الحلقة الحادية والعشرون
خرجت (لانا) من الحمام وجدت (جواد) قد ارتدى ملابسه وهم ليخرج من المنزل فقالت له
-ع فين كده ؟!
-مفيش محتاج اقعد لوحدى شوية يا (لانا)
هزت (لانا) رأسها بتفهم وقالت
-زى ما تحب ٠٠ بس متنساش بكرة هتسافر البلد مع (جمال)
-هتيجى معانا
ابتسمت (لانا) قليلاً
-اتعودت ابقى معاك فى كل حتة
صمت (جواد) لبرهة ولكنه بدء أن يتحدث
-نسيت ان ميعادك بكرة معاه
-انت بتغير ولا ايه ؟
اخذ نفس عميق ثم قال
-حقيقى يا (لانا) انا تعبان ودماغى مصدعة ارجوكى سبينى امشى والتحقيق ده اعمليه بعدين
-تمام
****************
طوال الأسبوع كانت (تقى) تنتقى الفستان الخاص بعقد قرانها مع (أسماء) التى كانت تساعدها ٠٠
إما (عالية) فكانت والداتها هى التى تفصل لها فستانها بحب كما اعتادت أن تفصل لها فساتينها بسعادة ٠٠
إما عن (جواد) فقد ذهب إلى مقبرة آخرى ليأخذو من خيرها كما فعلوا المرة الماضية ٠٠
مرت الأيام سريعاً حتى أتى يوم الخطبة كانت (كاميليا) تشعر بسعادة كبيرة لشقيقها فدخلت غرفته وهو يتأنق ببذلته السوداء وقالت
-مرمر هيتجوز مش مصدقة
نظر لها (منير) بغضب شديد ثم قال
-مرمر !! هقتلك يا (كاميليا)
ضحكت قليلاً ثم استنهزت تلك الفرصة التى يوجد بها بمفردهم وقالت
-مضايقة اوووى يا (منير) بجد مش متخيلة ان ٠٠
وصمتت قليلا ففهم (منير) ما يدور فى رأسها ثم قال
-انا كمان نفسى (جواد) يبقى معايا فى اليوم ده بس هو قال انه هيجى قالى هسلم عليك من بعيد بتمنى يجى فعلاً ٠٠ الفرحة هتبقى ناقصة من غيره
هزت (كاميليا) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-مش عارفة ليه بابى واخد منه موقف ٠٠ (جواد) اللى لما كنت عيلة صغيرة لسه مش كبيرة لو قعدت قدامه بشعرى كان يجبلى الطرحة ويقولى يا كوكى انا مش زى (منير) مينفعش تقعدى قدامى كده ٠٠ (جواد) اللى ع طول يكلمنى ع الحرام والحلال زى بابى ما كان يكلمنا ٠٠ اينعم (جواد) شاب ومش مؤدب زى بابى اوووى بس مؤدب برده
ضحك (منير) ثم قال
-اهم حاجة فى الموضوع ده كله يا كامى انك اعترفتى ع الاقل بينك وبين نفسك أن (جواد) مجرد اخ لينا
أخذت (كاميليا) نفس عميق
-مش سهل اعترف بشئ زى ده ٠٠ صعب (جواد) انا حبيته بجد يا (منير) مكنش حب اخت لاخوها بس ٠٠ بس انا لسه عندى فرصة انا لو وقفت جنب (جواد) وصدقته ومحدش صدقه غيرى ودعمته ع الاقل هيتقبل ده منى ويشيلى ده كويس ودى نقطة كويسة اقدر ادخل بيها جو قلبه سواء (جواد) غلط او مغلطش كل انسان ليه هفوات كلنا بنغلط محدش معصوم من الغلط ٠٠ بس انا مش حابة اقرب منه فى الوقت ده بالذات اللى هبقى عاملة فيه زى قشايا لغريق وابقى بالنسبة ليه طوق نجاة ٠٠ مش عاوزة اكون انتهازية وبستغل الفرص بس اكيييد هلاقى اللى يحبنى زى مانا كنت بحب (جواد)
ابتسم (منير) ثم قال
-انتى تستاهلى احسن راجل فى الدنيا
-واحسن راجل فى الدنيا لازم يبقى اصغر منى يعنى
عقد (منير) حاجبيه بعدم فهم وقال
-فى ايه ؟!
-ولا حاجة روح جيب عروستك وصدقنى هحكيلك ع كل حاجة ويمكن اخد رأى (جواد) كمان ٠٠ الموضوع مش هناقشه فى 5 دقايق
-ماشى يا ستى ٠٠
ذهب (منير) لأحضار عروسه من منزلها وذهب أيضاً (زهير) لأحضار عروسه هو الآخر ليذهبوا سوياً إلى قاعة كبيرة فى مسجد يتم فيها خطبتهم وعقد قران (منير) و (تقى) ٠٠
فى السيارة الخاصة ب (زهير) كان (رأفت) يتولى القيادة وفى الخلف (زهير) الذى ينظر إلى (عالية) حيث كانت ترتدى فستان لونه بنى فاتح قليلاً ليظهر بشرتها فاتحة قليلاً فالفساتين الملونة تظهر بشرتها اغمق قليلاً وكانت تضع من الزينة القليل وكانت تبدو أنها تشعر بخجل كبير بدء (زهير) بالتحدث إليها وقال
-وحشتينى اوووى
فآشارت (عالية) بأصبعها نحو والده وهى تقول
-عيب
ابتسم لها ثم قال
-لا مش عيب انا نفسى اقول للكل انى بحبك
-انت ليه صممت نعمل خطوبة تانية ٠٠ مع ان مكنش فى داعى اصلاً كان ممكن البس الدبلة وخلاص
-عشان المرة دى كل حاجة مختلفة احساسى بيكى مختلف يا (عالية) ونفسى اسعدك بعد ما سرقت منك الفرحة يومها
ابتسمت قليلاً واخذت نفس عميق ثم نظرت للأتجاه الآخر فأبتسم هو فنظرت له ثم قالت
-تعرف أنى شبه ماما
ابتسم (زهير) ثم قال
-دى حاجة واضحة زى الشمس
ابتسمت بخجل ثم قالت
-بص انا عمرى ما كنت بهتم بالجمال ولا ببص للشكل ٠٠ وعمرى ما شفت نفسى وحشة إلا اما عرفتك حسيت انى وحشة اووووى
شعر (زهير) بالضيق ثم قال
-انا اسف انى وصلتلك شئ زى ده بس صدقينى انا من الاول مش شايفك وحشة اصلاً ٠٠ بالعكس انتى جميلة وفيكى صفات احلى بكتير من الجمال ٠٠ يمكن كان زوقى مختلف زمان ب أؤكدلك انه كان زبالة
ابتسمت هى قليلاً ثم قالت
-عمو مش سامع صح ؟
-ولو سامع يا ستى ٠٠ انتى اللى مردتيش يبقى كتب كتاب زى (منير)
-لسه محتاجة اعرفك اكتر ٠٠ (تقى) و (منير) يعرفوا بعض من زمان ٠٠ وبعدين انت لسه بتثبت ولائك
وضع (زهير) يده على وجهه ثم نظر بها بطرف عيناه
-كل ده ولسه ؟!!
-ايوة
-ماشى يا ظالمة
ضحكت هى كثيراً وكان (رأفت) يراقبها وهو يشعر بسعادتهم سوياً ٠٠
إما (منير) فقد ذهب إلى منزل (تقى) ليأخذها هو الآخر مع (سوسن) جلسوا بالخلف و(سراج) كان يقود السيارة ومعه (سوسن) وفى الخلف (تقى) و (منير) نظرت (تقى) إلى (منير) وجدته صامت كالعادة فهزت رأسها بآسى ثم قالت
-حلو الفستان ؟!
تحدث بهدوء قائلاً
-اه
زمت هى شفتاها بضيق فهو لن يتغير ابداً ثم قالت
-ع فكرة البدلة تجنن عليك
-شكراً
-(منير) حرام عليك ٠٠ احنا خلاص هنتجوز اهو بصلى كده زى ما بصلك متحسسنيش انى جربانة كده
ضحك (منير) ثم قال
-ممكن تسكتى لحد ما نوصل
نظرت (تقى) إلى الشباك وزفرت بضيق ثم قالت بصوت خافت
-مش ممكن مش ممكن ٠٠ ده معندوش احساس ٠٠ ده ابو الهول ٠٠ ده ده ده ٠٠
أستمع (منير) لحديثها السابق فقال بصوت خافت
-جبلة يعنى
نظرت له بضيق ثم قالت
-انت مش ممكن
ابتسم (منير) ثم وصلوا إلى القاعة جميعاً وكان الجميع يشعر بالسعادة حتى تم عقد قران (منير) و (تقى) وخطبة (زهير) و (عالية) جلست (تقى) لم تنتظر أى شئ من ذلك عديم الشعور ولكنها كانت سعيدة بداخلها صحيح أنه ليس لديه شعور ولكنها تحبه بشدة نظر لها (منير) ثم اخرج علبة صغيرة من جيب بنطاله وهو يقول
-(تقى)
نظرت له وقالت
-خير
ابتسم هو ثم فتح تلك العلبة لتجد قلادة على كل قلب رقيق فى العلبة فنظرت له لتقول
-ده ليا
هز (منير) رأسه بالإيجاب ثم ابتسم وقال
-وقبل كل ده عاوزك تعرفى حاجة
-ايه ؟!
-انا عمرى ما كنت مقتنع بالحب ده
قطبت هى حاجبيها فتابع هو
-بس معاكى لاقيت شعور غريب بيشدنى ليكى يا (تقى) ٠٠ بقيتى جزء من حياتى مهم واتحول الجزء ده للكل انتى حياتى يا (تقى)
احمرت وجنتى (تقى) خجلاً ولم تكن تعلم هل ما سمعته صحيح فوضعت يدها على وجنتها لتتحسسها فقال هو
-ممكن البسك السلسلة
اغمضت عيناها وفتحتها مرة آخرى ثم هزت رأسها بالإيجاب واعطته ظهرها كى يلبسها السلسلة وما أن انتهى من وضع تلك القلادة حول رقبتها وإلتفت حتى قبل رأسها وقال
-ربنا يخليكى ليا
اتسعت اعين (تقى) ثم قالت
-انت مجنون ٠٠ (زهير) هيضربنى
-انا جوزك يا هبلة
صمتت قليلاً ونظرت حولها فوجدت ان الجميع ينظر لهم بحب وان بالفعل تلك ليلة عقد قرانهم صمتت قليلاً ونظرت إلى (منير) بأمتنان وحب فأبتسم لها هو أيضاً ٠٠
إما عن (سراج) و (قمر) كان يقفان بجوار بعضهم البعض يشعران بالسعادة من اجل (منير) فقالت (قمر)
-(منير) ده عامل زيك فى كل حاجة بس محترم عنك كمان
ارتفع حاجب (سراج) ثم قال
-محترم عنى !!
هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-ايوة ٠٠ انت كنت سهن ٠٠ بتحب اتنين فى نفس الوقت وبتعشمهم بيك
ابتسم (سراج) وهز رأسه بآسى
-انتى مش ناوية تنسى (قوت) بقى
-انا عمرى ما غيرت منها يا (سراج) ٠٠ بس مكنتش بحبها قريبة منك ابداً
-يا (قمر) انتى وجودك فى حياتى شئ اساسى مقدرش اعيش من غيره
-بس زعلانة ع (كاميليا) اوووى يا (سراج) عارف قلبها نقى جداً بس الاعمى ابن (قوت) مبيحبهاش
ضحك (سراج) ثم قال
-بغض النظر عن كل حاجة (كاميليا) و (جواد) مش لايقين ع بعض اصلاً هما الاتنين مجانين
-فعلاً ٠٠ بس انت قلت (داوود) بيحبها
-انا واثق فيه وحاسسهم ينفعوا لبعض بس مش مهم رأيى ورأيك المهم رأيها هى
-فعلاً
فى تلك اللحظة اقترب شاب من (منير) بذقن خفيفة ويضع نظارة كبيرة تغطى معظم وجهه واقترب من (منير) وقال
-للأسف طلعت مراتك فعلاً ملكة جمال
ابتسم (منير) حين علم أن ذاك (جواد) ثم قال
-ايه اللى انت عامله فى نفسك ده ؟!
-مش عاوز بابا يعرف انى جيت ٠٠ وهو منبه ان علاقتى بيكوا مقطوعة
شعر (منير) بالحزن فأبتسم (جواد) ثم قال
-اومال فين كوكى ؟!
آشار (منير) ل (جواد) نحوها ابتسم (جواد) حين رأها ثم نظر إلى (منير)
-انا همشى قبل ما حد ياخد باله
-و (أسماء) ؟!
-(أسماء) تحت عينى طول الوقت
وودعه وانصرف فنظر (هارون) إلى (داوود) وقال
-قوم كلمها يا بجم
-بابا انا عارف انا بعمل ايه ارجوك سبنى ع راحتى
-زى ما تحب
نظرت (كاميليا) إلى (داوود) وجدته يتجنبها تماماً حتى انه لا ينظر لها شعرت بغضب شديد لا تعرف من تجاهله ام من شئ آخر خرجت (كاميليا) فى الخارج تبحث عن حمام لتبكى فيه بحرية وتغسل وجهها ذاك فقد كانت لديها رغبة ملحة فى البكاء ولكنها لم تعرف اين يوجد الحمام لذا خرجت خارج المسجد وظلت تبكى كثيراً دون أن يراها أحد شعرت ببعض الراحة بعد أن بكت وبدئت فى مسح دموعها ٠٠
إما (داوود) قد لاحظ غيابها فشعر بالقلق عليها وخرج ليبحث عنها وجدها تقف بالجوار وتبدو أن عينيها محمرتين فنظر لها وقال
-انتى كنتى بتعيطى ؟!
نظرت فى عينه وهزت رأسها بالإيجاب
-ليه يا (كاميليا) ؟!
-مضايقة اووووى ٠٠ ومعرفش السبب ٠٠ المشكلة ان ده مش وقت العياط اصلاً الناس تقول ايه غيرانة من اخوها
-ليه يا (كاميليا) حاطة اعتبار للناس ٠٠ عيشى حياتك عاوزة تضحكى اضحكى عاوزة تعيطى عيطى اللى يفهم غلط يفهم المهم راحتك انتى
ابتسمت قليلاً
-كلامك ده جميل بس عارف زى ايه بالظبط زى الورقة المتزغرفة شكلها جميل بس فى النهاية ورقة زيها زى غيرها ٠٠ احنا مش عايشين لوحدنا يا (داوود) لازم نراعى بعض
-طب تعالى ندخل المطعم اللى هناك ده ٠٠ اشربى كوباية ليمون وارجعى تانى القاعة
هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-ممكن تدخل انت ٠٠ انا هشرب العصير وارجع
-واسيب واحدة زى القمر كده تدخل مطعم لوحدها
ابتسمت (كاميليا) بخجل ثم اتجها سوياً نحو المطعم وجلست (كاميليا) على طاولة ما وجلس امامها (داوود) وطلبت هى عصير برتقال حتى لاحظ مجموعة من الشباب وفتاتان وجود (داوود) فأقتربوا منه قائلين
-مش معقول ايه جابك هنا ٠٠ مش قلت معزوم فى فرح
شعر (داوود) بتوتر وقال
-ا٠٠ اه انا فعلاً فى فرح وفى المسجد اللى قدامنا ده بس الجو زحمة جو فخرجت انا وبنت خالى نشم هوا شوية وهنرجع تانى
شعرت (كاميليا) بأنها احرجت (داوود) فتحدثت فتاة قائلة
-طب خلاص وصلها الفرح وتعالى اقعد معانا شوية وابقى امشى يا سيدى لما الفرح يخلص
ابتسم (داوود) قليلاً
-م٠٠ معلش يا (نهال) بابا وماما واختى جوا ولازم اقعد معاهم
شعرت (نهال) بالحزن ولكنها لم تعلق فوقفت (كاميليا) وقالت
-انا هرجع المسجد ٠٠ لو حابب تقعد مع ٠٠
قاطعها (داوود) قائلاً
-معلش هستأذن انا
فقالت (كاميليا)
-ممكن تدخلوا جوا معانا الفرح ٠٠ مش هيبقى فيه اى مشكلة وهتقعدوا سوا مع (داوود)
نظر الشباب إلى بعضهم البعض وأعجبتهم الفكرة ودخلوا سوياً للقاعة ظلت (نهال) طوال الوقت تتحدث مع (داوود) الذى اصابه إلم فى رأسه وكل لحظة ينظر إلى (كاميليا) بغيظ التى كانت تنظر لهما هى ايضاً دائماً شعرت بقليل من الغيرة لقرب تلك الفتاة منه ولكنها هى من فعلت ذلك حتى ترى فتلك الفتاة مناسبة ل (داوود) اكثر منها كانت تعطيه فرصة أن يختار جيداً وان يفكر مالياً فى امر السن بينهم كانت تنظر لهم بين كل حين وحين وتجدها تبتسم وتضحك له وهو ايضا يبتسم لها مجاملة هزت كتفاها بلا مبالاة وقالت
-دى بلستر بجد ٠٠ احسن خليه يختار ع مهله
انتهت الحفلة وذهبوا جميعاً إلى المنزل قام (زهير) بإيصال (عالية) ونظر لها نظرة اخيرة وقال
-هتوحشينى يا (عالية) ٠٠
ابتسمت هى ثم قالت
-وانت كمان يا (زهير)
شعر (زهير) أن قلبه يكاد ان يقفز من السعادة فغمز لها بمشاكسة هزت رأسها وقالت
-تصبح ع خير
-وانتى من اهله يا روحى
بينما كان (منير) يقود السيارة ويوصل (تقى) إلى منزلها بمفردهم وأسفل عقار منزلهم همت (تقى) لتنزل فأمسك (منير) يدها وقبل يدها ونظر بداخل عينيها قائلاً
-هتوحشينى
اتسعت اعين (تقى) دهشة وسحبت يدها مسرعة ثم قالت لتستفزه
-اتغيرت اوووى يا مرمر
نظر لها شذراً وقال بضيق
-مرمر !!
-اه مرمر
-بقى كده !! طيب انا هنقيلك اسم دلع برده عشان اذلك بيه
-مش هتعرف انا اسمى كله دلع اصلاً
-بقى كده !! ٠٠ طيييب
ثم ظل يفكر قليلاً حتى قال
-اممممممم لاقتها ٠٠ توتى
-توتى !!
-ماهو محدش احسن من حد ٠٠ تصبحى ع خير يا توتى
اضيقت عيناها بغيظ وترجلت من السيارة ولكنها قالت بينها وبين نفسها
-وانت من اهله يا حبيبى
ظل يتابعها بعينه حتى صعدت مع والداها ابتسم ونظر للدبلة التى بيده وهو يشعر بسعادة وانطلق عائداً للمنزل ٠٠
********************
مرت الأيام سريعاً حتى أتى موعد ابتدء الفصل الدراسى الثانى لم يحدث أى جديد فلم تكن (كاميليا) ترى (داوود) من الأصل وظنت أنه قد نساها وأنها لن تخطر بباله كما سئلها (منير) عدة مرات عن ما تريد أن تأخذ به رأيه هو و (جواد) ولكنها دوماً كانت تتهرب فلم يعد قيمة لذلك السؤال الآن و (داوود) قد بدء أن ينساها ٠٠
إما (أسماء) فقد كانت حالتها يرثى لها فشعر كلا من (هارون) و (حكمت) بالشفقة على حالها فلم تعد تمزح ولا تضحك ولا حتى تبتسم مجاملة كما أن وزنها قد قل حاولوا اخراجها من ذلك الذى تفكر به وجعلها افضل ولكن دون جدوى فأحتبست هى داخل غرفتها لا تريد مقابلة او الحديث مع أى شخص ٠٠ علم (جواد) بذلك من مراقبته لها وشعر بسكين يذبح قلبه على وضعها ذلك ولكن ماذا عساه أن يفعل ٠٠
إما (زهير) و (عالية) تقابلوا مرة واحدة بعد خطبتهم شعرت (عالية) بسعادة كبيرة وهى معه فكان يتكلما عبر الهاتف كثيراً ليطمئن عليها وزادت علاقتهم حباً ٠٠
بينما كان (منير) و (تقى) هما الآخران يزداد حبهم عشقاً فقد أصبح (منير) محور حياتها أصبحت لا تتخيل ثانية واحدة بدونه وهو أيضا كان يشعرها دائماً بحبه ذاك ٠٠
*******************
دخلا كلا من (منير) و (تقى) جامعتهم بأول يوم أحضرت (تقى) جدولها اليومى وهو ايضاً فنظر لها بعد أن انتهوا ثم قال
-يلا ع المحاضرة بتاعتك
عطست (تقى) ثم قالت
-لا انا عندى برد ومش قادرة احضر
-هتدلعى من أول يوم
نظرت له بلوم ثم قالت وهى تشر على نفسها
-يعنى ده منظر واحدة بتدلع !!
ابتسم (منير) ثم قال
-لا عارف يا حبيبتى انك تعبانة
أبتسمت له فتابع
-طب تعالى اوصلك
هزت يدها نافية ثم قالت
-ملوش لزوم دلوقتى ٠٠ واصلاً هروح الجامعة عند (أسماء) اطمن عليها وممكن اخدها تقضى اليوم عندنا حالتها بقت صعب وكل ده بسبب الحلوف اخوك
زفر (منير) بضيق ثم قال
-لو سمحت يا (تقى) مبحبش حد يغلط فى (جواد)
-طيب طيب خلاص ٠٠ المهم هروح اطمن عليها
نظر (منير) حوله جيداً فنظرت له (تقى) ووضعت يدها تجت ذقنه وامالتها لينظر لها
-اطمن مبقتش اشوفه ٠٠ الموضوع انتهى يا مرمر
رفع احد حاجبيه ثم قال
-ماشى يا (تقى)
فنظرت له ثم قالت
-ابقى كلمنى لما تخلص محاضراتك وتروح عشان اطمن عليك
هز رأسه بالإيجاب فهمت هى لترحل فمسك يدها مانعاً إياها ثم قبل يدها وقال
-هتوحشينى
شعرت هى بالخجل لأنه فعل ذلك وسط الجامعة وقالت مسرعة
-وانت كمان
ثم ركضت من أمامه فأبتسم عليها لاحظ (كمال) ذلك من على بعد وشعر بغضب شديد لما تسمح لذلك الوغد بأن يلمسها ووجدها تخرج من الجامعة فذهب خلفها ولكنه لم يلق بها فقد أستقلت سيارة آجرة فأستقل هو أيضا سيارته وتبعها حتى وصلت إلى جامعة (أسماء) دلفت بالداخل وبحثت عنها فى أرجاء الجامعها فى المطعم وفى الأماكن التى تجلس بها حتى وجدتها أخيراً بقسمها أقتربت منها وأحتضنتها فشعرت (أسماء) بسعادة لوجود (تقى) بقربها وقررا أن يتناولوا الطعام سوياً وهم فى داخل كافتريا الجامعة كان (كمال) يتابعها وينتظرها حتى تنتهى من جلستها تلك ٠٠
نظرت (تقى) إلى (أسماء) وقالت
-عاملة ايه دلوقتى ؟! انتى خاسة اووى يا سمسمة
أخذت (أسماء) نفس عميق ثم قالت
-(جواد) كان كل حاجة فى حياتى ٠٠ وفجاءة حياتى بقت تضيع منى يا (تقى) تعبانة اوووى
وضعت (تقى) يدها على كتفاها لتهون عليها ثم قالت
-بس انتى عارفة أن (جواد) مش بتاع بنات عمرنا ما شوفنا منه حاجة وحشة
-انا مش عاوزة اصدق يا(تقى) مش عاوزة غير انه يكون جنبى بس صعبان عليا نفسى اللى شافته مع واحدة تانية
-ج٠٠ جايز يكون مظلوم
-ولما هو مظلوم مش بيبرر ليه ٠٠ مستخبى ليه ٠٠ مبيواجهنيش ليه مستكتر عليا انه يطمنى ٠٠ طب طب حتى يقول انها غلطة وانا هسامحه يا (تقى) اه هذله شوية بس هسامحه بس يجى ويقولى ده كذب ولا حقيقة لكن ٠٠ لكن ده ما صدق
-كفاية كلام عليه ٠٠ خلينا ناكل ٠٠ ولو ماكلتيش مش هاكل وانا واخدة دوا شديد للبرد واموت وذنبى يبقى فى رقبتك
هزت (أسماء) رأسها بآسى ثم قالت
-هاكل يا ستى
تناولا الطعام معا وظلا يثرثران سوياً ثم أنصرفت (تقى)
وخرجت خارج الجامعة ووقفت حتى تأخذ سيارة آجرة ولكن وقف أمامها (كمال) وابتسم لها وهو يقول
-وحشتيني يا(تقى)
شعرت (تقى) بالخوف وهرب الحديث من حلقها وبدئت ترتجف خوفاً منه ٠٠