الحلقة الثامنة عشر
أبتلع (جواد) ريقه ثم قال بصوت يبدو عليه الأرتباك
-ا٠٠اتفضل يا بابا
نظر له (سراج) بضيق ثم دلف إلى الداخل وتبعه (هارون) الذى ما أن دخل وضع حقيبة الهدايا التى أحضرها (جواد) إلى (أسماء) ووضعها أمامه
-كده ملكش حاجة عندنا ٠٠ ولمعلوماتك انا مش جاى اعاتبك من اصله انا بس جاى اديك كل حاجة ٠٠ (أسماء) مش عاوزة منك حاجة
شعر (جواد) بغضب شديد يجتاحه ولكنه حاول أن يتملك ذلك الغضب ونظر إلى (سراج) مترجياً فنظر له (سراج) بغضب شديد وقال
-لما انت مسافرتش فهمتنا انك سافرت ليه ؟! ٠٠ ويا ترى بتعمل ده ع طول تفهمنى انك فى شغل ٠٠ مش بس كده انا سئلت عليك امبارح فى شغلك يا بيه وعرفت أنك واخ
د اجازة مفتوحة
أبتلع (جواد) ريقه فلم يستطع أن يقول أى شئ فزفر (سراج) بضيق وقال
-وبتعرف ستات كمان ٠٠ يا خسارة تربيتى فيك ٠٠ يا خسارة كل اللى علمتهولك وربتهولك
حاول (جواد) أن يتحدث
-يا٠٠ يا بابا انا ٠٠
قاطعه (سراج) وهو ينهض من على الأريكة قائلاً
-انا مش عاوز اسمع منك اى شئ ٠٠ انا حقيقى مصدوم فيك ومصدوم فى اللى انا بسمعه عنك ده
نهض (هارون) هو الآخر ثم قال
-يلا يا (سراج) ٠٠ ملوش لزوم انك تعاتبه اصلاً ٠٠
شعر (جواد) بالحزن ونظر إلى (سراج) وجده يتجه لباب الشقة مع (هارون) وخرجوا من المنزل بينما (جواد) نهض عن مكانه وظل يضرب الحائط بقبضة يده عدة مرات دون أن يصدر صوت حتى فقد كان يتألم داخلياً اكثر بكثير من وجع يده المرتطمة بالحائط ٠٠
******************
فى المساء ذهبوا جميعاً إلى منزل آخر ل (جواد) حيث كان يضع تلك الآثار فى قبو المنزل عاينها ذلك الشخص الأجنبى بينما (لانا) ظلت تنظر بأزدراء ل (جواد) الذى لم ينتبه لها مطلقاً فقد حدث بالصباح ما يكفى لجعله لا يطيق الرؤية إليها واتفقوا بعد ذلك أن عملية نقل تلك القطع الصغيرة ستكون فى نهاية الأسبوع المقبل ٠٠
إما عن (زهير) فقد قضى ليلته يفكر فى طريقة ليتخلص من (چيلان) فى تلك الأيام الماضية قد حسم أمره جيداً ومشاعره فلم يكن يذهب للجامعة تلك الأيام الماضية إلا لكى يحسم مشاعره تلك وأكتشف آنه قد خسر جوهرة بالطبع فالشكل الخارجى ليس مهماً على الأطلاق صحيح أن (عالية) ليست جميلة كما أنها ليست قبيحة ايضاً فهى متوسطة الجمال ولكنها تمتلك ما يريده هو شعر بندم شديد على تفوهه بتلك الحماقات ولكن كان يجب أن يكون صريحاً معها حتى تثق به لاحقاً وسيجد طريقة للتخلص من (چيلان) ٠٠
*******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
أرتدى (زهير) قميص لونه أبيض فوقه چاكت لونه أزرق وبنطال چينز أسود ثم أتجه ليذهب إلى جامعته ٠٠
وصل إلى الجامعة وتحديداً إلى كافتريا الجامعة فوجد (چيلان) تجلس مع فتى غيره قطب حاجبيه ثم ابتسم بسخرية وردد داخله
-ياااه بالسرعة دى !! ٠٠ وانا اللى كنت قاعد افكر اجبلك ازاى اننا ننهى اللى بينا
لاحظت (چيلان) نظرات (زهير) لها فأبتسمت بسخرية ثم بدت أنها تقول لمن معها شئ ما ووجدها (زهير) تقترب منه ثم قالت
-لسه فاكر تيجى تبص عليا ؟!
أبتسم (زهير) قليلاً ثم قال
-مانا شايفك مش متأثرة
-واتأثر ليه اذا كنت انت نفسك مش متأثر
هز رأسه بتفهم ثم قال
-صح معاكى حق ٠٠ بس هو عاادى كده سابك تيجى تكلمينى
-وانت فاكر كل الرجالة زيك !! مش عاوزنى اكلم حد
ابتسم (زهير) بسخرية ثم قال
-هو بصراحة اكتر فعلا كل الرجالة زيى ٠٠ بس انتى معرفتيش راجل بجد غيرى
شعرت (چيلان) بالضيق فتابع (زهير)
-انا مش عارف ازاى مكنتش شايف ٠٠ انا بالنسبة ليكى بنك ومطعم بس
نظرت له (چيلان) بغضب شديد بينما هز هو رأسه بآسى وقرر أن يذهب إلى (عالية) ويتحدث معها ٠٠
******************
كانت (عالية) تجلس مع صديقتها فى فترة استراحة حتى موعد المحاضرة القادمة فنظرت لها (نهى) ثم قالت
-بصى بقى مانتى لو مش موافقة ع دكتور (إيهاب) كلمهولى وانا موافقة عادى ٠٠ مش عاوزة اسقط
ضحكت (عالية) ثم قالت
-عارفة لو بحب اجى الجامعة هنا بحب اجى بس عشان بتضحكينى اوووى
نظرت لها (نهى) بأزدراء وقالت
-ع كيفك
فى تلك الأثناء أقترب منهم (زهير) ثم قال
-ممكن اتكلم معاكى يا (عالية) ؟
رفعت (عالية) رأسها وجدته هو ومعه باقة من الورد فزمت شفتاها وقالت
-وانا مش عاوزة اتكلم
بينما ظلت (نهى) تنظر إلى (زهير) بإعجاب شديد ثم أقتربت من أذن (عالية) وقالت
-لا معاكى حق ٠٠ طز فى (إيهاب)
ابتسمت (عالية) رغماً عنها بينما قطب (زهير) حاجبيه وقال لصديقتها
-ممكن طيب تسبينى اتكلم معاها شوية
هزت (نهى) رأسها بالإيجاب وذهبت تشاهدهم من بعيد فجلس (زهير) بجانب (عالية) وقال
-طب اعمل ايه تانى عشان متزعليش منى ؟! ٠٠ انا غلطت وعارف ده كويس ٠٠ بس ارجوكى متبعديش عنى
نظرت له بجانب عينيها وجدته يقدم لها باقة الورد وقالت
-ايه بابا غصب عليك تيجى ولا ايه
شعر (زهير) بغضب شديد فقال
-(عاااااالية) !! ارجوكى لاحظى انتى بتقولى ايه ؟!
-بص عشان متهزقش نفسك معايا اكتر من كده انا مش عاوزة اشوفك
شعر (زهير) بغضب شديد فمسح وجهه بكف يده ثم قال
-مهزقش !! ٠٠ يا (عالية) لاحظى ان كلامك ده مينفعش تقوليه اصلاً ٠٠ ماهو مش معقول ان غلطتى كانت انى اكون صريح معاكى
شعرت (عالية) بغضب شديد ثم قالت
-وانا مبقاش عندى ثقة فيك ٠٠ وعاوزك تعرف ان مقابلتك ليا دى ملهاش اى لازمة ومينفعش احنا مفيش حاجة بينا
-يا (عالية) انا سبتها ٠٠ هى مبقتش تلزمنى فى شئ ٠٠ انا مش عاوز غير انك تلبسى دبلتى فى ايديك من تانى
أغمضت (عالية) عينيها ثم نهضت من جانبه وهى تقول
-واضح انك مبتزهقش
أمسك (زهير) يدها مانعاً إياها من الرحيل فنظرت له بغضب شديد فترك يدها مسرعاً ثم قال
-طب اعمل ايه !! ٠٠ عشان تعرفى انى بقيت احبك بجد
فى تلك اللحظة أقترب (إيهاب) من (نهى) حين وجد (عالية) تزعق ب (زهير) وقال لها
-هى (عالية) بتزعق ليه ؟
شعرت (نهى) بتوتر بالغ ثم قالت
-ا٠٠ ا٠٠ اصل ٠٠
-ما تنطقى فى ايه ؟
-اصلهم سابو بعض وهو بيصالحها
أبتسم (إيهاب) وظهرت السعادة على وجهه بوضوح ثم اقترب من (زهير) وقال
-لو ممشتش دلوقتى هطلبلك الآمن
نظر (زهير) بحدة لذلك المتطفل ثم قال
-دى حاجة متخصكش ٠٠ انا حر مع (عالية) وانت ٠٠
شعرت (عالية) بالخوف على (زهير) فقالت مسرعة مقاطعة له
-مفيش يا دكتور (زهير) كان ماشى اصلاً
شعر (زهير) بغضب شديد ثم قال
-لا مش ماشى يا (عالية) وهو ملوش حق ان يتدخل بينا
شعر (إيهاب) بعصبية شديدة فقال
-انا هطلبلك الآمن عشان تبطل قلة أدبك دى و ٠٠
فقالت (عالية) مسرعة
-ارجوك يا دكتور سيبيه يمشى هو مضايقنيش فى حاجة
ثم نظرت إلى (زهير) وقالت بصوت خافت
-لو بتحبنى بجد زى ما بتقول امشى
نظر (زهير) لها وهو يشعر بضيق شديد ولكنه لم يستطع أن يرفض طلبها فألقى بالورود على الأرضية ثم اتجه نحو البوابة ظلت عينان (عالية) متعلقة عليه حتى وضع (إيهاب) يده على كتفها وقال
-قولتيله ايه ؟
شعرت (عالية) بالخوف من يده تلك وابتعدت مسرعة ثم إلتفت له لتقول
-ارجوك يا دكتور دى اخر مرة هطلب منك انك تلزم حدودك معايا
شعر (إيهاب) بضيق شديد فركضت (عالية) نحو (نهى) وقالت
-يلا نروح
هزت (نهى) رأسها بالإيجاب وذهبوا سوياً نحو الخارج ٠٠
******************
جلست (أسماء) بجوار صديقتها فى الجامعة وكان يبدو عليها الحزن الشديد فنظرت لها صديقتها وشعرت بالحزن على حالها ثم أمسكت يدها لتهون عليها وقالت
- وبعدين معاكى يا (أسماء) هتفضلى زعلانة ليه كده ٠٠ خلاص واحد بتاع ستات
نزلت دمعة من (أسماء) ثم قالت
-مش عاوزة اسمع سيرته يا (سارة)
-طب انا هقوم اجبلك عصير ليمون
هزت رأسها بالإيجاب فذهبت (سارة) لتحضر عصير ليمون لها وظلت (أسماء) عينيها تلمع من الدموع تأبى أن تبكى مرة آخرى اخذت نفس عميق ٠٠ كان يتابعها من بعيد (جواد) وهو يشعر بحزن داخل قلبه كم يود أن يذهب إليها ويطلب منها العفو ولكنه يعرف جيداً أنها لا تريد حتى رؤيته فقرر أن يصمت ولا يذهب إليها ويتابعها من بعيد حتى وجد أحدهما يقترب منها ويجلس بجوارها وقال ل (أسماء)
-ايه يا سمسم مالك ؟! قعدة زعلانة كده ليه ؟
ابتلعت (أسماء) ريقها وقالت بصوت ضعيف
-مفيش يا (مدحت) ٠٠ انا بخير
-بس شكلك زعلان ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
-لا انا كويسة
لاحظ (مدحت) أصبع يدها الخالى من خاتم خطبتها فأتسعت عيناه وأمسك يدها وقال
-ايه انت سبتى خطيبك
أتسعت أعين (أسماء) من أنه أمسك يدها بتلك الطريقة وسحبت يدها مسرعة ٠٠ بينما (جواد) كان مصدوم تسمر مكانه لا يعرف اذا كان ما رأه حقا ام مجرد وهم يخيله له رأسه ولكنه أفاق مسرعاً من أفكاره تلك ووصل إليه وأمسكه من الچاكت الخاص به وقال
-انت مجنون ٠٠ انت بتعمل ايه ؟! ازاى تمسك ايدها كده
شعر (مدحت) بأنه فى حالة ذهول وهو يرى أحدهما يمسكه بتلك الطريقة ويتحدث إليه بغضب
-انت ازاى تسمح لنفسك بأنك تمسك أيدها
كانت (أسماء) مدهوشة مما تراه وقالت بصوت مرتفع
-انت اتجننت يا (جواد) جاى بتعمل ايه هنا !! ٠٠
نظر لها (جواد) والشرار يتطاير من عيناه وهو يقول بصوت أچش
-انتى ليكى حساب تانى بعدين
شعرت (أسماء) بأختلافه شعرت أن طريقته مختلفة فى التفاهم عن زى قبل بينما قال (مدحت) الذى كان يرتجف خوفاً
-ا٠٠ انا مكنش قصدى حاجة ؟! ٠٠ صدقنى (أسماء) دى زى أختى
نظر له (جواد) نظرة طويلة ثم قال
-لو لاقيتك قريب منها ولو ع بعد متر واحد هدفنك فيها
هز (مدحت) رأسه بالإيجاب فأنزل (جواد) يده التى كانت أعلى ملابسه فركض (مدحت) مسرعاً ثم وجه نظره إلى (أسماء) التى كانت مندهشة بشدة فنحدث لها يلهجة آمرة
-بصى يا هانم لو لاقيتك بتكلمى جنس راجل ٠٠ انتى متعرفيش انا ممكن اعمل ايه ٠٠ فااااهمة يا (أسماء) ؟
-ا٠٠ انت اكيييد اتجننت ٠٠ جرى لمخك حاجة ؟! انت ازاى كده ٠٠ وبعدين اللى بينى وبينك انتهى مفيش اى حاجة وكل هداياك وصلت ليك
أمسكها (جواد) من رسغها وقال
-احنا اللى بينا اكتر من كده يا (أسماء) ٠٠ انتى لسه خطيبتى واللى يقربلك جنى ع نفسه ٠٠ انا خيالك وضلك وبشوفك فى كل حتة لو لاقيت راجل بس قربلك يبقى انتى كمان جنتى عليه
-ا٠٠ انت مش طبيعى
ابتسم بسخرية ثم ذهب بعيداً عنها وهو يتجه نحو سيارته فجلست (أسماء) حيث مكانها وظلت تبكى بشدة حتى عادت لها صديقتها بعصير الليمون وحاولت أن تفهم منها ما أصابها ولكن دون جدوى فلم تجد إلا دموع (أسماء) ٠٠
*****************
وقف (منير) ينتظر خروج (تقى) من محاضرتها حتى وجدها تخرج بمفردها كالعادة شعر بالحزن عليها لعدم وجود اصدقاء لها فلم يوجد أحد وفى لها ولكن أقترب منها وقال
-مش يلا عشان نروح ؟
نظرت له (تقى) ببرود وقالت
-بس بابا قالى انك مش هتروحنى تانى
-لا انا اتفقت مع عمى انى هروحك اليومين دول لحد ما يخلص شغله اليومين دول وبعدين هو بنفسه هيوصلك ويروحك
هزت (تقى) رأسها بتفهم ثم نظرت للدفتر الذى بيدها وقالت
-انا خدت الكشكول ده من بنت ٠٠ هصور المحاضرات اللى فاتتنى
-اومال هى فين ؟
-لا عادى سابته معايا لبكرة ٠٠ بس انا مش قادرة أنقل ولاقت صفح المحاضرتيين كتييير فقلت اصورهم احسن
هز (منير) رأسه بالإيجاب فذهبت هى تجاه السيارة الخاصة بها وسار هو خلفها ولكنه شعر بأنها ليست على ما يرام ولكنه قاد السيارة نحو اقرب مكتبة فترجلت (تقى) من السيارة وكان (منير) خلفها تنهدت وهى تراه خلفها فأصبحت تشعر بالضيق من وجوده وذلك بسببه لقد تغير معها عندما كان يظن أنها سيئة كان يعاملها افضل من ذلك فلا تدرى سر تغيره أو بالأحرى هو لا يشعر تجاهها بالحب مجرد انسانة محترمة ستشاركه حياته ٠٠ انتهى الرجل من تصوير الأوراق التى طلبتها منه (تقى) فهمت لتخرج النقود لتعطيها له ولكن أسرع (منير) اعطى النقود له وخرجوا سوياً ثم قال (منير)
-مادام انا معاكى يبقى مطلعيش فلوس من جيبك
ابتسمت (تقى) ابتسامة خفيفة ثم قالت
-طول عمرك شهم يا (منير)
ثم سارت نحو السيارة لتستقلها ولكن وقعت عينان (منير) على من يتفرسها من فوق لأسفل داخل سيارته كان بالطبع (كمال) ضم (منير) قبضة يده أنتبهت (تقى) لتوقف (منير) فنظرت له قبل ان تفتح باب السيارة وجدت عيناه معلقة على شئ ما نظرت حيث ينظر تفاجئت ب (كمال) ينظر لها تلاقت عيناها مع (كمال) فأبتسم لها وغمز لها وجد (منير) ذلك فهم (منير) ليتشاجر معه ولكن قاد (كمال) سيارته قبل أن يلاحظ حتى وجود (منير) ٠٠ شعر (منير) بالغضب لهروب ذلك الوغد منه ولكنه اقترب من سيارته واستقلها وتحدث بهدوء
-بصتيله ليه ؟
-كنت بشوفك بتبص ع ايه !!
مسح (منير) وجهه بكف يده فتابعت هى
-سيبيك منه مش هيقدر يعمل حاجة اصلاً ٠٠
-بيبص عليكى بصات مش بتعجبنى ببقى عاوز اخزق عينه الاتنين
زمت (تقى) شفتاها بضيق وقال بصوت خافت لم يسمعه (منير)
-عنده مشاعر مش باارد زى ناس
ثم نظرت له (تقى) وقالت
-مش احنا صرحة مع بعض ؟!
هز (منير) رأسه بالإيجاب فأبتلعت (تقى) ريقها ثم قالت
-انت عمرك حبيت يا (منير) ؟ ولا عرفت بنت
شعر (منير) بأحراج كبير ثم قاد السيارة بهدوء وقال
-لا محصلش
ابتسمت (تقى) قليلاً
-كنت عارفة ع فكرة
-عارفة ايه !!
-ولا حاجة يلا نروح ٠٠
صمتوا قليلاً فتابعت (تقى)
-فى بنت طيب جت قالتلك بحبك قبل كده ؟!
-اه ٠٠ مرتين
اطلقت (تقى) صافرة وقالت
-وااااو مرتين بحالهم ٠٠ ودول يعرفوك منين
تحدث (منير) بهدوء تام وهو يقول
-اول واحدة لما كنت ثانوى فى النادى ٠٠ كسبت بطولة فى السباحة لاقتها جت حضنتنى فجاءه وانا مروح وقالتلى انا بحبك اوووى وانها كانت بتابع البطولة
ابتسمت (تقى) قليلاً ثم قال
-ولما حضنتك عملت ايه ؟
شعر (منير) بخجل كبير ثم قال مسرعا
-زقتها ع طول
ابتسمت (تقى) ثم قالت
- كان لازم اعرف الأجابة لوحدي .. طب والتانية ؟
-بنت معانا هنا فى الجامعة
-وقالتلك ايه ؟!
-لما عرفت انى خطبت جت تعيط وتقولى انها بتحبنى من سنة اولى
-ده لسه قريب يعنى ؟
هز (منير) رآسه بالإيجاب فتابعت (تقى)
-يا حرااام ٠٠ دى زمانها بتعيط لحد دلوقتى
ابتسم (منير) قليلاً ثم قال
-مضايقة ولا ايه ؟
-اطلاقاً ٠٠ بس مستغرباك شوية ٠٠ او حاسة اننا مش قرايب واول مرة اتعرف عليك
-وانتى حبيتى قبل كده !!
تحدث بهدوء تام
-معتقدش
وجدت نفسها أمام المنزل فقالت
-شكراً يا (منير)
-العفو
زفرت (تقى) بضيق وهى تترجل من السيارة وحدثت نفسها قائلة بصوت منخفض
-مش ناقص غير اقوله يا سيد (منير) وهو يقولى آنسة (تقى)
بينما نظر لها (منير) وشعر انها ليست على ما يرام اخذ نفس عميق ثم توجه حيث منزله ٠٠
******************
عاد (منير) للمنزل وهو يفكر فى آمر (تقى) وجلس بأقرب أريكة فى الحديقة وكان (سراج) يدخل من بوابة المنزل ولاحظ عبوث (منير) فأقترب منه وجلس بجواره وقال
-مالك مسهم ليه كده ؟!
اخذ (منير) نفس عميق وقال
-مش عارف يا بابا (تقى) بقت غريبة حاسس انها مش عاوزنى اصلاً او مكسوفة ترفضنى عشان انا وقفت جنبها فى محنتها ٠٠ مش عارف هى عاوزة ايه ؟!
-طب ما تسألها ؟! مش المفروض تتجوزها غصب ولا هى توافق رد جميل ليك ٠٠ ده غلط مش هتتبسطوا انتوا الاتنين
-خايف يا بابا اسئلها وترفض انها تتجوزنى
-انت بتحبها ؟!
نظر (منير) إلى والده ثم قال
-مش عارف يا بابا ٠٠ مش عارف حقيقى
-كونك خايف تخسرها ده دليل ع حبك ليها
-جايز
-طب ليه مش بتظهر اهتمامك بيها مش بقولك اعمل شئ غلط ولا حتى يا سيدى قولها ٠٠ بس حسسها انك فاكراها دايماً ولا انت برده متعرفش هى متقبلك ولا لأ
صمت (منير) وقال
-وانا اهتم بيها ازاى من غير ما اغضب ربنا ٠٠ مش هينفع يا بابا وبعدين مش متأكد من حبى ليها
-كل ده ومش متأكد !! ٠٠ متبقاش عبيط زى ابوك وتعترف فى اخر فرصة ممكن متجلكش الفرصة دى اصلاً
نظر له (منير) بأهتمام
-ماما حكتلى كل حاجة بينكوا قبل كده ٠٠ وانك كنت بتحب مامت (جواد)
-الله يرحمها ٠٠ ده ماضى وراح لحاله يا (منير) وانا عمرى ما ندمت ع اختيارى ل (قمر) بالعكس حياتى من غيرها مكنتش هتبقى حياة
-حبيب انت يا بابا من يومك
هز (سراج) رأسه بآسى ثم قال
-خلينا فى خيبتها اللى قاعد قدامى
تجهم وجه (منير) فأبتسم (سراج) عليه فتحدث (منير)
-والمفروض اعمل ايه يا بابا ٠٠ ساعة ازمتها واما كانت محتاجة حد جنبها كنت بديها ثقة فى نفسها وكنت حاسس انها مبسوطة ٠٠ لكن دلوقتى اعملها ايه جبتلها حقها واتخانقت مع زفت الطين (كمال) عشان خاطرها وكنت هقعد اسبوعين كاملين مروحش الجامعة بسببها وحسنت صورتها قدام ابوها وأمها ٠٠ المفروض اعمل ايه تانى ٠٠ لا يا بابا هى انانية او لسه مكبرتش بما فيه الكفاية عشان تفهم الصح من الغلط ٠٠ او يمكن عاوزة تطبق الحب اللى بتشوفه بين اى اتنين ٠٠ هى لازم تحدد هى عاوزنى زى مانا ولا لأ وانا هسئلها
-انتوا اصلاً لازم تتعرفوا ع بعض اكتر وتتكلموا اكتر ٠٠ عموما ايه رأيك اعزمهوملك بعد بكرة وتكلم معاها زى ما تحب وهيبقى قصاد عينا
ابتسم (منير)
-بجد يا بابا ؟
-طبعاً ويلا بقى ندخل عشان هموت من الجوع
ضحك (منير) ثم دلفا سوياً إلى الداخل وجد (قمر) و (كاميليا) يحضران طعام الغذاء سوياً على مائدة الطعام عندما رأته (قمر) قالت
-(سراج) صحيح مفيش اى اخبار عن (جواد) ع طول لما يسافر بيتصل بينا من ساعة ما سافر ولا مرة كلمنا
تجهم وجه (سراج) ثم قال
-محدش يجيب سيرة الاسم ده تانى فى البيت
اتسعت أعين (قمر) بأندهاش بينما نظر كلاً من (منير) و (كاميليا) إلى بعضهم البعض ٠٠#دمعة_قلب
#علا_السعدني