222

800 19 0
                                    

222

هازان تتحدث

لولا أنه لم ينبه علي لخرجت منذ ساعات للتفتيش عنه فلا أنا أمتلك هاتفا للاطمئنان عليه و لا أنا أعلم الى أي جحيم ذهب  أشعر بالقلق الشديد عليه و كل فكرة تقصف سابقتها بمدفع ليدوي صدى صوتها بقلبي فيزلزله , تكاد دموعي تنهمر كلما بحثت عنه عدستي بالخارج و لم تلمحا أي أثر له لا أريد ترجمة تلك الافكار الى كلمات فألمي حينها سيكون مضاعفا  تمر تلك الساعات مؤلمة و كأن الحياة تحاول حل معادلة نص تمرينها ما الوقت الذي يستغرقه قلب تلك العاشقة للتآكل ان هو اختف فجأة ربت على صدري و شغلت نفسي بأعمال التنظيف لارهاق جسدي فيستولي على كامل طاقتي و لا أفكر بالمزيد و لكنها سرعان ما انتهت , اتجهت الى المطبخ و برأسي وصفة لكعكة ما و لكن لشرودي سكبت الحليب على الارض و نثرت الطحين ما ان مزقت الورق  كان الوضع سيئا للغاية و استغرقت ساعة للانتهاء من التنظيف  كانت الساعة تشير الى العاشرة عندما سمعت صوت عجلات لأنتصب أمام النافذة على الفور , الانوار الامامية تسطع من تلك السيارة السوداء لينزل منها رجل طويل و يصفق الباب بقوة , لاحقت طيفه في ذلك الظلام و لحظت أنه يمشي بطريقة غير متوازنة , من سيكون غيره  ركضت الى الباب لأصل بالتزامن مع صدور صرير عنه عندما فتحه ياغيز , ما ان أفلتت يده الدعامة حتى كاد يهوي لولا أنني أسندته  انه ثمل ابتسم ببلاهة " طفلتي اشتقت اليكي " ليتعبق الهواء من حولي برائحة المشروب ما المقدار الذي تناوله بحق الجحيم قلبي ينبض بقوة كلما أتذكر أنه أتى بمفرده , قاد تلك السيارة بسرعة لا يعلمها سواه وسط الظلام الحالك , أشعر بالخوف و رغم أن الامر انقضى على خير لكن كان يمكن أن يقوم بحادث كيف له أن يقود وهو غير واع البتة  مررت ذراعه حول كتفيه لأاصارع في سحب جسده الطويل الى غرفة الجلوس على الأقل فهو لا يساعدني البتة جلست على الاريكة ليتبعني هو الآخر و لكنه لم يسمح لي بالذهاب فقط استحوذ على حضني عندما أراح رأسه بالقرب من عنقي واحاط بطني بذراعه لتسري قشعريرة من اسفل عمودي الفقري فتجمدت بينما أنظر اليه و كلما تلاشت صدمتي برز قلقي  ان لجأ الى المشروب فان هناك أمرا سيئا يحدث معه , أريد أن أعلمه و لكنني شبه متأكدة أنني سأموت و ذلك الفضول شامة طبعت بقلبي  فكرت بصوت مرتفع " لما أسرفت بالشرب ياغيز " بينما أربت على ظهره بخفة لأقبله على جبينه و أريح ذقني الى رأسه هو تمتم " قد أكون ابنا عاقّا و لكنني لست بذلك السوء لأدمر سعادة والدتي " لأقترب منه و أحاول سحب الكلام و لكنه نام , لم أنجح حتى وهو ثمل فكيف ان كان واع ؟

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن