202

1K 30 3
                                    

202

استدرت لأهم بالمغادرة قالت " سأعتبر أنك تخليت عني ان لم تتصل بي " لأتوقف و التفت اليها و أبتسم , اقتربت منها ببطئ لأطبع قبلة على وجنتها ثم أزيح بعضا من الخصلات المبعثرة خلف شعرها همست في أذنها لأغادر " سأفعل " , أشعر بالارتياح الآن لقد مرت خمسة أيام بالفعل , أشعر بفراغ قاتل لا أنكر أنني قد اشتقت لذلك السكرتير الابله على الاقل كنت أنفس عليه كل غضبي من دون ان يمانع فقط ككيس رمال , و لكنني أمتلك البديل بالطبع , انهم الموظفون فحتى اليوم طردت سبعة مهملين و القائمة ما تزال طويلة " الساعة 11 صباحا اتصل بي بوراك و اخبرني انه يريد تناول المشروب معي فلم يكن بيدي سوى الموافقة خاصة و انني سأتناوله بالمنزل على أية حال و السبب أن ذلك المدعو والدي أصبح يجبرني على الذهاب في موعد مدبر و لكنني رفضت و تخلفت عنه لقد كان منذ ساعة تقريبا  عدلت من مظهر سترتي لأستعد لمغادرة الشركة , أدرت المفاتيح حول سبابتي لأقترب من سيارتي صدح صوت بوراك بالارجاء  قالا" الى أين يا رجل " لألتفت خلفيي , رفع مفاتيح سيارته ليومئ برأسه أن أرافقه , أفترض أن السهرة ستدوم طويلا قال بوراك " ياغيز يسهر بالشركة . أنا عاجز عن الكلام " لأقلب عيني  وانا اقول " لما لا تقود بصمت " قهقه ليواصل القيادة و لكننا علقنا بزحمة سير لمدة نصف ساعة و أعتقد أنني غفوت لأفتح عيني عندما لكزني على كتفي لأدرك اننا قد وصلنا الى الحانة , فركت عيناي لأدير المقبض و انزل من السيارة , المكان هادئ على غير العادة " ربما تكون مغلقة " نظرت اليه لكنه لم يبد أي ردة فعل و واصلنا طريقنا , سرنا مسافة الرواق ليزداد شعوري بالارتياب فلا اثر لأي روح بالجوار , تنحى جانبا ليطلب مني ان افتح الباب فنفذت ليتحول الجو من هادئ الى صاخب عندما انطلق أصوات المفرقعات مع لمحة من الانوار الصادرة عن تلك العصي التي يحملها الحشد امام الباب , قطب حاجبي بخفة لأحاول استيعاب ما يحدث حينها تحركت كتلة مضيئة بالتزامن مع أغنية عيد الميلاد , تبا لقد تم خداعي للمرة العشرين لكمت بوراك بخفة على بطنه ليقهقه متألما , انتظرت بفارغ الصبر أن تضاء الانوار لأحدد ما ان كانت الحفلة ستكون محمسة ام كئيبة , انها متعلقة بهازان طبعا اقتربت من الكعكة الموضوعة على الطاولة المتحركة لأنفخ الشموع الواحد وثلاثون , لا أفهم لما أحتفل باقترابي خطوة من الموت , أشعر و كانني اصبحت عجوزا بالفعل " عيد ميلاد سعيد " ترددت تلك الجملة مئات المرات بينما أبحث برأسي عن هازان و لكنني لم اعثر عليها , اقتربت مني هانا لتعانقني و تتمنى لي عيدا سعيدا " هديتي بانتظارك هناك " أشارت الى البار لأعقد حاجبي بخفة و أتبع مسار سبابتها ليقودني الى فتاة تجلس بمفردها في الزاوية , ترتدي فستانا بلون المرشيميلو الباهت , لون برتها و طول شعرها , انها حقا أفضل هدية أحصل عليها بعيد ميلادي قلت " هازان " لتقف بسرعة و تنظر الي مبتسمة , هي تبدوا كملاك الآن ,  ذلك الفستان من يرتديها و ليس العكس قالت بسخرية " عيد ميلاد سعيد , لقب العجوز أصبح أكثر ملائمة لك " و هي تمد نحوي علبة ما مزينة بغلاف وردي لمّاع , أرحت ذقني الى كتفها لأعانقها بقوة تمتمت " سيكون سعيدا بوجودك " لتحرك يديها ببطئ على ظهري , تم تشغيل أغنية هادئة و قد كان توقيتها ممتازا فسحبتها من معصمها لأرغمها على الرقص معي , بالطبع تريد لا حاجة للسؤال , ابتسمت بخجل بينما نصنع تواصلا بصريا و قد شعرت بالاغنية تُعْزف بداخل جسدي , حركتها كريشة بين يدي و تمنيت لو أن الزمن يتوقف الآن و الى الابد سمعت صوتا أنثويا يناديني " ياغيز " لأنظر الى يميني , فتاة طويلة بشعر طويل ترتدي فستانا أمر قصير , تبدوا على أتم الاستعداد للاحتفال و لكن من أين تعرفني ؟ سئلت باستغراب " عفوا هل التقينا من قبل ؟ " بينما توقفت عن مراقصة هازان و يدها ما تزال وسط كفي  قالت" لا تكن هكذا " وهي ضربت على كتفي لألحق يدها بعدستي ثم أتبادل و وهازان نظرات عدم فهم " بجدية " تنهدت لتشابك ييدها بذراعي تقول " أنا ليزا خطيبتك , هل نسيتني بهذه السرعة ؟ " هل قالت أنها ليزا خطيبتي ؟ اما انها لا تخاف على حياتها أو أنها تريد انهاء حياتها بالفعل

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن