231
" لن أحذركي من اطالة الحديث مع الرجال فستجلبين المتاعب لنفسك , أريدكي بالمنزل تمام الساعة السادسة و أن تأخذي رأيي بكل أمورك مهما كانت تافهة , انا سأهتم بالطبخ و أنتي بالتنظيف لكن ان أصبحتي بدينة يوما ما لن أمانع ان أموت جوعا رفقتك " فصلت الحدث عندما لحظت الدموع في عينيها لم تعلم أنني تركت الافضل للأخير "و لأن هناك الكثير من الكتب في مكتبتي أريد سماع أحدها بصوتك كل نهاية أسبوع و الا " قطعت حديثي للأعانقها بينما أهمس في أذنها كلمات لا أعتقد انها لاقت استحسانها " تنامين هنا وحدك " قبلتها بخفة لأوقضها من هفوتها , تعابيرها تجيبني بنفي قاطع ولأنها طفلتي المطيعة سترضخ بالاخير , أحب انها تفعل " سأغادر قليلا " تركتها تقف ساكنة منتصف الغرفة و فتحت حقيبتي بحثا عن تلك السترة و أخرجت الصور , ليس من صالحي ان بقيت على متناول منها أخاف أن تعثر عليها هي طيبة للغاية و ستقلق علي كثيرا و قد تفكر بتركي ان علمت عن الامر لا تعلم أنها سعادتي و ما دامت معي سأكون بأحسن حال اتجهت الى مكتب البريد لأضع الصور بخزنتي و أقفل عليها جيدا , هنا انا أدفن ما تبقى من الماضي خاصتي , اتجهت بعدها الى السوق لشراء بعض الاغراض للاحتفال براس السنة بعد خمس ساعات من الآن , سنحتفل به معا للمرة الاولى و ستكون فاتحة لما سيأتي , فانا لن أبحث عن غيرها , منذ اليوم ستكون حياتنا مثالية وصلت الى المنزل على الساعة السابعة و النصف , وضعت الأكياس على الطاولة في المطبخ و بحثت عنها لأدرك أنها قامت بتوضيب الملابس في غرفتنا بالاعلى , ابتسمت بخفة ثم عدت الى المطبخ لأخرج الاغراض و أضع خططا برأسي لما سأقوم باعداده شوربة , يخنة , كيمباب وبعض الاطباق الجانبية ستستغرق على الاقل ساعتين ولأن طفلتي تحب الاطعمة الحلوة مثلها سأعد من أجلها كعكة الشوكولاتة شعرت بالدفئ خلف ظهري لانظر اليها من فوق كتفي و هي تراقبتي بصمت ثم عدت لاركز مع الطبخ و اي تركيز فبالمكان الذي تكون فيه يقتصر مجال نظري عليها وحدها ..انها السعاده متجسدة خطر ببالي صاحب الفضل في هذه السعادة لربما يكون حزينا بسبب هانا من يعلم ..فكرت حينها بضرب عصفورين بحجر من جهة الانتقام و من جهة اخرى جعل هانا تراه فقد فقدت اشراقتها هذه الفترة " هازان هناك من يحتاج مساعدتنا " التفت اليها لالتقط الهاتف من جيبي و اعاود الاتصال بكوركوت ..لن يكون سعيدا بدعوتي المفاجاة ليلة راس السنة طبعا و لكن استبعد ان يرفض " ياغيز ايجمان !!" تسائل ما ان اجاب على الخط لادفع تلك الطفلة التي ستنهي ما بالقدر الى حضني و اضع سبابتي على شفتيها " كوركوت ..لتنقابل بعد ساعة " قطبت هازان حاجبيها لبعض الوقت ثم استعادت ابتسامتها البريئة عندما خمنت ما انوي عليه " اين !!" كما توقعت انه مستغرب و سيقتله الفضول ليعرف ما اريدو لذلك سياتي ..كنت ساختار مكانا عشوائيا الى ان اوقفتني هازان و هي تحرك شفاهها بحروف ما ..انزلت السماعة لتهمس ذلك العنوان مرارا ..اعدت السماعة الى اذني و حاولت تحديد ما بعد الحديقة " تأتأت العنوان " في الحديقة..بجانب.. الشركة لترفع ابهامها ..هي الاخرى ذهبت باحثة عن هاتفها و اتصلت بهانا لتطلب مقابلتها بنفس المكان .لم نعد ندين لاي منها لذلك ساخرجهما من راسي ليتسع لها وحدها لان هذه الليلة ستكون خاصة ..سينتهي العام و نحن معا ليبدا الاخر و نحن معا
