١٩

162 6 11
                                    

قال العرابي وهو ينظر الى حارسه الشخصي:
" اسمع يا حسين تاخدوا اذهم للبيت على طول فاهم واعرفلي الكلاب دول تبع مين"
قال محمود:"بس يا بابا الدكتور قال إن اذهم لسه في.."
"عارف يا بني بس إحنا حنجيب كل لي يحتاجو فالعناية المركزة أنا مش عايز حد يقعد فالمستشفى وخصوصا إن الحرب ما بيننا بدأت"
"بابا أرجوك ابعد أنت من كله دا وسيب لي أنا وكمال المهم دي أنا مش حمل أنو يجرالك حاجة والصراحة أنا مش مطمن الايام لي جاية"
"ربنا يطمن قلبك ويريحك بس انا مش حهداء ولا ارتاح طول ما الكلاب دي حطاكم فدمغها وأنا معنديش استعداد اخسر واحد فيكم "
في الغرفة، كانت نسيم تحاول الوقوف عدة مرات رغم شعورها بالارهاق والدوخة و الألم الذي تحس بيه في كتفها الملفوف بشاش إلا أنها أبت الاستسلام.. هذه المرة وقفت وما إن تحركت قليلاً حتى كادت أن تسقط على الأرض لولى أنها وجدت نفسها بين دراعين قويتين ووجهه القريب منها كان شعرها الطويل يغطي معظم وجهها،لا يعرف لم يشعر بضربات قلبه تزداد كلما أقترب منها وذلك الشعور الذي حاول قتله مرارا إلا أنه لم يمت...ازح شعرها بيده خلف اذنها وقال ببطء :" نسيم ا..."
"آسف يا جماعة بس ل.."
بتر محمود كلماته محرجا وهو يرهما في تلك الحالة فقال بسرعة قبل أن يخرج :" لازم نتحرك حالا الحاج مستني برا"
.....
في هذه الأثناء كانت نبيلة تذرف الدموع وهي تجمع الاغراض في الحقيبة قالت خالتها بعتاب:
" ابنتي الله يخليك باركا عليك من لبكى رآه كتقطعي ليا قلبي واش بغيتني نمشي مريضه"
رمت نبيلة ما بيدها من أغراض وتجهت مسرعة لمعانقة خالتها قائلة بدموع:"متقوليش هكا الله يحفظك ليا أنا من غيرك والو*مسحت دموعها بطرف يدها واكملت قائلة*علاش متسناي حتى نسافر معاك غير المدير مسافر أما كون سافرت معاك ومنخليكش"
"رآه قلت ليك ضروري نسافر ومغديش نتعطل عليك سيمانة بلاكتر وتانيا والحمد لله أنت دابا مشي بوحدك خطيبك كاين وغدي يرد البال عليك"
"خطيبي " قالتها نبيلة بحزن وفكرت*آه يا خالتي اشمن خطيب رضا تبدل مبقاش كيما كان رضا الغربة بدلتو الشراب وسهير والخدمة لي معرفتش حتى لدابا شنو هي وفين هو دابا يك ماكدة عليه يجي يوصلك للمطار*
انتبهت نبيلة على يد خالتها التي تربت على كتفها وهي تقول:"مالك ابنتي كنعيط ليك ومكتجاوبي"
"والو اخالتي غير سهيت شويا"
"كتفكري فرضا دابا يجي وخا تعطل شوية"
"أنا مأكدة عليه يجي قبل سبعة لأنو طيارتك مع العشرة ودابا قربت السبعة أنا غنمشي نتاصل بيه"
دهبت نبيلة للاتصال به لكنه لم يجبها فحاولت عدة مرات وأخيراً أجاب لكنه كان في حالة سكر شديدة لا تسمح له بالقيادة أغلقت نبيلة الهاتف وهي غاضبة منه اتجهت نحو خالتها وهي تقول باسف:
" سمحلي اخالتي رضا مغديش يقدر يجي مريض بزاف وأنا وأنت مضطرين ناخدو تاكسي"
"ياربي السلامة ياك هانية عندو الله يشافيه يارب ياله ابنتي نمشو من دابا باش نكون مرتاحة"
"واخا.."وقبل أن تنهي جملتها سمعتا جرس الباب قالت نبيلة باستغراب:"شكون هاد لي غايدق الباب"
قالت خالتها فتيحه وهي تبتسم:"أكيد غير رضا الشيطان داير ليك مفاجأة وقالك بانو مريض ههه سيري فتحي ليه الباب"
فكرت نبيلة وهي متجهة نحو الباب*معقول يكون حس بتأنيب الضمير وجا أكيد مرضاش نمشوا وحدنا للمطار"
وقفت نبيلة أمام الباب لتهندم ملابسها تم فتحت وعلى وجهه ابتسامة حب واشتياق
قال زائر وهو ينظر إليها بتمعن ومع ابتسامه خفيفة:
"لو كنت أعلم أن مجيء سيجعل ابتسامتك مشرقة هكذا لكنت أتيت منذ زمن"

....... يتابع

دون كمال 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن