الحلقة التاسعة

2.7K 88 11
                                    

الحلقة التاسعة

فى صباح اليوم التالى ٠٠
أتجهت (تقى) إلى المدرج الذى به محاضرة لها ولكنها توقفت حين رأت أحدهم يقف أمامها فنظرت للأعلى وجدت (كمال) أمامها فنظرت للآتجاه الآخر فقال هو بأبتسامة
-بلاش بس القرف اللى ع وشك ده واعدلى وشك
زفرت بضيق ثم قالت
-لو سمحت عدينى ٠٠ عندى محاضرة
ابتسم هو قليلاً ثم اخرج من جيب بنطاله صور ما ثم قال
-بس قبل ما تعدى شوفى الصور دى ع مهلك
أتسعت أعينها ثم نظرت للصور التى بيده وحين وقعت عيناها على أول صورة أتسعت عيناها واخذت تمرر صورة تلو الأخرى وهى تضع يدها على فمها مذهولة مما ترى فقد كانت صور لها عارية ثم حاولت أن تخبئ تلك الصور وقالت
-حرام عليك ٠٠ ا٠٠ انت صورت ده ازاى
ثم تذكرت أن تلك الغرفة ٠٠ تلك الغرفة الخاصة ب (ميرنا) كيف صورها هناك اذاً فقالت بصوت مرتفع
-دى كانت شقة (ميرنا) ٠٠ ا٠٠ انت صورتنى ازاى
أبتسم لها بسخرية ثم قال
-دى شقتى انا ٠٠ (ميرنا) جبتك شقتى ساعة ما شربتى العصير ونمتى يا حلوة
وضعت (تقى) كلتا يداها على فمها ولكنها حاولت أن تقطع تلك الصور حتى لا يتبقى أى أثر لها فأبتسم هو مرة آخرى ثم قال
-قطعى براحتك عندى نسخ منها يا ماما
نظرت له بإزدراء ثم قالت
-ا٠٠ انت عملت فيا ايه ؟!
-بينى وبينك انا لسه معملتش بس اى حد هيمسك الصور دى هيقول انى عملت
-ا٠٠ انت سااافل وواطى وإنسان قذر
-هشششش ٠٠ يا حلوة ٠٠ تسمعى الكلام وتعملى اللى اقولك عليه محدش هيشوف صورة واحدة لكن تقلى عقلك يا حلوة ٠٠ هبعت الصور لأبوكى وأخوكى يعرف وتتفضحى ع الفاضى ومحدش يصدقك لكن تبقى معايا ٠٠ محدش هيعرف أى شئ
نظرت له بذهول وقالت
-ا٠٠ انت حقير ٠٠ ومعندكش دم ولا حتى انسانية
نظر لها (كمال) بتحدى
-كلمة زيادة ٠٠ وهفضحك انا هديكى يومين ٠٠ يومين يا حلوة والاقيكى فى الشقة اللى ودتك فيها (ميرنا) وإلا الصور هتوصل للسيد الوالد
ثم تركها وذهب بعيداً بينما ظلت هى تبكى بشدة وتنهمر من عيناها الدموع هى لم تفعل شئ خطأ ولا تحب أن تغضب رباها ولكن والداها وشقيقها لن يصدقوا حتماً إنها بريئة جلست بأقرب مقعد وهى تبكى بشدة على ما حدث لها وكيف تتصرف اتذهب ل (كمال) ذلك وتضيع فى الدنيا والآخرى ام لا تذهب ويحدث لعائلتها فضيحة دون أى داعى حتى ٠٠
فى تلك الأثناء كان (منير) يجلس بالقرب من المنطقة التى بها (تقى) وهو يمسك اسفل ظهره فقد المه من الجلوس فى المدرج ثم قال
-الله يخرب بيت دى كلية اصلاً ٠٠ انا ايه اللى عملته فى نفسى ده خلاص مش لاقى غير هندسة ٠٠
نظر بعيداً وجد (تقى) تجلس بعيداً وتبكى عقد حاجبيه دون فهم لكنه وقف واقترب منها ثم قال
-(تقى) !!
لم تستطع (تقى) أن تميز الصوت فنظرت لأعلى وجدت (منير) أمامها فشعرت بصدمة ولكنها نظرت لأسفل مرة آخرى ومسحت دموعها مسرعة ووضعت الصور التى بيده فى الحقيبة مسرعة اندهش (منير) لتصرفها ذاك ولكنه قال
-انتى بتعيطى ليه ؟ ٠٠ حصل ايه ؟
ابتلعت ريقها ثم قالت
-انا بعيط !! ٠٠ مبعيطش خاالص
و هزت كتفاها بلا مبالاة وهى تنظر له ثم قالت
-فين بعيط ده !!
