٢١

154 6 2
                                    

لم يعرف حقا كيف استطاع أن يخبرها بكل ما يختلج صدره، كان كالغريق وهي المنقد...كانت تستمع إليه وفي داخلها إحساس غريب لم تشعر به يوماً إتجاه أي شخص أو حتى خطيبها...
بعد أسبوع مر على أبطالنا كان فيه تقارب سريع بين نبيلة وباولو بالرغم من تحفظها ، أما نسيم و كمال فهو كان يحارب ذلك الشعور الذي أصبح يحس به ويغزو قلبه كلما نظر إليها،بالنسبة لها كانت تشعر بالخوف والخدلان لقد خدلها قلبها الذي أصبح يدق له منذ ذلك اليوم كما أن هاجس الخوف من مصير مجهول ينغص منامها....
.......
في قصر دون كمال كان الجميع على مائدة الإفطار
كان يختلس النظر إليها حتى التقت عينها بعينه ابتسم لها وإبتسمت له ولكن فجأة ماتت ابتسامتها حينما دخلت راكيل مسرعة لمعانقة كمال وهي تهتف بفرح "مرحبا جميعا عزيز كمال هناك أخبار لك"
نظر لها السيد العرابي وزفر بضيق ما إن لمح كمال نفور عمه من تصرفها حتى أبعدها ببرود وقال:"أهلا راكيل هي إلي المكتب"
لمعة عينيها بفرح وذهبت معه دون الاكتراث لعيون تلمحهم منها الغضابة ومنهم المحتقرة...
لمحت ريم احتقان والدها ومن تصرفات تلك اللئيمة وقالت:"ماطخها عيارين يابوي"
لم يتمالك العرابي نفسه وضحك بقوة على سخريت إبنته الشقية وتحدتها بلهجة الصعيدة لهجته الاصليه
وقال وهو مزال يضحك:"مايصحش يابنتي دي برضك ضيفة"
قالت ريم:"ضيفة إيه دي لزقة وهي أصلا جيا عصبح ليه"
قال محمود:" برضك ما يصحش إلي بتقوليه"
قال العرابي وهو يفكر في كلام إبنته:" يا خبر بفلوس بكره بلاش حنعرف لما تمشي"
بينما هي كانت تستمع لهم دون أن ترفع عينيها إلي المكتب....
بعد نصف ساعه في المكتب خرج كمال وراكيل التي رحلت دون أن تلقي التحية،عاد إلي المائده واخبارهم بما قالت راكيل حيث تمت دعوتهم إلى أكبر حفل خيري ..كما أكدت على ذهابهم لربما كانت هذه فرصتهم لمعرفة مكان نبيلة، بعد صمت طويل قال العرابي:" أنا وأنت يا كمال إلا حنروح و.."
قاطعته ريم قائلة بتبرم:" ليه بس يا بابا أنا عن نفسي عاوزه اروح"
قالت نسيم بهدوء و وقار:" اسمحلي يا عمي لازم نروح كلنا لأنو هذا حفل خيري وبحظور الوزير الأول و القس الأكبر ما في خوف مادام شخصيات المجتمع حاظرة"
قال محمود وهو ينظر الى والده:" كلمها صح يا بابا لازم نروح ووعلشان ميشكوش أننا نعرف حاجة"
أومأ العرابي براسه موافقا رغم تخوفه...
مساءاً استعد الجميع لحضور الحفل بما فيهم راكيل التي حضرت لتظهر برفقة كمال، كانت ريم ترتدي فستان احمر طويل راقي جعلها جميله أما راكيل فكانت ترتدي فستان قصير مثير يظهر ساقيها الطويلة وبشرة بيضاء.. كان الجميع في إنتظار نسيم التي كانت متأخرة.. وأثناء ذلك كان كمال يتحدث مع راكيل التي شهقة ما إن لمحت نسيم تنزل السلالم العريضة بخطوات هادئة وتابتة..
ﺗﺄﻟﻘﺖ ﺑﺈﻃﻼﻟﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﺑﻔﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺯﺭﻕ الملكي وعقد بحبات اللؤلؤ الأزرق.. ﻣﻊ ﺗﺴﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ مميزة.. كانت كأنها أميرة من إحدى أميرات القصص الخيالية...
فاضت فيها المشاعر على وجه كمال بكل وضوح لدى رؤيته نسيم لأول مرة بفستان، مد يده لكي يلتقط يدها غير أن راكيل أسرعت بغيرة واضحة على التقاط يده وهي تقول:"هي عزيزي كمال لقد تاخرنا وكل هذا بسببها"
لم يتحدث ولم يزح عينيه عنها لكنه ذهب مع راكيل كالمغيب...
غادر الجميع وغادرت نسيم برفقة خالد..

ﻗﺪ ﺭﻣﻰ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻏﺰﺍﻻ ﻓﻬﻮﻯ .. ﺳﻬﻢ ﻋﻴﻨﺎ ﺻﺎﺏ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﻧﺎﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﺭﻣﻴﻪ ﺟﺮﺡ ﺍﻟﻬﻮﻯ .. ﻓﻌﺸﻘﺖ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺭﻣﺸﺎ ﻗﺪ ﺳﺤﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ﺑﺤﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻐﺮﻕ .. ﻭﻓﻲ ﺭﻣﺸﻬﺎ ﺳﻬﻢ ﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ
............يتابع......

دون كمال 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن