الحلقة السادسة والعشرون
ظل (منير) يشاهدهم من خارج الغرفة فهو لا يريد أن يتحامق أو يرتكب أى تصرف قد يندم عليه لاحقاً أنتظر حتى أنتهت (تقى) من الحديث مع (جواد) ووجدها تخرج من باب الغرفة ظل ينظر لها وعلى وجهه علامات أستفهام كثيرة شعرت (تقى) بالصدمة حين وجدت (منير) أمامها فرفع (منير) احدى حاجبيه واضيقت عيناه فأبتلعت هى ريقها ثم قالت
-ازيك يا (منير) ؟!
نظر لها ببرود ثم قال
-الحمد لله ٠٠ خير ؟!
أجابته هى ببلاهة
-ايه ؟!
ابتسم بسخرية ثم نظر بعينه داخل الغرفة بمعنى انه يريد أن يسألها عن ماذا كانت تفعل بالداخل ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر بالغ ثم قالت
-طب ممكن ننزل نتكلم فى حتة هادية عن هنا وانا مش هخبى عليك حاجة
شعر بغرابة شديدة ولكنه هز رأسه متفهماً ثم تقدم بخطوات هادئة للأمام وسارت هى خلفه وهى تشعر بتوتر كبير خرج معها خارج المشفى وجلس فى مطعم وطلب لهما عصير برتقال ففركت (تقى) يدها بتوتر ثم بدئت فى قص عليه كل شئ فى اليوم الذى طلبت منه أن تذهب لتجلس مع (أسماء) حتى مجيئها اليوم ل (جواد) لسؤاله عن هل كان (كمال) سبباً فى الحادث الذى حدث له صمت (منير) وهو يستعب ما قيل للتو من (تقى) نظرت (تقى) إلى أسفل فهى تشعر بأنها قد خذلت (منير) ابتلع (منير) ريقه ثم قال
-مكنش لازم تخبى عليا شئ من ده المفروض ان أى شئ بخصوص (كمال) لازم اعرفه ٠٠ ولو مكنش (جواد) موجود كنتى هتروحيله يا (تقى)
هزت رأسها نافية
-مستحيل اروحله ٠٠ انت عارف انه هددنى قبل كده بشرفى وخسرته قدامكوا ومروحتش بس ٠٠ المرة دى هددنى بيك وانت اغلى من عمرى كله يا (منير) ربنا بعتلى (جواد) فى الوقت المناسب ومش عاوزة افكر لو (جواد) مكنش موجود كنت هعمل ايه لانى متأكدة انى مكنتش هروح بس برده مكنتش هستغنى عنك
اخذ (منير) نفساً عميق ثم امسك يدها وربت عليها ثم قال
-انا عارفك يا (تقى) وعارف اخلاقك وفخور انى اختارتك وعمرى ما ندمت ع اختيارى ليكى
ابتسمت له قليلاً
-انا مكنش قصدى اكدب عليك ٠٠ بس كنت عارفة ان موضوع زى ده هيضايقك
-وانا مش مضايق منك يا (تقى) ٠٠ بس اى شئ يخص الحيوان ده لازم اكون اول واحد يعرف عشان ميحصلش سوء فهم زى اللى حصل دلوقتى
تحدثت (تقى) بذهول
-انت كنت فاكر انى مهتمة ب (جواد) ؟!
صمت (منير) قليلاً ثم هز رأسه بالإيجاب فلم تستطع (تقى) ان لا تضحك ثم قالت
-مجنون ٠٠ مجنون انك تفكر كده اصلاً
-طب يلا عشان اوصلك
-حاضر
*****************
بعد أن أوصل (منير) (تقى) إلى منزلها عاد إلى المشفى وقبل أن يدخل وجد (جواد) معه تلك الفتاة التى لا يعرف اسمها حتى تردد قبل أن يفتح باب الغرفة لذا قرر الأنتظار قليلاً خارجاً ٠٠
كانت عينان (لانا) تمتلئ بالدموع وهى تقول
-انا قلت للكبير ع الحادثة اللى حصلت ليك بس العملية هتتنفذ بعد بكرة فى ميعادها
اغمض (جواد) عينه فهو لا يصدق أن اخيراً سينتهى من ذلك الكابوس فى اقرب وقت نظرت له (لانا) ثم قالت
-بس الكبير عرف ان (رشاد) هو اللى عمل فيك كده وانه اتقبض عليه بس هو قالى انه هيخلص منه فى السجن
اتسعت أعين (جواد) فتابعت (لانا)
-ماهو لازم يخلص منه يا (جواد) لانه لو قال اى شئ عننا كلنا هنروح فى خبر كان ٠٠ عموماً متقلقش هو هيخلص منه فى اقرب وقت
صمت (جواد) ولكنه كان يشعر بغضب دفين منهم جميعاً لمعت اعين (لانا) وهى تقول
-بعد العملية دى زى ما اتفقنا مش كده يا (جواد) ؟! هنشوف طريقة نبعد عنهم كلهم
هز (جواد) رأسه بالإيجاب فأبتسمت (لانا) وأمسكت يده لتقول
-انا بحبك اوووى
بدى على وجه (جواد) التوتر ولكنه ابتسم قليلاً لاحظ (منير) بالخارج اقتراب تلك الحية منه ففتح باب الغرفة مسرعاً فشعرت (لانا) يتوتر كبير وقامت بسحب يدها بينما تنفس (جواد) الصعداء فوقفت (لانا) لتقول
-طب انا همشى انا يا (جواد)
-مع السلامة يا (لانا)
خرجت (لانا) من الغرفة فنظر (منير) لها وإلى ملابسها ثم عاد بالنظر إلى (جواد) وقال
-انت بتقعد معاها كتير ؟
-شغلى كل معاها
-انا بابا حكالى كل شئ ٠٠ بجد مش مصدق يا (جواد) ان انت بتقعد معاها فى مكان واحد ومحصلش بينكوا حاجة
ابتسم (جواد) قليلاً
-محصلش حاجة مينفعش انه يحصل حاجة هو يوم واحد مثلت فيه انى سكرت وانى بشرب معاها لحد ماهى غابت عن وعيها وانا كمان حطتلها منوم وهمتها انه حصل بينا شئ بس فى الحقيقة محصلش حاجة بس عشان اعرف اركب جهاز تصنت فى الموبايل بتاعها وقبل ما اروح ليها بابا قابلنى وادانى الوصايا انى معملش حاجة وافتكر ربنا ياختتتتتتى لدرجة انه مكنش عاوزنى اروح لبيتها اصلاً
-بابا دايماً كده ؟ ٠٠ بابا قالى انه لحد فسخ خطوبتك ب (أسماء) مكنش يعرف شئ وانت اصريت تقابله وانكل (فتحى) فهمه
-كان عندى استعداد افضح نفسى واقوله والعملية كلها تبوظ إلا أن بابا يشك فيا ثانية واحدة انا من اول ما قابلت (رشاد) وانا كنت هتجنن واللى زاد وغطى لما خطف (أسماء) مكنتش عارف اتصرف ازاى خصوصاً انهم مراقبنى كلمت صديق ليا بثق فيه انه يبقى حلقة الوصل بينى وبين انكل (فتحى)
نظر (منير) إلى (جواد) ثم قال
-طب انا عاوزة اكلمك قى حاجة تانية خالص
-خير ؟!
-اللى عملته مع (تقى) انا حقيقى مش عارف اقولك ايه ولا اشكرك ازاى
اخذ (جواد) نفس عميق ثم قال وهو يغمز له بعينه اليسرى
-تجبلى (أسماء)
أتسعت اعين (منير) بعدم تصديق ثم قال
-نعم يا روح امك ٠٠ انا بقول ارد الجميل بس مش لدرجة اجبلك بنت عمتى
ضحك (جواد) كثيراً الذى شعر بالألم فى صدره ثم قال
-يخرب بيتك قصدى اشوفها بس ده اللى انا عاوزه انت عارف (هارون) مش هيخلنى اشوفها جوز عمتك ده يا شيخ عاوز قنبلة تتفجر فيه هو اللى مقوى البت عليا
هز (منير) رأسه بآسى ثم قال
-ماشى يا سيدى هجبهالك بس مش دلوقتى الموضوع هيخلص قريب هبقى اجبهالك وقتها
-وانا ابقى استفدت ايه ؟!
فرك (منير) فروة رأسه بيده قليلاً ثم قال
-خلاص هخليها تيجى مع (تقى) هطلب من (تقى) تجبلى اى شئ وتاخد (أسماء) معاها
-ايوة كده بدل ما اديك بظهر ايدى
-لسانك ده ٠٠بس اقول عليك ايه !!
-المهم عاوزك توصل لبابا يوصل لانكل (فتحى) انهم هيحاولوا يقتلوا (رشاد) جو السجن
*******************
بينما كان (كمال) فى غرفته فى المشفى قد بدء أن يستعيد وعيه ولكنه كان يشعر بألم شديد فى عظامه شعر بالضيق حينما تذكر كيف ضربه هؤلاء الرجال ولم يكن يعلم هويتهم فعندما آتى الضابط للتحقيق معه منذ دقائق منعه الطبيب خوفاً على صحته ولكن حقيقة لا يعرف (كمال) من الذى جرؤ على ضربه هكذا ولما ٠٠ نظر حوله لم يجد والده كالعادة فبالطبع هو مشغول بأعماله ووزارته اخذ نفس عميق فحتى لم يرى أى صديق من أصدقائه أمامه فدوماً كما كان وحيد لا أحد يهتم به او بصحته ولكنه توعد بهؤلاء الرجال الذين جعلوه طريح للفراش هكذا ٠٠
******************
إما عن (داوود) فقد ذهب إلى الجامعة الخاصة ب (كاميليا) لكى يذهبوا معاً إلى المنزل استقلت معه (كاميليا) سيارته وكانت تشعر بتوتر كبير نظر لها (داوود) من مرآة السيارة وفهم أنها تشعر بالخجل فقرر أن يشاكسها قليلاً فقال
-ساكتة ليه ؟!
نظرت له ولم تكن تعلم ماذا ستقول
-انا !!
-اومال انا
-ابداً مش عارفة اقول ايه ؟!
-مكسوفة مثلاً ؟!
شعرت هى بمزيد من الخجل ثم قالت
-لا مين قال كده ٠٠ مش مكسوفة خالص
لاحت على وجه (داوود) ابتسامة خفيفة ثم قام بفتح المسجل الخاص بسيارته ووضع به شريط تسجيل قديم وبدئت الأغنية تصدر من ذلك الجهاز التى لم تكن سوى أغنية (بعترف _ لعمرو دياب) ما أن بدئت (كاميليا) فى سماع الأغنية حتى شعرت بأنها تشعر بخجل شديد فأبتسم (داوود) عليها تحسست (كاميليا) وجنتيها ثم نظرت إلى نافذة السيارة ولم تتحدث لاحظ (داوود) خجلها الزائد فأوقف السيارة ثم مسك يدها وقال بقلق مصطنع
-مالك يا كامى ؟! انتى تعبانة ولا ايه !!
نظرت له (كاميليا) وقد اتسعت عيناها وهى تنظر ليده الممسكة بيدها وقالت
-ا٠٠ انت ٠٠ انت ٠٠ انت ازاى تسمح لنفسك كده انت اكيد اتجننت
نظر لها ببلاهة ولم يهتم ثم وضع يده على جبهتها لكى يرى اكانت مريضة هى ام لا فأبعدت هى نفسها وهى تقول بأرتباك
-(دا٠٠دا ٠٠ داوود) متهزرش كده هسيب العربية وانزل لو قربت سم واحد
ابتسم (داوود) ثم قال
-وانا عملت حاجة !! ده انا بطمن عليكى
-انت قليل الادب وع٠٠ وع فكرة انا هقول لبابى اللى انت بتعمله ده
تحدث (داوود) بنعومة قائلاً
-واهون عليكى يا كامى !!
قطبت (كاميليا) حاجبيها ثم هزت رأسها نافية فأبتسم هو عليها ثم تابع
-طب رأيك فى الأغنية ؟!
-م٠٠ معرفش اول مرة اسمعها اسكت بقى ٠٠ سوق بقى لانزل بقى
نظر (داوود) أمامه ثم ابتسم قليلاً وقال قبل أن يبدء قيادة سيارته
-عارفة يا (كاميليا) ٠٠ انا عمرى ما تمنيت فى حياتى حاجة إلا وجودك جنبى وبوعدك انى عمرى ما هزعلك عاوزك وقت ما تحتاجى حاجة تقوليلى انا مش عاوزك تعتمدى ع غيرى فى اى حاجة ٠٠ انا عمرى ما هكون عائق فى حياتك بالعكس انا عاوزك تعملى كل اللى نفسك فيه بس وانتى معايا عاوزة تشتغلى معنديش اى مانع عاوزة تقعدى فى البيت زى ما تحبى عاوزك لما اعمل حاجة تضايقك تيجى تقوليلى فى وقتها (داوود) انت عملت كذا ٠٠ وصدقينى هغير للى انتى عاوزه وتتمنيه انا عن نفسى مش عاوز غير قربك ٠٠ وانى احس ان الشخص الاول فى حياتك زى مانتى الأولى فى حياتى
ابتسمت هى قليلاً ونظرت لأسفل ثم قالت
-تعرف يا (داوود) انا عمرى ما كنت اتخيل انى احب حد تانى غير (جواد) او ان (جواد) يبقى زيه زى (منير) الفكرة دى كانت مستحيلة بالنسبة ليا يمكن عشان (جواد) دايماً كان بيحاول يسعدنى ٠٠ بس حقيقى احساسى بيك مختلف حاسة معاك انى مش خايفة مبسوطة بوجودك ٠٠ بحب خوفك عليا وبحب اشوفك قدامى حتى غيرتك البايخة بحبها و ٠٠ بحب اهتمامك بيا طريقة حبك كلامك اسلوبك عينك الزرقا دى بحبها اووى
ابتسم (داوود) قليلاً ثم قال
-طب بصى انا بقول نطلع ع المأذون هو مش ابوكى موافق يبقى نتجوز بقى
-اطلع عند بابى
نظر لها متوسلاً
-المأذون احلى
-بقولك اطلع ع البيت
فتح (داوود) عيناه بطريقة تمثيلية
-ع البيت كده ع طول من غير مآذون
اجابته (كاميليا) ببراءة
-ايوة
وما أن انتبهت من مقصده حتى صرخت وضربته بحقيبتها على كتفه وهى تقول وقالت
-يا قليل الآدب
ضحك (داوود) كثيراً ثم بدء بقيادة السيارة وذهب إلى هناك وتحدث مع (سراج) بأن يقوم بخطبة (كاميليا) بعد أن يتحسن حال (جواد) تماماً الذى تقبل ذلك كما انه اخبره بأن يثق ب (جواد) فالغد سيظهر كل شئ لم يكن (داوود) يعلم ماذا يخفيه خاله ولكن ان كان (جواد) حقاً برئ فهو لا يمانع ولن يقف ابدا فى وجه سعادة شقيقته ٠٠
بعد ذلك وصل (منير) إلى المنزل كى يخبر والده بما اخبره (جواد) اتصل (سراج) على الفور ب (فتحى) ليخبره بذلك الذى اخبره أن (رشاد) انتقل إلى المشفى منذ ساعة تقريبا وهو ببن الحياة والموت شعر (سراج) بالحزن فها هو سيفارق الحياة وهو مازال عاصى لم يتطهر من ذنوبه بعد شعر بالحزن ولكنه يعلم انه اختار ذلك الطريق برغبته …
********************
فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠
وقفت (تقى) تنتظر خروج (أسماء) من مدرجها لكى تقلها إلى (جواد) كما اتفقت مع (منير) حينما خرجت (أسماء) من المدرج اسرعت (تقى) تجاهها ثم قالت
-(أسماء) ؟!
إلتفت تجاهها (أسماء) وعندما رأتها شعرت بغرابة شديدة وقالت
-(تقى) !! خير
اصطنعت (تقى) على وجهها الحزن ثم قالت بنبرة حزينة
-الصبح (منير) اتصل بيا وقالى ان ٠٠ ان (جواد) تعب شوية وبيخطرف بأسمك فقلت تيجى تشوفيه تطمنى عليه
شعرت (أسماء) بالقلق وتلألأت الدموع داخل عينيها ثم قالت
-ايه !! تعب !! تعب ازاى طيب و ٠٠ انتى متأكدة يا (تقى) ؟! (جواد) حصله ايه ؟!
شعرت (تقى) بالحزن من اجل تلك الكذبة التى تكذب بها على (أسماء) ولكن ماذا ستفعل ف (أسماء) لن تذهب بمفردها إلى (جواد) مهما حاولت اقناعها فقالت (تقى) بأسف
-تعالى نروح المستشفى نطمن عليه
مسحت (أسماء) دموعها وقالت
-اوعى يكون جراله حاجة يا (تقى) ؟! وانتى مش راضية تقولى
هزت (تقى) رأسها نافية ثم قالت
-لالا بخير متقلقيش هو تعب بس شوية
أسرعت (أسماء) معها لكى يستقلوا سيارة آجرة وذهبوا إلى المشفى سوياً كانت (أسماء) طوال الطريق تشعر بالقلق والخوف من أن يكون قد اصاب (جواد) مكروه ما بينما (تقى) شعرت بالذنب لما سببته بألم لتلك المسكينة وما أن وصلوا إلى المشفى ركضت (أسماء) نحو غرفة (جواد) حينما رأها (منير) تفتح باب الغرفة قام بغمز عينه ل (جواد) ثم ترك له الغرفة وذهب بالخارج نحو (تقى) التى كانت تبدو حزينة فقال (منير)
-مالك يا بت ؟!
-(أسماء) طول الطريق مبطلتش عياط لما تعرف هتضايق منى
ابتسم (منير) وامسك يد (تقى) بحنان ثم قال
-متقلقيش
فى الداخل اسرعت (أسماء) نحو (جواد) الذى حينما رأها ابتسم وشعر بسعادة كبيرة اقتربت منه وجلست على المقعد الذى أمامه وقالت وهى تمسك يده
-ايه اللى بيوجعك ؟! حصلك ايه يا (جواد) ؟!
قطب (جواد) حاجبيه ثم قال
-بيوجعنى !!
ثم تمتم قائلاً
-مقاليش الكلب
فأصطنع الألم ممسكاً بجانبه الأيسر
-اه جنبى بيوجعنى اووى
قطبت (أسماء) حاجبيه وقامت بمسح دموعها وقالت بتردد
-جنبك !!
فتحدث (جواد) ببلاهة
-هو قالك صدرى مكان الرصاصة ؟!
شعرت (أسماء) بضيق شديد ثم قالت
-انت بتكدب يا (جواد) !! بتمثل عليا انت كويس اهو
-ماهو الحمار ابن خالك مقاليش اعمل تعبان هو قالى هجبهالك وبس
عقدت (أسماء) يدها نحو صدرها ثم قالت
-انت مجنون ٠٠ جايبنى هنا ليه ؟!
-وحشتينى يا سمسمة ٠٠ ايه جوجو موحشكيش يا مفترية
-بقى كده ! بتمثلوا عليا كلكوا
-ردى عليا موحشتكيش بجد ؟!
-انت خاين يا (جواد) وانا تعبت منك ومش فاهمة منك حاجة
-لو تصبرى لبكرة بس هتفهمى كل حاجة وقولتلك عمرى ما خنتك ليه مش واثقة فيا !!
-والست هانم ام شعر اصفر دى
-ميملاش عينى غير العيون الخضر دى اللى شايفها قدامى
-يا سلااام
-انا عمرى كدبت عليكى !!
-كتيير
-خبيت اه بس مكدبتش يا (أسماء)
-اومال كنت فى بيت البنت دى بتعمل ايه !!
ابتسم (جواد) قليلاً فشعرت (أسماء) بالغضب وتابعت
-متنرفزنيش بتضحك ع ايه ؟!
-بضحك ع غيرتك يا مجنونة ٠٠ وحشنى كلامك وكل حاجة فيكى يا سمسمة
-هتفضل تقول كده مفيش مبرارت !!
-انتى مصدقة انى اخونك !! مصدقة انى ممكن ابص لواحدة تانية زى ما بصلك ؟
هزت (أسماء) رأسها نافية فأبتسم (جواد) ثم قال
-يااااه وحشتينى اووووى ٠٠ لو تعرفى الفترة اللى فاتت عدت عليا ازاى ؟!
-ازاى ؟!
-قلبى بيتقطع فى بعدى عنك يا لمضة
-رخم ٠٠ عموماً (سلامة) اتقدملى تانى عرفت ده
ارتفع حاجب (جواد) واعتدل فى جلسته مما جعل صدره يتألم وقال
-نعم يا حبيبتى !! ٠٠ متخلنيش اروح ادفن الواد ده
-وتدفنه ليه بيحبنى عادى ع فكرة ومن حقه يتقدم ليا
تحدث (جواد) بصوت مرتفع قليلاً ثم قال
-(أسمااااء) متخلنيش اتجنن عليكى
ابتلعت هى ريقها ثم قالت
-و٠٠ ومن حقى ارفضه طبعاً
-ايوووة اتعدلى كده يا حبيبتى
ابتسمت (أسماء) قليلاً ثم قالت
-طب انا لو سامحتك بابا مش هيسامحك و ٠٠
قاطعها (جواد) قائلاً
-يا ستى محدش هيسامحنى انا معملتش شئ غلط من اساسه
-ماشى يا (جواد) هصدقك
-عاملة ايه فى جامعتك ؟!
-الحمد لله انا بخير
-ع طول كنت باجى اشوفك واطمن عليكى
-بس مشوفتكش
-كفاية انى بشوفك
-انانى
-وحشتك يعنى ؟
هزت رأسها بالإيجاب فأبتسم هو ثم قال
-يااااه الراحة اللى بحسها وانتى قريبة منى مش بحسها مع حد تانى ٠٠ يمكن اكون فقدت امى وابويا ودول اغلى ما عندى ٠٠ بس ربنا عوضنى بوجود (سراج) و (قمر) واخواتى فى حياتى بيهم ٠٠ لكن انتى يا (أسماء) عمرى ما هعرف اعوضك بشخص تانى يمكن كلامى ده غريب وممكن متصدقهوش بس مشاعرى اللى جوايا من ناحيتك عمرى ما هعرف اديها لحد غيرك
-انا مصدقاك يا (جواد) ٠٠ لأن عمرى ما حسيت فى يوم انك مش بتحبنى لمعة عينك لما بتشوفنى دى كفاية عندى
نظر (جواد) أمامه ثم قال
-يوم ما نتجوز هلففك معايا العالم المكان اللى تختاريه تقضى فيه شهر عسلك هتكونى فيه بأذن الله
-انت وجودك فى حياتى اغلى من اى حاجة
نظر فى عيناها طويلاً فأبتسمت هى بخجل ونظرت لأسفل فظل قلبه يدق لثوان معدودة ثم قال
-بحبك يا بنت (هارون)
وقفت هى وقالت
-ا٠٠ انا انا لازم امشى
-ليه ما القعدة كانت حلوة
-انا مقلتش لحد انى هاجى عندك وقدر حد جاه وشافنى مينفعش
-هتيجى تانى مش كده ؟!
هزت رأسها بالإيجاب
-خلى بالك من نفسك
-وانت كمان ٠٠ وكل كويس واشرب عصاير كتير
-حاضر
-مع السلامة
نظر لها (جواد) ثم قال وهو يرفع احدى حاجبيه
-تعالى هنا
-فى ايه ؟
-بقولك قربى
-(جواد) انت مجنون
-بقولك قربى
اقتربت منه وهى لا تفهم شئ فقام بضرب جبهتها بخفة باصابع يده فقطبت هى حاجبيها فتابع هو
-لو سمعتك بتقولى اى كلمة فيها سلامة هدبحك
ضحكت (اسماء) بشدة ثم قالت
-مجنوووون
*********************
فى فجر اليوم التالى داخل مطار القاهرة حيث كان موعد تسليم البضاعة كان الضابط يقوم بتفتيش الحقائب التى ستصعد الطائرة المتجهة إلى (نابولى) حتى امسك بتلك الحقيبة التى بها الاثار المهربة ابتسم بسعادة وتمر ىجاله بالقبض على صاحبها تواً ٠٠
بينما فى ذلك الوقت اتجه ضابط آخر نحو منزل (وزير السياحة) واقتحم الفيلا التى يسكن بها ثم طرق باب المنزل بشدة حتى فتح له الخادم فأزاحه الضابط جانباً فى تلك الأثناء استمع (شهاب الزيتى) لصوت الضوضاء بالخارج فخرج من مكتبه وجد ضابط يقول
-مطلوب القبض ع سعادتك
أتسعت أعين (شهاب) بعدم تصديق ٠٠#دمعة_قلب
#علا_السعدني