الحلقة الأولى
فى عام 1987
أى بعد مرور تسع سنوات كبرت كلاً من (كاميليا) و (أسماء) وأصبح لديهم من العمر تسع سنوات ولم ينجبا (سراج) و ( قمر) مرة آخرى بعد مولد التؤامان (كاميليا) و (منير) طفل آخر فقد شعرت (قمر) بالتعب فى تربيتهم كانت مشقة عليها لذا اكتفت بذلك الطفلين ٠٠
بينما (حكمت) و (هارون) قد رزقهم الله ب (داوود) بعد ثلاث سنوات من مولد (أسماء) ٠٠
إما (رأفت) و (سوسن) بعد أن رزقهم الله ب (زهير) بعدها بسنتين قد انجبا طفلة جميلة اسماها (تقى) ٠٠
بينما عاشت (قوت) مع (جواد) فى منزلهم بالقرية التى ولدت به فقد توفى والدايها منذ سنتين فى حادث واصبحت هى تهتم بتعليم (جواد) وتربيته فقد اقترب (جواد) من إكمال عامه السادس عشر وقد وعد والداته انه لن يفعل شئ سوا الأهتمام بتعليمه حتى تفخر به وكانت دوماً (قوت) تحفزه فقد رفضت الزواج بعد (قاسم) من أى رجل تقدم لها حتى لا تجعل حياة (جواد) تعيسة ..
أستيقظ (جواد) من النوم ليذهب لصلاة الفجر بالمسجد فأستمع إلى صوت والداته وهى تستيقظ كى تصلى الفجر فذهب تجاهه وأمسك يدها وقبلها ثم قال
-صباح الخير يا أمى
أبتسمت (قوت) قليلاً ثم قالت
-صباح الخير يا ولدى ٠٠ اتوضيت يا (چواد)
-أيوة ورايح اصلى
-ربى يچعلك فى كل خطوة سلامة يا ولدى
-ادعيلى يا أمى محتاچ دعاكى اليَمين دول عشان الأمتحانات
-ربى يچعلك من الناچحين
ابتسم لها ثم تركها وذهب إلى المسجد لكى يصلى بعد أن انتهت الصلاة عاد (جواد) إلى المنزل ليذاكر قبل ان يذهب للمدرسة فدخل يطمئن على والداته وجدها مازالت تصلى وتسجد على الأرضية أبتسم ثم وقف ينتظرها حتى يخبرها بأنه سيحضر الأفطار لهما بعد انتهائها ولكنه ظل واقف لمدة عشر دقائق ووالداته مازالت ساجدة شعر بالقلق وبدء الخوف يدب فى أوصاله ثم اقترب منها وقال بصوت خافت
-أمى
لم يجد اى رد فكرر مرة آخرى
-أمى
كان الصمت يعم المكان فقام بوضع يده عليها وهزها قليلاً فوجدها قد مالت على الأرضية أتسعت مما رأى ومسك يدها ليجس نبضها فوجد انه لا يوجد اى نبض احتضنها وظل يبكى فى صمت فقد فارق أمه كل من لديه فى الحياة فلمن سيعيش إذاً بعد أن فارقته من كانت كل حياته لم يكن يعلم ماذا عليه ان يفعل لذا قرر أن يتصل ب (سراج) عندما علم (سراج) شعر بحزن كبير بداخله ولكنه شعر بسعادة كبيرة فقد تغيرت (قوت) طيلة تلك السنوات الماضية أصبحت أفضل حتى موتها وهى ساجدة لله دليل على حسن خاتمتها وإنها تابت إلى الله توبة نصوحة ٠٠ استمعت (قمر) لصوت الهاتف وصمت (سراج) بعد ذلك الهاتف فنظرت له بنصف عين وهى نائمة وجدت دموعه تنزل اعتدلت مسرعة ثم أمسكت كتفاه وقالت
-حصل ايه يا (سراج) ؟!
ابتلع (سراج) ريقه ثم قال
-(قوت) ماتت يا (قمر)
شهقت (قمر) ووضعت يدها على فمها ووجدت نفسها تبكى فأسرع (سراج) بالوقوف من جانبها واتجه نحو الخزانة وهو يخرج ملابسه ويقول
-انا لازم اسافر حالاً
-اجى معاك ؟
-تيجى فين يا (قمر) ؟! ٠٠ انتى خليكى هنا مع الأولاد انا هاخد ماما واسافر وربنا يستر ومتتعبش
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب بتفهم ارتدى (سراج) ملابسه وأتجه نحو غرفة والداته واخبرها بموت (قوت) بعد مقدمة طويلة انسابت الدموع من وجه (آمنة) وشعرت بحزن شديد ثم طلبت من (سراج) أن يخرج خارج الغرفة لترتدى ملابسها وبعد أن أنتهت سافرا معاً وهما فى قمة حزنهم ٠٠
*********************
مرت ثلاثة أيام كان قد أخذ (سراج) عزاء (قوت) هو و (آمنة) وذهبت (حكمت) مع (هارون) فى اليوم الثاني وعادت بالقاهرة فى نفس اليوم مع (هارون) حتى يتابع اعمالهم بينما صمم (سراج) أن يأتي (جواد) معه ليعيش معهم بعد أن رفض رفض تام أن يعيش (جواد) بمفرده رفض (جواد) بالبداية ولكن بعد إصرار (سراج) وافق على مضض ولكنه طلب منه أن يعمل أثناء دراسته وأن يصرف على نفسه بنقوده الخاص فوافق (سراج) حتى يأتي معه ٠٠
***************
وصل (سراج) منزله مع والداته و (جواد) عندما رأتهم (قمر) أقتربت منه وهى سعيدة فقد اشتاقت له كثيراً لكنها اكتفت بالنظر إليه مراعاة لمشاعر (آمنة) و (جواد) أبتسم لها (سراج) خلسه فبادلته البسمة ثم اقتربت من (جواد)
-عامل ايه دلوقتى يا (جواد) ؟
هز (جواد) رأسه بتفهم وقال
-بخير
أبتسمت له قليلاً وقالت
-تحب احضرلك الأكل او أى حاجة ؟
-انا عاوز انام بس
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب فقال (سراج)
-اوضته جاهزة يا (قمر) ؟
-ايوة
فأمسك (سراج) يد (جواد) ليصعدا سوياً نحو غرفته صعدوا الدرج فأقتربت (قمر) من (آمنة) ثم قالت
-وحشتينى اوووووى يا طنط
ربتت (آمنة) على كتف (قمر) ثم قالت
-اتى كمان يا بتى
فى المساء أعدت (قمر) مائدة الطعام وذهبت فى غرف تؤاميها كى تجعلهم يهبطوا ليتناولوا الطعام بينما ذهب (سراج) غرفة (جواد) وجعله ينزل عنوة عندما رأه (منير) على مائدة الطعام قال له
-انت (جواد) مش كده ؟ فاكر شفتك السنة اللى فاتت
ابتسم (جواد) قليلاً ثم قال
-ايوة
بينما نظرت له (كاميليا) وهى هائمة فقد كان (جواد) وسيماً للغاية ورث هيبة والداه مع جمال (قوت) بطلة رجولية رفع (جواد) بصره قليلاً وجدها تنظر له هكذا فهز كتفاه بلا مبالاة ثم نظر إلى الطبق ليتناول الطعام لاحظت (قمر) نظرات (كاميليا) ل (جواد) فتحدثت بهدوء
-بصى ع اكلك يا (كاميليا)
-حاضر يا ماما
*****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
داخل منزل (هارون) كانت (حكمت) تعد الشطائر لصغراها ثم اتجهت نحو غرفة (داوود) و حاولت ايقاظه وهى تقول
-جوم يا (داوود) يلا عشان مدرستك
أستيقظ (داوود) ثم قال
-حا٠٠ حاضر يا ماما هروح الحمام اهو
أبتسمت (حكمت) وقررت أن تذهب لغرفة (أسماء) فسمعت صوت وهى تفتح باب الغرفة
- انا هدخل المطبخ اكل اهو لبست لبسى ورايحة المدرسة
أبتسمت (حكمت) قليلاً ثم قالت
-صباح الخير حبيبتي
-وانتى من اهل الخير يا مامتى
خرج (داوود) من الحمام وهو يصرخ قائلاً
-اهااااا ٠٠ بطنى بطنى وجعانى يا ماما بطنى بتتقطع
ضحكت (أسماء) قليلاً بينما صرخت (حكمت) بصوت عالى فدوما (داوود) يتهرب من المدرسة بتلك الحجة
-(هاااااااارون)
خرج (هارون) من غرفته وهو يتثائب ثم قال
-خير فى ايه ؟!
-(داوود)
نظر (هارون) إلى (داوود) نظرة واحدة فأعتدل (داود) ثم انزل يده من على بطنه وقال
-داخل البس
ثم أتجه إلى الغرفة وهو يزفر بضيق فقالت (حكمت) وهى تشعر بضيق
-ابنك ده مش معجول انا تعبت منيه يا (هارون) ٠٠ ده نسخة منيك فى كل حاچة
ضحكت (أسماء) بشدة فنظر لها (هارون)
-بنت !!
-سورى يا بابا ٠٠ بس اصل تيتا دايماً تقعد معانا وتحكلنا وكل اللى (داوود) بيعمله كنت انت بتعمله
فقال (هارون) بصوت خافت
-ماما دايما فضحاني
فقالت (أسماء)
-النهاردة هنروح لخالوا صح ؟
-ايوة يا حبيبتى
سعدت (أسماء) للغاية فهى سترى صديقتها (تقى) لأن الجميع يتجمع يوم الخميس فى منزل (سراج) واحياناً فى منزل عمتها (سوسن) ومرة آخرى فى منزلهم ٠٠
******************
فى المساء أستيقظ (جواد) من النوم وقرر أن يذهب للحمام لكى يتوضئ ويصلي ولكنه سمع ضوضاء بالأسفل فقرر بعد أن يصلى أن يبحث عن (سراج) لكى يتحدث معه ٠٠
بينما كانت (قمر) تذاكر ل (أسماء) و (كاميليا) و (منير) و (زهير) سوياً فقالت (قمر) بضيق لتؤاميها
-انتوا دايماً كده فاشلين مش نافعين فى حاجة
زمت (كاميليا) شفتاها بضيق ثم قالت
-يا مامى المنهج ده صعب غيرووه بقى
وتابع (منير)
-ايوة يا ماما
فقالت (قمر)
-سبحان الله ما (أسماء) بتدرس نفس المنهج
ضحكت (أسماء) ثم قالت
-ماليش دعوة يا مرات خالو انا عاوزة الحاجة حلوة بتاعتى
أبتسمت (قمر) وقرصتها بخفة فى وجنتها ثم قالت
-تستاهلى حبيبتى
بينما قالت (كاميليا)
-مليش دعوة عاوزة حاجة حلوة زيها
قالت (قمر) بضيق
-انتى ليكى عين تتكلمى
نظرت (قمر) ل (زهير)
-وانت يا (زهير) مكنتش مركز ليه النهاردة ؟
-اصلى تعبان من امبارح يا طنط بطنى وجعانى
شعرت (قمر) بالحزن عليه فبالفعل اخبرتها (سوسن) بمرض (زهير) فوضعت يدها على رأسه بلطف ثم قالت
-الف سلامة عليك حبيبى
-الله يسلمك يا طنط
ثم أمسكت (قمر) يد (أسماء) لتعطيها الحلوى فشعرت (كاميليا) بالغيظ ثم نظرت لتؤامها
-شفت خدت الحاجة حلوة برده يا مرمر
تحدث (منير) بضيق
-متقوليش مرمر دى تاني
ضحكت (كاميليا) ثم قالت
-مرمر مرمر مرمر
فأشتعلت أعين (منير) بالغيظ فركضت نحو الخارج وركض (منير) خلفها فأصطدمت (كاميليا) ب (سراج) الذى كان يسير بجواره (جواد)ثم اختبئت خلف ظهره وهى تقول
-بابى الحقنى مرمر هيموتنى
قال (منير) بعصبية
-تانى مرمر !!
ضحك (سراج) ثم نظر ل (كاميليا) قائلاً
-بطلى استفزاز يا (كاميليا)
زمت (كاميليا) شفتاها بطفولة ثم قالت
-طيييييب ٠٠ طب انا مش هاكل خاالص ع العشا عشان ترتاحوا
ثم ركضت نحو الغرفة الخاصة بها فهز (سراج) رأسه بأسى بينما قال (منير)
-احسسسن
بينما أبتسم (جواد) عليها كثيراً ثم ذهب مع (سراج) لكى يتحدثوا فى غرفة هادئة فقال (جواد)
-انى عاوز اشتغل بچد ٠٠ من ساعة ما چيت وانى جاعد مبعملشى حاچة واصل
-يا حبيبى انا نقلت ورقك من المدرسة اللى فى البلد لمدرسة (منير) و (كاميليا) هنا وبعدين من ساعة ما جيت ايه انت جيت امبارح يا (جواد)
زفر (جواد) بضيق فأبتسم (سراج) ثم قال
-انا شايف تخلص ع الأقل الثانوية وبعدين ابقى اشتغل فى الجامعة
-لاه انا مش عچبنى انى اجعد إكده ومتعودتش أن حد يصرف علي
هز (سراج) رأسه بآسى ثم قال
-ممكن تشتغل فى المكتب عندى بس فى الاجازة وقت الدراسة مستحيل يا (جواد)
زفر (جواد) بضيق فقال (سراج)
-وبعدين معاك يا (جواد) ٠٠ ثم انك قاعد هنا فى بيت ستك مش حد غريب
هز (جواد) رأسه بالإيجاب على مضض ثم نهض من المقعد الذى يجلس عليه وقال
-انى هخرچ اجعد شوى بارة
-فى المكان اللى تحبه يا حبيبى
خرج (جواد) فى الحديقة وأغمض عيناه ليستنشق الهواء النقى وحين فتح عيناه وجد فتاة أمامه تتفرس ملامحه بأندهاش قطب حاجبيه وعاد خطوة للخلف ولكنه تذكر تلك الملامح انها تشبه ٠٠ تشبه (حكمت) خاصة فى لون عيناها الساحرتان تذكر حين كان طفل وطلب من (حكمت) أن تنتظره حتى يكبر كى يتزوجها وغيرة (هارون) منه ابتسم قليلاً فتحسست (أسماء) شعرها ثم قالت
-انت بتضحك ع ايه ؟ هو انا شعرى واقف ولا فى ايه
أبتسم (جواد) قليلاً مما زاد من شعور (أسماء) بالضيق وقالت
- بتضحك ع ايه انت ؟
نظر لها (جواد) بجدية
-انتى بتزعجي ليه ؟! افتكرت حاچة ضحكتنى يخصك ايه انتى
عقدت (أسماء) يدها نحو صدرها
-وانت مين اصلاً اول مرة اشوفك فى بيت خالو
-خالو !! كنت متأكد انك بنتها
-بنت مين ؟
هز (جواد) رأسه من غباء تلك الصغيرة فتلك المرة الأولى التى يراها بها فلم تكن (حكمت) تأتى لزيارة (قوت) غير نادراً ولم يلاحظ (جواد) وجود تلك الفتاة معها ولكنه قال
-انا ضيف عند خالك
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-انا اسمى (أسماء)
-(جواد)
-جميل
فأتى (منير) ثم قال
-يلا يا (أسماء) العشا جاهز قالولى اندهلك وانت كمان يا (جواد)
-طيب
تبعت (أسماء) (منير) للداخل ثم وقف (جواد) وهو يأخذ نفس عميق فلم يكن يريد تناول الطعام ولكنه لم يرد أن يأتي (سراج) ويجعله يأكل عنوة فدخل للداخل وجد (قمر) تقول
-(كاميليا) مش راضية تنزل تاكل
فقال (منير)
-احسن
بينما قالت (تقى)
-يا حراام تعالى يا سمسمة نطلع ناكل معاها فوق
فقالت (سوسن) وهى تحضر صينية الطعام لثلاثتهم وقالت
-خدوا واطلعوا كلوا سوا يا بنات
أخذت (أسماء) صينية الطعام وصعدت مع (تقى) للأعلى بينما لم يكن (جواد) بمزاج لتناول الطعام فأكل قليلاً ثم قال
-طب هستأذن انا هطلع اكمل نوم
ثم ذهب للأعلى وجد (تقى) و (أسماء) يتناولا الطعام امام غرفة (كاميليا) فقال
-هى مفتحتش ليكوا
هزت (أسماء) رأسها نافية فشعر (جواد) بالحزن على (كاميليا) فطرق باب الغرفة وقال
-(كاميليا) انا (چواد) افتحى
قالت (كاميليا)
-عاوز ايه؟
-افتحى بس
فتحت الباب وهى تشعر بالحزن فأبتسم (جواد) على مظهرها ذاك ثم قال
-انتى مكلتيش ليه ؟
-عشان هما مش بيحبونى بيحبوا (منير) وبس
-مين جال إكده ده باباكى ومامتك تحت مرضوش ياكلوا بس جعدين مع ضيوفهم
نظرت له بفرحة طفولية ثم قالت
-بجد زعلانين عشاني ؟
هز (جواد) رأسه بالإيجاب فشعرت (كاميليا) بالجوع ثم قالت
-طب انا هاخد ساندوتش واحد بس
ثم اخذت شطيرة واحدة من الطبق الذى كان بالأرضية ونظرت ل (جواد)
-تصبح ع خير
فقالت (أسماء)
وانا مليش تصبحى ع خير
-انتى لأ مامى بتحبك اكتر منى
ثم دخلت للداخل واغلقت الباب بوجه (أسماء) و (تقى) فأبتسم (جواد) قليلاً فشعرت (أسماء) بالضيق والحزن من معاملة (كاميليا) تلك وما زاد غضبها وجود (جواد) يضحك فقالت بنبرة منفعلة
-انت بتضحك ليه !!
-اعوذ بالله منيك يا شيخة
ثم اتجه نحو غرفته وهو يتمتم قائلاً
-ايه البت ديه كل ما تشوفنى اضحك تجولى بتضحك ليه ٠٠
********************
في المساء بعد أن ذهب (هارون) إلي منزله مع زوجته واطفاله جلس على الفراش بجانب (حكمت) شعرت (حكمت) بتوتره وصمته غير المعتاد فقالت
-مالك إكده حاسة أن فيك حاچة؟
أبتسم هو قليلاً ثم قال
-ع طول مفقوس كده
أبتسمت (حكمت) ثم قالت
-أن مكنتش احس بيك هحس بمين يعنى
أبتلع هو ريقه ثم قال
-انا هكلم معاكي بصراحة احنا ع طول صرحة مع بعض
-خير؟!
-فى دكتور اعرفه يعني وعرفته مسئلة عينك وانتي عارفة الطب دلوقتي بقي حاجة تانية غير زمان و ..
فهمت (حكمت) ما يرمى إليه (هارون) فشعرت بالضيق والحزن فهى قد ملت زيارة الأطباء واتفقت منذ ثلاث سنوات مع (هارون) إنها لن تذهب إلى طبيب مرة آخري فقد ملت من أن يدب الأمل داخلها ويسحب منها مرة واحدة ولكنها لمست من صوت (هارون) أنه يريدها أن تذهب فأغمضت عيناها وحبست تلك الدمعة التى بعينها وهزت رأسها بالإيجاب
-ماشى زي ما تحب
أبتسم (هارون) ثم أمسك يدها وقبلها ثم قال
-(حكمت) لازم تعرفى وتبقى متأكدة كويس انى لو علوزك تفتحى فهو ليكى مش ليا انا مش تعبان فى حاجة
ابتسمت هى قليلاً من ثم قالت
-عارفة
-طيب حضرى نفسك بكرة الصبح هنروح المستشفى سوا
-طب و (أسماء) و (داود)
-انتى بتتلككي يا (حكمت) !! ما ماما ساكنة قدمنا
-بس مامتك مبتصحاش بدرى
هز (هارون) رأسه بإسى ثم قال
-قلت لماما وماما معندهاش مانع
-طيب
-تصبحي ع خير يا حبيبتى
-وانتى من اهل الخير
*******************
فى صباح اليوم التالى ذهبت (حكمت) مع (هارون) للمشفى وفحصها الطبيب جيداً ثم نظر إلى (هارون ) بأبتسامة وقال
-مشكلتها فى أمل انها تتحل
شعر (هارون) بسعادة كبيرة ثم قال
-بجد يا دكتور؟
بينما لم تستعب (حكمت) ما قاله الطبيب للتو ..#دمعة_قلب
#علا_السعدني