نظر لها بعدم فهم فوقفت هى لتقول
-عن اذنك ورايا محاضرة
ثم تركته وذهبت بعيدة فنظر لها (منير) بإندهاش
-لااا يا بت وانا اصلاً اللى مهتم وعاوز اعرف بتعيطى ليه ٠٠ عيلة هبلة
*****************
جلس (زهير) فى الجامعة ينتظر قدوم (چيلان) حين أتت أبتسمت وهى تنظر له ثم جلست بجواره لتقول
-وحشتنى اوووووى
-انتى كمان
-اتحدد ميعاد الخطوبة ؟
-اه ٠٠ ابوها اتصل امبارح بليل ببابا وبابا اتفق معاه ع ميعاد الخطوبة تبقى بعد يومين
-ع طول كده
زفر (زهير) بضيق ثم قال
-انا مخنوق اصلاً ٠٠ انا مش عاوز غيرك
-وهى حلوة بقى ؟
-ولا حلوة ولا حاجة ٠٠ اسكتى يا (چيلان) احسن ٠٠ عشان انا مش طايق نفسى
-ماشى ٠٠ ماشى يا (زهير)
****************
فى المساء ٠٠
وصل (داوود) إلى منزل (سراج) استقبلته (قمر) وقالت
-عامل ايه يا حبيبى ؟
-بخير يا طنط الحمد لله ٠٠ ممكن بس اشوف (كاميليا) انا عارف انها تعبانة بس مش هتعبها زيادة هديها حاجة وامشى ع طول
أبتسمت (قمر) ثم قالت
-حاضر يا حبيبى ٠٠ اقعد وانا هندهالك
صعدت (قمر) للأعلى وجدت (كاميليا) تجلس على الفراش اسفل غطائها فقالت
-انزلى يا حبيبتى ل (داوود) جاى يسئل عليكى
زفرت (كاميليا) بضيق
-يا مامى قوليله انى نايمة انا بردانة ومش قادرة
-عيب كده يا (كاميليا) ٠٠ البسى طرحة ع دماغك وانزلى
زمت (كاميليا) شفتاها بضيق ثم أرتدت حجابها ونزلت بالأسفل نظر لها (داوود) وجد وجنتيها محمرتان وعيناها ذابلة شعر بالحزن على حالها ذاك فجلست أمامه وقالت
-ازيك يا (داوود) ؟
-الحمد لله ٠٠ ازيك انتى يا (كاميليا) ؟
-الحمد لله ٠٠ خير فى حاجة ؟
أبتلع هو ريقه ثم قدم إليها دفتر ثم قال
-شوفى كده دى المحاضرات اللى فاتتك
نظرت له (كاميليا) بأندهاش ثم مدت يدها لتأخذ الدفتر وهى تقول
-جبتها منين ؟
أخذ نفس عميق ثم قال
-ا٠٠ اصل روحت الحامعة عندك وخدت المحاضرة من واحدة زميلتك
نظرت (كاميليا) للدفتر وإلى خطه المنسق فرفعت حاجبها وقالت
-وهى قعدت تستناك لحد ما نقلت كل ده !! كان كفاية تصوره وخلاص
أبتسم (داوود) قليلاً ثم قال
-لا طبعا مستنتنيش ٠٠ انا فعلا صورتهم وخدتهم البيت ونقلتهم ليكى بخط حلو ٠٠ بصراحة كان خطها وحش اووى وخفت ع عينك تتعب زيادة فنقلتهم بخط احسن
أبتسمت له ثم قالت
-مش عارفة اشكرك ازاى بجد محدش فكر اصلاً فى محاضراتى حتى (منير)
شعر (داوود) بسعادة كبيرة فتلك المرة الأولى التى تبتسم فى وجهه ثم قال
-اى وقت تحتاجى فيه حاجة ٠٠ انا موجود
امسكت الدفتر بيديها وهى تنظر له ثم قالت
-ميرسى ٠٠ ميرسى ٠٠ ميرسى
وقف (داوود) ثم قال
-طب انا مضطر استأذن بقى
-اتفضل ٠٠ وبجد مش عارفة اشكرك ازاى
-خلاص بقى يا (كاميليا) ٠٠ اهتمى بصحتك بس
-حاضر
*****************
كان (جواد) فى الطريق مع (رشاد) بداخل سيارته متجهين إلى قريتهم نظر له (رشاد) ثم قال
-ايه هتعرف المكان ؟
اجاب (جواد) ببرود
-لما نوصل نريح وبكرة بليل بأذن الله هشوف المكان وربنا يسهل
أبتسم (رشاد) بسعادة ثم قال
-كويس جداً اما نشوف
**************
جلست (أسماء) فى غرفتها وهى تفتح كتاب ما لكى تذاكر ولكنها تذكرت معاملة (جواد) الجافة لها مؤخراً ولا تفهم سر تلك المعاملة تساقطت الدموع من عيونها ولكنها مسحت الدموع وحدثت نفسها بأنه ربما يختنق من شئ ما فقط هى تعلم مدى حب (جواد) لها ولن يتغير معها بسهولة حاولت أن تبتسم وأن تتذكر ذكرياتهم الجميلة معاً ٠٠
**************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
جلست (عالية) فى المدرج وبالها مشغول بذلك الشاب لما وافق على خطبتهم وضعت يدها على وجنتها وهى لا تصدق أن غدا هو موعد خطبتهم اتت صديقتها وجلست بجوارها
-انا مش مصدقة انك جيتى النهاردة !! انتى خطوبتك بكرة يا بنتى
-وفيها ايه !! ٠٠ مامتى اصلاً بتحب تفصل هدوم وتفصيلها جميل جدا ٠٠ وهى عملت فستان خطوبتى من السنة اللى فاتت وجميل جداً ومقتنعة بيه ٠٠ ده لولا أن بكرة الجمعة كان زمانى جيت لو فى محاضرات
اغمضت صديقتها عيناها وهزت رأسها بأسى ثم قالت
-انا مش مصدقاكى ٠٠ انتى مجنونة
ضحكت (عالية) ثم قالت
-مش اوووى يعنى
****************
جلست (كاميليا) مع صديقتها فنظرت لها صديقتها بخبث
-قريبك الأمور ده جاه واخد منى كشكول المحاضرات
ضحكت (كاميليا) كثيرا ثم قالت
-ع فكرة ده اصغر مننا
-يوووه انتى لازم تفكرينى ٠٠ عموماً مش مهم المهم انه امور
-انتى مجنونة
فى تلك اللحظة اقترب (مراد) من (كاميليا) وقال
-الف سلامة عليكى ٠٠ سمعت انك كنتى تعبانة !!
شعرت (كاميليا) بالخجل
-الله يسلمك ٠٠ شكراً لسؤالك
-انا كنت قلقان فعلا عليكى و ٠٠
أبتلعت ريقها ثم قاطعته
-يلا يا (حنان) عندنا محاضرة
-دلوقتى !
نظرت لها (كاميليا) بضيق فتابعت (حنان)
-اه اه نسيت
ثم رحلا سوياً فقالت (حنان) حينما ابتعدوا
-انتى مجنونة ٠٠ ماهو نفس دفعتنا ٠٠ يعنى عارف اننا كدابين
زفرت (كاميليا) بضيق ثم قالت
-يوووه ٠٠ مش مهم اصل هو تنح اووي و بارد كده
ضحكت (حنان) قليلا ثم قالت
-انتى مجنونة
ثم ظلا يجلسان سوياً يتناولون الطعام ويمرحون حتى اتى ميعاد المحاضرة فذهبوا معاً نحو المدرج وجدوا (داوود) يقف امام المدرج أتسعت أعين (كاميليا) ثم ذهبت تجاهه وقالت
-بتعمل ايه هنا !!
نظر لها (داوود) ثم قال بقلق
-انتى ايه نزلك ٠٠ انتى وشك تعبان جداً
-انت ايه اللى جابك هنا ؟
ابتلع ريقه ثم قال
-كنت هحضرلك المحاضرة واسجلهالك بالواكمان بتاعى عشان تسمعيها
أغلقت (كاميليا) عينيها ثم فتحتها بعدم تصديق وقالت
-انت مجنون ٠٠ ومحاضراتك انت ؟! دى اول سنة ليك ولازم تحضر كويس
نظر لها هائماً ثم قال
-فداكى كل حاجة
أبتلعت ريقها وشعرت بالخجل ثم قالت بتلعثم
-ايه .. ايه اللى بتقوله ده !!
أبتسم لها قليلاً ثم قال
-طب انا هدخل معاكى اسجلك المحاضرة وانتى لو عاوزة تنامى او تريحى نامى
-لا روح محاضرتك
-معنديش اصلاً دلوقتى ٠٠ متقلقيش ٠٠ انا هفضل معاكى واروحك بعدها
-م٠٠ ملوش لزوم انا ٠٠
قاطعها (داوود) بنبرة آمرة
-اسمعى الكلام ٠٠ خلينى اروح وانا مطمن عليكى
ابتسمت (كاميليا) قليلاً ثم قال
-انا مش عارفة اقولك ايه !
-ولا حاجة
فذهبت (كاميليا) إلى (حنان) ودخل ثلاثتهم معاً المدرج وبدء (داوود) فى تسجيل المحاضرة لها بينما هى حاولت أن تركز فيما يقوله الدكتور وشعرت ببعض الدوار فأنزلت رأسها قليلاً لتنام على الطاولة التى امامها بينما ظل هو ينظر لها وهى نائمة لاحظت (حنان) نظرات (داوود) إلى (كاميليا) وأبتسمت قليلاً ولكنها انتبهت لشرح الأستاذ مرت المحاضرة وهمت (حنان) لتيقظ (كاميليا) فهز (داوود) يده نافياً وقال بصوت خافت
-سيبيها نايمة براحتها لما تفوق انا هاخدها اروحها
ابتسمت (حنان) ثم قالت
-ابقى خليها تكلمنى لما توصل البيت عشان اطمن عليها
هز (داوود) رأسه بالإيجاب وانصرف الجميع ولم يتبقى إلا (داوود) مع (كاميليا) مرت نصف ساعة وهى نائمة بينما كان (داوود) يستمع لبعض الأغانى بالسماعات الخاصة به وعندما أستيقظت (كاميليا) نظرت حولها وجدت الجميع قد انصرف ولكنها نظرت بجوارها وجدت (داوود) فقالت
-حصل ايه ؟!
-نمتى فى المحاضرة وخلصت ٠٠ وانا مردتش اصحيكى ومستنيكى عشان اروحك
-يا خبر انا مكتبتش حاجة
-سجلتهالك كلها متقلقيش
-ميرسى ٠٠ عموماً يلا عشان نروح
وقف (داوود) وذهب معها تجاه سيارته ثم قام بإيصالها إلى المنزل فنظرت له وهى تقول
-مش هتدخل معايا
-لا انا كده اطمنت عليكى ٠٠ لو مش قادرة تيجى بكرة هسجلك المحاضرات زى النهاردة
هزت رأسها نافية
-إن شاء الله هبقى احسن ٠٠ وميرسى تانى
-مش عاوز اسمع منك كلمة ميرسى ابداً
شعرت عى بالخجل فقال
-صحيح صحبتك عاوزكى تكلميها ابقى طمنيها
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت مودعة إياه
-باى
-مع السلامة
ظل ينظر حتى ترجلت ودلفت للداخل وأبتسم ثم قال
-يخرب بيتك ٠٠ قمر ماشى ع الأرض
***************
فى المساء ٠٠
داخل القرية التى ولد بها (جواد) سار مع خاله ورجاله فى منطقة مهجورة لا يسير بها اناساً كثيرون حاول ان يتذكر تلك الذكريات التى تنحصر فى بعض الصور فى خياله عن المكان الذى كان يأخذه إليه جده قد كان صغير فى ذلك الوقت ولكنه يتذكر حين حدثه جده ببعض الكلمات التى لم يفهم معناها فى ذلك الوقت
(نزل (جواد) مع جده درج ووصلوا إلى مكان ما بالأسفل ظل (جواد) ينظر حوله ولكن كان الظلام يعم المكان حتى انار جده الطريق بمصباح اضاءه بالنار فنظر (جواد) للمكان جيداً وجد العديد من التماثيل فشعر بالخوف واقترب من جده واختبئ فى عبائته وقال خائفاً
-ا٠٠ايه ديه يا چدى !!
ضحك (رجب) عليه كثيراً ثم قال
-لاه ٠٠ لاه يا (چواد) يا ولدى انى رايد منيك تبجى جوى ومتخافش ٠٠ المكان ديه هتحتاچه فى يوم لما تكبر اكيييد)
كانت تلك المرة الأولى التى رأى بها (جواد) ذلك المكان وتوالت الزيارات و (جواد) لا يفهم او لا يستعب ما ذاك حتى نسى تماماً أو تناسى ولكن حين ايقظ (رشاد) فى باله تلك الذكريات عادت مجدداً له ٠٠
أقترب (جواد) من منطقة ثم نظر إلى (رشاد) وقال بثبات
-خليهم يحفروا هنا
آشار لهم (رشاد) كى يبدئوا الحفر فبدئوا بالحفر جميعهم حتى ظهر باب حديدى اسفل ذلك التراب اقترب منه (جواد) ثم قام بفتح ذاك الباب الحديدى فوجد درج مؤدى للأسفل نزل (جواد) بكشفه للأسفل وتبعه جميع الرجال نظر (جواد) للمكان جيدا وجد عدة تماثيل صغيرة بالجوار وايضاً صندوق كبير فى الجهة المقابلة اقترب (جواد) من الصندوق ثم قام بفتحه فوجد به العديد من النقود القديمة أتسعت اعينه ثم وجد عدة أوراق أعلى النقود مسكها وعلم انها الخرائط فنظر ل (رشاد) ثم قال
-دى الخرايط
أبتسم (رشاد) بسعادة ثم أقترب منه واخذ الأوراق منه وظل ينظر لها ثم نظر إلى رجاله وآشار لهم
-خلصوا عليه ٠٠

#دمعة_قلب

#علا_السعدني

دمعة قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن