229

813 24 0
                                    

229

غمغمت وسط صدره " و لكن العرض ناقص " فهمهم متسائلا لأدفع نفسي الى الخلف و أنظف وجهي من الدموع  " أين هي would you please " سألت بعبوس مصطنع ليقهقه و قد حذفت من رأسي مسبقا احتمال أن يعيد عرضه مع تلك الجملة , كانت فقط تمويها كي لا يركز مع وجهي المنتفخ , أبدوا بشعة ربما اجاب ساخرا " ان كنتي تريدين حلّ اربعة عشر مسألة أخرى " بينما يلف ذراعاه حول خصري لأضع يدي على فمه قبل أن يكمل جملته , الاهي لن أنتهي لما تبقي من حياتي , و لن احظ بحياة زوجية سعيدة معه و سيكون السبب في تعاستي نفسه السبب في سعادتي , الرياضيات " موافقة " قلت بسرعة لتضيق عيناه فأدركت أنه يضحك , حرك احدى يديه سريعا لينزل يدي و ينظر من جهة اللوح مقطبا حاجبيه بخفة  " أتسائل من أين تأتين بعلامات الاستفهام " تصنع عدم المعرفة متعمدا بذلك احراجي و قد نجح عندما تمردت ضحكاته لتكشف ما يحل بتعابير وجهي الآن , ربما علي أن أتعود فالامر سيتكرر كثيرا مستقبلا بما أننا سنتزوج , مجرد التفكير بذلك يجعل المجرة بكواكبها عاجزة على احتواء سعادتي أدركت أنني كنت أبتسم عندما توقف عن السخرية و اقترب مني خطوة ليمسك وجهي بين كفيه فأحسست بجسم بارد على وجنتي اليسرى ولحظت انه الخاتم الذي اهديته اياه بعيد ميلاده ,لم يثني على اختياري و لم يقل أنه أعجبه لكن ما يهمني أن رسالتي وصلت و يرضيني كامراة أن أكون متميزة بكل شي أفعله للرجل الذي أحبه  لم ينتظر ليأخذ رأيي و لا لأعبر له عن مقدار سعادتي فقط قبلني و أنا لم أعترض كنت سأغلق عيناي قبل أن ألمح القلم بارزا من جيب سترته و أردت مباغتته لأرسم علامة استفهام بنها لكنه أمسك بمعصمي ليعلمني أنه قد علم ما أخطط له  ربما هو ليس رجلا ذا ردود أفعال سريعة انما رجل يعرفني يحفظني و يتوقعني أيضا  سرنا في الرواق متشابكي الايدي و عدستي تتحركان بين الخاتمين , أحببت طريقته في عرض الزواج علي و طريقته في الاعتذار عن الماضي , هو لا يحتاج لتحريك شفتيه لأن أفعاله من تتحدث و هو نوعي المفضل حتما بلغنا مخرج المبنى لننتبه أن السماء تمطر و كلانا لا يحمل مظلة معه , أملت رأسي ناحيته ليبتسم و يشير لي أن أقترب منه ليضع سترته على رأسينا و نركض الى السيارة  أصبحت أحب الايام الماطرة بفضله  دخلت السيارة ليلحق بي من الجهة الاخرى و يرمي السترة بالمقاعد الخلفية ثم يدير المحرك , قبل أن تتحرك العجلات مد يده نحوي فخمنت أنه يريد يدي فخاطرت رغم ذلك الاحتمال بأنه سيحرجني و قد يطلب الحصول على شيء بجانبي خلفي , أيا كان لكنه شابك أصابعي على ذراع السرعة لأعلق عدستي بالنظر اليه طوال الطريق , سعادتي لا تترك لي المجال للشعور بالخجل فلا بأس ان أنا نظرت الى زوجي و أحدهم قد بدأ يسأم الوضع فكلما يميل رأسه لاختلاس النظر الي يصدم بأنني لم أشح وجهي عنه بعد  قد يعتقد أنني أحاول الثأر لنفسي و لكنني لم أفكر بذلك البتة فقط أشعر بأن الامر حقيقي عندما أبقى على هذه الحالة نظر الي ببرود " لم تنظرين الي هكذا ؟ " ليدور عينيه مركزا على الطريق فكبحت ابتسامتي قلت مشيرة الى النافذة " أعجبني المنظر بجانبك " ليقطب حاجبيه بخفة و يسود الصمت بيننا أعتقد أنني قد سجلت هدفا شرفيا أخيرا و لن أبحث عن غيره فأنا أخشى أن يمطر علي بالاهداف لأنه ياغيز ايجمان حرك الذراع الى الخلف بينما يدعس على المكابح لأدرك أننا وصلنا أخيرا , لم أسئله عن وجهتنا مطلقا فلم يتبقي لدي عقل لأفكر بعيدا عنه انه يستوطن كياني اعتدلت بالجلوس لأنظر من النافذة فيقع فكي من صفحة وجهي , منزلنا القديم !! الاهي انه آخر مكان اعتقدت أنني سأمر بجانبه مجددا و لأنه هجره اعتقدت أنه قام ببيعه , اجتاحتني رغبة حادة في البكاء عندما تخيلت أركانه متسالة ما ان حافظ على نفس الديكور بعد مرور كل هذا الوقت أم أنه قام بتجديده , ما ا ن قام بافراغ غرفتي القديمة أم لا ؟ , ماكس ؟؟؟ هل ما يزال يمتلكه أم أنه تخلى عنه أيضا ؟ انزلقت دموعي قبل أن أطأ عتبه حتى اشتقت اليه و أعتقد أنني أصبحت أمتلك فكرة عن تلك الحقائب

صراع القلوب 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن