى بس عشان تحس
*******************
عاد (جواد) من الخارج وهو يشعر بضيق شديد من حديث ذلك المدعو خاله ظل يسير فى الغرفة ذهاباً وإياباً وهو يفكر فى حديثه ذلك ثم تذكر حديث والداه وأنه لا يريده أن يصبح مثله فهو لن يكون مثل والده ابداً فقد رباه (سراج) على الأخلاق الحميدة فلن يخذله بعد مرور ذلك الوقت ولكنه سمع صوت احدهم يطرق باب الغرفة فقال
-ادخل
دلف (منير) إلى الداخل ثم نظر إلى (جواد)
-انا زهقان يا (جواد) ٠٠ عاوز اتجوز
ضحك (جواد) رغماً عنه ثم قال
-وهو كل واحد زهقان يتجوز ٠٠ ياختتتتى ده انا ع كده اتجوز كل 5 دقايق
ضحك (منير) ثم قال
-كل شوية واحد من صحابى يخطب وانا قاعد زى خيبتها
-يابنى راعى انى اكبر منك أنا عندى 26 سنة انت لسه عندك 20 أنا كده ابقى ايه
-انت صدقت ولا ايه ؟!! انا اصلاً مليش فى الحب والكلام الفاضى ده ٠٠ أنا احب الدراسة الشغل معنديش مانع اعجب بالبنات من بعيد لبعيد كده إنما اتجوز واشيل مسئولية مستحيييل بس يوم ما اتجوز هتبقى ملكة جمال
-ايوة ايوة البوق ده انا سمعته من (سمير صبرى) وفى الاخر اتجوز
اغمض (منير) عيناه ومد كف يده امامه بمعنى أن يكف عن ذلك الحديث ثم قال
-ابوس ايدك متكملش
ضحك (جواد) قليلاً ثم قال
-وحشتنى اوووووى ونفسى اشوفها
-انت بتكلم ع بنت عمتى لاحظ كده
-وخطيبتى يا ظريف ده انا اخزقلك عينك
-خلاص يا عم أنا قايم اصلاً اذاكر
-ياااه الواحد نسى المذاكرة دى شكلها ايه
صر (منير) على اسنانه ثم قال
-كلها السنة دى والسنة الجاية وانسها انا كمان ٠٠
******************
مر يومان وذهب (رأفت) مع (زهير) إلى عائلة (چيلان) وصلا إلى منزل بسيط فنظر (زهير) إلى والده ثم قال
-بابا اوعى ترفضهم عشان هما فقرا
-وهو الفقر عيب مانا كنت فقير يا (زهير) محدش اتولد غنى ٠٠ مش المهم الفقر ٠٠ المهم انها يكون عندها اخلاق
ابتسم (زهير) ابتسامة بسيطة صعدوا للأعلى وجلسوا مع والد (چيلان) قليلاً وبعد ذلك دخلت (جيلان) بصينية بها اكواب عصير وهى ترتدى چيب قصيرة وكنزة صغيرة ايضا وشعرها مسترسل للخلف اندهش(رأفت) من تلك الفتاة ثم نظر إلى (زهير) وهو لا يصدق ان تلك الفتاة هو قد اختارها لنفسه ٠٠#دمعة_قلب
#علا السعدني