198
صرخت بوجهه " لقد وثقت بك , كيف استطعت أن تطعنني في ظهري " ليتنهد بسخرية و يتظاهر بعدم المعرفة قلت بازدراء " لم تمض أربع و عشرون ساعة منذ أن أخبرتك , أراهن أنك اتصلت به ما ان انعطفت " ليبتسم و يثقب عدستي بنظراته اجاب " لما سأتصل ان كان موجودا بالشركة أنذاك " رفع أحد حاجبيه لتعلو وجهه نظرة مستفزة فلم أعي على نفسي الا و أنا أرفع يدي مجددا لصفعه لكنه صدها هذه المرة ليقيد معصمي و عندما حركت يدي الاخرى لأفصل أصابعه قيدها أيضا واصلت التحرك كشخص تعرض للصعق من سلك كهربائي مرمي باهمال فدفعني بقوة الى الخلف حتى ثُنِيت قدماي لا اراديا و جلست على الكرسي الخشبي لنصنع تواصلا بصريا , ونحن قريبان بهذه الطريقة فانه قادر على رؤية ما بقلبي جيدا , انا اكرهه
هسهس " لما اخبرتني ان كنتي ستتهمينني بأبسط فرصة " بينما يميل ناحيتي لأدفع جسدي نحو الاعلى و لكنه مصر على انهاء أسطوانته بعد أخذ جوابي قلت بحدة " لأنني وثقت بك " ودموعي قد حجبت عني الرؤية بالفعل و لكنني أستطيع الرؤية بقلبي , هو تنهد بسخرية ليعود جادا في ثواني قال من بين أسنانه " أنا مقتنع أنكي لم تثقي بي ولكن سيأتي اليوم الذي تتمنين فيه لو أنكي فعلتي " ليضغط على معصمي بقوة حتى تأوهت صرخت بوجهه " لا أريد رؤيتك مجددا " ليقطب حاجبيه " تعلمين ! عائلتك مجنونة , جميعكم " رمى يدي في الفراغ ليعتدل بوقفته بينما نصنع تواصلا بصريا مؤلما للغاية , ما الذي يدور برأسه و هو يحدق بي هكذا يا ترى , زم شفتيه ليعطيني بظهره و ينصرف بعيدا , اكتفيت بمراقبته فقط و الخذلان رفيقي , سمحت لشهقاتي أن تقود بكائي بعد أن اختف وراء خط الافق الآن و قد اختبرت الحب فأنا أتراجع عن كل أمنية رشوته بها ليمر بحياتي
