الحلقة السابعة

2.9K 93 3
                                    

الحلقة السابعة

أتجه (كمال) نحو الغرفة التى بها (تقى) أبتسم حين رائها نائمة واضعة رأسها على المنضدة التى أمامها فآشار ل (ميرنا) ثم قال
-يلا يا (ميرنا) قلعيها قبل ما تصحى
-طيب ٠٠ طيب
بدئت (ميرنا) فى نزع ملابس (تقى) ثم قام (كمال) بتصويرها عدة صور وبعد أن انتهى نظر لآلة التصوير الخاصة به وابتسم بخبث ثم قال ل (ميرنا)
-لبسيها ..
ثم نظر لها نظرة أخيرة وقال
-هتجيلى بمزاجها
أخذت (ميرنا)  نفس عميق ثم قالت
-متبقاش كداب انت عاوزها بمزاجها عشان متعملش شوشرة ع ابوك
أبتسم بسخرية ثم قال
-فى كل الحالات  هتبقى ملكى وقريب … انا  نازل، دلوقتى
-تمام
بعد فترة من أنصرف (كمال) بدئت (ميرنا) فى ضبط ملابس (تقى) مرة آخرى ثم وضعتها كما كانت وبدئت هى تنظر فى الكتب التى أمامها منتظرة أن تستقيظ بعد ربع ساعة أفاقت (تقى) وهى تشعر بصداع أمسكت رأسها ونظرت حولها وهى تقول
-انا فين ؟
فضحكت (ميرنا) قليلاً ثم قالت
-ايه يا بنتى فقدتى الذاكرة ولا ايه !!
نظرت إليها (تقى) بأعين زائغة وقالت
-هو ايه اللى حصل !!
-بصيت لاقيتك نمتى محبتش ازعجك قلت شوية وهتصحى بس بقالك يجى ساعة نايمة
شهقت (تقى) ثم قالت
-معقول اكون نمت كده !!
-ايوة ٠٠ انتى اصلا بتتوبى من وانتى فى الجامعة
-صحيح فعلاً ٠٠ عموماً انا مضطرة انزل دلوقتى عشان لو اتأخرت أكتر من كده هيزعقوا فى البيت
-خلاص زى ما تحبى ٠٠ ب٠٠ بس اوعدينى انك هتيجى تانى
-إن شاء الله
ثم أخذت (تقى) أغراضها وأنصرفت مسرعة نحو المنزل ٠٠
*******************
بينما كان يقف (جواد) أمام الجامعة منتظر خروج (أسماء) فقد افتقدها كثيراً لم يعرف كم مر من الوقت وهو يقف ينتظرها هكذا حتى وجدها أخيراً تقف مع زميلة لها فخرج من السيارة ووقف امام (أسماء) ثم قال
-مش يلا عشان اروحك
أتسعت أعين (أسماء)  حين أستمعت إلى صوت (جواد) فنظرت للأعلى وجدته يبتسم لها فأرتبكت قليلاً ثم نظرت إلى زميلتها وقالت
-معلش يا (سارة) مش هعرف اروح معاكى النهاردة
-ماشى يا ستى
ذهبت (سارة) بعيداً فنظرت (أسماء) إلى (جواد)
-انت مجنون بجد !! جاى توصلنى
-انا خطيبك مش واحد من الشارع
-طب روح قول كده لخالو شوف هيقولك ايه ؟
أبتلع (جواد) ريقه ثم وضع يده على وجنته وهو يحسس عليها ثم قال
-هو مش هيقول ٠٠ هى ايده هتسلم ع خدى
ضحكت (أسماء) كثيراً مما جعل ضحكتها تلفت الأنتباه فنظر لها (جواد) بشدة ثم قال
-ورايا ع العربية
ثم سبقها نحو السيارة الخاصة به بينما تنحنحت هى سارت خلفه واستقلت السيارة فبدء (جواد) فى قيادة السيارة فشعرت (أسماء) بأنه غاضب منها فنظرت له وقالت
-انت زعلت يا جوجو
رفع (جوااصلاًحدى حاجبيه ثم قال
-جوجو !! ٠٠ انا (جواد قاسم رجب النجار) خطيبتى تقولى جوجو
ثم هز رأسه بآسى فشعرت هى بالحزن من حديثه ذاك وقالت
-يعنى اعمل ايه طيب عشان اصالحك
-انتى بطينيها اكتر قال جوجو قال
-طب خلاص مش هضحك تانى بصوت عالى
-بعد ايه بعد ايه ٠٠ بعد ما خلتى الناس كلها تبص عليا انى مش قادر اعلمك الادب
-انت مكبر الموضوع كده ليه !! محدش لاحظ اصلاً
نظر لها بطرف عيناه ثم قال
-ع ضمنتك يعنى
-انت بتهزر يا (جواد)
ابتسم (جواد) قليلاً ثم قال
-غلطى ولا مغلطيش !!
هزت رأسها بالإيجاب وهى تقول
-غلطت ٠٠
-خلاص وانا مش هزعلك ٠٠ بس ابقى خدى بالك
-وانت كمان بابا لو عرف انك وصلتنى وركبت معاك لوحديل هيدبحنى
-خلاص يا ستى كلها كم يوم وهسافر ومش هشوفك تانى إلا لما ارجع من السفرية الجديدة
شعرت هى بالحزن ثم قالت
-انا اتعودت عليك جداً
أوقف (جواد) السيارة ثم قال
- انا جنبك يا نور عينى متخافيش
شعرت هى بالخجل ثم قالت
-طب يلا بسرعة ووصلنى قبل الشارع بتاعى بشارع عشان محدش يشوفنى معاك جو العربية
ضرب (جواد) كف يده بالآخر ثم قال
-يا بت انتى خطيبتى ٠٠ هو انا جيبك من شارع الهرم
نظرت له بعدم فهم
-اشمعنا الهرم يعنى ؟!
ابتلع (جواد) ريقه ثم قال
-اصلهم بيبعوا حاجات هناك حلوة اوووى
صفقت (أسماء) بيدها ثم قالت
-طب عاوزة اروح اشترى
-تشترى ايه ياللى متربتيش ولا شوفتى تربية اسكتى يا بت
زمت شفتاها بضيق فتابع هو
-نتجوز بس وانا هصيعك
هزت رأسها بآسى
-مش بفهم كلامك
-يا عينى ٠٠ احلى حاجة (هارون) عملها انه رباكى
نظرت له بعدم فهم ثم قالت
-يلا عشان اروح
-طيب طيب
قاد السيارة مرة آخرى متجهاً إلى منزلها ٠٠
*****************
فى مساء اليوم التالى ٠٠
أستعد (زهير) ليذهب إلى تلك العروس التى أجبره والده عليها أرتدى قميص لونه أخضر غامق على بنطال أسود نظر للمرآة وهو يشعر بضيق فهو لا يتخيل أنه سيذهب لخطبة فتاة غير (چيلان) أخذ نفس عميق ثم قام بتمشيط شعره البنى ثم استعد ليخرج وجد (تقى) أمامه تقول
-هو صحيح صحيح هتخطب وكده مش مصدقة خاالص
هز (زهير) رأسه بآسى ثم قال
-امشى يا بت من قدامى
زمت شفتاها بضيق ثم نظرت إلى والداتها وقالت
-عجبك كده يا ماما
ضحكت (سوسن) ثم قالت
-سيبى اخوكى فى حاله يا (تقى)
-طيب طيب ٠٠ يا سااااتر
فنظر لها (زهير) ثم قام بوضع شعرها على وجهها وقال
-غطيه لاحسن العروسة تطلع شبهك يغم عليا فيها
وضعت (تقى) يدها حول خصرها ثم قامت بركل قدمها فى الأرض ووجدت والداها يخرج من غرفته فركضت نحوه وقالت
-شايف يا بابا بيقول ايه ؟!
-قال ايه ؟
-خايف عروسته تطلع شبهى بيقولى غطى وشك
ضحك (رأفت) ثم قام بقرص ابنته وقال
-هو فى احلى منك
فأخرجت (تقى) لسانها نحو (زهير) الذى قال
-يلا يا بابا خلينى اخلص من المشوار ده
-طيب يلا
أتجهوا سوياً نحو الأسفل ثم استقلا السيارة معاً واتجهوا نحو منزل (فتحى) حتى وصلوا إلى هناك واستقبلهم (فتحى) مرحباً به ٠٠
بينما جلست (رقية) مع ابنتها وهى تعدل من ملابسها وقالت
-عينك تبجى فى الأرض يا (عالية)
هزت رأسها بالإيجاب وشعرت بتوتر كبير ابتسمت لها (رقية) ثم قبلت رأسها فأبتسمت (عالية) بهدوء ٠٠
بعد فترة قليلة من الوقت خرجت (عالية) للخارج ومن شدة خجلها وضعت صينية اكواب العصير على الطاولة دون أن تقدمها لأحد وجلست بجوار والداها فأبتسم والداها قليلاً ثم قال
-اتفضلوا يا جماعة
أبتسم (رأفت) على برائتها بينما (زهير) لم ينظر إليها حتى وبعد قليل طلب (رأفت) من (فتحى) أن يتركهم بمفردهم قليلاً كى يتحدثوا بعد أن خرجوا بالخارج شعرت (عالية) بخجل شديد وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها فرفع (زهير) رأسه وحين رأه صدم فقد كانت سمراء قليلاً صحيح انها ترتدى ملابس محتشمة كما انها فتاة محجبة ولكن سمراء ! هو لا يفضلهن مطلقاً اغمض عيناه بينما تشجعت هى لترفع عيناها لتراه وجدت انه شاب يبدو من قدماه الطويلة   انه طويل القامة كما ان ذوقه فى ملابسه جيد جداً ملامح وجهه هادئة فقد كانت بشرته فاتحة بع الشئ نظرت لنفسها وزمت شفتاها ولكن كل ذلك التقطته فى ثوان قليلة ثم نظرت لأسفل مرة اخرى بدء (زهير) فى الحديث
-اسمك ايه ؟
-(عالية)
-بتدرسى يا (عالية) ولا قعدة فى البيت
شعرت بالضيق من لهجته تلك فقالت بتحدى
-انا فى تانية اداب انجلش
-اهاا ٠٠ كويس وناوية تشتغلى بعد الجواز بقى ؟
-اه إن شاء الله
فأبتسم (زهير) بخبث وشعر ان ذلك ربما تكون حجة مقنعة لكى ترفضه فقال
-بس انا مبحبش مراتى تشتغل ٠٠ انا عاوزها قعدة فى البيت
-ليه ؟ ماهو انا مش طلع عينى فى الدراسة كل ده عشان اقعد فى البيت فى الاخر ٠٠ اعتقد من حقى اشتغل ٠٠ بس عموما انا من نفسى لو حسيت ان شغلى هيأثر ع بيتى واولادى فبيتى اهم
زفر (زهير) بضيق فهزت هى كتفاها بلا مبالاة فتابع (زهير)
-وبتعرفى تعملى اكل ولا نجيب طباخة
شعرت (عالية) بضيق شديد ثم قالت
-بعرف
-بس شكلك كده مبتعرفيش تعملى حاجة ولا حتى بتنزلى تجيبى أى حاجة بنفسك
تلألأت الدموع فى اعين (عالية) وابتلعت ريقها ثم قالت
-ع فكرة مش لازم تطلع عيب فيا عشان ترفضنى ٠٠ ممكن ترفضنى عشان شكلى عادى ٠٠ من حقك اصلاً ٠٠ اصل ده جواز مش لعبة
وضمت قبضة يدها ونظرت لأسفل تأبى دموعها أن تنزل فشعر (زهير) بأنه كان شديد الوقاحة معها فابتلع ريقه فى تلك اللحظة دخل (رأفت) و (فتحى) فشعرت هى بالخوف من أن تنزل دموعها امام الجميع فركضت نحو الداخل اندهش (فتحى) لتصرف ابنته ذاك وشعر بالخجل من (رأفت) فقال
-معلش اصلها بتتكسف ٠٠ م ٠٠ مانت عارف
أبتسم (رأفت) ثم قال
-دى احلى حاجة فيها ٠٠ عموماً هستأذن انا و (زهير) وهبقى اتصل بيك اعرف رأيها
-إن شاء الله
خرج (زهير) مع والداه من المنزل فأتجه (فتحى) لغرفة ابنته وطرق باب الغرفة ثم دخل وجدها تبكى وفى حضن والداتها التى فهمت شعور ابنتها جيداً فهى قد مرت بذلك العديد من المرات فأندهش ثم قال
-هو الواد ده قالك حاجة تضايقك ؟
لم ترد (رقية) ان تفتعل أى مشكلة خصوصاً وان (رأفت) ليس مجرد شخص غريب بل انه ابن عم صديق زوجها فأصطنعت الأبتسام ثم قالت
-بت هبلة ٠٠ بتجول خايفة تتچوز وتبعد عنينا خلاص الخطوبة بجت چواز
أبتسم (فتحى) ثم أقترب من أبنته واحتضنه اثم قال
-وانتى فكرك هوافق عليه بالساهل كده ده لازم كشف هيئة وبعدين المهم عجبك ولا لا ؟
صمتت (عالية) فقالت (رقية)
-هتفكر يا (فتحى) هى لحجت توافج ولا ترفض
شعرت (عالية) بأنها لا تريد ان تلفت انتباه والداها لما بداخلها فأبتسمت قليلا ثم قالت
-زى ما ماما قالت كده ٠٠ عموماً هنام دلوقتى عشان عندى محاضرة الصبح
-ماشى يا حبيبتى
بينما فى السيارة الخاصة ب (رأفت) تحدث بغضب
-قلت ايه يا منيل للبت انا كنت مركز معاكوا شكلها كان هيعيط منك
شعر (زهير) بالضيق ثم قال
-بقولك ايه يا بابا انا مش قادر اتكلم وبعدين انت مش عاوزنى اوافق انا موافق اعمل ايه تانى
-عارف البنت دى لو اشتكت منك هعمل فيك ايه ؟
زفر (زهير) بضيق ثم قال
-حاضر يا بابا مش هتشتكى
هز (رأفت) كتفاه بلا مبالاة ثم بدء فى قيادة سيارته ٠٠
******************
جلس (داوود) فى غرفته وهو يفكر فى (كاميليا) وشعر بالضيق فلا يعرف طريقة لكى يتقرب منها ويجعلها تلفت انتباهه فسمع صوت احدهم يطرق الباب فقال
-ادخل
دلفت (حكمت) للداخل ونظرت ل (داوود)
-ممكن اجعد معاك
أبتسم (داوود) واعتدل من على فراشه ثم قال
-تنورى يا ست الكل ٠٠ وانا اطول
أبتسمت (حكمت) قليلاً ثم اقتربت منه وجلست امامه على الفراش وقالت
-انا مش هكدب عليك يا (داوود) ٠٠ انت بقالك فترة كبييرة مش زى الأول ايه اللى حصل لده كله ؟!
أخذ (داوود) نفس عميق ثم قال
-مفيش يا ماما
-لا فيه يا (داوود) جعادك لوحديك مش عادتك جولى يا (داوود) بالى مشغول عليك ريحنى يا (داوود)
-انتى جيتى فى وقتك يا ماما ٠٠ انا نفسى اتكلم اووى واطلع اللى جوايا
-خير يا حبيبى
-ايه الغلط يا ماما فى انى احب بنت اكبر منى !!
-اكبر منك !! ازاى يعنى (داوود) ؟
-فرق السن مش كبير يا ماما ده هما 3 سنين ٠٠ وبعدين ما سيدنا النبى كان متزوج من السيدة خديجة وكانت اكبر منه
أبتسمت (حكمت) قليلاً ثم قالت
-هو مش بالسن يا حبيبى ٠٠ بس ده چواز يا (داوود) مش لعب عيال هو
أبتلع (داوود) ريقه ثم قال
-انا راجل يا ماما وعارف انا عاوز ايه
-طب مش يمكن يا حبيبى يبقى مجرد اعجاب و ٠٠
-لا يا ماما انا بحب (كاميليا)
أرتفع حاجب (حكمت) ثم قالت
-(كاميليا) !!! ٠٠  بنت خالك
-ايه المشكلة فيها يا ماما
ربتت (حكمت) على يده ثم قالت
-مفيش مشكلة يا حبيبى ٠٠ بس مش ممكن يكون مجرد اعچاب عشان (كاميليا) مش واخدة بالها منك !! ومچرد ما تعجب بيك كل ده يروح لحاله و ٠٠
قاطعها (داوود) قائلاً
-لا يا ماما انا بحبها بجد ومش شايف اى شئ يعبينى عشان متجوزهاش ٠٠ انا بحبها وكونها مش بتفكر فيا ده تاعب قلبى اووووى
-يبقى لازم تقرب منها يا حبيبى ٠٠ لازم تعرفها حبك ده وتسيبها تختار
-بس دى حمارة يا ماما مش بتفهم ٠٠ مش شايفة إلا ٠٠
صمت (داوود) ولم يستطع أن يكمل حديثه فقالت والداته
-إلا مين ؟
-ماما ارجوكى مش قادر اتكلم ٠٠ ادعيلى بس يا ماما
-حاضر يا حبيبى
******************
فى مساء اليوم التالى خرجت (أسماء) من جامعتها بوقت متأخر لأن لديها محاضرة تنتهى فى الخامسة قرب وقت المغرب ولسوء حظها لم تكن صديقتها (سارة) معها اليوم فأسرعت لتعود لمنزلها فوقفت منتظرة قدوم سيارة آجرة ولكن فجاءة شعرت بأحد ما يضع يده على فمها وانفها بمنديل فتراخت اعصابها فحملها ذاك الشخص واركبها سيارته مسرعاً ثم ذهب بها بعيدا ٠٠
************
أستمع (سراج) إلى صوت هاتف المنزل فأجاب على الهاتف
-الو
-من فضلك عاوز اتكلم مع (جواد)
-اقوله مين ؟
-(نادر) واحد صاحبه
هز (سراج) رأيه بالإيجاب وصعد الدرج يخبر (جواد) بأن احدهم يريده على الهاتف فرفع (جواد) سماعة الهاتف من غرفته وقال
-الو
جائه احدهم يضحك ثم قال
-مش قولتلك هتبقى معايا
-مين معايا
-انا (رشاد) يا ابن اختى ٠٠ وصحيح خطيبتك الحلوة دى اللى عينها خضرا عندى
أتسعت اعين (جواد) وهو يقول بصوت خافت
-ايه ؟!

#دمعة_قلب

#علا_السعدني

دمعة قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن