230

839 23 1
                                    

230

ياغيز يتحدث

المدرسة و المنزل لطالما شكلا عقدة لقلبي بعد أن تركتها و لم أحاول الاقتراب منهما تحديدا لأننا نمتلك فيهما من الذكريات ما من شأنها اصابتي بالاكتئاب الحاد فمع كل ذكرى جميلة سأعيش كابوس التخلي عنها وما كنت لأستطيع التقدم في حياتي  الآن و قد مسحت أستطيع رؤيتها و هي تقوم بالتنظيف , الوصفات الفاشلة , وهي تنام بغرفتي كلما عاقبتها , قد يختلف الأمر الآن و لكن ليس كثيرا لأنها ستعيش تحت نفس القوانين مع تعديلات بسيطة لقد توقف المطر عن الهطول بالفعل , ابتسمت لأميل رأسي ناحيتها و اختلست النظر اليها و الى عدستيها الزجاجيتين لأدرك أنها تبكي و على الاغلب تتذكر مثلي , ما أزال غير مصدق أن تلك الغيمة السوداء انقشعت و لم يبق منها و لو ذرة بخار تجعلها تتكاثف من جديد , لا شيء سوى شمس تشرق فوق حبنا مر وقت طويل وهي تنظر من النافذة و انا انظر اليها , لقد تمكنت مني منذ قليل تلك الطفلة حتما ملكي , لكزتها على ذراعها فجفلت و التفتت الي لأمد يدي نحو وجهها و أمسح دموعها , نزلت من السيارة و سحبت الحقائب من الصندوق فيحين تقف خارجا و تنظر بشرود الى باب المنزل , راقبتها من بعيد تبتسم و تدمع في آن واحد , لقد حصلت على ألطف امرأة في هذا العالم هي منفردة بأحاسيسها و بشخصيتها  لم أكن أؤمن بالمثالية الى أن التقيتها و أحببتها استنشقت رائحة المطر لأعلق حقيبتها على كتفي و أجر الاخرى ثم أقترب منها و أخرجها من شرودها قلت " لندخل " لتومئ و نسير معا الى الباب الحديدي , أدخلت كلمة المرور و هي نفسها بالمنزل الآخر و نفسها كلمة المرور بهاتفي , سمحت لها بالمراقبة فكونها الآن ستصبح زوجتي فانها تمتلك الحق لتعرف عنها أيضا و الا سيصبح الخروج من دوني صعبا , ربما تسرعت بكشفها فتلك الفكرة ليست سيئة على الاطلاق اتسعت عيناها لتقول بعدم تصديق " عيد ميلادي ؟ " فابتسمت و دفعت الباب لأبحث برأسي عن ماكس لم أره منذ شهر , هبت تلك النسمات الباردة لتدفع رائحة فتاتي الى أنفي ممتزجة مع رائحة التراب الرطب , انها الافضل على الاطلاق سمعت صوت نباح ليلتفت كلانا الى نفس الجانب وها هو يركض نحونا لتقهقه هازان بخفة و تنحني لتداعب فروه و قد علت تعابيرها ملامح لطيفة جعلتني أرغب بقرصها  رفعت ذقنها لتقول ساخرة " لقد أصبح عجوزا مثل صاحبه " معها حق بخصوصه لقد أصبح عجوزا مثل صاحبه و مع ذلك ما يزال كلانا وسيما كأننا لم نتقدم في السن  " اعترفي أننا وسيمان " قضمت شفتها لتومئ من ثم تعانقه , نظرت باتجاه الحائط الزجاجي لأتحرى وضع غرفة الجلوس , الستائر البيضاء موضوعة على الاثاث و أنا أقف من هنا أستطيع التأكيد ان كل شيء بمكانه , شابكت هازان ذراعي لتدفع الباب فيتردد صريره بالداخل , نبهت على الخادمة أن تعتني به و قد قامت بعمل جيد أسندت الحقائب الى الجدار عند الباب لأشابك يدي صغيرتي عندما لحظت أنها كانت بانتظاري و دخلنا معا , أزلنا الاغطية عن الاثاث لنتجه اللى غرفتها , الآن و هي تقف منتصف الغرفة أشعر و كأنه نفس اليوم منذ ست سنوات رغم أننا لم نتزوج بعد , اقتربت منها ببطئ لأحاوط خصرها فشعرتها بعظامها تهتز , قبلتها على رقبتها و أدرتها الي , أر صورتها وهي فتاة في السابعة عشرة من العمر بعينيها لن تكبر مهما نضجت " هاتفك " نبهتها الى الهاتف الذي سحبته من جيبي للتو لتقطع التواصل البصري و تلتقطه سريعا  " استعمليه جيدا فاحتمال أن أصادره مجددا وارد " حركت كفي على وجهها لتبتسم بخفة و تومئ

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن