207

887 23 0
                                    

207

هازان تتحدث 👇👇

ارتميت في حضن نيل و بكيت حتى غفوت , كل مرة يتركني بها تهشمني أكثر من التي قبلها و لم يتبق بي قطع لتتفتت حتى , لقد أصبحت طحينا بالفعل , لزمت المنزل لمدة اسبوعان كل ما أفعله أنني أضم قدمي الى صدري و أجلس الى السرير واعية غائبة , لم أتناول شيئا يذكر و لولا اصرار نيل على ادخال اللقمة بفمي لما فكرت بالطعام أعتقد أن اليوم هو السبت التاسع من ديسمبر , نيل  تغط في نوم عميق حينها قرع الجرس فقمت من مكاني لأفتح الباب , و أتسلم رسالة من ساعي البريد , اسمي مدون عليها , دخلت بتثاقل و جلست في المطبع لألقيها على الطاولة باهمال .. اثارني محتواها فمزقت الظرف و لأخرج بطاقة مزخرفة بزهور زرقاء , لقد كانت دعوة لحضور خطبته غدا, أصبت بنوبة ضحك هستيري جراء الصدمة , مهما بلغت وقاحته فأن يرسل لي دعوة لحضور خطبته أمر مبالغ به رميت البطاقة في المهملات و حبست نفسي في غرفتي , أشعر بالخيانة قطعة من جسدي بُتِرت و ماأزال انتظر تفسيرا منه , كلمة واحدة و سأعود كعروس الماريونيت بين يديه . عدت لأحبس نفسي بين الماضيين البعيد و القريب و كلاهما مؤلم يمتص روحي فأشعر أنني أغرق و رغم قدرتي على السباحة فانني لا ابلغ السطح مساء اليوم التالي قمت بارتداء أحد فساتيني و عزمت على الذهاب الى حفلة خطبته , حملت الحقيبة و القيت آخر نظرة على مظهري قبل ان أغلق باب غرفتي بهدوء و أسير بلا خطوات نحو الباب  استوقفتني نيل " الى أين هازان ؟ " قبل ان افلت بالهروب لأنظر اليها ببراءة , أدركت  أنها كانت تحمل الدعوة بين يديها , لا دعوة لا دخول , انتفضت لأحاول أخذها من يدها و لكنها قامت برد فعل سريع و عانقتني وقالت " توقفي عن التصرف بجنون ماكان لكي أن تتعضي من ذلك الرجل حتى بعد أن تخلى عنكي ؟ , أفلتي ذلك الحبل الكاذب فأنتي لن تصلي سوى الى القاع " هي ربتت على شعري و أستطيع الشعور بقطرات من دموعها على عنقي قلت بصوت منكسر " فقط ساريه أنني بخير " و أرخيت يدي لتلامس الحقيبة الجلدية الارض  قالت و أمسكت بوجهي " ان ذهبتي فلن تثبتي له سوى أمر واحد , أنكي مثيرة للشفقة " و بالكاد أمسك دموعي  لم أتخلي عن العمل لدى بوراك و صوت ضعيف بداخلي رغب بذلك كي يراه على الاقل مرة كل أسبوع و لكنه لم يظهر , كلما نظرت الى بوراك شعرت أن بين شفتيه كلاما يود قوله و لكنه يتراجع قبل ان يفتح فمه , اتنهد بين الثانية و الثانية مرة لأريح عن كاهلي الحمل و لكن حتى التنفس يصبح مؤلما أصبح الفصل شتاءا منذ يومين لكن بالنسبة لي فقد أصبح كذلك منذ شهر , غادرت المنزل باكرا بعد ان ارتديت معطفا ثخينا و اتجهت الى الشركة , أعلمت بوراك بمجيئي وجلست الى المكتب  صدح صوت أنثوي لأقفز مكاني " هازان ", انها سلينا أجبت بعد ان توقعت سؤالها " الرئيس بالداخل " لتقطب حاجبيها و تدخل , عدت الى شرودي الى أن قاطعني نفس الصوت بعد نصف ساعة صرخت " ما مشكلتك ؟ " لتمد نحوي شيئا لامعا, أصبحت أخاف تلك البطاقات , أيعقل ان تكون دعوة لزفاف ياغيز ؟" قالت سلينا بسخرية  " ما الامر معك ؟ انها دعوة لحضور ذكرى زواجي الثانية بعد غد لأتنحنح و أخطف الورقة من يدها " شكرا " لتتركني و تغادر , لما تبقي من اليوم فكرت بالدعوة , أذهب أم لا أذهب , نحن لسنا حتى قريبين لتقوم بدعوتي, تواصلت أفكاري حتى باليوم التالي و الذي بعده و بالنهاية قررت الذهاب , ارتديت فستان أزرق قصير و أسدلت شعري لرمي المعطف على جسدي و أهم بالمغادرة  سئلت نيل بقلق " الى اين أيضا ؟ " لأبتسم و أحاول طمأنتها عن حالتي فأنا لم أعد مكتئبة قلت " ذكرى زواج الاستاذة سلينا " لتقطب حاجبيها باستغراب , نفس ردة فعلي عندما تلقيت الدعوة أقف الان امام العنوان المدون بالبطاقة و أقارنه بالمكتوب بجانب القاعة , انه نفسه , دخلت بهدوء لأنزع معطفي و أقدمه للخادم بجانب الباب , بذلك المكان الواسع و وسط تلك الاضواء الساطعة أشعر و كأنني أليس في بلاد العجائب ,

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن