209

905 23 0
                                    

209
هازان تتحدث

معرفتي للسبب سقط ذلك الغشاء الذي كان يزيف المشاعر التي تعلو وجهه لأشعر بالحزن الذي يخيم عليه كلما صنعنا تواصلا بصريا و الذي غالبا ما يقطعه هو لينجح في تقمص الدور
و صدقت تلك الاصوات التي تسوقني في الطريق المعاكس للحقيقة بالرغم من أنني سمعت اعترافه بحبي فعندما نشعر بالخذلان يتغلب القلب على العقل قولت بصراخ  " هل اعتقدت أنك تحميني عندما تخليت و عندما وافقت على الزواج ؟ أقسم أنني لو بقيت أسيرة لديه حتى اليوم ما كنت لأتألم بالقدر الذي تألمت به عندما تركتني " نفست بتلك عن غضبي و استنكاري رغم أنني بالكاد أستطيع التنفس فدموعي لاا تساعدني أبدا و تلامس يدينا فكلما فكرت أن الثانية التي سيفلت بها يدي قد تكون بأي لحظة تزداد رغبتي بالبكاء قال بصوت منكسر " أنتي لا تعلمين شيئا , لا تعلمين ما الذي يستطيع فعله و لن أحتمل خسارتك لآخر مرة اذهبي" لينظر في الفراغ و يحاول أن يوهمني أنه ينظر الى وجهي الآن و لكنني وعيت و لن أغفل مرة اخرى , ثوان معدودة من الصمت حتى أفلت يدي لتمر مثيلاتها فيعطيني بظهره و يسير مبتعدا , بكل برود هو يتخل عني للمرة الثالثة متداركا حجم الالم الذي يسببه لقلبي و سعادتي التي ترتفع للذروة و تقع الى الحضيض بكلمة منه  هو فقط جبان و انا طفلة تعشقه ثنيت أصابعي لأصرخ  " انت جبان , توقف عن التصرف كدجاجة في خم و قم لمرة واحدة بحمايتي و انت معي " فمعرفتي به تتيح لي تخمين أنه لن يلتفت الي مادام قد قرر التخلي عني بالفعل و قد صدق تخميني , راقبته وهو يصعد الدرج الى أن اختفى فغطيت فمي بيدي لأبتعد عن ذلك المبنى و توقفت لأستند الى أحد الجدران و أجلس على الارض أبكي و السماء تشاركني أتسائل عن العضو الذي يستخدمه ذلك الرجل ليفكر أنه بتركي هو يحميني و أي قلب يمتلكه ليخول له تركي مرات عديدة ثم يعود و كأن شيء لم يحدث ؟ ربما يحمي جسدي و لكنه في المقابل يحطم قلبي , أتسائل ما ان كان علي تقدير رغبته بحمايتي أم لعنه لأنه دائم التفكير بذلك و ما أصبحت على دراية به أنه سيعود الي يوما ما و يحصل علي بطبق من ذهب لأنني رهنت قلبي له و لا أستطيع الجزم ما ان كان يستحقه أم لا  لقد عثرت على القطعة المفقودة من الاحجية و التئمت بين يدي بالفعل لكن وبالرغم من ذلك فانني مهما غيرت من زاوية نظري ما تزال غير واضحة في عقلي , هالته غامضة جدا  مرارا استسلم عن محاولة فهمه لكنني وقد حصلت على المبرر قررت المحاولة و كغيرها ما تزال تلاحقها صفة الفشل , علامات الاستفهام حاضرة بكل تفصيل يخصه أدركت بالنهاية أن الصعوبة لا تكمن في تركيب الاحجية انما في فهمها لاحقا  لملمت شتات نفسي لأسحب جسدي في الطريق الى المنزل بينما يدي في جيوب معطفي, الامطار تتساقط رذاذا لحسن حظي في يوم بائس كهذا و استغرقت قرابة الاربعين دقيقة في بلوغ منزلي لثقل خطواتي , نظرت الى البناية لأتنهد و أتقدم خطوة أخرى فشعرت بحركة خاطفة من خلفي لألتفت , لم يكن هناك أحد و تمتمت " ربما أتوهم " هززت رأسي لأواصل طريقي , مجددا ذلك الشعور و لكن لم تتح لي الفرصة حتى لألتفت فقد قيدني أحدهم بذراعه لألتصق بظهره بالتزامن مع يده التي وضعها على فمي

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن