الحلقة الثالثة والعشرون

2.7K 81 0
                                    

الحلقة الثالثة والعشرون

ذهب (داوود) إلى سيارته وانطلق بها إلى منزل خاله وهو يفكر طوال الطريق كيف حال (كاميليا) ولما لم تعطيه أى فرصة للحديث هكذا بل هربت من أمامه ٠٠
وصلت (كاميليا) إلى المنزل ووجهها غارقاً بالدموع وذهبت كالأعصار إلى غرفتها لاحظها والداها وهو يخرج من مكتبه فقال بصوت مرتفع
-(كاميليا)
لكنها أكملت طريقها للأعلى ولم تجب عليه أندهش (سراج) من رد فعلها ذاك فتلك المرة الأولى التى تتجاهله هم ليصعد إليها ليرى ما حدث لها ولكن توقف عندما سمع صوت أحدهم يقرع باب المنزل بطريقة هسترية ذهب إلى باب المنزل ووجد (داوود) أمامه ويبدو عليه الغضب وقال
-(كاميليا) فين يا خالو ؟
-ايه اللى حصل ؟!
-انا معملتش حاجة يا خالو ٠٠ هى اللى كبرت الموضوع أرجوك خلينى اتكلم معاها
-فهمنى يا جحش انت ايه اللى حصل
صمت (داوود) ولم يعرف أن يجيب عليه فقال (سراج) بإنفعال واضح
-ايه اللى حصل يا (داوود) ؟!
شعر (داوود) بأنه فى مأزق فقال بأختناق
-عيلة تافهة يا خالو ولا تسوى حاجة ضايقتها بكلمة انا ذنبى ايه
-ادخل يا (داوود) وفهمنى اللى حصل
دلف (داوود) إلى الداخل وجلس مع خاله فى المكتب وقص عليه ما حدث ثم قال
-انا مذنبيش حاجة مش مسئول عن تصرفات عيلة تافهة زى دى
-ولما انت عارف يا بنى انها بتحبك مبعدتش عنها ليه لو انت فعلاً بتحب (كاميليا)
-خالو ٠٠ انا فعلاً بحب (كاميليا) وعمرى ما هحب غيرها يا خالو و (نهال) مجرد زميلة بتبقى موجودة فى وجود اصدقائى مش معقول هتلاشى اصحابى كلهم بسببها بس صدقنى بحاول اتلاشى وجود (نهال) لكن من النهاردة انا مش هتعامل مع (نهال) نهائى اللى يهين (كاميليا) يبقى اهنى انا شخصياً وانا مش ممكن اسمح بشئ زى ده
أخذ (سراج) نفس عميق ثم قال
-طب امشى انت يا (داوود) وانا هتصرف
-انا مش همشى يا خالو و (كاميليا) زعلانة منى
-يا بنى هى مستحيل تقابلك دلوقتى
-ولو يا خالو مش همشى
-امشى يا (داوود) عشان اتكلم مع (كاميليا) مش هينفع هى مش هتشوفك اليومين دول
شعر (داوود) بالحزن فنهض عن مجلسه وذهب إلى الخارج فأتجه (سراج) إلى الأعلى وسمع صوت بكائها وصوتها وهى تلقى بشئ على الأرضية وصوت تهشيم الزجاج طرق باب غرفتها وهو يقول
-(كاميليا) افتحى
-مش عاوزة اتكلم يا بابى ٠٠ مش عاوزة اتكلم
-افتحى بدل ما اكسر الباب
تحدثت بصوت باكى
-حرام عليكوا بقى اسيبلكوا البيت كله يعنى عشان ارتاح
تحدث (سراج) بلهجة آمرة
-بقولك افتحى الباب
زفرت (كاميليا) بضيق ثم اتجهت نحو باب الغرفة وفتحته فوجد والداها دموعها منهمرة كما أنها هشمت مزهريتين بالغرفة فأمسك يدها ثم ذهب بها إلى الأريكة المجاورة فنظر لها وقال
-ايه اللى حصل لده كله
-بكرهه يا بابى ٠٠ بكرهه ٠٠ ومش عاوزة حد تانى يدخل فى حياتى كفاية اووى اللى حصلك
-وانتى حصلك ايه يا مجنونة بس  ؟!
-يا بابى انا تعبانة ٠٠ تعبانة اوووووى ٠٠ وكرهت نفسى وكرهت حياتى ٠٠ ومش عاوزة اقعد هنا تانى
-طب ممكن تقوليلى ايه اللى حصل ؟!
مسحت دموعها وقالت
-انت ليه قولتلى يا بابى أن فرق السن مش مهم ٠٠ لا مهم مهم اووى كمان يا بابى
-انا مقولتش انه مش مهم ٠٠ مهم طبعاً ٠٠ بس مش فى كل الحالات فى رجالة سنهم أصغر فعلاً بس يعتمد عليهم
-زميلته بتقولى يا طنط ٠٠ يعنى بتقولى انتى عجوزة عليه متبصلهوش ٠٠ انا خلاص كنت قربت أصدقك واصدقه وأصدق صاحبتى ليه البنت دى جرحتنى يا بابى ٠٠ انا عمرى ما جرحت حد ٠٠ اه يمكن وانا صغيرة كنت مدلعة كتييير وبعمل حاجات غلط بس ٠٠
ثم نظرت إلى عينيه وقالت
-بس كنت عيلة صغيرة يا بابى مش فاهمة حاجة ٠٠ أكيد ده مش عقاب ليا ع أعمالى دى ٠٠ ربنا مش هيحاسبنى يا بابى وانا طفلة انت قلت كده
شعر (سراج) بالحزن على طفلته فجعلها تنام على كتفه وحاوطها بيده وظل يهون عليها وقال
-طبعاً يا (كاميليا) مش هتتحاسبى وانتى لسه طفلة
-اومال ليه يا بابى هى جرحتنى وقالتلى كده ؟! ٠٠ بالعكس ده أنا ساعدتها عشان هى تقرب منه ومكنتش هضايقهم لو (داوود) حبها ولا كنت هجرحها كنت هسيبهم زى مانا سايبة ٠٠
صمتت ولم تستطع أن تكمل حديثها فشعر والداها به فتابعت (كاميليا)
-انا مش وحشة يا بابى ٠٠ بس دايماً بعجب بالشخص الغلط ٠٠ صح !
-لا مش صح ٠٠ (داوود) جاه هنا أول ما طلعتى اوضتك وكان مصمم يشوفك وانا مشيته
-مش هشوفه ٠٠ مش عاوزة اشوفه
-طب وهو ذنبه ايه ؟! ٠٠ هى غلطت هو مذنبوش حاجة
رفعت (كاميليا) رأسها من على كتف والداها ونظرت له
-مدافعش عنى يا بابى
-ع حسب كلامه انتى مدتهوش فرصة
-أستنى يا بابى انا هثبتلك أنه بارد ومش ينفع ليا
-ازاى بقى ؟!
-لو مشى فعلاً بعد ما طردته يا بابى يبقى هو ميستاهلش
-بطلى يا (كاميليا) هبل وهو هيقفلك فى الشارع
-هشوف
ذهبت (كاميليا) إلى الشرفة فوجدت (داوود) جالس  على طرف سيارته فأبتسمت قليلاً ثم إلتفت وقالت
-قاعد يا بابى ع عربيته تحت
ابتسم والداها لسعادتها فزمت هى شفتاها ثم قالت
-بس مش هسامحه
-ليه يا بنتى
-دى حاجة خاصة بيا يا بابى
رفع (سراج) حاجبه فقالت (كاميليا)
-محتاجة انام دلوقتى
-ماشى يا مجنونة ٠٠
********************
أنتهى (منير) من محاضرته ومر ليأخذ (تقى) التى كانت تشعر بسعادة غير طبيعية فنظر لها (منير) وهو يرفع أحدى حاجبيه ثم قال
-ممكن أعرف ايه سر البهجة دى ؟!
أبتسمت (تقى) ثم قالت وهى تتأبط ذراعه وقالت
-مبسوطة أنك فى حياتى
نظر (منير) إلى ذراعها الذى تأبط ذراعه ثم قال
-لا انتى شكلك مخبية عليا حاجة
تجهم وجه (تقى) قليلاً وزمت شفتاها وشعرت بالحزن فهى لم تخبره عن لقائها ب (كمال) أو (جواد) فصمتت فأبتسم (منير) وربت على يدها
-بهزر حبيبتى مش لازم كل حاجة تقوليها ليا أصلاً ٠٠ صحيح أحنا متجوزيين بس انتى ليكى خصوصيتك برده
أبتسمت قليلاً ثم قالت
-انت ع فكرة مفيش منك كتير عملة نادرة
قام برفع ياقة قميصه ثم قال
-عارف
-بس صدقنى هقولك كل حاجة انا مش هخبى عليك حاجة ابداً بس سبنى افكر فى طريقة أمهد ليك مش أكتر
أمسك يدها وقام بتقبيل يدها ثم قال
-ماشى يا عمرى
شعرت هى بالخجل وسحبت يدها مسرعة ثم قالت
-يلا عشان توصلنى
-هو انا بالنسبة ليكى شوفير بس !!
ضحكت كثيراً ثم أتجهت نحو سيارته ففتح السيارة وأستقلوها سوياً ثم قام بإيصالها إلى المنزل وودعها وقام بالعودة إلى منزله فوجد (داوود) يجلس على سيارته ويبدو أنه حزين
-مالك فى ايه ؟! ومدخلتش جو ليه
شعر (داوود) بالإرتباك قليلاً ثم قال
-م٠٠ مفيش ٠٠ بس قول ل (كاميليا) انى عاوز اكلمها
ردد (منير) بذهول
-(كاميليا) !!
-اه
-طب ادخل طيب معايا
-لا خالو طردنى
حاول (منير) أن يستعب ما يقوله ذلك المجنون ولكنه لم يفهم فقال
-هو ايه اللى بيحصل هنا !!
ثم دلف إلى الداخل وصعد غرفة (كاميليا) وطرق باب الغرفة فسمع صوتها من الداخل وهى تقول
-ادخل
دلف (منير) إلى الداخل وجلس على الفراش بجوار شقيقته ثم قال
-(داوود) واقف بارة عاوز يكلمك
أبتسمت (كاميليا) دون أن تدرى وقالت
-هو لسه واقف ؟!
أضيقت عينان (منير) ثم قال
-فهمينى فى ايه ؟!
شعرت بتوتر كبير وقامت بفرك كلتا يداها فى بعضهم البعض فقال
-انا هحكيلك كل حاجة
-ايوووة ومن اول الشريط لو سمحت كده
أبتلعت ريقها وظلت تقص عليه كل شئ منذ أن اعترف (داوود) لها ثم صمتت وأنتظرت رأيى شقيقها الذى كان يبدو على وجهه الجمود فقالت (كاميليا)
-بابى هو اللى قالى ان السن مش مشكلة ٠٠ هو مشكلة صح ؟!
-مش عارف يا كامى ٠٠ يمكن عشان اتفاجئت مش أكتر لكن انا مش ضد (داوود) أطلاقاً بس ٠٠
نظرت (كاميليا) لأسفل وقالت
-خلاص متكملش هو الموضوع سخيف اصلاً
-انا مقولتش كده يا كامى ٠٠
-أومال ؟!
-بصى يا (كاميليا) ٠٠ الموضوع وما فيه انك لو سلمتى دماغك لأى حد فى اللى هيقولك الموضوع سخيف ويكرهك فيه وفيه برده اللى هيقولك ماهو مش حرام ولا عيب ايه المشكلة ٠٠ سيبك من ده كله يا كامى شوفى انتى عاوزة ايه ؟! لأن صعب تلاقى الكل متفق ع حاجة ٠٠ لازم تبقى مقتنعة باللى هتعمليه ٠٠ اتمنى تكونى فهمتى
أخذت (كاميليا) نفس عميق ثم قالت
-صح يا مرمر انت معاك حق
-برده مرمر !
ثم رفع يده عاليا وقال
-صبرنى يااارب
ضحكت (كاميليا) فتحدث (منير) ثم قال
-بس لازم تنزلى تشوفى هو عاوز ايه ؟! ٠٠ حرام بابا طرده والواد شكله قاعد مضايق جداً ٠٠ ع الاقل شوفيه هيقولك ايه
زمت  (كاميليا) شفتاها بضيق ثم قالت
-ماشى
أرتدت (كاميليا) ملابسها ثم نظرت من نافذة الغرفة وجدته مازال يجلس على سيارته ويبدو على وجهه الحزن فنزلت بالأسفل ووصلت إليه ثم قالت
-مش هتمشى بقى ؟!
لم يصدق (داوود) أذنه حين سمع صوت (كاميليا) ثم قال
-(كاميليا) !! انا اسف حقيقى ٠٠ دى واحدة متخلفة وهبلة ومش عارفة هى بتقول ايه متاخديش كلامها مقياس علينا
شعرت (كاميليا) بالفرح بداخلها لكنها نجحت فى اظهار الجمود على وجهها وقالت وهى تعقد يدها نحو صدرها
-ومادام هى واحدة متخلفة وهبلة ٠٠ كنت خايف عليها ليه تخرج فى الزحمة غيران مش كده ؟!
أجابها (داوود) دون أن يفكر
-ابداً انا بس بنصحها عشان هى مجنونة و ٠٠
صمت قليلاً ونظر داخل عينيها وهو لا يصدق
-انتى غيرانة يا (كاميليا) !!
زمت شفتاها بضيق وقالت
-واغير عليك بتاع ايه اصلاً حلو يعنى !! يجنن يعنى ٠٠ انا نزلت بس عشان (منير) قعد يزن فوق دماغى عشان اكلمك وانا مكنتش راضية لكن مش نازلة عشان جمالك يعنى
أبتسم (داوود) قليلاً ثم قال وهو يجلس مرة آخرى على سيارته وقال
-وايه كمان ؟!
-انت بارد ع فكرة ٠٠ وانا لازم ادخل اتغدى عشان جعانة وروح انت كمان عشان عمتو متقلقش عليك
أبتسم (داوود) ثم قام بغمز عينه اليسرى لها وهو يقول
-وماله يا بنت يا خالى
-ع فكرة انت فاهم غلط
-وانتى ايش عرفك اللى انا فاهمة
ضربت قدماه فى الأرض وقالت
-باااااااارد ومتخلف وغتت ٠٠ انا ايه نزلنى
ثم دلفت نحو الداخل فأبتسم (داوود) عليها ثم قال
-اخيراً عملتها وخليت الجبلة تحس ٠٠ بس ع مين وراكى يا بنت خالى لحد ما تقوليها صريحة
ثم نزل من أعلى سيارته وأستقلها عائداً للمنزل ٠٠
*******************
طرق (هارون) باب غرفة (أسماء) التى تحدثت من الداخل وهى تقول
-ادخل
فتح (هارون) باب الغرفة وجلس بجوار أبنته ثم قال
-أنا مش هلف وادور عليكى
-خير يا بابا
-(سلامة) جارنا ٠٠ كلمنى تانى فى انه عاوز يتجوزك
أغمضت (أسماء) عيناها وهى تشعر بضيق شديد فتابع (هارون)
-المشكلة انى مقدرش اتلكك  بمسئلة دراستك لأنك كنتى مخطوبة فعلاً
-يبقى متتحججش يا بابا ٠٠ انا رافضاه
-ليه يا بنتى ؟! مانتى مسيرك تتجوزى و ٠٠
قاطعته (أسماء) قائلة
-يا بابا انا مش عاوزة اتجوز صعب يا بابا ٠٠ انا لسه ٠٠ لسه
-لسه بتحبيه مش كده ؟!
نظرت (أسماء) لأسفل فهز (هارون) رأسه ثم قال
-خلاص انا مش هضغط عليكى ٠٠ بس عاوز اعرفك حاجة متقلليش نفسك عشان حد ميستحقش
-كملى مذاكرة
ثم تركها وخرج خارج الغرفة فأخذت (أسماء) نفس عميق ٠٠
**********************
فى المساء ٠٠
فى منزل (لانا) جلس (جواد) أمامها ووجدها تبكى بشدة فوقف ثم جلس بجوارها
-بقالك ساعة يا (لانا) عمالة تعيطى ٠٠ حصل ايه مش معقول منزلانى من بيتى عشان اشوفك وانتى بتعيطى !!
مسحت (لانا) دموعها ثم قالت
-يا (جواد) انا زهقت وقرفت من العيشة دى مش عاوزة ابقى معاه تانى ٠٠ انا بحبك انت
-والحل يا (لانا) !!
-انت يعنى عجبك انى ابقى لراجل تانى غيرك !!
مسح (جواد) وجهه بكف يده ثم قال
-انتى عاوزة ايه يا (لانا) ؟
-نهرب انا وانت ونروح نعيش فى اى حتة بارة ومحدش يعرف لينا مكان
-وانتى فكرك يا (لانا) مش هيعرفوا يجبونا !
اخذت (لانا) نفس عميق
-نضرب باسبورييين ونسافر بارة
هز (جواد) رأسه بتفهم ثم قال
-حاضر يا (لانا) سبينى افكر فى الموضوع كويس وهرد عليكى
ثم نهض (جواد) من جوارها فأمسكت هى يده وقالت
-رايح فين ؟! ٠٠ انا عاوزة تقعد معايا الليلة دى
أبتلع (جواد) ريقه ثم ربت على يدها وجلس بجوارها مرة أخرى وقال
-مش هقدر يا (لانا) ٠٠ ارجوكى يا (لانا) ٠٠ ارجوكى متضغطيش عليا فى الموضوع ده بالذات انا فيا اللى مكفينى
-بس ٠٠
قاطعها قائلاً
-شوية وقت يا (لانا) ٠٠ خلينا نخلص من العملية الجديدة وبعدين نفكر ع رواقة دى خلاص اخرها اخر الاسبوع الجاى
هزت رأسها بالإيجاب فأبتسم لها ثم قام بتوديعها وخرج خارج المنزل تنفس الصعداء حين خرج ثم اتجه نحو سيارته واستقلها ووصل إلى المنزل ظل طوال الطريق يفكر فى حديث (لانا) وهو يشعر بالضيق حتى وصل منزله ودلف للداخل اتجه نحو غرفة نومه لكى يبدل ملابسه ولكنه تفاجئ حين وجد بالداخل رجل يغطى وجهه كان يفتح الخزانة الخاصة ب (جواد) فقال (جواد) بصوت أچش
-انت مين ؟!
وهما ليذهب إليه لكى ينزع ذلك القناع الذى يغطى به وجهه ولكنه كان أسرع منه وأخرج مسدسه الخاص وأطلق رصاصة منه على (جواد) ٠٠

#دمعة_قلب

#علا_السعدني

دمعة قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن