208

936 30 6
                                    

208

وسط تلك الاضواء الساطعة أشعر و كأنني أليس في بلاد العجائب , انا لا أنتمي الى هذا المكان  قالت سلينا " اذا أتيتي " لألتفت اليها سريعا و أومئ ابتسمت " كل عام و أنتما سعيدان " لتبادلني , هي تبدوا جميلة اليوم بفستان أسود طويل , اختلفت الهالة حولها كثيرا عن ما كانت عليه منذ ست سنوات عادت للاهتمام بالضيوف و أنا بقيت بمفردي أتجول أمام طاولة الطعام , لم يمر وقت طويل من وصولي حتى لمحت رجلا طويلا يمشي بوقار و قد لحقت به امرأة تعلقت بذراعه للتو ,تمنيت أن أختفي بهذه اللحظة , كيف تناسيت أمر خطبته و فكرت أنني سأكون بخير أمامه لن أكون سوى مثيرة للشفقة كما قالت نيل تمتمت " كان المجيء فكرة سيئة " تركت ذلك الكأس الذي كان بيدي و حركت قدمي الى الامام كي أغادر و لكن أحدهم أمسك بي قالت سلينا " الى أين و قد وصلتي توا " لأنظر اليها بانكسار و أحاول تحرير معصمي بلا رد وقالت " الى هنا و كفا , احداكما بليد و الآخر أحمق " و  قد فهمت أننا المعنيان بالكلمتين واكملت " تعتقدين انه سعيد مع تلك المرأة ؟ أمعني النظر جيدا انه مجبر على ذلك أيتها الغبية " قطبت حاجبيها لأسحب يدي بقوة صرخت " و من سيجبره " و قد انهمرت دموعي لأضع مخططا وحيدا في رأسي , فقط الباب , ياغيز لا أحد يجبره على فعل ما لا يرغب به  " والده يفعل ذلك لفصلكما , ثقي بي فأنا أتحدث عن تجربة " بالكاد سمعتها وسط الموسيقى فتوقفت مكاني لأشد على أطراف فستاني , أصارع لأحبس شهقاتي بجوفي لأستطيع الرد  " مع ذلك لم يتخل عنكي , لأنه يحبك " قضمت شفتي السفلى لأنظف وجهي من الدموع " أنا لم أتعرض للاختطاف بسببه قبلا , ان كنتي تذكرين فقد حدث ذلك لكي منذ 6 سنوات , حينها أتى الى  المشفى و أتهمني , بعدها اتخذ ذلك القرار المفاجئ بالرحيل , قال انه يحبك " استدرت بكامل جسدي لنصنع تواصلا بصريا , بدت صادقة للغاية حركت عدستي لأسترق النظر اليه , قال أنه يحبني و لكنه لم يقلها أبدا و هو ينظر في عيني فكيف أتحقق من صحة كلامها , لا أريد أن أشعر بالخيبة مرة أخرى لكنني كلما تهربت منها طاردتني و لحقت بي هو لم ينتبه حتى لوجودي فغادرت كأنني لم أكن

هو شعر بالاختناق بالداخل فنبه على خطيبته المزيفة أن لا تلحق به و ذهب خارج القاعة ليشتم هواءا نقيا , نزل الدرج بخطوات مترنحة الى ان وصل الى الشارع , فرك جبينه باحباط ووقف هناك لبعض الوقت , أخرج الخاتم الذي منحته اياه هازان و نظر اليه بعمق ليبتسم  " لماذا تركتني ياغيز ؟ " نظر بجانبه الى مصدر ذلك الصوت و خبأ الخاتم سريعا بجيب سترته , هو لم ينتبه الى أن ملاكه كانت متكأة على الجدار بانتظار خروجه و حتى ان كان مع خطيبته لربما عثرت له على مبرر تصنع البرود و أوشك على المغادرة دون ان يعبرها و كأنه لم يرها , انكمشت تعابيره ما ان أعطاها بظهره فليس سهلا عليه  سئلت بهدوء " أهو بسبب والدك ؟ " و أقنعت نفسها أنها آخر جملة تتحدث بها معه رغم ان قلبها سيصرخ متوسلا بالمزيد و المزيد  هو سئل بنبرة هيستيرية " هل اعترض طريقك ؟ طلب لقاءك ؟ ما الذي فعله لكي ؟ لم يقم بايذائك اليس كذلك ؟ " ليهزها بقوة عندما تبنت الصمت وحدقت به بأعين كالمصباح الوميضي " لما أنتي صامتة و اللعنة " لم تقم بأي حركة معاتية و تركت له المجال لتحريكها كما يريد , كلما صمتت اكثر ازداد قلقه و لكنها أخيرا قررت اطفاءه  قالت بصوت خافت " اذا فالامر هكذا , كان مجرد سؤال " فأبعد يديه عن كتفيها و عقد حاجبيه , لقد تم خداعه و باحتراف تام  مثّل مشهد برود برع فيه في وقت سابق " الامر ليس كذلك , اذهبي " و لكنه بدا ركيكا عندما احتاجه اليه و بشدة , همّ بالمغادرة بينما يثني اصابعه كي لا يلتفت الى الوراء مجددا صرخت لتوقفه " أعلم أنه من قام باختطافي منذ ستّ سنوات و أعلم أنه من أجبرك على التخلي عني ثلاث مرات و هو الآن يجبرك على الزواج من تلك المرأة " , بخطوة واحدة كان يقف أمامها مباشرة و يتنفس زفيرها , لوى معصمها لتئن بخفة وتظهر تعابير الالم على وجهها  هسهس " من أين سمعتي هذا الكلام ؟ " لتتحرك معصمها بسرعة وهي تنظر في عينيه  قالت بثقة " و ما شانك , علمت و انتهى الامر " لتزيد من حنقته صرخ " هازان " ليتحرك جسدها الى الامام كي تساير يده التي باتت أشد على معصمها الهش وقالت " هل اعتقدت أنك تحميني عندما تخليت و عندما وافقت على الزواج ؟ أقسم أنني لو بقيت أسيرة لديه حتى اليوم ما كنت لأتألم بالقدر الذي تألمت به عندما تركتني " أصدرت صوتها كموجات أثير متقطعة و بالكاد تستطيع التنفس , هو أدرك ما يقوم به و رخى قبضته على معصمها قال بصوت منكسر " أنتي لا تعلمين شيئا , لا تعلمين ما الذي يستطيع فعله و لن احتمل خسارتك , لآخر مرة اذهبي " و لم يكن يرغب أن يعطيها بظهره مرة أخرى , فقط يريد أن تذهب من تلقاء نفسها و لكنها باقية فما كان عليه الا أن يقوم بما كرههه  " أنت جبان , توقف عن التصرف كدجاجة و قم لمرة واحدة بحمايتي و أنت معي"

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن