218

800 18 0
                                    

218

ياغيز يتحدث

أحيانا تشفى الجروح لتصبح ندوبا جميلة وهي الآن ندبي الجميل  أشعر و كأننا متزوجان في رحلة لقضاء شهر العسل  و ان لم نكن كذلك بالقانون فقد تزوجتها في قلبي ووقعنا عليه دفترا عائليا بقلم من نار ليبقى راسخا الى الابد رفقة أشقاءه من جراح حبنا التي التئمت لترسم أشكالا لطيفة زينت قلبينا  فقد استعدت ذكرياتنا الجميلة من بين أنياب الزمن الذي مضى لأطعم ما هو آت من الباقي حتى يجرب طعمه المر الآن هناك نحن و لن ننشطر الى ضميرين مجددا  عندما أضع رأسي على الوسادة و يدي حول خصرها أتمنى أن لا أستيقظ مطلقا و عندما أفتح عيني صباحا على وجهها أتمنى ان لا أنام مجددا  هي تمنحني شعوررا بالدفئ لم أحصل عليه في حياتي , فالحب دافئ في كل الاحوال مارست معها لعبة ضرب الخلد بالمطرقة بينما نتناول الغداء وهي تجلس مقابلا لي تناوب نظراتها بين طبقها و بين وجهي و في كثير من المرات أصابتها المطرقة لتطأطأ رأسها بخجل  كنت مستمتعا بمراقبة وجهها يتدرج في احمراره كلما أمسكتها تختلس النظر الي لأغطي فمي بكفي و أتظاهر بمضغ الطعام فيحين كان فكي يتحرك ضاحكا قاطعني صوت رنين هاتفي من غرفة الجلوس لأنظف شفتي بملل ثم أسير الى الاريكة لألتقطه و أتفحص الشاشة لثواني قبل أن أرد عليه فلا أحد يعلم عن هذه الشريحة سوى بوراك و من الطبيعي أن يكون المتصل الآن سالت " ما الامر ؟ " اختصرت للهفتي في العودة الى تلك الطاولة مجددا لم أعتقد ان هذه المكالمة ستستنزف ما تبق من يومي فيما بعد  " لا أعلم كيف سأخبرك " قطع حديثه لأعقد حاجبي و قلت بملل " ماذا " عندما طالت فترة صمته " والدك تعرض لنوبة قلبية وهو الآن في المستشفى " جفلت لبعض الوقت بينما أنظر الى الجدار المقابل ليخرجني صوت صراخه عبر الهاتف من شرودي , لم أستطع السؤال عن حالته فقد اقتحمت هازان مجال نظري و أنا لم أرد أن أشعرها بالقلق لذلك أخذت منه العنوان لأدونه برأسي  أجبت " سأكون هناك بعد نصف ساعة " لأغلق الخط و التفت نحوها  لحظت أنها تتخذ وضعية هجومية , و بأي لحظة ستسألني مع من كنت تتحدث كزوجتي الغيورة تماما , أردت ازعاجها و لكنني حقا لست بخير ابتسمت بتكلف لتقترب مني و تربت على كتفي سألت بنبرة قلقة " هل من مشكلة ؟ " لأقبلها على رقبتها و و اقيد تعابير وجهي    قلت منبها " قد أتأخر في العودة لا تغادري المنزل , حسنا ؟ " لأعطيها بظهري و ألتقط سترتي ثم اغادر المنزل  أدرت المحرك لأقود في الطريق الى اسطنبول بسرعة , الآن و قد اختليت بنفسي أستطيع السماح لوجهي بالتعبير عما بداخلي حركت يدي على فكي السفلي بينما استسلمت للحرب بين الصوتان , الذنب و الانتقام  أكرهه و أسعى لتدميره فانتقامي يريد أن يذيقه من نفس الكأس التي شربت منها , أن يخسر أغلى ما لديه  صحيح أغلى ما لديه باستثناء حياته  فمن سيهنأ و لقب قاتل والده يلاحقه لما تبقي من عمره من قبل أناسه فحتى القتل غير العمد يعاقب عليه القانون  و لا حكم أقسى من ذلك الذي يطلقه عليك أقرب الناس اليك بينما أنا تائه في أفكاري و المحيط من حولي يتغير كل ثانية تسائلت عن سبب ذهابي في حين أنني أمتلك عدة طرق للحصول على المعلومات طازجة  لم أعثر على أي جواب غير أنني سأطمئن على والدتي و أخفف عنها وقع الخبر فهي ستكون بحاجتي لا محالة , أنا لن أراه بالطبع فأنا أعلم أنه سيفقدني أعصابي و سأفقده أعصابه و على الاغلب سأسبب له نوبة أخرى  أقصد أنني سأنزعج ركنت السيارة بجانب المستشفى لأنظر الى المبنى لبعض الوقت ثم أتجه الى الباب الزجاج لأدفعه بكفي و أقف أمام طاولة الاستقبال  نظرت الي تلك الممرضة و ابتسمت لتدير الاسطوانة المعتادة  " مرحبا سيدي كيف يمكنني مساعدتك ؟

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن