الحلقة العاشرة
قبل أن يلتف (جواد) لهؤلاء الرجال وقبل حتى أن يخرج رجال (رشاد) أسلاحتهم كان يقف خلف كل رجل رجلاً آخر مهدداً إياهم فى ظهرهم إلتف (جواد) إلى (رشاد) ونظر له وهو يبتسم بسخرية
-هو انت شايفنى قليل اووى كده ٠٠ أو غبى لدرجة انى اثق فيك ٠٠ زى ما كنت شغال تحت ايد ابويا ٠٠ هتفضل مكانك تحت ايدى
ثم آشار إليه تجاه رجاله وقال بثقة
-الرجالة دى تبقى رجالتى يا (رشاد)
شعر (رشاد) بغضب شديد وضم قبضة يده بغيظ بينما أخذ رجال (جواد) الاسلاحة الخاصة برجال (رشاد) وجعلوهم دون سلاح فنظر (جواد) مرة آخرى إلى خاله وقال
-بص بقى ٠٠ انا مش هقتلك ٠٠ انت اقل من انى اوسخ ايدى معاه ٠٠ انا عاوز اعرف الراجل اللى قلت عليه أنه مسئول عن تهريب الحاجات اللى هنلاقيها ديه
تحدث (رشاد) على مضض ثم قال
-و٠٠ وماله اعرفك عليه
****************
فى عصر اليوم التالى ٠٠
كان الجميع يعد من أجل خطبة (زهير) و (عالية) جلست (تقى) مع (عالية) فى الغرفة لكى تساعدها أن أحتاجت شئ ولكن كانت (تقى) شاردة للغاية تفكر فى أن اليوم من المفترض أن تذهب ل (كمال) حتى لا يفضحها أمام عائلتها أغمضت عيناها وكادت الدموع أن تسقط من عيناها ولكنها ابت أن تنزل حتى لا يعرف شخص ما ما بها شعرت (عالية) بخطب ما فى (تقى)
-انتى تعبانة يا (تقى) ؟ ٠٠ اقعدى ريحى ٠٠ انا مش محتاجة اعمل حاجة اصلاً
أبتسمت (تقى) بهدوء ثم قالت
-لا خالص هتعب من ايه ٠٠ وبعدين انتى بس لما لبستى الفستان بقيتى جميلة ما شاء الله مش محتاجة اى حاجة خالص
علمت (عالية) بأنها تجاملها ابتسمت بهدوء بينما دخلت (سوسن) عليهم ونظرت لها
-حقيقى (رأفت) عرف يختار ل (زهير)
شعرت (عالية) بالخجل ثم قالت
-ميرسى يا طنط
أبتسمت (سوسن) ثم قالت
-بس انا هطلب منك حاجة واحدة
نظرت لها (عالية) بدون ان تفهم
-خير يا طنط
-ربى (زهير) كويس عشان معرفتش اربيه
أبتسمت (عالية) وأبتسمت (تقى) قليلاً ثم نظرت للساعة
-انا هروح اتوضى المغرب هيأذن خلاص
أبتسمت (عالية) ثم قالت
-اتفضلى طبعاً
مر الوقت واتى (زهير) متاخراً قليلاً وكان يبدو عليه الضيق فسار والده بجواره وقال
-افرد بوزك ده
-مش قااادر يا بابا ٠٠ انت حطتنى قدام الامر الواقع مدتنيش خيار تانى ٠٠ كأنى مش ابنك
-انا اختارت ليك الاحسن ٠٠ بدل الرقاصة اللى عاوز تجوزها
-بابا لو سمحت
-اتنيل ٠٠ واحد غيرك يبوس ايده وش وظهر أن واحدة زى (عالية) وافقت عليه بنت زى ما بيقولوا حسب ونسب وتربية وثقافة ومتعلمة والاولى ع دفعتها وجميلة كمان
تحدث (زهير) بسخافة
-جميلة اووووى الصراحة
نظر له (رأفت) بضيق
-هى جميلة فعلاً يا (زهير) ٠٠ سواء اعترفت ولا لأ البنت جميلة ٠٠ يلا روح اقعد مكانك وافرد خلقتك
أبتسم (زهير) بسماجة ثم اتجه نحو كرسيه ٠٠
وقف (داوود) بعيداً ينظر إلى (كاميليا) وهى تجلس بجوار والداتهم فأقترب منهم وجلس بجوار (قمر) وقال
-هو خالى فين عشان يسيب اتنين بحلاوتكوا كده
ضحكت (قمر) ثم قالت
-وانا مش مالية عينك يا (داوود) ولا ايه حد يبص لبنتى وهى قعدة جنبى
فضحك (داوود) ثم قال
-الصراحة لا يا طنط طول مانتى قعدة جنب (كاميليا) محدش هيبصلها اصلاً عشان العيون كلها عليك انت يا قمر
نظرت (كاميليا) بغيظ إلى (داوود) بينما هزت (قمر) رأسها بأسى وقالت
-انت مجنون ٠٠ بس هقول ايه طالع لأبوك ٠٠ اختك الوحيدة اللى طالعة ل (حكمت)
ضحك (داوود) فى تلك اللحظة أتى (سراج) وقال وهو يضرب كتف (داوود) بخفة
-قوم يالا من هنا ٠٠ قاعد لازق فى مراتى كده ليه !!
قالت (كاميليا) بعد أن أخرجت لسانها إلى (داوود)
-كان بيعاكس مامى كمان
نظر له (سراج) بشدة فأبتلع (داوود) ريقه ثم قال
-برئ يا بيه ٠٠ ده ده انا كنت بحرسهوملك
-لا يا شيخ
فنظر (داوود) لأعلى فضحك (سراج) عليه ٠٠
بينما كانت (أسماء) تقف بجوار (تقى) وهى تشعر بالحزن لأن (جواد) لم يحدثها منذ أن سافر بالأمس اخذت نفس عميق بينما (تقى) شاردة فى موعدها ذاك مع (كمال) ولكنها لن تذهب ذهابها هناك سيغضب ربها منها بالتأكيد كم انها ستجلب لعائلتها عاراً سيظل طيلة سنوات حياتهم هى لن تفعل ذلك بعائلتها ولكن ٠٠ ولكن تلك الصور التى يملكها (كمال) ستجلب ايضاً العار لهم ولكن ٠٠ عليها أن تمهد لعائلتها الامر حتى لا يصدقوا ذلك الخسيس أقترب (منير) من (أسماء) ثم قال
-مالك يا سمسمة واقفة زعلانة ليه كده ؟
نظرت له (أسماء) بفضول ثم قالت
-متعرفش حاجة عن (جواد) ؟
هز (منير) كتفاه بلا مبالاة وقال
-اللى اعرفه انه سافر مع صحابى وهيرجع بكرة إن شاء الله
-اه تمام ٠٠
لاحظ (منير) أن (تقى)واقفة شاردة وأندهش من ملابسها كثيراً فجميع الفتيات فى الاعراس تأتى بفساتين إلا هى ترتدى چيب واسع عليه قميص نسائى فوقه چاكت قصير نوعا ما ولكنه الحظ أنه يوجد زر فى قميصها ليس مغلق ويظهر جزء بسيط من جسدها فأقترب منها وقال بصوت خافت
-احم !!
نظرت له (تقى) بلا مبالاة ثم اعادت النظر أمامها فتابع هو
-زرار بلوزتك مفتوح
أتسعت أعين (تقى) ثم ركضت بعيداً حيث لا يوجد أحد لكى تهندم ملابسها بينما تمتم هو قائلاً
-قال يعنى خلاص هموت واكلمك ٠٠ عشان التناكة اللى فيكى
بينما كانت (عالية) بجوار (زهير) لاحظت انه لا يحدثها ولا ينظر حتى لها ولا يهتم بوجودها فشعرت بحزن كبير داخل قلبها اذن هى لم تفهمه بطريقة خاطئة ٠٠ أن كان لا يعجب بها لما وافق على إتمام الخطبة زفرت بضيق وتمنت أن يقضى ذلك اليوم سريعاً فقد ملت الجلوس بجانب ذلك الفتى غريب الأطوار بالنسبة لها ٠٠
****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ترددت (تقى) فى الدخول إلى جامعتها ولكن عليها أن تذهب للداخل فلا مفر من ذلك ستواجه مصيرها اى كان ٠٠ دلفت للداخل وأتجهت نحو مدرجها ولكن اوقفها (كمال) بصوته الذى لا تطيق أن تسمعه
-ع فين كده ؟ مجتيش فى ميعادك ليه ؟!
شعرت (تقى) بالخوف قليلاً ولكنها تلعثمت ثم قالت
-ا٠٠ انا مش هاجى
اشتدت نظرات (كمال) لها ثم قال
-انتى بتقولى ايه ؟
-اللى سمعته انا مش هاجى عند حد
-والصور اللى معايا ؟!
شعرت (تقى) بالخوف قليلاً ثم قالت
-ي٠٠ يعنى هتعمل بيهم ايه ٠٠ هتروح تقول مثلاً لبابا انا صورت بنتك !!
ابتسم بسخرية ثم قال
-هعرفك انا هعمل ايه !! وهتيجى تتذللى عندى بعد ما تطردى طردة الكلاب من بيت أبوكى
شعرت (تقى) بخوف شديد ولكنها تجاهلت حديثه ذاك وتقدمت نحو المدرج وهى لا تعلم ماذا ينتظرها بينما ظل هو يرمقها بغيظ شديد
بالداخل بحثت عن تلك الخائنة التى كانت تظن أنهم أصدقاء لكنها مازالت متغيبة لم تأتى بعد ٠٠
*****************
بعد أن عاد (زهير) من الجامعة شعر بضيق شديد بعد أن اخبره والده أنه عليه أن يذهب اليوم لكى يتحدث مع خطيبته ويتعرف عليه أكثر وأكثر ذهب تجاه خزانته وهو ينتقى ملابسه فأرتدى قميص لونه ازرق وبنطال اسود وفوقهم بلوڤر لونه أبيض اخذ حافظته ومفاتيح سيارته ثم انطلق نحو الأسفل ٠٠
وصل إلى المنزل وجلس قليلاً مع (فتحى) وظلا يتحدثان سوياً فى امور شتى واعجب به (زهير) كثيراً وبعد قليل خرجت (عالية) وكانت ترتدى فستان لونه رمادى نصف ذراعى الفستان باللون الأبيض وحجاب لونه وردى كانت تبدو جميلة وهادئة كعادتها جلست بجوار والدها وهى تشعر بالخجل ابتسم (فتحى) على ابنته ثم استأذن ليجلس بعيداً عنهم بالخارج ويتركهم ليتحدثوا بأريحية عندما انصرف والداها رفعت هى رأسها قليلاً لكى تراه وجدته وسيماً كعادته ولكنه عابث شعرت بالحيرة من امره ايعقل أن يكون اجبره والده على تلك الخطبة ولكنها ابتسمت بسخرية وقالت لا يعقل هذا فتلك الاشياء والتراهات تراها فقط فى الأفلام نظر لها (زهير) واعجب بطريقة ملابسها كثيراً فكانت تبدو ملابسها محتشمة كما أنها تليق بها وجدها تنظر حولها ولا تتحدث فأبتلع ريقه ثم قال
-اكييد مروحتيش الجامعة النهاردة
هزت رأسها نافية ثم قالت
-لا روحت
عقد حاجبيه ثم قال
-روحتى ازاى ٠٠ انا ذات نفسى مروحتش انا صحيت متأخر
-لا انا مقدرش مروحش الجامعة ٠٠ وبعدين انا الاولى ع الدفعة السنة اللى فاتت مش عاوزة مستوايا ينزل
هز (زهير) رأسه بتفهم وعاد الصمت مجدداً فنظرت له هى ثم قالت
-انت ناوى تشتغل بعد ما اتخلص مع باباك ولا بارة ؟
-لا مع بابا نفسى اريحه شوية هو تعب عشانا كتير
اعجبت (عالية) كثيراً بحبه واحترامه لوالده
-حاجة كويسة خالص
لم يهتم (زهير) لحديثها فنظرت (عالية) إلى يده وجدته لا يضع دبلة خطبتهم فشعرت بالضيق وبالغضب لما يعاملها بتلك الطريقة ليس من المعقول انه يفعل كل هذا سهواً ثم قامت بسحب ذراعها نحو انامل يدها حتى لا يلاحظ انها ترتدى دبلته وقررت انها لن ترتدى خاتم خطبتهم مرة آخرى ولن تهتم بذلك الكائن البارد وحتماً يوماً ما ستأتيها الجرئة لكى تسئله لماذا وافق على اتمام خطبتهم ٠٠
****************
عاد (جواد) إلى المنزل فى وقت العصر حيث أنه وصل فى وقت الغداء فقام بالسلام على الجميع ولكنه لم يكن مرحا كالعادة واستأذن أن يستريح فى غرفته لانه يشعر بالتعب والأرهاق فشعرت (قمر) بشئ من الغرابة ثم قالت
-هو ماله شكله بقى غريب كده ليه ؟
نظر (منير) إلى والداته ثم اكد حديثها
-فعلاً يا ماما
لم تتحدث (كاميليا) فهى لا تريد أن تشغل بالها وتفكيرها به بينما (سراج) تحدث بضيق وهو يقول
-مش عارف
صعد (جواد) إلى غرفته وارتدى ملابس من اجل نومه ثم اراح جسده على الفراش وهو يفكر فيما يخبئ له الغد اشتاق لها كثيراً ولكنه يشعر أن قربه منها سيكون مضر لها اغمض عينه وهو يفكر بها ولكنه استسلم لرغبة قلبه فى سماع صوتها قام باخذ الهاتف الذى بجوار فراشه اعلى (الكوميدين) ثم قام بالاتصال بها ولحسن حظه هى من اجابت على الهاتف لتقول
-الو
شعر (جواد) بفرحة كبير داخل قلبه لاستماعه لصوتها ثم قال
-لاا ده انتى صوتك يجنن وانتى ع التليفون كمان
شعرت هى بالسعادة لاستماعها صوته
-(جوااد) حرام عليك انت فين قلقتنى عليك
-معلش يا حبيبتى ٠٠ حقك عليا بس غصب عنى انى انشغل يعنى
شعرت هى بالضيق من نبرة صوته فقالت
-انت كده بتقلقنى اكتر
-بقى القمر والملكة دى تقلق عليا انا ٠٠ ده انا محظوظ اووووى ع كده
ابتسمت (اسماء) بخجل ثم قالت
-انت اتغيرت خاالص ٠٠ انت كنت بتكسف مش بقيت تتكسف كده ليه
-حد يكسف من نفسه يا بت انتى
ابتسمت بخجل فتابع هو
-بحبك اوووى يا (اسماء)
تلعثمت (اسماء) ثم قالت
-م٠٠ ماما بتنده
ثم اغلقت الهاتف مسرعة فأبتسم هو ثم نظر للهاتف واحتضنه وردد بصوت خافت
-بحبك اووووى
****************
صعد (سراج) إلى غرفة (منير) وطرق باب الغرفة فجاءه صوت (منير) من الداخل
-ادخل يا بابا
دلف (سراج) للداخل ثم قال
-عاوزك فى مشوار كده
-خير يا بابا ؟
-عمك (رأفت) كان طلب منى شوية ورق يخص الشركة بتاعته وانا خلصت الأوراق دى عاوزك تروح تديها ليه
-انت تؤمر يا بابا
نظر له (سراج) بريبة فحرك (منير) كتفاه بلا مبالاة
-هلبس وانزل اخد منك الورق
-طب خلص
خرج (سراج) من الغرفة وبدء (منير) فى تبديل ملابسه ثم نزل بالأسفل واخذ تلك الأوراق واتجه نحو منزل (رأفت) الذى رحب به كثيراً فدلف (منير) للداخل واعطى الأوراق إليه وقال
-دى الاوراق اللى حضرتك كنت عاوزها من بابا
ابتسم (رأفت) واخذ ينظر للأوراق ثم ابتسم فوقف (منير) ليقول
-طب استأذن انا يا عمى
اعترض (رأفت) قائلاً
-لا ازاى هتتغدى معانا طبعاً
-بس٠٠
قاطعه (رأفت) قائلاً
-مفيش بس ٠٠
فى تلك اللحظة سمعوا صوت احدهم يطرق باب المنزل فذهبت الخادمة لكى تفتح باب المنزل وبعد قليل اقتربت من (رأفت) وقالت
-ملاقتش حد يا بيه بس لاقيت الظرف ده ع الارض ومكتوب فوقيه اسم حضرتك
قطب (رأفت) حاجبيه ثم اخذ الظرف من الخادمة وفتحه ليتفاجئ من محتواه فقد كان يحتوى على اكثر من صورة فتح الظرف ونظر للظرف للتسع عيناه ذهولا مما يراه فقد كانت صور لأبنته عارية غلت الدماء فى عروقه ولم يستطع أن ينظر أكثر من ذاك فترك الصور لتقع على الأرضية واتجه نحو غرفة (تقى) فنظر (منير) بغرابة إلى (رأفت) الذى وقف كمن لدغته عقربة ونظر لتلك الصور التى على الأرضية بعينه فأتسعت عيناه من الصدمة هو الآخر ٠٠#دمعة_قلب
#علا_السعدني