٢٤

158 7 0
                                    

في صباح يوم جديد مشرق يوحي بالأمل والتفاؤل عكس الوجوه المتجهمة والعابسة في قصر دون كمال حيث كان الجميع حول مائدة الإفطار..ورغم امتلاء المائده باصناف متعددة من الطعام إلا أنهم لم يكونوا في حالة تسمح لهم بالاكل،اكتفى كمال بكوب من القهوة السوداء وكان شارد الذهن لم يستمع إلى عمه الذي زفر بغضب وقال:
"إحنا إزاي نسيبها معاهم كان لازم أتصرف أنا مش حسكت"
قالت ريم بوجوم:"بس يا بابا مكنش فإيدنا حاجة انت تصرفت صح"
لم يستمع إليها فقد كان يفكر هو الآخر..
نفس الشيء بالنسبة إلى نسيم كانت هائمة في أفكارها لكن ليس في نبيلة بل في كلمات ذلك الوغد غوستافو الذي اخبرها بشكل صريح أنه يريدها حمدت ربها أن كمال لم يستمع إلى حورهما.. تمنت من قبلها أن تنهي هذه المهمة حتى تعود إلى سلام قلبها،قررت أن تبحث وتتقصى معلومات عن ذلك الوغد وما إن همت بالوقوف حتى فاجأها اهتزاز الهاتف معلنا عن رسالة... وقفت فجأة مسرعة بعد ما قرأت الرسالة.. إستغرب الجميع لكن كمال لم ينتظر فقد لحق بها...
.......
في مكتب باولو لشركة السياحية كانت نبيلة تقوم بطباعة بعض الأوراق حينا صرخة فجأة بسبب لمسة شخص...
"آسفة أنا بتاسفلك ماكنت بعرف إنك خوافة ههه"
قالت نبيلة وهي ترمق صديقتها بغضب:" حرم عليك يا ياسمينا خوفتيني"
جلست ياسمينا وقالت وهي تشير إلى مكتب المدير:"عن جد آسفة ها قوليلي المدير هون"
"سامحتك.. لا المدير مو موجود"
"ها خبرني ليش رحتي من الحفلة بكير لتكون مفكرتيني مارح أنتبه عليكي ههه"
"والله ماعرفت"
نظرة إليها ياسمينا وقالت بحيرة:"كيف مابتعرفي يعني ما كملتي السهرة مع المدير"
قالت نبيلة بغضب:"ياسمينا أنا ماني من دا نوع"
"لك بعرف بس أنا سألتك لأني عن جد خفت عليك خاصتا لما خرجتي مع المدير وصديقوا"
"شوفي أنا بس وصلت وما مرت خمس دقائق شفت صديق المدير واخدوا بعيد عني وبعدين جا المدير وقالي ياله نخرج وصلني عالبيت وبس"
"اها اوكي خالتك لسه ما اجت"
حركت رأسها نفيا فقالت الأخرى:"ادا كان هيك رح اعزم حالي واجي ابات معك لأن رفيقتي بسكن مسافرة"
حركت نبيلة مرة أخرى رأسها مع ابتسامة كبيرة
في هذه الأثناء دخل باولو دون إلقاء التحية،وقفت ياسمينا مغادرة وقالت قبل أن تصل إلى الباب:
"أنا رح روح هلا شكل البوص معصب"..
أسرعت نبيلة إلي مكتب باولو وهي تحمل البريد وفي عقلها الكتير من الأسئلة عن سبب رحيلهما دون إكمال الحفل...
......
في مكان ما بإيطاليا وتحديداً بقصر غوستافو الذي كان يقف أمام المسبح يفكر في التي حرمت النوم من عينيه تلك الشرسة،ابتسم فهو يعرف الآن أنها في قمة الغضب بعد أن بعث لها بتلك الرسالة التي تحمل لها مفاجأة و تأكد لها أنه إذا أرادها فلن يقف أحد أمامه.. افاق من شروده على يد توضع على كتفه كانت زوجته روز تقف أمامه وعلى وجهها ابتسامة بسيطة قالت بهدوء:"غوستافو ما بك"
أبعد يدها عنه وقال باستفزاز:"وما شأنك"
نظرت إليه مطولا.. لا تعرف سبب لتعامله معها لماذا أصبحت الحياة لا تطاق معه، لا لن تستسلم يجب أن توضع النقط على الحروف اليوم...
قالت روز وهي تنظر إليه بغضب:"غوستافو لا اعرف سبباً لمعاملتك لي هكذا"
إقترب منها حتى أصبحت أنفاسه تلفح وجهها وقال بهدوء كأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة:
" اتعرفين لما"
سكت تم قال بصراخ وهو يدفعها بيده حتى سقطت في المسبح:
" لأنني قد سئمت منك!!!"
صرخت إثر دفعه لها ولحسن حظها أنها تعرف السباحة.. اقتربت من حافت المسبح وهي تلهث،كانت دموعها مختلطة بالماء والكحل الذي سال أما هو فقد دنا منها وهو ينظر إليها.. قالت بصراخ وبكاء:" لماااا ماذا فعلت أخبرني ما ذنبي لقد احببتك بصدق"
كان من شدة غضب غوستافو وما سمعه منها أن أخرجها من المسبح وهو يمسك بشعرها..كانت تصرخ وتأن من الألم قال بغضب شديد:"لا لم يكن حب لقد احببتي المال والقوة كنت تريدين السيطرة علي نعم أنا لا أنكر أني احببتك في فترة ما لكني اكتشفت حقيقتك واكتشفت حبك لكارلوس واجهاضك لابني لكنك غبية لا تعرفين من هو غوستافو"
تركها تبكي بحرقة وتقول بحزن:"نعم لم اكن احبك لكني ندمت وأنا أحبك الآن بعد فوات الأوان"

دون كمال 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن